|
#1
|
||||
|
||||
![]()
|
#2
|
||||
|
||||
![]() من مشاهير علماء الصيدلة المسلمين
د. عبدالله حجازي (2) ابن الصُّوري(ت639هـ / 1241م) رشيد الدِّين بن أبي الفضل بن علي الصُّوري: عالِم بالنبات والطبِّ، مولده في صُور (بساحل لبنان) وإليها نسبته، درَس الطبَّ في الشام وساحَ في مصر، وأقام مدةً في القدْس، كان أوحدَ زمانه في مَعرِفة الأدوية المفرَدة وماهيَّتها، واختِلاف أسمائها وصفاتها، وتحقيق خواصِّها وتأثيراتها، اطَّلع ابن الصُّوري على كثير مِن خواصِّ الأدوية المفرَدة؛ حتى تميَّز على كثير مِن أربابها، وأربى على سائر مَن حاوَلها واشتغَل بها، وكان ابن الصُّوري ذا مروءة لا مَزيد عليها، مرَّ المَلِك العادل بالقدْس فاستصحَب ابن الصُّوري معه مِن القدس إلى مصر، فبقي في خدمته، ثم خدم ابنه المَلِك المعظَّم، فالناصِر ابن المعظَّم، فأجراه على جامكيَّته، ورأى له سابق خدمتِه، وفوَّض إليه رياسة الطبِّ، وبقي معه في الخدمة إلى أن توجَّه الملك الناصر إلى الكرَك، فأقام ابن الصُّوري بدمشق، فتوفِّي فيها يوم الأحد أول شهر رجب سنة 639هـ (1241م)، حرَّر ابن الصُّوري أدوية الترياق الكبير جميعَها على ما ينبغي، فظهَر نفعه، وعظمتْ فائدته. ولرشيد الصُّوري مِن الكتُب: "كتاب الأدوية المفرَدة"، وهذا الكتاب بدأ بعمله في أيام الملك المعظَّم، وجعله باسمه، واستقصى فيه ذكر الأدوية المفرَدة، وذكر أيضًا أدويةً اطَّلع على معرفتها ومنافعها ولم يَذكرها المتقدِّمون، وكان يَستصحِب مصوِّرًا، معه الأصباغ على اختِلاف أنواعها، فكان يتوجَّه رشيد الدِّين بن الصُّوري إلى المواضع التي بها النبات؛ مثل جبل لبنان وغيره مِن المواضع التي قد اختصَّ كلٌّ منها بشيء مِن النبات، فيُشاهد النبات ويُحقِّقه، ويُريه للمصوِّر فيَعتبِر لونه ومِقدار ورقه وأغصانه وأصوله، ويصوِّر بحسبها، ويَجتهد في محاكاتها، ثم إنه سلك أيضًا في تصوير النبات مسلكًا مفيدًا، وذلك أنه كان يُري النبات للمصوِّر في إبان نباته وطراوته فيُصوِّره، ثم يُريه إياه أيضًا وقت كماله وظهور بَزره فيُصوِّره كذلك، ثم يُريه إياه أيضًا في وقت ذَواه ويبْسه فيُصوِّره، فيكون الدواء الواحد يُشاهِده الناظر إليه في الكتاب، وهو على أنحاء ما يُمكن أن يراه في الأرض، فيكون تحقيقه له أتم، وله أبيَن. المصدر: لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين |
#3
|
||||
|
||||
![]() من مشاهير علماء الصيدلة المسلمين
د. عبدالله حجازي (3) داود الأنطاكي (ت: 1008هـ / 1599م) داود بن عُمر الأنطاكي: عالِم بالطب والصيدلة والأدب، ولد في أنطاكية في بداية القرن العاشِر الهِجري، مكفوف البصر، حفظ القرآن صغيرًا، وقرأ المنطق والرياضيات وشيئًا مِن الطبيعيات، ودرس اللغة اليونانية فأحكمَها، كان الأنطاكي - رغم أنه ضرير - مُحبًّا للسفر، دَؤوبًا عليه، ترَك أنطاكية شابًّا، لقَّبوه بالحكيم الماهر الفريد، والطبيب الحاذِق الوحيد، أبقراط زمانه، والعالِم