اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 31-01-2013, 07:35 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New أبو الحسن الندوي


أبو الحسن الندوي. هو مفكر إسلامي وداعية كبير ولد بقرية تكية، مديرية رائي بريلي، الهند عام 1332هـ/1913م.
اسمه ونسبه

عليٌّ أبو الحسنِ بنُ عبد الحي بن فخر الدين الحسني ـ ينتهي نسبه إلى عبد الله الأشتر بن محمد ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الامام الحسن السبط الأكبر بن علي ابن أبي طالب. هاجر بعض أجداده وهو الأمير السيد قطب الدين محمدالمدني (م 677هـ) إلى الهند في أوائل القرن السابع الهجري.
أبوه علامة الهند ومؤرِّخُها السيد عبد الحي بن فخرالدين الحسني صاحب المصنَّفات المشهورة: “ نُزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها” في ثماني مجلدات عن أعلام المسلمين في الهند وعمالقتهم, طبع أخيرا باسم "الاعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام" حتى استحق بجداره لقب "ابن خلكان الهند". أمه- يرحمها الله- كانت من السيدات الفاضلات, المربيات النادرات, المؤلفات المعدودات, الحافظات للقرآن الكريم, تقرض الشعر, وقد نظمت مجموعة من الأبيتات في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ميلاده ونشأته

وُلِدَ بقرية تكيه بمديرية راي بريلي- في الولاية الشمالية -(Uttar Pardash) بالهند في بدأ تعلُّمَه للقرآن الكريم في البيتِ تُعاوِنُه أمُّه، ثم بدأ في تعلُّم اللغتَينِ الأرديةَ والفارسيةَ. تُوُفِّي أبوه عام 1341هـ - (1923م) وهو لم يزل دون العاشرة، فتولَّى تربيتَه أمُّه الفاضلةُ، وأخوه الأكبُر الدكتور عبد العلي الحسني الذي كان هو الآخَرُ طالباً في كلية الطب بعد تخرُّجِه من دار العلوم ندوة العلماء ومن دار العلوم ديوبند.
بدأ تعلُّم العربيةِ على الشيخ خليل بن محمد الأنصاري اليماني عام 1342 هـ / 1924م وتخرَّج عليه، كما استفاد- في دراسة اللغة العربية وآدابها - من عمَّيهِ الشيخ عزيز الرحمن والشيخ محمد طلحة، وتوسع فيها وتخصص على الأستاذ الدكتور تقي الدين الهلالي عند مقدمه في ندوة العلماء عام 1930م. حضر احتفالَ ندوة العلماء بكانفور عام 1926م، وشدَّ انتباه المشاركين في الاحتفال بكلامه العربي، واستعان به بعضُ الضيوفِ العرب في تنقُّلاته خارجَ مقرِّ الحفل. التحق بجامعة لكهنؤ في القسم العربي عام 1927م -وكان أصغرَ طُلاب الجامعةِ سِنّاً - وحصل على شهادة فاضل أدب في اللغة العربية وآدابها.
قرأ -أيام دراسة اللغة العربية الأولى -كتبا تعتبر في القمة في اللغة الأردية وآدابها، مِمَّا أعانه على القيام بواجب الدعوة، وشرح الفكرة الإسلامية الصحيحة، وإقناع الطبقة المثقَّفة بالثقافة العصرية. عكف على دراسة اللغة الإنجليزية في الفترة ما بين 1928- 1930م مما مكَّنَه من قراءة الكتب المؤلَّفة -بالإنجليزية - في المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها، والاستفادة منها مباشرة.
التحق بدار العلوم لندوة العلماء عام 1929م، وحضَر دروسَ الحديث الشريف للعلامة المحدِّث المربِّي حيدر حسن خان -وكان قد دَرَسَ كتاب الجهاد من صحيح مسلم على شيخه خليل الأنصاري- ولازَمَه سنتَيْنِ كاملَتَيِن فقرأ عليه الصحيحين، وسنن أبي داوود، وسنن الترمذي حرفاً حرفاً، وقرأ عليه دروساً في تفسير البيضاوي أيضاً، وقرأ على الشيخ الفقيه المفتي شبلي الجيراجبوري الأعظمي بعض كتب الفقه.
تلقَّى تفسيرَ سورٍ مختارة من شيخه خليل الأنصاري، ثم تلقَّى دروساً في التفسير من الشيخ عبد الحي الفاروقي، وحضر دروس البيضاوي للمحدث حيدر حسن خان، ودَرَسَ التفسير لكامل القرآن الكريم - حسب المنهج الخاص للمتخرجين من المدارس الإسلامية - على العلامة المفسِّر أحمد علي اللاهوري في لاهور عام 1351 هـ / 1932م. أقام عند العلامة المجاهد حسين أحمد المدني عام 1932 في دار العلوم ديوبند عدة أشهر، وحضر دروسَه في صحيح البخاري وسنن الترمذيِّ، واستفاد منه في التفسير وعلوم القرآن الكريم أيضاً، كما استفاد من الشيخ الفقيه الأديب إعزاز علي في الفقه، ومن الشيخ المقرئ أصغر علي في التجويد على رواية حفص.
حياته العملية وجهوده الدعوية

