عرض مشاركة واحدة
  #34  
قديم 02-10-2016, 11:24 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(26) عـَـامٌ جَــدِيـــدٌ ... فَـهَــل مِــن عَــــوْدٍ حــَمِـــيـــــدٍ؟!

قد أظلَّنا عام جديد فوجد أُمَّتنا في حال يُرثَى لها، فقد أحاطت بنا الفتن، وعَمَّ البَلاَء والشَّقَاء، وازداد المسلمون مِن الله بُعدًا، واتبعوا خطوات الشيطان فأمرهم بالفحشاء والمُنكر، وتمرَّد الكثيرُ مِن حُكَّامهم على الشَّريعة، وأعرضوا عن الكِتَاب والسُّنَّة فحَقَّ علينا قولُ رَبِّنا: {إِنَّا لَذَائِقُونَ}؛ أذاقنا اللهُ لِبَاس الجوع ولِبَاس الخوف بما كسبت أيدينا، واقترفت جوارحنا.

وقد نَبَّأنا اللهُ تعالى مِن أخبار المنافقين، وحذَّرنا مِن صفاتهم التي منها ما ذكره في قوله عَزَّ وجَلّ: {أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ}. سورة التوبة، الآية رقم: 126

إنها آية عجيبة! يخبرنا اللهُ فيها أنه قد اختبر المنافقين بصنوف شتَّى من الآيات والفِتَن، اختبرهم بالجُوع والقَحط والشِّدة، وابتلاهم بالأمراض والأوجاع، ومع ذلك فهم لا يتوبون، ولا يتذكَّرون!

وإذا كان القرآن الكريم قد أخبر عن المنافقين أنهم يُفتنون في كل عام مرة أو مرتين، وأن ذلك يكفي للتوبة والتَّذكر، ولكنهم لا يفعلون، أقول: إذا كان ذلك كذلك فإننا نُفتَن ونُختَبَر بأنواع البَلاَء والآيات في كل عام سبعين مرَّة، ومع ذلك فواقعنا يشهد أنه لا توبة ولا تَذَّكُر!

... والفتن التي أحاطت بنا في عامنا كثيرة ومتنوعة سواء على المستوى الخاص في مجتمعنا أو المستوى العام في أُمَّتِنا ...

فــفـــي مـجــتـــمــــعـــــنـــــــا:

فقر وجوع مقترنان بالطمع وعدم القناعة في كثير من طبقاته، وغنى مقترن بالجحود وعدم الشكر في قليل من أفراده وإن شئتَ فقل: اقتصاد مُنهار!

وفى مجتمعنا ظهرت الأمراض والأوبئة والتي أضحت حديث الناس في جميع الأوساط الاجتماعية!

وفى مجتمعنا نحارب الحِجَاب والنِّقَاب!

وفى مجتمعنا أذاقنا اللهُ لباس الخوف بعد لباس الجوع!

وفـــي أُمَّــتِــــنَـــــــا:

حدثت مأساة القرن الماضي في البوسنة والهرسك!

ثم أفغانستان، والشيشان!

وبعدهما غزو العراق وما آل إليه من حال!

ثم سوريا وما يحدث فيها كل يوم!

واليمن، وليبيا!

ومن قبلهم كانت وما زالت مشكلة فلسطين التي استعصت على الحل، وهي صورة تطبيقية للصراع الدائر والدائم بين اليهود والمسلمين!

ومن وراء كل مشكلة من هذه تقف الأمم المتحدة التي اشتراها اليهود لحسابهم لتبارك هذه المشاكل وتبحث عن الوسائل الممكنة لزيادة المشكلة وتعقيدها.

ومهما تحدَّثنا عن مشاكلنا فإن لغة الواقع أصدق قليلاً من لغة الكتابة، لقد آن الآوان لكي نقف وقفة جادَّة صادقة مع أنفسنا لنتساءل أين الطريق؟! بل أين المفرّ؟!

وحتى نقف وقفة على الجواب الصحيح فإنه لا بُدّ لنا من وعي وإدراك وبصيرة ... وبهذه الوسائل نستطيع -بفضل الله تعالى- أن نعرف الحقيقة.

إننا لن ننصُر إسلامنا من خلال الشعارات والهتافات أو المظاهرات والاضطرابات والانقلابات!

وإنما ننصُره إذا أخذنا بأسباب النصر، ولا يمكننا أن نأخذ بهذه الأسباب إلا بعد دراسة واعية وإدراك كامل لما يُرَاد بنا ومنا ولنا!

... إِنَّ الإسلام يواجه حِقد الأعداء، وجهل الأتباع، وتقصير الدُّعاة إليه ...


-- فأمَّا حِقد الأعداء فهو حقد دفين أسود في صدورهم لا يموت إلا بموت صاحبه، أو بدخوله في الإسلام صادقاً لا مخادعاً، ومن الأدلة على ذلك:

1. كتاب الرئيس الأمريكي السابق نيكسون "انتهزوا الفرصة"، الذي هاجم فيه الإسلام هجوماً عنيفاً واتهم المسلمين بالفقر والجهل والتخلف والتطرف، ونصح قومه ودول الغرب بضرورة القضاء على الإسلام قبل أن تؤتى الصحوة الإسلامية ثمارها ... وتطبيقاً لما جاء في الكتاب فإن أمريكا ودول الغرب تُبَارِك الصِّراع الذي يحدث في مصر وغيرها من الدول العربية، لأنه يحقق لهم أهدافهم بسهولة ويُسر!

2. عندما ألَّف المرتد سلمان رشدي كتاب "آيات شيطانية"، استقبلته أمريكا عندما زارها آنذاك استقبال الفاتحين على المستويين الرسمي والشعبي وأثنى الإعلام الأمريكي عليه ثناءً بالغاً، وعبَّر الجميع عن فرحتهم وسعادتهم لأن هذا الزنديق قد هاجم الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجاته.

3. في لندن ومنذ بضعة سنوات ظهر في الأسواق حذاء جديد سعره 120دولاراً كُتِبت عليه آيات من القرآن الكريم باللغة العربية.

4. في إيطاليا منذ سنوات عِدَّة أُقِيم مَلهى ليلياً أطلقوا عليه اسم "مكة".


-- وأمَّا جهل الأتباع: فهو أمر واقع لا يحتاج إلى بيان وهذا الجهل يرجع في غالبه وأكثره إلى التعتيم الإعلامي البغيض الذي يحول بين المسلمين وبين معرفتهم الصحيحة لأحكام الدِّين ومسائله ... ويرجع الجهل في جانب منه إلى انقراض دور الأسرة والمؤسسات التعليمية في تربية الأجيال.

-- وأمَّا تقصير الدُّعاة فهذا يحتاج إلى وقفه جادَّة من جميع المؤسسات الدعوية: الأزهر، الأوقاف، الجمعية الشرعية؛ وغير هؤلاء ... فيجب على الجميع أن يضعوا الخطط اللازمة لرفع مستوى الدُّعاة بحيث يصل الدَّاعية -التدريج- إلى القدر الذى يمكنه من إقامة الحُجَّة وسَوْق الأدلة ورَدّ الشُّبهة مع رفق في الدعوة ولين في الكلمة وإحسان في الموعظة وحكمة في القول.


وبـــعــــــــد:


لقد آن الآوان ونحن نستقبل العام الجديد أن نُراجع أنفسنا، وأن نتدبر سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن ننتفع بدروس الهجرة المباركة، حتى نحقق العود الحميد إلى الله تعالى.

{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}. سورة الحديد، الآية رقم 16

*********

__________________
رد مع اقتباس