قصص قصيرة جداً بقلم / احمد رضا

[احمد رضا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير ويارب تكونوا أفضل من قبل كدا


- [ أى أحمق ؟! ] -

أحبَ بصدقْ ... ولأنه أحبَّ بصدق فكان طبيعياً أن يتألم بصدقْ.. عندما رأى خيانةَ حبيبته بأم عينيه ، مشهدٌ صعبْ صعب .. يمزق نياطِ القلبْ .. تركها حيث رأها و هرعَ للبيته مسرعاً هائماً علي وجهه .. تكاد تُفجر شراينه نيران الهزيمة المُلتهبة .. لم يجد ملاذاً سوى أن ارتمى بالحضن الدافئ المفتوح دائماً .. بكى كثيراً وأنتحب أكثر كلما مَسَحت دموعَ عينيه .. شملته بعطفها وتفهما الأمر .. أي أحمق الذي يترك زوجة مثلها تحتويه في مثل هذى الظروف ؟!

- [ سؤال واحد لا أكثر ! ] -

ثلاثةَ أعوام ٍ بكهفِ اليأس ِ القاتم ، ومرارةِ العيش التي أذابت جسده ونحلته ، كل ما يفعله هو الخروج نهاراً والعودة ليلاً مع بعض من طعام ٍ يُقيمُ ظهره نصف إقامة .

يُفتحَ البابُ برفق ٍ كساه الريب ، دَخَلـَتْ هي للغرفةِ المُتهالكة ، حيثُ الإضاءة الصفراء الخافته و العنكبوت يتدلي علي النوافذ المتكسره وطلاء الحوائط المهترئ ـ والكُتب المُتناثرة يميناً ويساراً ، بينما هو يجلسُ تائهاً علي مَكتبه الخشبى وقد نخره السوس ، مُمسكاً ببقايا قلم ٍ رصاص ، يُداعب قطعة ورق ٍ صفراء بسن قلم ٍ رصاصٍ مقصوف .
ألقت عليه التحية .. لا تكلمَ ولا ألتفت ولا تحركَ قيدَ أُنملة .. ترقرقَ الدمعَ في عينيه هذه هي الحركة الوحيدة القائمة بالفعل .. إن لم نحتسب ارتفاع الصدر هبوطاً وصعوداً كشئ ٍ حتمى .. كان من الغريبُ والمُقلق جداً أن تنقطع أخباره فجأة .. فعموده الشعرى الإسبوعي في جريدة " المواطنْ " كان خير رسولٍ عنه ، جاءت لسؤال ٍ واحد ٍ .. سؤال واحد لا أكثر !

هى : - لِماذا إمتنعت عنْ كتابةِ الشِعر ِ بَعْدَ إنفصالنا ؟
هو : - لأنه الحياة ْ ..
هى : - عجباً ولِماذا تَوَقْفتُ عَنْ الحَياة ِ ؟!
هو : - لأنكِ شِعرْ !

- [ ضجر ] -

يُحكي اننى قد مللت ُ من سماع الأخبار السيئة عن بلادي .. لم يعد هناك شيئا ً طيبا ً لاثني عليها .. فصعدت ُ إلي سطح عمارتنا لاشتم الهواء النقي .. انزلقت وانا اتحسس الحافة بقدمىّ .. سقطت ومت !

بقلم / أحمد رضا