تَعيَّن مُدَرِّساً في دارالعلوم لندوة العلماء عام 1934م، ودرَّس فيها التفسير والحديث، والأدب العربي وتاريخه’ والمنطق.
تزوج عام 1934م، وعوضه الله عن أولاده من الصلب ابن الأخ الداعية الكاتب الموهوب محمد الحسني وأبناء الأخت الصالحين البررة الدعاة المخلصين محمد الثاني، محمد الرابع، ومحمد الخامس وهو المعروف بـ: واضح رشيد.
استفاد من الصُّحف والمجلات العربية الصادرة في البلاد العربية - والتي كانت تصل إلى أخيه الأكبر، أو إلى دار العلوم ندوة العلماء-مما عرَّفَه على البلاد العربية وأحوالها، وعلمائها وأدبائها ومفكِّريها عن كثب. بدأ يتوسع في المطالعة والدراسة - خارجاً عن نطاق التفسير والحديث والأدب والتاريخ أيضاً- منذ عام 1937م، واستفاد من كتب المعاصرين من الدعاة والمفكرين العرب، وفضلاء الغرب، والزعماء السياسِيِّينَ.
قام برحلة استطلاعية للمراكز الدينيَّة في الهند عام 1939م تعرَّف فيها على الشيخ المربِّي عبد القادر الراي بوري والداعية المصلح الكبير محمد إلياس الكاندهلوي، وبقي على صلة بهما، فتلقَّى التربيةَ الروحيةَ من الأول وتأسَّى بالثاني في القيام بواجبِ الدعوة وإصلاح المجتمع، فقضى زمناً في رحلات دعوية متتابعة للتربية والإصلاح والتوجيه الديني على منهجه، واستمرت الرحلات الدعوية - على اختلاف في الشكل والنظام - إلى مرض وفاته في ذي الحجة عام 1420 هـ.
أسَّسَ مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943م، ونظَّم فيها حلقاتِ درسٍ للقرآن الكريم والسنَّة النَّبوِيَّةِ فتهافتَ عليها الناسُ من الطبقة المثقفةِ والموظَّفِين الكبار. اختير عضواً في المجلس الانتظامي أو الإداري لندوة العلماء عام 1948م، وعُيِّن نائبا لمعتمد أو وكيل ندوة العلماء للشؤن التعليمية بترشيحٍ من المعتمد العلامة السيد سليمان النَّدْوي - - عام 1951م، واختير معتمداً-إثرَ وفاة العلامة-عام 1954م، ثم وقع عليه الاختيارُ أميناً عاماً لندوة العلماء -بعد وفاة أخيه الدكتور السيد عبد العلي الحسني - عام 1961م.
أسَّسَ حركة رسالة الإنسانية عام 1951م.
أسَّسَ المجمع الإسلامي العلمي في لكهنؤ عام 1959م
شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية (U.P.) عام 1960م، وفي تأسيس المجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند عام 1964م، وفي تأسيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند عام 1972م. دعا إلى أوَّل ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب دارالعلوم لندوة العلماءعام 1981م.
أهم مؤلفاته

