|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
بضع ساعات ويأتي عيد جديد
يرسم البسمة علي ثغر الصغار ينتظرون انقضاء تلك الساعات بفارغ الصبر لتشرق عليهم شمس ذلك اليوم المفعم بالسعادة والأمل منهم من يرى سعادته في ملابسه الجديدة التي سيخرج بها لأول مرة وينتظر سماع كلمات الاعجاب والإطراء من أصدقائه لحلاوة ما يرتديه ومنهم من يرى سعادته في التنزة في الحدائق واللهو مع أقرانه وسط الأشجار والأزهار ومنهم من يرى سعادته في إجتماعه بأسرته وعائلته .. عندما كنت طفلاً كنت أرى أن تلك هي السعادة التي انتظرها بقدوم العيد وعندما صرت شاباً وتغيرت نظرتي للدنيا كأي شاب في مقتبل عمره لم يتيغر إحساسي بالعيد .. ظللت طفلا كما أنا .. ولكن .. أصبحت هناك مشاعر أخرى .. لقد عرف قلبي معني الحب .. وجاء الي القائمة التي تحتوي علي الاهل والاصدقاء ضيف جديد .. إنه الحبيب .. وأضيف إلي سعادتي في العيد سعادة أخرى ما بعدها سعادة.. سعادة قضاء العيد مع الحبيب .. هل جربت يوماً أن تقضي عيدك مع من تحب ؟؟ إن لم تفعل .. فأنت سيء الحظ حقاً .. فاتتك مشاعر الحب مع سعادة العيد .. ظللت هكذا عدة سنوات .. أنتظر العيد لكي أكون أسعد من في الأرض .. ثلاث سنوات ونصف مضت الآن علي رحيلها .. يأتي في العام الواحد ثلاث أعياد .. ستتساءلون عن العيد الثالث .. إنه عيد الحب .. كنت معتاداً أن أقضيها معها .. ثمانية أيام في العام هي كانت الأجمل في العام كله .. أصبحت الآن هي أتعس أيام أقضيها في العام .. عيد الحب أقضيه وحيداً في حجرتي لا أرى أحداً ولا أكلم أحداً .. عيد الفطر أقضي كعادتي أول أيامه مع عائلتي وشرحه عيد الأضحى .. ثم يأتي اليوم الثاني من كل عيد .. اليوم الذي اعتدت أن أراها فيه .. ونقضي معاً أسعد أوقاتنا .. وأظلم أحلم طوال ليلي أنني سأقابلها غداً .. وعندما أستيقظ سعيداً لانني سأقابلها .. أدرك أنني ما زلت أحلم .. وأنني لم أستيقظ بعد .. أدرك أنني كنت أهيم منذ لحظات في سماء أرض الأحلام .. ثم استيقظت فجأه فهويت من فوري وتحطمت الي الف الف قطعه .. أدرك أن الموتى لا يعيشون معنا .. وأننا مهما فعلنا ومهما ملئنا الأرض صراخا وعويلا ودموعا وبكائاً لن يعودو .. سيظلون هناك عند الرفيق الأعلى .. وأظل أنا هنا أبكيهم .. وأتحسر علي فراقهم .. وأقضي أيامي تعيساً حزيناً كئيباً .. كل ما أملكه هو أن أزورهم في قبورهم .. وأظل أبكي عليهم .. حتي تتمزق نفسي من كثرة البكاء .. وتلتهب عيني من حرقة الدموع .. حتي أقرأ ما تيسر من كتاب الله .. وهنا تهدأ نفسي .. وتشفى عيني .. حتي يأتي وقت الفراق مرة أخرى .. وأرحل عند غروب الشمس .. وأظل أمشي وحيداً متعثراً في مشيتي .. حتي يصيبني الإرهاق والوهن .. وأنام .. وأحلم مرة أخرى بالغد .. وأنني سأقابلها .. ثم أدرك أنني كنت أحلم .. وأفيق من حلمي .. ثم أتحطم .. وأبدأ يومي من جديد .. حزن ويأس وبكاء .. وأذهب لأزورها .. وأبكي علي قبرها .. وأقرأ ما تيسر من كتاب الله .. وتهدأ نفسي .. حتي تغرب الشمس .. وأفارقها مرة أخرى .. وهكذا كل يوم .. حتي ينتهي العيد .. وأرحل إلي بلدي .. وهكذا أقضي العيد .. هذا هو عيدي ... بقلمي المتواضع ![]() |
العلامات المرجعية |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|