#1
|
||||
|
||||
![]() صوت يصرخ في عتمة الليل : يا بلد معاندة نفسها فيها كل حاجة و عكسها حقيقي أنا صبري انتهي و القلب مليان بالألم اعتدل الطبيب في جلسته ، و أراح ذقنه علي راحة يده ، و هو يتأمل الجالس أمامه قائلا : - ممكن تكلمني شوية عن شغلك ؟ ابتسم الجالس تلك الآبتسامة التي تبدوا أقرب للبكاء و أخذ يتكلم كانه يسترجع شريط فيديو من اوله : - أول ما عرفت اني حاستلم الشغل ، كنت فرحان جدا ، ممكن تقول كنت طاير من الفرح ، و بصراحة ما زعلتش ان المدرسة في آخر الدنيا ، لأنه كان مسيطر عليا مبدأ " ان المعلم ذي الدكتور بالظبط ، لازم يؤدي رسالته في أي مكان " ابتسم الدكتور - رغما عنه - و هو يقول : - و بعدين ؟ - شيلت الشنطة ، و سافرت للمجهول ، مدرسة "كفر شنتح الابتدائية" ، و قعدت في طريقي أسأل عنها طوب الأرض ، المهم بعد قرن من الزمان ربنا أكرمني بالوصول ، و قد كانت صدمة البداية . لوح خشب كتب عليه بخط طفولي و بالطباشير اسم المدرسة ، أما عن المدرسة نفسها فهي عبارة عن سور من الخوص يحيط بحوش ترابي ، في وسطه عامود صدئ من الحديد ، أعلاه خرقة بالية يظهر عليها ألوان حمراء و سوداء و بيضاء باهتة ، يقف أعلي العامود غراب أسود مصاب باكتئاب مزمن ، و يبدو عليه أنه موشك علي الانتحار . أزحت ذلك الشئ الذي من المفترض أن يكون بابا ، فتهاوي خلفي محدثا جلبة كافية بايقاظ الموتي من قبورهم ، و دخلت قارئا المعوذتين في سري ، و لمحت مبني كئيب في أقصي يمين الحوش الترابي ، اقتربت منه فتبينت أنه مبني من الطين ، و به شقوق أصغرها كاف ليصبح بيتا لعائلة من الدببة القطبية . عندها ظهر مدير المدرسة ، و هو رجل مهيب الطلعة ، ذلك لو تغاضينا عن أنه يلبس شبشب بلاستيك من النوع المخصص لدخول دورات المياه ، و بنطلون بدون حزام مرفوع حتي بداية الرئتين ، و قميص لا تدري هل لونه الأساسي رمادي غامق أم كان أبيض أيام الحملة الفرنسية ، و أخيرا شئ استنتجت بذكائي أنه جاكت بدلة و ان كنت أشك في ذلك . نظر لي المدير في توجس و هو يقول مرحبا : - يا أهلا و سهلا يا بيه ، أي خدمة ؟ فتحت فمي لأجيبه ، و لكنه بادرني قائلا : - أكيد سيادتك متابع من المديرية ، لكن ايه اللي فكركم بينا يا سعادة البيه ، دا أنا بقالي 15 سنة مدير للمدرسة و ما حدش جه يمة المدرسة . تنحنحت قليلا و قلت : - أبدا يا فندم أنا مش متابع من المديرية ، أنا م.... تحول لونه للون الأصفر و هو يقول : - تكونش لا قدر الله من الوزارة . - لأ ، و لا دي كمان ، أنا المدرس الجديد . هنا استعاد المدير طبيعته ، و اذداد طوله مترين ، و رفع عقيرته قائلا : - نعم يا خويا ، موش تقول كدا من الصبح ، تعالا ورايا ع المكتب . و دخلنا سويا لكهف أدركت أنه المكتب الزعوم و كانت البداية الي اللقاء في حلقة قادمة و كل عام و أنتم متثبتين
__________________
|
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|