اشكرك ابنتى العزيزة على اعطائى هذه الفرصة و أعتذر عن التأخير
و أكثر ما أود التحدث فيه هو الشأن المصرى العام و ما نمر به هذه الفترة من صراعات متباينة بين مختلف القوى السياسية ليس فقط فى المجال السياسى و لكنه للأسف امتد الى خلافات دينية مذهبية و خلافات ثقافية بين طوائف الشعب المصرى
- و رغم قيام الثورة المصرية بمبادئ محددة وواضحة كان المفروض أن يلتف حولها الجميع ، الا أنه للأسف تاهت هذه المبادئ و الطموحات مابين صراعات سياسية الهدف منها هو الوصول الى الحكم مابين جماعة كنا ندافع عنها فى الماضى و نطمح بما لديها من تنظيم و خبرة سياسية فى السابق أن تقود البلاد الى توافق سياسى مفقود و ما بين قوى سياسية معارضة و للأسف الشديد أصبحت ضعيفة و مترهلة و أسيرة لمصالحها الذاتية .
- و للأسف امتد الخلاف الى ثوابت دينية فظهرت بيننا جماعات تتناسى الواقع المصرى المتنوع و تتناسى أن مصر تقوم فى الأساس على فكرة المواطنة و الانتماء الى الوطن بصرف النظر عن الدين أو الجنـس ، فبدأت تصدر الينا أفكارا و فتاوى كانت خاصة بعصرها و ظروفها و لا تتناسب مع واقعنا ظنا منهم أن هذه الفتاوى و هذه الأفكار هى و الدين شئ واحد ، متناسين أن الدين الاسلامى أعظم و أشمل من أن نحصره فى فتاوى جماعة واحدة أو فصيل واحد .
- و لكن أجمل ما فى الثورة المصرية و مايجعلنا مطمئنين وواثقين من نجاحها ان شاء الله ، أنها كانت نتاج شباب مصر الثائر الأول و الذى يرجع اليه الفضل فى قيامها ، و مع كل مايدور فى مصر من أحداث مخيبة للآمال ، الا أننا نجد أن شبابها مازالوا هم الثائرين الحقيقيين الذين يسعون الى استعادة ثورتهم و مبادئها ، نثق فى الله سبحانه و تعالى أن هذه الاحباطات مآلها الى زوال ، كما نثق باذن الله أن شباب مصر و فتياتها بثقافتهم ووعيهم قادرين على تحقيق طموحات الشعب المصرى و النهوض بمصرنا لتكون دولة عصرية متمسكين بديننا و قيمنا و مسايرين لعصرنا
أنتهيت
و أرشح أستاذتى الفاضلة نغم
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك