[أحمد محمد التداوى]

وحى البحر لاحمد أمين
هذا هو البحر بجماله وجلاله ,وديع حتى ليلعب به طفل, جبار حتى ليرتعد منه اسطول صورة صادقة

من صور الزمان فى اقباله وتجهمه وابتسامه وعبوسه ولينه وشدته صبور لا ييأس مجد لا يمل

يحارب الصخور الصماء فيغلبها بصبره وينال من قسوتها وصلابتهامع رقته وسلاسته ويذيبها فى

نفسه فاذا هى لا شئ واذا هو كل شئ رابض فى مجثمه معتز بقوته يتحرك من حين الى حين

فيختار اقوى ما أعده الانسان وجهزه بأحسن الالات فيضربه الضربة السريعة الحاسمةتأتى عليه فى

لمح البصر وسرعة البرق (ديموقراطى)بطبعه لا يخشى ملكا لملكه ولا غنيا لغناه و لا بائسا لبؤسه

من اراد ان يستمتع بمائه وجب ان يتقدم عليه بكل علامات الطاعة فيتجرد من مظاهلر العظمة

وأكاذيب الابهة فيخلع حذاءه ويكشف رأسه ويعري جسمه و الا عرفالبحر كيف يؤدبه , كان لا يزال

عمقه الهائل وموجه القوى المضطرب و حركته الدائمة وقوته الضخمة مع ليونته وسلاسته وجمال

منظره الدائم مبعث الحب والاجلال و مثار الشعر و الخيال