|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
حدوته ميري
اثناء الخدمه العسكريه وهي من اجمل ايام حياتي برغم ما تخللها سواء قليل او كثير من المعاناه ،كنا فيما يطلق عليه من قبل سابقينا ثم من اتوا بعدنا ب"وادي الهلاك " تلك المنطقه كانت مسرحا لعرض عسكري صامت يحضره رئيس الجمهوريه مبارك آنذاك .المطلوب منا كجنود ان نقف امام المعدات والاسلحه بلا حركه او نفس اثناء مرور الرئيس بسيارته المكشوفه ثم باقي فقرات العرض من استعراض الطائرات والمظليين وغيرها من الانشطه العسكريه التي تدعو للفخر والغرور. يوميا كنا نجري تلك البروفات لحين موعد حضور القائد الاعلي ونعود الي معسكرنا والذي يبعد عن ارض العرض مسافه لا بأس بها ،تفتق ذهن احدهم ان يؤدي الجنود خدمه ليليه لحراسه الصورايخ والقواذف علي فرض ان يأتي شخص ما ويحمل صاروخا علي عربه كارو ويفلت به ،او يجرؤ احدهم ويفخخ قاذفا لينفجر في وجه الرئيس . طابور الخدمه امام القواذف الامريكيه الشامخه ووقع عليا القلم ان تكون خدمتي في المناوبه الاولي عدت من خيمه المعسكر لارض العرض مرتديا افارولا جديدا مكويا وحذاء يلمع لان من سوف يمر علي الخدمه هو الرائد :جورج وهو صاحب وجه كشر .لم يكن هناك سلكا شائكا حول وادي العرض عندما ذهبت الي خيمتي . من اتي بهذا السلك ؟ يا الله ساكون مضطرا للدوران اثنين من الكيلومترات للوصول الي محل الخدمه . تفحصت السلك الشائك جيدا علي اجد منفذا مختصرا وبالفعل وجدت جزءا معوجا قفزت فوقه ووجدت نفسي داخل ارض العرض ابعد عن قاذفي مائه متر فقط واذا بي اري من بعيد او قريب لا اتذكر سياره جيب مسرعه نحوي وينزل منها ضابط برتبه مقدم ومعه اثنان من الجنود يحملان اسلحه غريبه لم اعهدها من قبل "خد يلا " المقدم موجها كلامه لي بشكل غاضب واثقا من نفسي وحذائي اللامع ولسان حالي يردد "Yes, sir" "افندم " المقدم :انتا اي حد في الميري يقولك تعالي تيجي ؟ العبد لله :المفروض اعمل ايه حضرتك؟ المقدم :المفروض تجري يا روح امك مسلما بكف يده علي وجهي بطريقه اخويه جميله وعلمت بعد ذلك ان حضرته بطل جودو وقائد امن الفرقه . العبد لله :خير يا فندم انا ما عملتيش حاجه !!!!! المقدم :لا والله انت نطيت من فوق السلك ،انتا عارف مين اللي معلقك يا روح امك متلعثما :مين يا فندم ؟ المقدم :قائد الجيش التاني من المنصه بمنظاره المعظم يا ....شتيمه انا :صمتتتتتتتتت المقدم :كارنيهك يلا انا :ملتبسا مذولا مرتعشا اتفضل يا فندم المقدم : اركب يلا الطريق من مكان صاروخي الامريكي الي المنصه مر كدهر كما يقولوا في القصص وطوال الطريق يحكي لي قائد الامن عن طول ذراع قائد الجيش التاني مما دفعني لان اسأله عن طول ذراع الرئيس نفسه المقدم :وكمان بتنكت محكمه عسكريه يابن .......شتيمه هذه المره كف يده كان اكثر رحمه لاعجابه بقفشتي صعد للمنصه بكارنيه الجندي الحقير ابراهيم وشريط حياتي يدور امامي ومستقبلي الضائع يحتضر في فكري وعقلي عاد سريعا العبد لله :فين كارنيهي " المقدم :انتا لسه بتتكلم ؟!!!!! اطلع يابني لسائق الجيب وذهب بنا الجيب الي قاعده عسكريه لم الحظ وجودها مده تواجدنا في وادي الهلاك طول فتره 20 يوما كأن الارض انشقت عنها مكررا سؤالي :فين الكارنيه بتاعي يا فندم المقدم : مع قائد الجيش يا روح امك ارميه هنا علي البوابه لحد منشوفله صرفه ويتحاكم استلمني عساكر الامن بالرغم انني كنت فرد امن في وحدتي الاساسيه الا انني لم اعرف اجابه اسئلتهم . وصارحني فرد الامن هذا بانني في قاعده تابعه للمخابرات الحربيه وانني قريبا في طريقي للسجن الحربي ثم محاكمه عسكريه عاجله لمحاوله اغتيال الرئيس وانتهاك منطقه عسكريه محظوره وقطع السلك الشائك وتخريب ممتلكات عسكريه يا جدعان انا جندي مصري انا تبعكم . ششششش متتكلمشي. حزنت من كلامهم معي واختفت الابتسامه من علي وجهي وتوقفت عن سخريتي لكن قال لي احدهم كلمه لن انساها ما حييت . "لا تقلق لكل شيء نهايه " جيشك هيعدي وهتشتغل وتتجوز وتخلف وتعيش وتموت يابني كله بيعدي متشيلشي هم ابدا . لم يستطع ان ينتزعني من حزني في وقتها ولكن كلمته عاشت معي بقيه حياتي استرجعها عند الحاجه . احتجزت حتي الثانيه صباحا في مكتب الامن ثم علي البوابه الرئيسيه مع جنود الخدمه خرج المقدم في سيارته الجيب ونظر الي مبتسما وغادر المكان . بعد قليل حكمدار الامن وكان مساعد اول "خد يلا كارنيهك واطلع علي معسكرك " فرحت منطلقا من البوابه الرئيسيه . خد يا مجنون ان رايح منين لو طلعت من البوابه الرئيسيه هتستلمك الشرطه العسكريه في الناحيه التانيه وجيشك مش هيعدي امش منين حضرتك من علي السلك a7a في سري تقبضون عليا لانتهاكي السلك الشائك وتطلقون سراحي عبره ما علينا المهم اخلص من الغمه دي خرجت مسرعا عبر فتحه اخري في سلك شائك اخر ولكن هذه المره سلك الحريه ووجدتني في صحراء مظلمه واضواء بعيده علي مسافات كنت اهرول مرتعبا تجاه تلك الانوار والتي تبعد كلما اقتربت منها بفضل الله بعد دعوات سيدنا يونس في بطن الحوت وجدت نفسي امام خيمتي . زملائي :كنت فين وماروحتيش الخدمه ليه الرائد جورج ها ...... احنا سمعنا انك سقطت في وادي سحيق من اوديه وادي الهلاك متقلقوش سيبوني انام مش هتاكل احنا شلنالك تعيينك ربنا يخليكم اكلت في الفرقه حلاوه طحنيه لما سكرت وانتهي العرض |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|