الكامل، عُني بقراءة كتب الأقدَمين، واختصَّ بدراسة الطب العِلاجي، وتحضير الأدوية والوصفات، وقد انتهت إليه رياسة الأطباء في زمانه. كان الأنطاكيُّ قويَّ البَديهة، كثير الإسهاب، يُسأل عن شيء فيُجيب عليه بكرَّاسة أو كراستَين، وكان لداود رأيٌ بخصوص الدواء على جانب عظيم مِن الأهمية، فهو يَرى أن زمان ومكان قطْع الدواء لهما دور كبير جدًّا في فعل الدواء، ومِقدار العنصر أو الجَوهر الفعَّال فيه، كما أشار إلى أثر البيئة على فعْل الجَوهر وآثاره، هذا ويعرض داود في تذكرته عدة قواعد أساسية في صناعة الدواء وطريقة العِلاج، ويُورِد وصَفات عامَّة، وعشرات مِن الأكحال والأدهان والسفوف والتراكيب المختلفة، وكان في ذلك أستاذًا، لا يُجحَد فضله فيه، هاجَر إلى القاهِرة، فأقام مدةً اشتهر بها، ورحل إلى مكة فأقام سنَة توفِّي في آخِرها. مِن تصانيفه: "تذكرة أولي الألباب والجامع للعجَب العُجاب" في الطبِّ والحِكمة، ثلاثة مجلدات، يُعرَف بـ"تذكرة داود"، وقد اشتهر به، ألَّفه على حروف المعجم، على نحو كتاب ابن البيطار، وجعله مِن مقدِّمة وأربعة أبواب وخاتمة، بحث في مقدمته تصنيف العلوم وحال الطبِّ فيها، وبحث في الباب الأول كليات العلوم ومداخلَها، وفي الثاني تجهيز الأدوية، وفي الثالث مفرَدات الأدوية ومركباتها، وفي الرابع الأمراض وعلاجاتها. وقد أورَد في تذكرته أدوية حيوانيَّة ونباتية ومعدنية كثيرة، بلغت نحو 1700 دواء، وقد لوحِظ أن بعض الأدوية التي ذكَرها تُجافي العِلم، بل والذوق العام، وله كتاب "النزهة المُبهِجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزِجة"، وكتاب "نُزهة الأذهان في إصلاح الأبدان"، وله كذلك "ألفية في الطبِّ"، و"كفاية المُحتاج في عِلم العلاج"، وله كتُب أخرى في الأدب والفقه والمَنطِق وعِلم الكلام. مِن أقواله: "عارٌ على مَن وُهب النُّطق والتمييز أن يَطلُب رتبةً دون الرُّتبة القُصوى"، وقوله: "كفى بالعِلم شرفًا أن كُلاًّ يدَّعيه، وبالجهل ضعةً أن الكل يتبرَّأ منه، والإنسان إنسان بالقوة إذا لم يَعلم، فإذا عَلِم كان إنسانًا بالفِعل"، ومِن أقواله عن الطب: "إنه كان مِن علوم الملوك، يُتوارَث منهم، ولم يَخرج منهم؛ خوفًا على مرتبته، وقد عوتب أبقراط في بذلِه للأغراب، فقال: رأيتُ حاجة الناس إليه عامَّةً، والنظام متوقِّف عليه، وخشيتُ انقِراض آل أسفيموس، ففعلتُ ما فعلتُ"، ثمَّ يُضيف داود: "ولعَمري، لقد وقَع لنا مثل هذا، فإني حين دخلتُ مصر، ورأيتُ الفقيه الذي هو مرجع الأمور الدينيَّة، يَمشي إلى أوضَع يَهوديٍّ للتطبيب، فعزمتُ على أن أجعله كسائر العلوم، يُدرَس ليستفيد به المسلمون، فكان ذلك وبالي ونكَد نفسي، وعدم راحتي، مِن سفهاء لازَموني قليلاً، ثم تعاطَوا الطبَّ، فضرُّوا الناس في أموالهم وأبدانهم، وأنكروا الانتفاع بي". المصدر: لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين |
![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|