  • نُشِرَله أوَّلُ مقالٍ بالعربية في مجلة المنار للسيد رشيد رضا عام 1931م حول حركة الإمام السيد أحمد بن عرفان (الشهيد في بالاكوت عام 1831م)
  • ظهر له أوَّلُ كتاب بالأردية عام 1938 م بعنوان سيرة سيد أحمد شهيد ونال قبولاً واسعاً في الأوساط الدينية والدعوية.
  • ألّف كتابه مختارات في أدب العرب عام 1940م، وسلسة قصص النبيين للأطفال وسلسلةً أخرى للأطفال باسم: القراءة الراشدة في الفترة ما بين 1942-1944م.
  • بدأ في تاليف كتابه المشهور ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين عام 1944 م، وأكمله عام 1947م، وقد طُبِعت ترجمتُه الأرديةُ في الهند قبل رحلته الأولى للحج عام 1947م.
  • ألَّف - عام 1947م - رسالة بعنوان: إلى مُمثِّلي البلاد الإسلامية موجَّهةً إلى المندوبين المسلمين والعرب المشاركين في المؤتمر الآسيوي المنعقد في دلهي- على دعوة من رئيس وزراء الهند وقتها: جواهر لال نهرو - فكانت أولَ رسالةٍ له انتشرت في الحجاز عند رحلته الأولى.
  • كلَّفته الجامعة الإسلامية في عليكره (A.M.U.) الهند، بوضع منهاج لطلبة الليسانس في التعليم الديني أسماه إسلاميات، وألقى في الجامعة الملية بدلهي- على دعوة منها- عام 1942م محاضرةً طُبعت بعنوان: بين الدين والمدنِيَّةِ.
  • دُعِي أستاذاً زائِراً في جامعة دمشق عام 1956م، وألقى محاضرات بعنوان: التجديد والمجدِّدون في تاريخ الفكر الإسلامي ضُمَّت - فيما بعد- إلى كتابه الكبير رجال الفكر والدعوة في الإسلام.
  • ألقى محاضرات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة - على دعوة من نائب رئيسها سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز- عام 1963م، طُبِعت بعنوان: النبوة والأنبياء في ضوء القرآن.
  • سافر إلى الرياض- على دعوة من وزير المعارف السعودي - عام 1968م للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة، وألقى بها عدَّةَ محاضرات في جامعة الرياض وفي كلية المعلِّمين، وقد ضُمَّ بعضُها إلى كتابه: نحو التربية الإسلامية الحرة في الحكومات والبلاد الإسلامية.
  • ألّف - بتوجيهٍ من شيخه عبد القادر الراي بورى - كتاباً حول القأديانية، بعنوان: القادياني والقاديانية عام1958م.
  • ألَّف كتابه الصِّراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية عام 1965م، وكتابه الأركان الأربعة عام 1967م، والعقيدة والعبادة والسلوك عام 1980م، وصورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأعظم والمسلمين الأوائل عند أهل السنة والشيعة، عام 1984م، والمرتضى في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عام 1988م.
  • له كتاب بعنوان: منذ خمسين عاما أريد أن أتحدث إلى الإخوان لتصفح الكتاب
الصحافة

