المانيا: استضافة حسني مبارك غير وارد وحقوقيون تعهدوا مقاضاته في حال وصوله

[عاشقة الاسلام والمسلمين]

دعا وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس الجمعة من مقر البعثة الالمانية في الامم المتحدة في نيويورك إلى البدء الفوري في عملية الإصلاح الديمقراطي في مصر. وقال الوزير الألماني في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (زد دي إف) إن ما يعني المجتمع الدولي هو 'أن يبدأ التغيير الديمقراطي الآن. ليس في أي وقت لكن الآن'.
ورأى فيسترفيله أن خطاب الرئيس المصري حسني مبارك الذي أدلى به الليلة الماضية لم يسعد الناس في مصر وقال إنهم فقدوا الثقة في مبارك.
وقال فيسترفيله إن الواضح تماما الآن هو أن الناس الذين يتظاهرون في مصر وأن الشعب المصري لا يثقون في تولي الرئيس مبارك للعملية الانتقالية في البلاد. وأضاف الوزير الألماني قائلاً: 'ينظر العالم الآن إلى مصر نظرة لا تخلو من القلق. نطالب وننتظر أن لا تتم عرقلة الناس الذين يرغبون في التظاهر اليوم وألا يتم استخدام العنف ضدهم'.
واعرب عن خشيته من ان لا يساهم هذا الخطاب في تهدئة الوضع في مصر. واضاف ان 'قلق الاسرة الدولية هو بالاحرى اكبر بعد الخطاب عما كان عليه قبله'. ودعا الوزير الالماني المتظاهرين الى التخلي عن العنف. وقال 'نراهن على تغيير سلمي' مضيفا انه يحق لهؤلاء المتظاهرين تحقيق تطلعاتهم 'من اجل الحرية والديموقراطية والمستقبل والتغيير'. وسوف يشارك فستر فيليه في مناقشات مجلس الامن الدولي الجمعة في نيويورك كون بلاده عضوا غير دائم في المجلس اعتبارا من هذا العام ولمدة سنتين.
من جهته قال أودو شتاينباخ الخبير في شؤون الشرق الأوسط والبروفسور بمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة ماربورج في تصريحات للقناة الثانية في التليفزيون الألماني (زد دي إف) أمس الجمعة إنه يتعين على الرئيس المصري حسنى مبارك الاستقالة في غضون 48 ساعة محذرا من احتمالات وقوع انقلاب عسكري. وقال الخبير الالماني إن هناك سيناريوهين لا ثالث لهما وهما: 'اما ان يستقيل (مبارك) خلال فترة وجيزة وإلا فان الجيش سيتدخل'. وحذر الخبير من أن حدوث السيناريو الثاني يجعل من الممكن تكرار ما حدث في مذبحة تيانانمين عندما قمع الجيش الصيني المتظاهرين بالقوة عام 1989. وبدا شتاينباخ متفائلا من إمكانية نجاح الجيش المصري في حث مبارك على الاستقالة وقال إن دور الجيش هو 'اقناع مبارك بالقيام بالخطوة الأخيرة وهي الاستقالة'.
أما مفوضة الشؤون الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون فقد قالت في بيان لها على خطاب الرئيس مبارك: 'الآن هو وقت التغيير في مصر'، معتبرة أن 'الرئيس مبارك لم يفتح الطريق بعد أمام إصلاحات سريعة وعميقة'. وأكدت أشتون 'سأبقى على اتصال مع السلطات المصرية للتشديد على ضرورة حصول مرحلة انتقالية ديمقراطية منظمة هادفة ودائمة'.
كذلك قال'رئيس البرلمان الأوروبي جرزي بوزيك والذي أكد من جهته على أن 'تطلعات مواطني مصر مشروعة والتغيير لا يمكن أن يتأخر. وينبغي طي صفحة النظام السابق'، مطالباً بتشكيل حكومة جديدة تضم 'القوى الديمقراطية'.
من جهتها قالت صحيفة دي فيلت الالمانية بانه برغم احتشاد مئات الاف المصريين في الشوارع انتظارا لخطاب الرئيس والذي توقع الكثيرون منهم بأنه خطاب الاستقالة، جاء الخطاب مخيبا لامال الكثيرين وموضحا بتمسك حسني مبارك بالسلطة حتى آخر رمق وتابعت الصحيفة قائلة بانه مرة أخرى يركب حسني مبارك عناده، ويرفض الاستقالة ويبدو فعلا تمسك الرئيس العجوز بمنصبه رغم كابوس المتظاهرين الذين يبدو ان صبرهم قد نفد وهنالك تطورات كبيرة وتغييرات تبان ملامحها في الافق.
وكان البرلمان الألماني ـ البوندستاغ ـ قد بحث وللمرة الثانية خلال أسبوعين التطورات الحاصلة في مصر والمنطقة العربية. وتعرضت الحكومة الألمانية إلى انتقادات عديدة من جانب أحزاب المعارضة، خاصة من جانب حزبي الخضر واليسار، بسبب ترددها في دعم المتظاهرين المصريين ومطالبة الرئيس حسني مبارك بالاستقالة نزولا عند رغبة شعبه. وتحدث ممثلون عن أحزاب الحكومة والمعارضة فدافع نواب الاتحاد المسيحي والحزب الليبرالي عن نهج حكومتهم تجاه مصر ووصفوه بأنه 'مسؤول'.
وقال نائب رئيس كتلة الاتحاد المسيحي الديمقراطي أندرياس شوكينهوف إن كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم في ألمانيا تعاملت مع الرئيس مبارك ونظامه 'على أنهما عاملا استقرار في المنطقة'.
وزاد النائب الليبرالي راينر ستينّر 'أن على المرء أن يتفهم قلق إسرائيل من زعزعة الاستقرار على حدودها الجنوبية مع مصر'، ومدى انعكاسه على أمنها المضمون بمعاهدة السلام معها في حال انتهى حكم مبارك، لكنه أضاف أن على ألمانيا أن تقول لإسرائيل بصراحة أنها تتحمل مسؤولية عدم الوصول إلى حل سلمي مع الفلسطينيين يؤمن ما تطلبه.
وانتقدت النائبة عن حزب الخضر المعارض كيرستن موللر موقف حكومة ميركل 'المتردد والحذر' من دعم المتظاهرين المصريين بصورة واضحة ودعوة مبارك إلى التنحي عن الحكم. وفيما كان موقف الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة، مماثلا تقريبا لموقف الحكومة اتهم حزب اليسار'المعارض الحكومة الألمانية باللاوضوح واللاأخلاقية في نهجها.
إلى ذلك نفى الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن تكون برلين عرضت على الرئيس مبارك القدوم إلى ألمانيا للعلاج كمخرج مشرف له من المطالبات باستقالته. وجاء نفي برلين كما نشرته الدويتشه فيله الالمانية ردا على قول نائب الرئيس عمر سليمان في القاهرة: 'نشكر ألمانيا على عرضها، لكن الرئيس لا يحتاج أي معالجة طبية'. وأضاف متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن لا صحة أيضا لما قيل حول اتصالات جرت مع مستشفيات ألمانية لعلاج الرئيس المصري.



http://www.alquds.co.uk/index.asp?fn...5C11qpt936.htm