عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 28-08-2016, 12:12 AM
الصورة الرمزية Mr. Hatem Ahmed
Mr. Hatem Ahmed Mr. Hatem Ahmed غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
المشاركات: 59,822
معدل تقييم المستوى: 10
Mr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond reputeMr. Hatem Ahmed has a reputation beyond repute
افتراضي



(9) شـبـابـنــا بـخـيـــر!

لا شكَّ أن الشباب هم عصب الأُمَّة وقلبها النابض، فقيمة أية أمة من الأمم إنما هي في قيمة شبابها، وبمقدار ما عليه الشباب من قيم ومبادئ تكون الأمة، إما إلى رُقِي وتَقدُّم، وإمَّا إلى انحدار وضياع.

مِن هنا كانت عودة شبابنا إلى الله تعالى، واتجاههم إلى الدين، بشيراً بالخير المنتظر، فقد مرَّت علينا فترة من الزمن كانت تيارات الإلحاد هي السائدة، وكانت هي التي تعلو فوق السطح، ولكنها - والحمد لله - كانت كالزبد الذي يعلو صفحة الماء النقي الصافي، وهكذا كانت عودة شبابنا إلى الله، عودة إلى الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها.

ومما يزيد استبشارنا بالخير أن هذه النهضة الشبابية الدينية ملتزمة إلى حدٍّ كبير بالكتاب والسنة وبالنهج القويم الذي كان عليه الصالحون مِن سَلَف هذه الأمة.

ولكن هناك عقبات في طريق هذه الصحوة ... أهـمـهـــا:

أنَّ الشباب لا يجد القُدوة الحَسَنة التي يبادلها الثِّقة من علمائنا، وفي هذا من الخطر ما فيه، فلو جنح بعض الشباب بفكره عن هذا النهج الذي كان عليه سلفنا الصالح ... فأين المُوجِّه الذي يثق به الشباب ليوضِّح ما يكون قد التبس على بعضهم من أمور؟!

وليت الأمر يقف عند حد افتقاد القدوة والموجه، بل الأكثر من ذلك أن يحاول البعض التوجيه والإرشاد، فإذا بهم ينفرون الشباب بل والشيوخ منهم ومن فكرهم.

فإذا لم يفهم الشباب الدين فهماً حقيقياً فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نوع من سوء الفهم والانفصال عن الحياة الاجتماعية والاتجاه إلى ما يمكن أن يوصف بأنه جوانب سلبية.

وإذا كان هناك تطرُّف في فكر بعض الشباب، فالوسيلة إلى علاج ذلك هي الحوار العلمي الهادئ، أما إطلاق كلمة التطرف على بعض المظاهر التي أمر بها الدين فعلاً فإن ذلك يزيد من الهوة بين الطرفين .. تلك الهوة التي كان مفروضاً ألا تحدث .. بل كان الواجب أن يحل محلها الوئام والتلاقي، حتى لا تتشتت جهود الدعاة والمصلحين وتضيع هَبَاءًا مَنْثُوراً.

ولا بُدّ أن يعلم كل مَن يتصدَّى للدَّعوة إلى الله أن الله سبحانه رفع من شأن العلماء حيث يقول: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. (سورة المجادلة، الآية رقم: 11)؛ وهذا الرَّفع لدرجات العلماء لأنهم أكثر الناس خشية لله كما يقول سبحانه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. (سورة فاطر، الآية رقم: 28)؛ وهذا بالتالي يتطلَّب أن يعتبر كل منهم نفسه قُدوة حسنة لغيره، يستجيب لله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، فيُطبِّق تعاليم الإسلام على نفسه وعلى أهله قبل أن ينصح الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .. حينئذٍ يسمع الناس لكلامه.

أمَّا إن أمر ونهى دون أن يعمل هو بهذا الأمر والنهي فلن يستجيب له أحد، لأن كلامه إن وصل إلى آذان الناس فلن يتجاوزها إلى قلوبهم.

وإذا ما فقدنا القُدوة الحَسَنة في مجتمعنا، ثم أخذنا نوجه اللّوم لشبابنا بحُجَّة أنهم لا يفهمون الدِّين فَهماً صحيحاً، وسُقنا الأدلة على ذلك، فإذا هي تدمغنا نحن أيضاً بأننا لا نفهم الدين فهماً صحيحاً .. فكيف يكون حال شبابنا؟!

وهل يبقى على ثقته في هؤلاء الموجِّهين إن كانت هناك ثقة فيهم أصلاً؟!

أم أنه يفقد هذه الثقة نهائياً؟!

*********

__________________
رد مع اقتباس