شارك في تحرير مجلة الضياء العربية الصادرة من ندوة العلماء عام 1932م، ومجلة الندوة الأردية الصادرة منها أيضاً عام 1940 م، وأصدر مجلة التعميرالأردية عام 1948م.
وتولَّى كتابة افتتاحيات مجلة " المسلمون" -الصادرة من دمشق- في الفترة ما بين 59- 1958 م وكانت أُوْلاها هي التي نُشِرت فيما بعد بعنوان : رِدَّة ولا أبا بكر لها، كما ظهرت له مقالات في مجلة الفتح للأستاذ محب الدين الخطيب.
أشرف على إصدار جريدة نداي ملت الأردية الصادرة عام 1962م، وكان المشرفُ العام على مجلة البعث الإسلامي العربية الصادرة منذ عام 1955م، وجريدة الرائد العربية الصادرة منذ عام1959م، وجريدة تعمير حيات الأردية الصادرة منذ عام 1963م، والمجلة الإنجليزية (بالإنكليزية: The Fragrance) الصادرة منذ عام 1998م، أربعتُها تصدر من ندوة العلماء، وكان هو المشرف العام على مجلة معارف الأردية الصادرة من دار المصنفين بأعظم كره، ومجلة الأدب الإسلامي الصادرة من رابطة الأدب الإسلامي العالمية مكتب البلاد العربية، ومجلة كاروان أدب الصادرة من رابطة الأدب الإسلامي العالمية مكتب بلاد شبه القارة الهندية.
رحلاته في طلب العلم

سافر إلى مدينة لاهور عام 1929م، وكانت أوَّلَ رحلةٍ له إلى بلدٍ بعيد حيث تعرَّف على علمائها وأعيانها، والتقى بشاعر الإسلام الدكتور محمد إقبال وكان قد ترجم بعض قصائده -قصيدة القمر- إلى النثر العربي. وفي هذه الرحلة عرضه عمه الشيخ محمد طلحة على المربي الكبير الأستاذ محمد شفيع واستشاره في الميدان الذي يختاره للدراسة في المستقبل فأشار عليه المذكور بالاستمرار في تعلم العربية.
سافر ثانية إلى لاهور عام 1930م وقرأ عليه تفسير أوائل سورة البقرة.
وفي رحلته الثالثة إلى لاهور عام 1931م قرأ على العلامة اللاهوري كتاب حجة الله البالغة للإمام ولي الله الدهلوي.
رافق العلامة الدكتور تقي الدين الهلالي في رحلته إلى بنارس وأعظم كره ومؤ ومبارك فور، ولعله في هذه الرحلة قرأ أوائل الصحاح على صاحب تحفة الأحوذي العلامة عبد الرحمن المباركفوري وأخذ منه - أيضاً - الإجازة في الحديث. سافر إلى ديوبند عام 1932م وأقام بدارالعلوم ديوبند للحضور في دروس العلامة المحدث المجاهد حسين أحمد المدني في الحديث الشريف، كما استفاد منه بصفة خاصة في التفسير وعلوم القرآن.
وفي رحلته الرابعة إلى لاهور عام 1932م قرأ على العلامة اللاهوري تفسير كامل القرآن الكريم حسب المنهاج المقرر للمتخرجين من المدارس الإسلامية. رافق العلامة السيد سليمان النَّدْوي في سفره إلى كرنال وباني بت، وتهانيسر ودلهي عام 1939م.
تقدير وتكريم

