#1
|
||||
|
||||
![]() الخطبة الأولى أهلاً وسهلاً بالصيام *** يا حبيباً زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم *** كل حب في سوى المولى حرام فأقبل اللهم ربي صومنا *** ثم زدنا من عطاياك الجسام لا تعاقبنا فقد عاقبنا *** قلق أسهرنا جنح الظلام عباد الله : رمضان فرصة للتنويع بين العبادات ، واستذكار العديد من الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والدعوات ، وما على راج الهداية ، وطالب الرشد والسعادة إلا أن يعقد العزم على طرق عبادات لم يعتد على أدائها في رمضانات سابقة . أيها المسلمون : اعتاد بعضنا في رمضان على أداء عبادات معينة كالصيام والقيام وقراءة القرآن ، وهناك عبادات أخرى قد تفضل عليها في الأجر إما لمكانتها أو لهجر الناس لها ، وإتيان تلك الطاعات في مثل هذه الأيام إحياء لها وتذكير للناس بتنوع العبادات وتعددها لمن أراد الزلفى من الله سبحانه ، ومن تلك العبادات : عيادة المرضى ، وزيارة المقابر ، والصلاة على الجنائز ، والعبادات المتعدية كإطعام الطعام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم الناس الخير . أيها المسلمون : في شهر رمضان يكثر المؤدون للصلاة وبخاصة صلاة النوافل كالرواتب والتراويح والقيام ، وهذا الإقبال فرصة للتنويع بين الأدعية والآثار والصفات الواردة في الصلاة ، فهناك العديد من أدعية الاستفتاح وهناك أنواع للتشهدات ، هذا فضلاً عن الأدعية الواردة في الركوع والسجود وختام الصلاة ومن اطلع على سبيل المثال على كتاب حصن المسلم وهو كتاب معروف ومتداول وجد مصداق ما ذكر آنفاً ، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : العبادات الواردة على وجوه متنوعة تفعل مرة على وجه ، ومرة على الوجه الآخر ، فهنا الرفع ورد إلى حذو المنكبين ، وورد إلى فروع الأذنين ، وكل سنة ، والأفضل أن تفعل هذا مرة وهذا مرة ليتحقق فعل السنة على الوجهين ، ولبقاء السنة حية ، لأنك لو أخذت بوجه وتركت الآخر مات الوجه الآخر ، فلا يمكن أن تبقى السنة حية إلا إذا كنا نعمل بهذا مرة وبهذا مرة ، ولأن الإنسان إذا عمل بهذا مرة ، وبهذا مرة صار قلبه حاضراً عند أداء السنة بخلاف ما إذا اعتاد الشيء دائماً فإنه يكون فاعلاً له كفعل الآلة عادة ، وهذا الشيء مشاهد ، ولهذا من لزم الاستفتاح بقوله " سبحانك الله وبحمدك " دائماً تجده من أول ما يكبر يشرع .. "سبحانك الله وبحمدك" من غير شعور لأنه اعتاد ذلك لكن لو كان يقول هذا مرة ، والثاني مرة صار منتبهاً ، ففي فعل العبادات الواردة على وجوه متنوعة فوائد : 1/ إتباع السنة ،، 2/ إحياء السنة ، 3 / حضور القلب . اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا يا رب العالمين . الخطبة الثانية : أيها المسلمون : إذا كان الأمر كذلك فلماذا نخسر رمضان؟ لماذا يمر علينا ولا نتزود منه بالتقوى ؟ لماذا يدخل ويخرج ولا نقاوم فيه الهوى ؟ ألم نعلم مزياه وندرك فضائله ؟ ألم نعلم أنه شهر التوبة والمغفرة ومحو السيئات ؟ ألم ندرك أنه شهر العتق من النار وموسم الخيرات ؟ ألم نعلم أن أوله شهر رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار ؟ ألم نعلم أن فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ؟ فما بالنا عباد الله ترغم منا الأنوف ونخسر ولا نستفيد ؟ ما بالنا نصر على الإضاعة والتقصير والتفريط ؟ أيها المؤمنون : إننا على أبواب هذا الشهر الكريم فاستعد اخى الحبيب فما تزرعه اليوم تحصده غدا بما أودعناه من خير أو شر ، ، فلنر الله من أنفسنا خيرا ، والله الله أن يتكرر شريط التهاون والتسويف ، أو تستمر دواعي الكسل والتفريط ، فلقيا الشهر مرة أخرى غير مؤكدة ، ورحيل الإنسان منتظر في أية لحظة . من يرد تلك الجنان *** فليدع عنه التوان وليقم في ظلمة الليل *** إلى نور القرآن وليصل صوماً بصوم *** إن هذا العيش فان إنما العيش جوار الله *** في دار الأمان عباد الله صلوا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه . أشكركم اخوتى ولكم تحياتى ابوبسملة |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|