الغرب يحاول رسم خرائط كراهية او فتنة طائفية في الشرق الاوسط

[مسترسمير إبراهيم]

الغرب يحاول رسم خرائط كراهية او فتنة طائفية في الشرق الاوسط

اكد الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك -مراسل صحيفة الاندبندنت في منطقة الشرق الاوسط- ان الغرب يحاول رسم خرائط كراهية او فتنة طائفية في الشرق الاوسط حتى يزرع الخلافات والانقسامات بين سكانها, وانه نجح في ذلك داخل العراق ولبنان ومصر ايضا.. والعرب يساعدون الغرب في رسم هذه الخرائط, لان الانظمة العربية تعمل لصالح الحكومات الغربية!! وان على الدول العربية ان تسعى الى تحقيق ما تريده بنفسها وتكف عن طلب المساعدة والنصيحة من الغرب لانه سيأتي ويجلب جنوده معه:
وقال فيسك -في محاضرة في المركز الثقافي البريطاني في القاهرة- انني منذ حوالي 20 سنة شاهدت خريطة لمصر تقسمها الى قرى مسيحية في الصعيد واخرى مسلمة في الدلتا ملونة بالاخضر والازرق كما كان يفعل في بلفاست عندما كانت المناطق البروتستانتية تلون بالبرتقالي, والكاثوليكية بالاخضر, وكنا نقول اننا اذا مزجناهم سنحصل على »كوكاكولا«.. والعرب يساعدوننا في ذلك لاسباب مختلفة, واتذكر هنا عدد مجلة التايم الاخير حيث وضعت على الغلاف صورة لاثنين من المسلمين وكتب تحت الصورة يقول »السنة والشيعة لماذا يكرهون بعضهم البعض« هذا ما يفعله الغرب باستمرار!!
واضاف: اذا عدنا عدة سنوات للوراء عندما انتهت الحرب العالمية الاولى وسقطت الامبراطورية العثمانية, سنجد ان فرنسا وبريطانيا رسمتا بعد 17 شهرا من انتهاء الحرب حدودا للشرق الاوسط وافغانستان ويوغسلافيا, وظل سكان هذه المناطق يحترقون داخل تلك الحدود في بلفاست وسراييفو وبيروت وبغداد.. والغرب دائما حريص على التقسيمات الطائفية, واذا كانت الدولة كلها من المسلمين السنة فانه يبحث عن تقسيمات اخرى, فهل هم سنة سلفيون ام وهابيون ام معتدلون, وفي حالة ايران وهي دولة شيعية يقسمها الى معسكرات مثل معسكر احمدي نجاد ومعسكر خاتمي ومعسكر خامنئي.
وهذه التقسيمات تتم بمساعدة العرب انفسهم, فلو ذهبت الى لبنان مثلا لا تسأل عن الديانة ويكفي ان تسأل عن مكان الاقامة, فاذا كان من الضاحية الجنوبية في بيروت مثلا فهو مسلم شيعي وهكذا, واعتقد ان اللبنانيين انفسهم يفعلون نفس الشيء وليس بنفس الصورة التي نقوم نحن بها, لكنهم يفعلون ذلك بالتأكيد, وتستخدم الاسماء للدلالة على الانتماء الديني والطائفي!!
والغرب دائما يبحث عن الانقسامات, فكان يتحدث عن طالبان كعدو سني كبير, ثم ايران التي تضم شيعة التي يكرهها اليوم اكثر من اي دولة اخرى, ثم صدام العدو الاول لايران, واليوم بعدما ذهبت طالبان وصدام, بحث عن شيء آخر فبدأ الحديث عن الشيعة والمسلمين والتركمان, وفي خطاب الرئيس الامريكي جورج بوش امام الجمعية العامة للامم المتحدة في 12 ايلول عام 2002 نجد انه قال: ان الناس تريد التحرر, السنة, الشيعة, الاكراد, والتركمان لا اعرف من اين جاء بالتركمان وهم اقلية صغيرة, لكنه لم يذكر العراقيين, وفعل ذلك لاحقا, لكنه لم يفعلها في ذلك الوقت مما يعني ان بوش في الخطاب حاول تقسيم العراق!!
وقال روبرت فيسك: ان الغرب لا يهتم بقراءة التاريخ او بالناس في المنطقة, وان الغربيين حتى لو قرأوا التاريخ فانهم يكررون اخطاءهم.. وان كلا من الرئيس الامريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني بلير لا يهتم بالشرق الاوسط, وحتى مرشح الانتخابات الرئاسية 2008 اوباما اعلن اهتمامه باسرائيل مع انه لا بد ان يهتم بالمنطقة كلها.. انهم جميعا يفكرون بطريقة الزعيم البريطاني تشرشل الذي كان يقول بجعل الدولة اليهودية قرية لتتصدى لجيرانها العرب!!