اختير عضوا مراسِلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1956م. أدار الجلسة الأولى لتأسيس رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عام 1962م نيابةً عن رئيسها سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ -وقد حضر أولَّها جلالةُ الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود كما حضرها الملك محمد إدريس السنوسي حاكم ليبيا، وشخصيات أخرى ذات شأن-وقدَّم فيها مقالَه القيِّمَ بعنوان: الإسلام فوق القوميات والعصبيات.
اختير عضواً في المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها عام 1962م، ظلَّ عضوا فيه إلى انحلال المجلس- وانضمام الجامعة في سلك بقية الجامعات السعودية تابعةً لوزارة التعليم العالي - قبل أعوام.
اختير عضواً في رابطة الجامعات الإسلامية منذ تأسيسها عام
اختير عضوا مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني عام 1980 م
تمَّ اختياره لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1980م.
مُنح شهادة الدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة كشمير عام 1981م.
اختير رئيساً لمركز آكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1983م.
اختير عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت) عام 1983م
تأسَّست رابطة الأدب الإسلامي العالمية عام 1984م فاختير رئيسا عاما لها.
أقام عبدالمقصود خوجة ـ من أعيان جدة ـ حفلا لتكريم سماحته بجدة عام 1985م.
اختير عضوا للهيئه الاستشارية لمجلة الشريعة والدراسات الإسلامية إحدى مجلات مجلس النشر العلمي في جامعة الكويت في ديسمبر 1988م واستمر حتر توفاه الله.
أقيمت ندوة أدبية حول حياته وجهوده الدعوية والأدبية عام 1996م في تركيا على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.
منح جائزة الشخصية الإسلامية لعام 1998م في رمضان 1419هـ وقدم اليه الجائزه ولي العهد لحكومة الإمارات العربيه المتحده سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
منح جائزة السلطان حسن البلقيه العالمية في موضوع سير أعلام الفكر الإسلامي من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية عام 1998م (1419هـ)
منحه معهد الدراسات الموضوعية بالهند جائزة الإمام ولي الله الدهلوي لعام 1999م - والتي تم منحها لأول مرة - وكان قد تقرر اختياره لهذه الجائزة في حياته ولكن وافته المنية قبل الإعلان الرسمي، وقد استلم هذه الجائزة باسم - - ابن أخته وخليفته فضيلة الشيخ محمد الرابع الحسني النَّدْوي في دلهي في 7 شعبان 1421هـ (نوفمبر2000م).
منحته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسسكو ISESCO) -تقديرا لعطائه العلمي المتميز وإكباراً للخدمات الجليلة التي قدمها إلى الثقافة العربية الإسلامية - وسام الإيسسكو من الدرجة الأولى. وقد استلم هذا الوسام نيابة عن ابن أخت سماحته وخليفته أمينِ ندوة العلماء العام فضيلةِ الشيخ محمدٍ الرابعِ الحسني النَّدْوي وكيلُ ندوة العلماء للشؤون التعليمية عبد الله عباس الندوي في الرباط في 25 شعبان 1421 هـ.
وصيته

إسمعوها مني صريحةً أيها العرب: بالإسلام أعزَّكم الله، "لو جُمع لي العربُ في صعيدٍ واحد واستطعت أن أوجّه إليهم خطاباً تسمعه آذانهم، وتعيه قلوبهم لقلتُ لهم : أيها السادة ! إنَّ الإسلام الذي جاء به محمد العربي صلى الله عليه وسلم هو منبع حياتكم، ومِنْ أُفُقه طلع صبحُكم الصادق، وأن الـنبـي صلى الله عليه وسلم هو مصدر شرفكم وسبب ذكركم، وكل خير جاءكم - بل وكل خير جاء العالم - فإنَّما هو عن طريقه وعلى يديه، أبى الله أن تتشرفوا إلا بانتسابكم إليه وتمسُّكِكُم بأذياله والاضطلاع برسالته، والاستماتة في سبيل دينه، ولا رادَّ لقضاء الله ولا تبديل لكلمات الله، إن العالم العربي بحرٌ بلا ماءٍ كبحر العَروض حتى يتخذ محمد صلى الله عليه وسلم إماماً وقائداً لحياته وجهاده، وينهض برسالة الإسلام كما نهض في العهد الأول، ويخلـِّص العالَم المظلوم من براثن مجانين أوروبا- الذين يأبون إلا أن يقبروا المدنيَّة وقضوا على الإنسانية القضاء الأخير بأنانيتهم واستكبارهم وجهلهم- ويوجِّه العالم من الانهيار إلى الازدهار، ومن الخراب والدَّمار والفوضى والاضطراب، إلى التقديم والانتظام، والأمن والسلام، ومن الكفر والطغيان إلى الطاعة والإيمان، وإنه حق على العالم العربي سوف يُسألُ عنه عند ربه فلينظر بماذا يجيب ؟!
وفاته

