اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-09-2012, 01:48 AM
أ/محمد ابراهيم أ/محمد ابراهيم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 10,050
معدل تقييم المستوى: 28
أ/محمد ابراهيم is just really nice
افتراضي عندما تتحول السياسة إلى كاريكاتير

ينتمى الجنرال أحمد شفيق إلى عالم الكاريكاتير أكثر بكثير مما ينتمى لعلم السياسة.. الرجل يتكلم كثيرا لكنه لا يقول شيئا على الإطلاق.. نموذج للتلعثم وضحالة الفكرة وركاكة التعبير، إلى حد يجعل خصومه يتمنون أن يظل يتكلم سبعة أيام فى الأسبوع، فضائيا وأرضيا وورقيا وإلكترونيا، عملا بقاعدة «بضدها تتميز الأشياء».
من هنا يلفت الانتباه تلك الحفاوة الشديدة من جانب صحف سيارة (دفع أمامى وخلفى) بتفريغ واستفراغ حوارات شفيق المتلفزة على مساحة فدادين من صفحات جرائدهم، مع اهتمام مفرط بالإخراج والتوضيب والعناوين، وكأنها تقدم جرعات من الحكمة المقطرة والفلسفة السياسية العميقة.

ولو أنهم قدموا هذه الثرثرات المتلعثمة كنوع من الترفيه لقارئ غارق فى الأوهام والأوجاع لكان ذلك أمرا مفهوما، لكنهم يسلكون وكأنهم يمدون وليمة شديدة الدسم، بينما هم أول من يدرك أنها لا تساوى وزن كيس شيبسى أو فيشار.

إن ردود الرجل على اتهامه فى أرض البحيرات المرة كان أكثر من نكتة، ذلك أن فحوى دفاعه تكاد تقول إن ذهاب هذه المساحة الهائلة إلى علاء وجمال مبارك كانت تضحية منهما، بقوله إنها مساحة مهجورة زائدة فر منها جميع المشترين كأنها حقل ألغام، فجاء ابنا الرئيس بمنتهى الفدائية والإيثار وقررا شراءها.

أما حديث عن قدرته على الانتقام وتوجيه اللكمات لمن هم فى مصر بينما هو جالس فى الإمارات ــ هذا طبعا لو بقى فى الإمارات بعد قرار إحالته للجنايات ــ فهذا يأخذك مباشرة إلى عالم السينما الهندية، حيث يستطيع أميتاب ****ان أن يقنعك بأنه يستطيع أن يقفز من أعلى عمارة فى دلهى ليهبط فى صحن منزل فى حى الطالبية.

ومن الواضح أن الرجل يواصل لعبته المفضلة بالاختباء داخل السياسة هربا من ساحات القضاء، وهى اللعبة التى قلت قبل ذلك إنها ابتدأت مبكرا جدا، منذ أن فتحت ملفات وقدمت بلاغات عن مخالفات فى المطار وقطاع الطيران.

وهو فى سبيل ذلك لا يتورع أحيانا عن مغازلة خصمه فى معركة انتخابات الرئاسة بعبارات من نوعية أن «الرئيس محمد مرسى لا يهمه التحقيق معى وإدخالى السجن، لكن هناك ضعاف نفوس آخرين يديرون الحملة ضدى»، ولعلك تذكر عندما كان الجنرال يستنكف أن ينطق اسم محمد مرسى ويسميه «العياط» فى حوارات الفراندة بمنزله بالقاهرة الجديدة، مع محاورين ومحاورات اكتفوا بأن يتحولوا إلى «شريط كاسيت» يلتقط ما يقال دون نقاش أو أسئلة محترمة.

ويبدو أن هذا «البوكر» السياسى جذب صحفيين وإعلاميين فقرروا المشاركة فى اللعب، بعضهم كمشجع وهتيف، وبعضهم كحامل حقيبة الملابس، والمفارقة أنهم اندمجوا فى أدوارهم، حتى صدقوا أنفسهم الأمارة بالعبث فتصرفوا وكأنهم داخل مطبخ سياسى بالفعل.

والآن توقعوا مزيدا من التصعيد فى دراما «لعبة الجنرال الشهيد» حيث ستبدأ الجوقة العزف على آلات «الانتقام السياسى» بينما الأصل فى الموضوع هو فساد سياسى معلن وموثق بالمستندات الدامغة.


بقلم / وائل قنديل
__________________
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:23 AM.