|
قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
الفاشلون لا يكتبون الدساتير
فى مصر لا يمكن وصف حال النخبة بـ"الرومانسية السياسية".. وذلك إذا شئنا تقدير أحلامها وأشواقها بشأن الدستور الجديد، وذلك إذا افترضنا استقامة النيات. الوصف الأقرب إلى ملامسة حقيقتها، هو "الاستهبال" أو "السذاجة".. إذ تظل مطالبها لا تراوح الأمل فى قسمة متساوية من كعكة "الدستورية"!!. المدهش أنها ما انفكت "تتهكم" على الرئيس، كان آخرها إبراهيم عيسى، عندما طفق فى عرض وصلة "تريقة" على "مرسى" الذى ذهب إلى أمريكا للدراسة ثم عاد دون أن يتعلم شيئًا بحسب رأيه.. بلغت حد السخرية من لغته الإنجليزية "الضحلة".. رغم أن الرجل كان أكاديميًا يدرس الهندسة للطلاب الأمريكيين فى واحدة من أعرق القلاع العلمية فى الولايات المتحدة الأمريكية. النخبة تتحدث بـ "جهل" حقيقى أو "مدعى" عن نصيبها من "السلطة" يكون بذات حجم ووزن الفائز فى الانتخابات!! هذه واحدة من أبرز تجليات "ثقافة الاستهبال"، الذى يخاصم الثوابت التاريخية والسنن الكونية والاجتماعية. ربما نتحدث كثيرًا عن "التوافق" وعن "قبح" الإقصاء وعن سوءة "التهميش".. ونتحدث كثيرًا عن فضيلة المشاركة بـ "التساوى" فى صناعة المستقبل.. وهو كلام جميل ومعقول.. غير أنه يدرج فى قائمة "الرومانسية الحالمة"، والتى لا وجود لها إلا فى "خيال" المستضعفين الذين لا حيلة لهم إلا "الأحلام" والتحليق فى آفاق الخيال البعيد. التاريخ يكتبه الأقوياء.. وبالأحرى "الآخر المنتصر".. وكذلك القوانين والدساتير لا يكتبها إلا الأقوياء والمنتصرون. الوعى السياسى النخبوى المصرى، يعتبر وعيًا خارجًا عن "الثوابت العقلية" ويعمل وفق منطق غريب وشاذ لا يتصل بـ"العقلانية" ولا بـ"الحداثة السياسية". فالصندوق هو مصدر "الشرعية".. وليس "الصراخ" و"الشوشرة" أو بطلب "اقتسام الشرعية" مع الفائز. لقد حدث فى مصر واحدة من أغرب الممارسات السياسية فى التاريخ، حين طالب "الخاسرون" فى انتخابات الرئاسة، بمشاطرة الرئيس المنتخب فى السلطة، بمعنى أن يقسم "المقعد الرئاسى" بينه وبين "الفاشلين" انتخابيًا، أو بأن يتنازل الرئيس عن منصبه لأحد "الفاشلين" أو يسلم المنصب لـ"مجلس رئاسى" لا شرعية له إلا شرعية الابتزاز و"الشرشحة" للرئيس على فضائيات مبارك!! النخبة فى مصر.. تحتاج إلى وقت طويل لأن "تفهم" أن التاريخ لا يصنعه الضعفاء والفاشلون ومن لا يملكون إلا "طول اللسان".. وإنما يكتبه الأقوياء والمنتصرون.. بما فى ذلك القوانين والدساتير.. وكفاية "شغب" صبيانى. |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|