وصيا زعيم على فراش الموت

بسم الله الرحمن الرحيم

خرج من داخل الغرفة طبيب وهو يجرى مهرولا وبصوت عالى يقول احضره
السيدة الاولى والابناء فورا

دخلت السيدة الاولى ومعاها ولديها يتظاهرون بالحزن والالم

قال الزعيم : فى صوت خافت اوصيكم ببلدى فانها بحر لا يجف وثروة لا تجف
الابن الاكبر : كلها بركة يابابا
الزعيم : انا غير مديون لاحد وهذا الشعب هو ملك لكم كما كان لي وجدته وهو اليوم ارث لكم
الابن الاصغر : بس ده كبير اوى ياولدى هنعمل بيه ده كله
الزعيم : بقولكم ورث وانتم احرار فيهم انا كنت بشتغل كل ده علشانكم
الابن : طيب والشعب يابابا ؟
الزعيم : شعب ايه بس بقولك ده ورثك هو الشعب ده عمره كان يساوى حاجة
ولو اتزنقته فى فلوس بيعه شركة ولا اتنين مش هتموته من الجوع متقلقوش
دى خيرها كتير ومبيخلصش
الابن الاصغر فى همس : هو انتا سبتلنا حاجة نبعها ده انتا شطبت على كله
الزعيم :سمعتك يابن .... مهو كله كان علشانكم شوف فرح اخوك اتكلف قد ايه ايه اضطريت ابيع بنك وشركة علشان اعمله فرح يليق بيه
الزعيم : لزوجته وانتى كنتى سندى وقفتى معى كثيرا
اهديكى احد عجائب الدنيا السبع
الزوجة : اصوم اصوم وافطر على شوية تراب
الابن : ياماما ده كنز لو تحبى تبعيه فى اى وقت ممكن اخصصه واعملك عليه مزاد هيجيب مبلغ مش بطال
الزعيم : اوصيكم بالدخلية والشيخ والحربية لو حكمتهم صح محدش هيقدر يرفع عينه فيكم
خاله بلكم من الشيخ ياولاد ده طول عمره معايا اقوله يمين يمين اقوله شمال شمال
بس اوعه يصلى عليه مضمنش صلته تتقبل فيا
والدخليه : لزم تحترمه ولزم تخله يسمع كلمكم صدقونى من غيره كنا ضعنا من زمان مسكها بايد من حديد وطول ما هو ماسكها مفيش حد من الجربيع هيقدر يفتح عينه فيكم
والحربية :ده متخفوش منه ديما مستحى ورأسه فى الارض اعتبره اختكم الكبيرة
الزوجة : من زمان وانا بعتبره كده
الزعيم : عايز جنازة عسكرية تليق بيا ومدفع كبير جنازة متعملتش قبل كده
الابن : متقلقش يابابا الشعب كله هيخرج وراك
الزعيم : هتضحك عليه شعب مين اللى هيخرج ورايا انتا عارف وانا عارف
الابن :متقلقش يابابا رجالة الحزب معاك انتا بس موت واتفرج
نظرا الزعيم حوله وقد اشتد السواد فى وجهه وهنا لفظ انفاسه الاخيرة
واذا بيه يستيقظ ويجد نفسه نائم على سريره
وضحك ضحكة خافته وقال فى نفسه : الشيطان لايموت