آشواك الحب
بقلم : زينات ابراهيم
www.gom.com.eg 
بدأ العد التنازلي لأول عام دراسي جديد بعد الثورة دون أن تعلن الحكومة عن سياسة جديدة لاصلاح التعليم وتطويره بعد تدني مستواه خلال السنوات الماضية في كافة المراحل من الحضانة إلي الجامعات.. فلم يخرج علينا وزير التربية والتعليم يبشرنا بتطهير المناهج من معلومات ومعارف مختلفة ساهمت في تشويه عقل ووجدان جيل بأكمله.. وكتب الدين التي أفرزت التطرف والمعتقدات الخاطئة.. وما تعانيه الأبنية التعليمية والمدارس من مشاكل مزمنة أهمها ارتفاع الكثافة الطلابية للفصول واهمال الأنشطة التربوية والرياضية ودروس الرسم والموسيقي.. ناهيك عن مستوي المعلم الذي يحتاج لدورات تدريبية تعليمية وتربوية ونفسية لمواجهة ظاهرة العنف التي روعت الأطفال والأهالي طوال السنوات القليلة الماضية.
الثورة لم تدق بعد باب الوزارة التي اكتفت بالاعلان عن انشاء مدرسة جديدة للمتفوقين في العلوم والرياضيات هذا العام وأخري للبنات في العام المقبل يلتحق بها نوعية خاصة من الطلاب الموهوبين أصحاب العقول المتميزة.. وتضم أكفأ المعلمين وإدارة حاسمة تدير هذه المدارس بطريقة إدارية وعلمية معاصرة ضاربة عرض الحائط بتحقيق العدالة التي تنادي بها الثورة ومباديء المساواة وتكافؤ الفرص في ظل تعليم خاص يحظي به أبناء الصفوة والأثرياء وتعليم حكومي يعصف بعقول أبناء الفقراء.. وكارثة الدروس الخصوصية التي لاتزال تهدد ميزانية الأسرة المصرية.
بل لاتزال الوزارة تتبع نفس سياسات النظام السابق بما لايبشر بالأمل في الاصلاح والتغيير فقد جمعت الوزارة ملايين الجنيهات من تظلمات طلاب الثانوية العامة بمرحلتيها الأولي والثانية وفوجيء الطلاب بأنهم يدفعون مائة جنيه عن كل مادة مقابل التأكد من صحة حاصل جمع درجات ورقة الاجابة وهو ما ينطوي علي نفس الظلم الذي عاني منه الطلاب خلال السنوات الماضية.. وكنت أظن أن الثورة ستحقق العدالة بتشريع ثوري يلزم الوزارة بتكوين لجنة محايدة لكل مادة تضم خبراء أكفاء متخصصين لمراجعة تقييم تصحيح الأسئلة واعادة الحق للمظلوم وانصافه عملا بما استقرت عليه الأعراف القانونية فالخطأ البشري وارد في ظل تأرجح الحالة النفسية والمزاجية للمصححين وعدم توفر والامكانيات المادية والبيئية التي توفر المناخ المناسب للقيام بهذه المهمة الصعبة بعدالة كاملة!
لاتزال الحكومة تمارس نوعا من النصب المقنن علي أولياء الأمور والضغط النفسي الذي يولد الاحباط والاكتئاب لدي التلاميذ المظلومين.. بينما سقط التعليم من أجندة الثوار الحقيقيين ومن ركبوا موجة الثورة من المنافقين والمتحولين فلم يشهد ميدان التحرير مليونية تطالب باصلاح التعليم وتطهيره من فساد الذمم والمناهج والسياسات التي تهدم ولاتبني.. غاب التعليم في زحمة مليونيات الانقسام والتقسيم وتكالب الإعلام علي متابعة محاكمات الرئيس السابق ونجليه ورجاله في ظل مناخ يحرض علي الكراهية والشماتة والانتقام وكل ما هو سلبي دون بادرة أمل تبشر بتطهير النفوس والقلوب والعقول بما يدفع للعمل والبناء والتقدم.
ويا حكومة.. مصر تحتاج لإصلاح تعليمي جذري فوري لاعداد جيل جديد قادر علي مواجهة تحديات العصر ومتطلبات سوق العمل بسياسات جادة يتوفر لها عناصر الالزام والتنفيذ فقد سئم الشعب التصريحات والوعود البراقة للمسئولين.