عرض مشاركة واحدة
  #1588  
قديم 27-12-2017, 06:29 PM
الصورة الرمزية محمد محمود بدر
محمد محمود بدر محمد محمود بدر غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 23,998
معدل تقييم المستوى: 38
محمد محمود بدر is just really nice
افتراضي

إحتشاد أهالي القاهرة في ميدان رمسيس سنة 1895 للمشاركة في مراسم تشييع جنازة الخديوي اسماعيل .
" كان يسمي ميدان باب الحديد وقتها "

تولي اسماعيل حكم مصر سنة 1863 و تم عزله عن العرش سنة 1879 .
- فى يوم الخميس 26 يونيو 1879م اصدر السلطان العثماني فرمان بعزل الخديوي إسماعيل عن حكم مصر وتولية ابنه الاكبر محمد توفيق باشا بدلا منه.


جاءت البرقية صباح 26 يونيو واستقبالها زكى باشا التشرفاتى فأرادا التخلص منها فأعطاها لاحمد باشا خيري المهردار وهو أقرب المقربين للخديوي ولكنه استهول الامر ، فوضعت الصدفة شريف باشا رئيس مجلس النظار لتقديم البرقية للخديوي فرأى شريف باشا ان واجبه الوطني يحتم عليه إبلاغ الخديوي فصعد للدور الثاني لقصر عابدين فبدا إسماعيل هادئا فقد كان يتوقع الأمر ، فأمر إسماعيل شريف باشا بالذهاب إلى سراي الاسماعيليه لاستدعاء الخديوي الجديد.



• بين الأب والابن:


كانت برقية مماثلة قد وصلت لتوفيق باشا ، فأصطحب توفيق شريف باشا عند وصوله إلى قصر عابدين ولكنه صعد وحده إلى أبيه وهنا نادي إسماعيل ابنه توفيق :أفندينا"....ويقال -وهذا أمر مستبعد- ان اسماعيل قبل يد ابنه توفيق حاكمه الجديد.


........ لم يكن الخديوي اسماعيل يعلم ان الأرض ضاقت عليه لهذا الحد حيث منع السلطان العثماني تواجده فى اى من الاراضى العثمانيه ، ورفضت معظم الدول الاوربيه دعوته للاقامه بها عدا أسرة عمانويل حيث رحب فيكتور عمانويل ملك ايطاليا بدعوة اسماعيل للاقامه بها حيث كانت علاقتهما جيده منذ زمن.


• في 30 يونيو 1879م:


خرج الخديوي المعزول مع الخديوي توفيق لمحطة القطار متجها من القاهرة إلى الاسكندريه- وقد خرج إسماعيل في موكبه الملكي محاطا بالفرسان والموسيقى والشعب أيضا الذي خرج لتوديع إسماعيل"ليس من عادة الشعوب توديع حكامها المهزومين" – ولكن مع إسماعيل الأمر مختلف فحظي بشعبيه كبيره عند خروجه من مصر وبوداع أدهش الجميع...
- وفى المحطة عانق إسماعيل ابنه لأخر مره حيث انه لم يرى بعضهما مره أخرى.
- عاش بعدها إسماعيل في نابولي أسوا فترات حياته إذ ظل يلح على السلطان العثماني السماح له بالاقامه في اسطنبول إلى إن أدرك السلطان ان بقاء إسماعيل بجواره أفضل من إن يظل بعيد عنه .



• في 7 يناير 1892م:


... توفى الخديوي توفيق وتولى ابنه عباس حلمي الثاني وهو دون سن الرشد حكم مصر...
- وفى يوليو 1893م أعلن الخديوي عباس حلمي الثاني ذهابه إلى الاستانه لشكر السلطان العثماني على الموافقة على توليه حكم مصر.
- وقد ذهب عباس فى ثلاث سفن هي "الفيوم" "الشرقية" "القاهرة" وكانت هذه الزيارة هي الأولى لحاكم مصر منذ أخر زيارة قام بها الخديوي إسماعيل...... وقد استعد إسماعيل لاستقبال حفيده فأستقل زورقا لملاقاته



• الجد والحفيد :


هاهي الأيام تتوالى على إسماعيل لملاقاة حفيده لتطفئ نار شوقه لمصر – وحول هذا اللقاء يقال إن الخديوي عباس انزلقت قدماه فسنده جده إسماعيل في مشهد مؤثر وبعدها حاول عباس تقبيل يد جده ولكن إسماعيل لم يمكنه من ذلك .
- وفى هذه الزيارة طلب إسماعيل من الخديوي عباس السماح له بالاقامه في مصر ولكن عباس أرجى الأمر للعرض على مجلس النظار الذي رفض بشده ويقال إن وراء الرفض نوبار باشا ويرجع البعض سبب الرفض الى عباس نفسه خوفا من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها إسماعيل.
• فى يناير 1895م أمر الخديوي عباس عميه الأمير احمد فؤاد والأمير محمود حمدي يالذهاب الى اسطنبول للاطمئنان على إسماعيل بعد علمه بمرضه وفى هذه الزيارة طلب إسماعيل من ولديه إن يدفن في مصر وعندما علم عباس بذلك جهز لجده مقبرة بجامع الرفاعى .
....وقد توفى الخديوي إسماعيل فى 2 مارس 1895م.
• وعندما عاد جثمانه إلى مصر استقبله شعبه بحرارة فاقت وداعه. لتنطلق يومه مقولة "الحاكم الذى افقر العباد واسعد العباد "...
• وقد حكم إسماعيل مصر لمدة 16 عام وبقى في المنفى حتى وفاته 16 عام أيضا..



..... ولا يحضرنا هنا الا كلمات قليله - تنسب لاسماعيل قالها لابنته في أواخر أيامه :



الخديوي: اني أخاف من الزمن وأخاف يوما أن يقال أنني بعت البلد
يا أيها الوطن الذي أحببته دوما وأعطاني الكثير
مابعت فيك الغد
إني حلمت بأن أري مصر الحبيبة دائما فوق الجميع
أخطأت في حلمي ولكن لا تقولوا باعها
ليس الخديوي من يبيع
ليس الخديوي يا أبنتي.........
إن قال بعض الناس يوما أنني أخطأت أو أجرمت قولي
لم يكن أبتي نبيا
قد كان يخطئ مثل كل الحالمين من البشر



المصادر


-مجلة الهلال مايو 2001 بقلم محفوظ عبدالرحمن


-الامبراطوريه المصرية فى عهد اسماعيل -تاليف محمد صبرى


-قراءات تاريخية









الصور المرفقة
 
رد مع اقتباس