الموضوع: دلائل النبوة
عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 04-03-2013, 10:06 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

دلائل النبوة
د. عادل بن محمد السبيعي
الحمد لله الذي بعث في كل أمة نذيراً، وشرف هذه الأمة بمبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فجعله لها سراجاً منيرًا،ومبشرًا نذيرًا، فملأ به الأرض خيرًا كثيرًا، والصلاة والسلام على نبينا محمد صاحب الدلائل الباهرة، والحجج القاهرة، والبراهين القاطعة الدامغة، بعثه الله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى الصحابة والتابعين، ثم أما بعد:
فمن المعلوم بالاضطرار أن الله لم يترك الخلق هملاً، ولم يذرهم سدًا، بل بعث فيهم المرسلين مبشرين ومنذرين، كما قال سبحانه: (ولقد بعثنا في كل قرية نذيرًا)(ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً منهم) وقوله سبحانه وتعالى: (رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل).
أيد الله كل نبي بالآيات الباهرات، وأيد كل نبي بالآيات الباهرات التي لا يستطيع ردها أحد من البشر إلا من كابر وعاند كفرعون ونحوه من طواغيت الأرض. ولقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم من هذه الآيات الشيء العظيم والكثير المستمر، لكونه خاتم النبيين وسيد المرسلين، يقول صلى الله عليه وسلم: "ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة" متفق عليه.
ولهذا تنوعت دلائل نبوته وتعددت وكان القرآن الكريم هو المعجزة العظيمة الباقية الدالة على صدق نبوته وشمول رسالته، صلى الله عليه وسلم، أما سائر الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه فإن دلائل نبوتهم انتهت، كعصا موسى، وناقة صالح، وإبراء الأكمه والأبرص لعيسى عليهم صلوات الله وسلامه، وذلك لأنهم بعثوا إلى قوم خاصين ولم يبعثوا إلى الناس كافة كما هو الحال في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، من أجل هذا بقيت معجزته العظمى دون سائر الأنبياء، كما أن بعض دلائل نبوته لا يزال باقياً كإخباره ببعض المغيبات التي يتوالى وقوعها زمناً بعد آخر.
وقوله سبحانه:
المقصود بدلائل النبوة :
والمقصود بدلائل النبوة العلامات التي يستدل بها على نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والبراهين الظاهرة التي يستوي فيها الناس كلهم غالباً نحو انشقاق القمر ونبوع الماء بين أصابعه وتكثير الطعام ونحوها كما سيأتي بيانه.

القرآن مليء بدلائل النبوة:
وقد دل القرآن على شيء كثير من هذه الدلائل واحتواها في آية فمنها على سبيل المثال:
(وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين) ويقول سبحانه وتعالى:(وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون).
1) إخباره عن الأمم السابقة وما حصل لهم وحل بهم مما يعلم ضرورة عدم شهود النبي صلى الله عليه وسلم أو إخبار أحد له لكونه لم يلتق عن أهل الكتاب ولم يكن بالقارئ صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى بعد ذكره لقصة موسى عليه السلام:
ويقول سبحانه وتعلى في قصة مريم: (وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون).
ويقول جل وعلا بعد ذكر خبر يوسف عليه السلام: (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون).
(آلم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون، في بضعسنين.....) ووقع كذلك وقوله جل ذكره: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا لتدخلنالمسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون). ووقع كما أخبر. وشواهد ذلك كثيرة لا تحصى.

وهناك أمور أخرى احتواها القرآن دلت على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم كإبطاله دين اليهود والنصارى بالحجج الباهرة ورده دعاوى اليهود وأكاذيبهم بالبراهين الساطعة وإخباره عن ما أخفوه من كتبهم على الناس، وصدق الله حيث يقول: (وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين).
2) إخبار القرآن عما سيكون من الحوادث العظام ووقوعها كما أخبر مما يدل على صدق نبوته صلى الله عليه وسلم إذ لا سبيل إلى معرفة ذلك إلا بالوحي الذي لا يكذب يقول تعالى:
3) إخبار القرآن عن اختلاف أهل الكتاب وتفرقهم وسبب الافتراق والاختلاف وحقيقته مما لا يستطيع أحد معرفته إلا من اطلع على كتبهم وعاش بينهم دهرًا وطويلاً ومن المعلوم أن هذا وهذا لم يكن للنبي صلى الله عليه وسلم منه شيء إلا ما أوحى الله تعالى له فعلم بذلك صدق نبوته.
وقد تنوعت دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم الحسية والخبرية بشكل لم يحصل لنبي من الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله وسلامه ويمكن أن نقسم دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم إلى عد أقسام لتتضح.
__________________
رد مع اقتباس