عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 04-09-2016, 12:16 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(16) الــدِّيــــن والــسِّـــيــــاســـــة!

إنَّ الدَّعوة التي تُنادي بفصل الدِّين عن السياسة تعني أن يكون الإسلام مكانه المسجد وكفى، ولا شأن له بالدولة أو المجتمع!

أو بمعنى آخر فإن الإسلام -في نظر الذين يؤمنون بهذه الدعوة- لا يجمع بين الدِّين والدُّنيا، وليس نظامًا متكاملاً للحياة بجميع نواحيها من سياسة واقتصاد وتشريع ونظام حُكم!

إنَّ فصل الدِّين عن السِّياسة يعني ألاَّ ترتبط الدَّولة بالإسلام في قليل أو كثير، فلها أن تُشكِّل مجتمعها بالشَّكل الذي تهواه، وأن تُشرّع في قوانينها ما تراه وإن تعارض مع شَرع اللَّه، الذي يجب أن يكون في مَعزل تام عن الدَّولة، حتى تُصبح الدَّولة في وادٍ وشرع اللَّه في وادٍ آخر!

وإذا كان الإسلام قد أمرنا بإقامة شريعة الله في الأرض، فإن الله سبحانه لم يجعل ذلك أمرًا اختياريًا لنا أن نأخذ به أو أن نتركه، بل أوجب علينا التنفيذ، وذلك لأن الإسلام كُلٌ لا يتجزأ، وإهمال تنفيذ أمر واحد جاء به الإسلام إنما هو فتنة حذَّر اللَّهُ منها رسولَه صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن الإيمان باللَّه يتطلب منَّا الإذعان لأوامره ونواهيه سواء كُنَّا حاكمين أو محكومين.

إن الحُكَّام الذين يؤمنون بالشيوعية لا يريدون إلا صبغ مجتمعاتهم بالصبغة الشيوعية، وكذلك الحُكَّام الذين يؤمنون بالرأسمالية لا يريدون إلا أن يثبِّتوا دعائم هذه الرأسمالية في مجتمعاتهم!

أما رُؤساء الدُّول الذين يعلنون ولاءهم للإسلام ليل نهار فنرى بعضهم لا يريد لهذا الدين أن يمتزج بالحياة، وكأن الإسلام عدو يعمل ضد المجتمع!

ولو اطَّلعوا على حقيقة الأمر لعلموا أن هذا الدِّين هو الذي يحافظ عليهم إذا أقاموا شرع اللَّه، أمَّا ما يرونه حولهم في بعض البلاد الأخرى من قتـل واغتيـال بحُجّة إقامة جمهوريات إسلامية، فنقول لهم إن الإسلام لا يعترف بهذه المذابـح إطلاقًا، فلا داعي لأن ترتكبوا ذنبًا كبيرًا بتعطيلكم شريعة اللَّه وتحسبونه هينًا وهو عند اللَّه عظيم.

ولكن الذنب الأكبر ذنب علماء المسلمين الذي يحيطون بهؤلاء الحُكَّام، فهم الذين جعلوا الإسلام مطية لكل حاكم، فالإسلام شرقي إن مال الحاكم إلى الشرق، وغربي إن مال إلى الغرب، وأصبح الإسلام على أيديهم سلعة يمكن تشكيلها كما أرادوا، وكلما أرادوا.

وبدلاً من أن يقوم هؤلاء العلماء (الرَّسميون) بتوجيه الحُكَّام ونصحهم، أصبحوا هم الذين يستقبلون التَّوجيه والنُّصح والأمر من حُكَّامهم، وهذا هو دورهم بعد أن أصبحت مناصبهم الدِّينية مِنَّة ومِنحة من هؤلاء الحُكَّام!

يا علماء المسلمين .. يا مَن رضيتم بالخُضُوع لِذُلِّ المناصب:

أعلنوها صريحة عالية مدوِّية، ولا تخشوا في اللَّه لومة لائم:

إنَّ الدَّعوة بإبعاد الدِّين عن السِّياسة لا تُعدّ تعطيلاً لشريعة اللَّه فحسب، وإنما هي عداء واضطهاد لهذه الشريعة!

وتذكَّروا قول اللَّه سبحانه: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. سورة التوبة، الآية رقم: 24

*********


__________________
رد مع اقتباس