عرض مشاركة واحدة
  #1581  
قديم 26-12-2017, 05:30 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي



محمد سعيد باشا بن محمد علي
والي مصر في الفترة ما بين عامي 1854-1863

هو ابن محمد علي باشا ، ولد سنة 1822م واختار له والده السلك البحري فدربه على فنون البحرية وجعل شأنه شأن تلاميذها ، ولما أتم دراسته انتظم في خدمة الأسطول ، واعتاد النظام الذي هو أساس الحياة العسكرية ، وارتقي سعيد في المراتب البحرية حتى وصل في أواخر عهد أبيه إلى منصب القائد العام للأسطول , وقد امتاز سعيد بالعديد من الأخلاق الحميدة منها شجاعته وميله إلى الخير وتسامحه وحبه للعدل.



إنجازاته :-




1- قام بتخفيض الضرائب على الأرض الزراعية ، وأسقط المتأخرات التي وصلت إلى 800.0000 جنيه فاستراح الفلاحون من أعباء الضرائب والمتأخرات التي كان عمال الجباية يرهقونهم للحصول عليها .
2- منح الفلاحين حق تملك الأرض فشعروا بالراحة والطمأنينة ، علاوة على ذلك ألغى ضريبة الدخولية التي كانت تجبى على الحاصلات والمتاجر فكانت مصدر إرهاق للأهالي وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار واشتداد الغلاء.
3- قام بتطهير ترعة المحمودية وإتمام الخط الحديدي بين القاهرة والإسكندرية الذي كان قد بدأه عباس حلمي باشا الاول . كما مد الخط الحديدي بين القاهرة والسويس وفتح للمواصلات سنة 1858 فعاد على ميناء السويس وعمرانها بالفوائد الجمة.
4- أصدر لائحة المعاشات للموظفين المتقاعدين وأصلح مجلس الأحكام بعد أن قام بعدة تغييرات في هيكله، كما أصلح القضاء الشرعي. كما منع نقل الآثار المصرية إلى الخارج التي كانت نهباً لتجار الآثار والمغامرين ، وجمعها في مخازن أعدت لها في بولاق. وأصلح جامع السيد البدوي في طنطا، وأصلح نظام الإدارة وأنهى الاختلاط الذي كان متبعاً في التقويم حيث كان هناك التقويم الهجري والميلادي والقبطي فحدد لكلٍ وظيفته.
5-قام ببتقصير مدة الخدمة العسكرية ثم عممها على جميع الشبان على اختلاف طبقاتهم، فجعل متوسط الخدمة سنة واحدة وبذلك أدخل في نفوس الناس الطمأنينة على مصير أبنائهم المجندين، وعلاوة على ما تقدم فإن سعيد باشا عنى بترفيه حالة الجنود والترفيه عليهم من جهة الغذاء والمسكن والملبس وحسن المعاملة وكان سعيد ميالا إلى ترقية الضباط المصريين.
6- أمر سعيد باشا بدخول أولاد مشايخ البلاد وأقاربهم في العسكرية، وكان نتيجة ذلك دخول أحمد عرابي وأمثاله في سلك الجندية



سلبيات عهده :-




إغلاق المدارس العليا (الكليات) التي أنشأها والده و مقولته الشهيرة «أمة جاهلة أسلس قيادة من أمة متعلمة»



نقد ذاتي :-




كتب نوبار باشا في مذكراته عن دموع حاكم من حكام مصر سالت غزيرة منهمرة ، لكنها سالت قبل أن يترك الحكم ، وهو ما أعطى لها معنى شديد الخصوصية ، كانت تلك دموع والى مصر سعيد باشا الذي أغرق البلاد في أزمات اقتصادية جسيمة بسبب ثقته بالمغامر الفرنسى ديليسبس ، وقد رآه نوبار يبكى في ليلة تسبق سفره إلى باريس والباب العالى لمحاولة حل أزمات البلاد ، اندهش نوبار ، فقد كان يرى الوالى دائما مرحا غير مكترث بشىء، وعندما سأله عن سبب بكائه فوجئ به يقول «لقد خربت مصر ، خربتها تماما ، ماذا سيقولون عنى ؟» ، حاول نوبار أن يخفف عنه ويذكّره بإنجازات حقيقية فعلها لمصلحة الشعب الذى كان يمتلك أحلاما عظيمة من أجله ، فهدأ سعيد قليلا وقال له «بلى ، لقد فعلت كل شىء من أجل رفعة الشعب المصرى» ، بدا نوبار في مذكراته خجلا لأنه لم يصارح سعيد بالحقيقة الكاملة ، لكنه التمس العذر لنفسه لأنه كان يهدف إلى مواساته لا إلى إثارة شجونه ، لكن طمأنة نوبار لم تُزِل مخاوف سعيد تماما ، فقد ظل في أواخر أيامه مشغولا بما سيقوله التاريخ عنه ، لدرجة أنه سأل خادمه- و يدعي عنترى - وهو يصب عليه الماء خلال حمامه اليومى «عنترى ، ألم تفكر أبدا ماذا سيقول التاريخ عنك؟ ألا تخجل أم أنك لا ترغب في أن يقول التاريخ بأنه كان هناك عنترى إلى جوار أمير كبير، وكان يستطيع أن يتكلم معه لكنه لم يفعل شيئا من أجل قريته ولا أهله؟أهذا ما تريد أن يقول التاريخ عنك؟»، يروى نوبار أن سعيد وسط انشغاله المحموم بما سيقوله التاريخ عنه ، سأل مرة حلاّقه العجوز الحاج على عما سيقوله التاريخ عن عرفان رئيس خدم قصر الوالى ، فأجابه الحاج إجابة عبقرية «سيدى ، سيقول التاريخ إن عرفان كان يأكل ويشرب ويدخن وينام » ، ودفع الحاج ثمن تلك الإجابة خمس عشرة ضربة بالعصا لأن عرفان كان يسترق السمع من وراء الباب .
الصورة لمحمد سعيد باشا والي مصر سنة 1860




الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس