استهتار يعنى هم عددهم كام
يتعامل مع حركات المعلمين الاحتجاجية بنظرية «يعني هم عددهم كام؟»، هذه النظرية التي تكمل هذه الأيام عامها الأول، كانت تصلح، وهي بالأصل غير موضوعية وسياسية، منذ عام، عندما كان الرأي العام المصري يري أن المعلمين غير قادرين، بحكم التاريخ، علي الاحتجاج للمطالبة بحقوقهم في وجه دولة تستغلهم ممثلة في وزارة التعليم، وفي وجه نقابة دولة هي نقابة المعلمين، فالمعلمون كانوا حقا فرادي، وكانت احتجاجاتهم متفرقة.
لكن لعلم الدكتور الوزير الذي رسب في كل الاختبارات الخاصة بمطالب المعلمين وحقوقهم، فإن حركة المعلمين زادت، وتصاعدت، ولم تعد مقتصرة علي عدد من المعلمين، ولا مكان واحد، ولا محافظة واحدة، ولم تعد أيضا مرتبطة بمطالب غير محددة، فهي الآن حركة أصبحت واعية جداً وراقية تماماً علي المستوي التنظيمي، ولها مطالب محددة، مرتبطة بالأجر العادل، والاستقلالية، والأمان الوظيفي، والعزف بشكل منفرد بعيداً عن نقابتهم، نقابة المعلمين، التي أثبتت بنجاح أنها فرع رائع لوزارة التربية والتعليم، وأنها غائبة تماماً عن التجاوب أو تلبية مطالب المعلمين البالغ عددهم مليونا ومائتي ألف معلم، تركتهم عرايا وظهرهم للحائط في مواجهة قانون كادر خاص يستغلهم ويهدد مستقبلهم الوظيفي، وأكاديمية مهنية للمعلمين تتعامل معهم وكأنهم أطفال في حضانة.
«الجمل» الذي اعتمد جداول اختبارات الكادر حقا لم يتعلم من تجربة العام 2007، التي أفرزت عدة احتجاجات متفرقة ناجحة في القاهرة والإسكندرية والعريش، وبعض المحافظات، لم يتعلم الدرس، ولم يحاول أن يعيد تعلم الدروس من حركة احتجاجية ناشئة هي جزء من حركة مقاومة اجتماعية لا تتوقف،
الآلاف من المعلمين في معظم محافظات مصر «أعلنوا رفضهم التام لدخول اختبارات الكادر الخاص، ويطالبون بالتسكين في درجاتهم الوظيفية قبل الاختبارات، والحد الأدني للأجر العادل، وأن يكون كارنيه نقابة المعلمين هو رخصة مزاولة المهنة، وهي مطالب واضحة، وجزء من نضال طويل سيخوضه المعلمون لا محالة بلا هوادة، فهل يتعلم الدكتور الوزير «الجمل» الدرس؟، هل يدرك أن المعلمين شأنهم شأن العمال وموظفي الضرائب العقارية، الذين احتجوا واعتصموا واضربوا رافعين مطالبهم المحددة والمشروعة، وانتزعوها تماما؟.. هل يعلم معالي الوزيرأن المعلمين خلاص نزلوا الشارع وقرروا الدفاع عن مطالبهم.. أشك!!صلى على الحبيب قلبك يطيب
|