::أخلاق ملموسة:: "قصة قصيرة"

[LoOoLy El Treikawya]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان موقفًا صادفنى أثناء عودتى إلى منزلى لكن أثار إهتمامى حقًا .. حيث ركبت أتوبيس وجلست بجوار النافذة

كان هناك بعض السكون

وفجأة يظهر أمامى شخص يأتى من طرقة الأتوبيس ماشيا بيديه فانتفضت فزعًا .. لكنه لاحظ فزعى بهدوء وجلس بطرف المقعد المجاور لى

لاحظت عجزه وسوء مظهره إذ كان ذا قدمٍ واحدة والأخرى كأنها لم تكن موجودة من قصرها


ولا زلت خائفة .. لا أعلم لِم

وإذا به يبدأ بترتيل القرآن .. لكم كان مؤثرا ترتيله وصوته الذى ماثل مشاهير القراء أمثال أحمد العجمى ومشارى راشد .. إطمأن قلبى وتبدد خوفى فأنصت له وأنا ناظرة من النافذة أغالب عبراتٍ قد ترقرقت بعيناى .. وتذكرت قصة فتاة أسلمت بسبب سماعها لأخرى تقرأ القرآن بالمترو .. فأدركت مدى طيب عمله

ماذا بى؟ اتساءل لائمة .. لماذا خفت من ذلك الشاب ؟ .. ألمظهره فقط؟!

مما زاد ألمى علمى أنه لاحظ ذلك الخوف

لكنى تأملت الرضا الذى به .. تأملت فخره وهو يرتل كلام الله الذى استقر فى قلبه .. تأملت عدم خجله من مظهره أو تذمره

وهو لا زال يرتل ويرتل بصوت عالٍ مريح

بمرور الوقت إمتلأ الأتوبيس بعد أن ركبت بعض الفتيات .. وإذا بفتاة واقفة فلا مكان لها

يا له من موقف حين يكون هو الشخص الوحيد دونا عن الرجال والشباب والفتيان الذى يقف بقدمٍ واحدة ليجلسها مكانه .. متشبثا بذراعه كى لا يفقد توازنه


والفتاة تجلس وأسمعها تهمس لصديقتها أنها خائفة منه .. مؤكد سمعها مثلى لكنه ما زال يرتل القرآن راضيا سعيدا .. تمنيت لو أصرخ بها وأقول ذلك الرجل أفضل منى ومنكِ فلم تخافين منه؟


كان مبتسمًا بوجه من يكلمه أو يأتيه رغم كثرة نظرات الإشمئزاز ممن حوله ولا شئ يعطله عن ذكر الله وترتيل آياته

لم تتعدى عيناه على أحدٍ .. فقد كان ناظرا بالأرض حياءًا

ها قد فرغ مقعدٌ له كى يجلس وإذا به يدعو آخر كان واقفا أن يجلس معه .. لكنه رفض الجلوس بجواره

أحسست أن ذلك الشاب حقًا لا يعامل أحد سوى الله

ولكم تضاءلت أمام نفسى .. فمن أنا كى أخاف منه .. أيقنت أنه أفضل منى عند الله .. بل ظننته أفضل الناس الذين يعيشون زمننا جميعا

فقد أثار عجبى سعيه هكذا .. رغم عجزه فهو يقضى حاجاته بنفسه منطلقا عملا وعبادة لا تمنعه آفته ولا تخذله

تأملت كيف صعوده ونزوله .. كيف سيره فى الطريق بيديه .. كيف هو قنوع سعيد يحمد الله

عدت منزلى لا أفعل شيئا سوى الدعاء له .. تلومنى عبراتى حين أتذكر تبرمى على أى شئ مقارنة برضاه بكل هذا الإبتلاء

وذممت إهتمام الناس بالمظاهر .. ذممت تلك ردود الفعل وتلك المعاملة

..

كنت أظن ألا هناك من يرضى ويصبر هكذا بهذا الزمن .........


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

إنتهت

By : Alaa Mohamed Mahmoud Abd El Rahman

يا جماعة أسألكم الدعاء له .. لعل الله يحبه فسخرنى كى اجعلكم تدعون له

اللهم أرزقنا القناعة

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

specially 2 pure soul "Nakaa2 El Rou7"