وتوقع فيسك وقوع حرب اخرى بين اسرائيل وحزب الله.. ولكنه قال انه لا يمكن تحديد موعدها ولكنه لاحظ خلال زيارته للبنان قبل ايام ان مظاهر وجود الحزب لا تذكر, ولكن عند الاقتراب من الحدود الاسرائيلية في الجنوب يكون ظهور افراد الحزب مفاجئا ولا تعلم من اين جاءوا, وبالنسبة لجنوب لبنان فان حزب الله لا يشكل تهديدا لقوات الامم المتحدة هناك ولكن التهديد يأتي من جانب مجموعة القاعدة الصغيرة في تلك المناطق.. وفي الحقيقة ان مأساة لبنان وجدت لانها شكلت من قبل الفرنسيين على اسس طائفية ومذهبية, ولا يمكن لدولة شكلت على هذه الاسس ان تكون مدنية, لان الشخص في هذه الدولة يتولى المنصب بناء على انتمائه الطائفي وليس على اساس الافضلية والكفاءة بغض النظر عن المذهب والطائفة, ففرنسا اوقعت لبنان في فخ حيث جعلت هوية البلاد طائفية ومذهبية وهذا ما حدث في العراق ايضا.
واضاف: ان الولايات المتحدة الامريكية ستخرج من العراق, وان الامريكيين يمهدون لذلك بترديد مقولة: ان العراقيين لا يستحقون وجودهم لانهم يفضلون الحرب الاهلية على الامن والاستقرار, ويستخدمون هذه اللهجة على نطاق واسع جدا, مع العلم بان عدد المقاتلين الاجانب في العراق يصل الى 140 الف مقاتل يدخلون من الحدود الايرانية والسورية!!
ان الغرب يحرص على الكتابة عن الاختلافات والانقسامات في العالم الاسلامي ويعمد دائما الى رسم خرائط طائفية في المنطقة, وهذا ما حدث في العراق, فهناك سنة في الوسط واكراد في الشمال وشيعة في القاع, وهناك خريطة مشابهة في لبنان, والغرب فعل نفس الشيء في شمال ايرلندا, حيث قسم المنطقة بين مسيحيين بروتستانت وكاثوليك, وذلك لانه يحب ان يظهر كيف ان سكان هذه المنطقة منقسمون ومختلفون, مع انني يمكنني ان افعل نفس الشيء في بريطانيا واقسمها لمناطق اسلامية واخرى مسيحية, لكن الصحف البريطانية لا تفعل ذلك, كما يمكن رسم خريطة لواشنطن تقسمها الى مناطق للسود واخرى للبيض, لكن نحن لا نفعل ذلك لاننا نحب -اي الغرب- ان نعطي انطباعا لمجتمعاتنا باننا امة موحدة بسبب الحضارة والمدنية, ونحاول في نفس الوقت تذكير الاخرين بانقساماتهم!!
وقال فيسك في ختام المحاضرة: اعتقد انكم ستتفقون معي في ان العرب تابعون, ولا توجد عندهم ديمقراطية, ونحن »اي الغرب« لن نمنحكم الديمقراطية لاننا نرغب ان تكونوا تحت السيطرة, وانظروا ما حدث في فلسطين, واعتقد ان احدى المشكلات الكبرى في العالم العربي انكم تعرفون الغرب على انهم اعداء محتملون لكن في نفس الوقت تسألون النصيحة والمساعدة!! احد الاشخاص سألني منذ عدة ايام كيف يمكن ان نجعل مصر ديمقراطية, فقلت له انت تسألني انا البريطاني, يجب ان تقرر انت بنفسك لانك مصري, لكن للاسف العرب يريدون نصائح للاصلاح والديمقراطية, وانا اتساءل لماذا يجب ان تكون الديمقراطية متشابهة لما يقوله بلير او بوش او مبنية على النموذج الايسلندي او السويدي؟!

[aymaan noor]

بارك الله فيك على هذا المقال الرائع ، والمشكلة فعلا أننا تابعون ، ورغم ادراكنا لهذه الحقيقة ومدركون أيضا ولأهداف الغرب الا أن حكوماتنا لا تفعل شيئا ، نحن فى حاجة الى اكتشاف قدراتنا كمصريين ، نحن فى حاجة الى أن ننهض ونبحث عن حلول لمشاكلنا التى تتفاقم يوم بعد يوم ، ولا يعلم احد مدى عواقبها الا الله
مرة أخرى مشكور على هذا المقال القيم

[مسترسمير إبراهيم]

جزاكم الله كل الخير على مشاركاتكم العطرة وندعو الله العلى العظيم أن يوفق قادتنا فى النهوض بأمتنا ونمو وحدتنا ضد أعدائنا المتربيصن بنا
والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

[ayid]

هذا كلام صحيح مائة بالمائة من صحفى قضى اكثر من 30 عام فى الشرق الاوسط .
واننا ندعوا الله ان يهدى زعماء هذه الامة وردهم الى دينه رد جميل