|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بعد الجرأين الأول والثاني من " بالفساد وحده " لدكتور نبيل فاروق أعود لكم بالجزء الثالث اليوم
"بالفساد وحده (3) روسيا حالة فريدة فى سجل الفساد … ففى عهد القياصرة ، ساد الفساد وانتشر ، إلى الحد الذى زكم كل الأنوف .. إلا أنوف القياصرة ورجال الحكم بالطبع … فكظاهرة عامة ، يبدو من الواضح أن رجال السلطة هم أوّل من يبدأ بالفساد ، سواء بشكل مباشر ، أوبسلبية مدهشة ، تبلغ حد الشك فى الذمم ، فى مواجهته ، والتعامل معه ، مما يكسبهم مناعة خاصة ، لا تبالى بعدها أنوفهم برائحته ، أو أنها تستسيغه فى الواقع ؛ لما يحمله من مكاسب ومنافع لطبقتهم بالتحديد ... المهم أن الفساد قد استشرى وانتشر ، وبخاصة فى وجود ذلك الراهب الرهيب (غير المشلوح) راسبوتين ، الذى قلبها ميغة ، كما يقول أولاد البلد (لو أنه مازال هناك أولاد بلد ) ، وسيطر على الأمبراطور ، والامبراطورة ، والأسرة الحاكمة ، ثم الامبراطورية كلها فيما بعد … وكتداع طبيعى لانتشار الفساد ، وكقاعدة يدركها أى عاقل (فيما عدا الحكّام طبعاً) ، قامت الثورة … والثورة فى روسيا لم تكن بيضاء ، ولم تدّع هذا ، وإنما كانت ثورة غاضبة من الفساد ، ناقمة على كل من ساهم فى وجوده وانتشاره … ومع الثورة البلشيفية الروسية ،طارت آلاف الرءوس ، وانسكبت أنهار الدم ، وأغرقت البلاد من طولها إلى عرضها ، بطوفان من الغضب ، والانتقام ، والقتل ، والتنكيل ، قبل أن تهدأ النفوس وتستقر الأمور …. وبدأت روسيا عهداً جديداً ، بفكر اقتصادى وسياسى مختلف … ولأن النظام كان مثالياً للغاية ، على الورق فحسب ، فقد بدأ الانهيار يحدث رويداً رويداً ، دون أن تدرك السلطة نفسهاهذا ، أو دون أن تعترف به ، لوشئنا الدقة والصراحة … وفى ظل هذا الانهيار المستتر ، والمستمر ، عاد الفساد يستشرى مرة أخرى فى روسيا ... وخاصة بعد انتصارها فى الحرب العالمية الثانية .. فقد تصوّر قادتها أنهم وحدهم صانعو النصر ، مما يمنحهم حق الاستثناء .. والاستبداد .. والسطوة … وكقاعدة أخرى ، تعلمنا أن الاستثناء هو الباب الامبراطورى للفساد … وعلى الرغم من تآكل الاتحاد السوفيتى من الداخل ، ظلت واجهته الخارجية أنيقة مبهرة من الخارج ، فقد لحق بالولايات المتحدة الأمريكية ، فى السباق النووى ، وكاد يتفوّق عليها فى سباق الفضاء ، وأصبح القوّة الثانية والموازية ، فى مرحلة القطبين ... ولكن كل هذا لم يجد شيئاً ... فبعد أكثر من سبعين عاماً من ثورتها ، سقطت روسيا مرة أخرى .. وبالفساد وحده … انكشف المستور ، وانهار الغلاف الخارجى الأنيق ... وسقطت روسيا ... وفى هذه المرّة كان السقوط مدوياً مذهلاً …. لم تشفع لها مشروعاتها الضخمة والعملاقة …. لم تنقذها أقمارها الصناعية ، ولا أسلحتها النووية .. ولا حتى علاقاتها القوية بعشرات الدول … سقطت روسيا لأن حكامها تجاهلوا ما استشرى فيها من فساد ، وأغمضوا عيونهم عنه ، وحاولوا إقناع أنفسهم بأنه أمر جانبى ، لا ينبغى التوقّف عنده ، وسط كل المنجزات الأخرى …. التهم الفساد كل عظمة روسيا ، ومضغ أوّل ما مضغ اولئك الذين ساعدوه ، وحموه ، وسمحوا له بالتوحّش والانتشار … والآن ، وبعد مرور سنوات على السقوط الثانى ، وعلى الرغم من كل المحاولات المستميتة لاسترجاع المجد القديم ، مازالت روسيا مرتعاً للفساد ، ومستنقعاً للجريمة والتسيّب …. وكل هذا بسبب الفساد .. الفساد الذى كان أيضاً السبب الرئيسى لسقوط واحدة من أقوى الدول فى منطقتنا ، و … ولهذا قصة أخرى " أرجوا الأفادة . . .
__________________
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|