يوم الجمعة 23 رمضان 1420 ه‍ـ الموافق 31 ديسمبر 1999. في قرية تكية كلان بمديرية رائ بريلي (يوبي) الهند.

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 31-01-2013, 07:36 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New


الشيخ أبو (الحسن علي الحسني الندوي)؛ أحد أعلام الدعاة إلى الإسلام في عصرنا بلا ريب ولا جدال، عبَّرت عن ذلك كتبه ورسائله ومحاضراته التي شرقت وغربت، وقرأها العرب والعجم، وانتفع بها الخاص والعام، كما أنبأت عن ذلك رحلاته وأنشطته المتعددة المتنوعة في مختلف المجالس والمؤسسات، وبعض كتبه قد رزقها الله القبول، فطُبِعت مثنى وثلاث ورباع، وأكثر من ذلك، وتُرجِمت إلى لغات عدة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
المفكر الإسلامي الكبير، والعلامة الداعية سماحة الشيخ (أبي الحسن علي الحسني الندوي) ابن العلامة السيد: (عبد الحي بن السيد فخر الدين) الذي يتصل نسبه (بالحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين).
هاجر جده الأمير السيد قطب الدين محمد المدني عام (677هـ)، في أوائل القرن السابع الهجري.


النشأة:
ولد الشيخ الندوي بقرية (تكيّة كلان)، من مديرية (رائي بريلي)، قرب (لكهنؤ) بالهند عام (1332هـ/1913م)، ونشأ في أسرة متديّنة متعلّمة، نبغ منها عدد من العلماء والدعاة، كان من أبرزهم أبوه الشيخ عبد الحي الذي يعدّ بحق (خلّكان الهند) العالِم المُصلِح والداعية المُخلِص، أستاذ التفسير والأدب في دار العلوم، صاحب المصنفات المشهورة مثل:
- (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها)، طُبع باسم الإعلام (بما في تاريخ الهند من الأعلام) في ثمانية مجلدات.
- (الهند في العهد الإسلامي).
- (الثقافة الإسلامية في الهند).

أما أمّه فكانت خير النساء، شريفة النسب، شاعرة، عابدة، حافظة للقرآن، ومؤلّفة للكتب.
ولقد تولّى أخوه عبد العلي تربيته بعد وفاة والده وهو في التاسعة من العمر، فحفظ القرآن في البيت وجوّده، تُعاونه أمه، وعندما بلغ الثانية عشرة من عمره درس العربيّة على خليل محمد اليماني، والأدب العربي على محمد تقيّ الدين الهلالي، وأتقن الإنجليزيّة والفارسيّة، إلى جانب لغته الأورديّة، وقرأ التفسير على الشيخ أحمد بن علي في لاهور، ثم أكمل تعليمه في دار العلوم بندوة العلماء، ودار العلوم في ديوبند، وجامعة لكهنؤ، وتلقى تربيته الروحيّة على الشيخ عبد القادر الرائي فورى...

كما تأثّر بفكر الإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وأحمد بن عبد الأحد السرهندي، وشاه ولي الله الدهلوي.
وكان الشيخ محمد إلياس من أعظم أساتذته، كما كان لمحمد إقبال أثرٌ كبيرٌ في توجيهه الأدبي والفكري.

حياته العلمية والعملية:
عمل مدرّساً بدار العلوم في لكنهؤ مدّة عشر سنوات، واشتغل بالصحافة، وساهم في تحرير (مجلّة الضياء) التي تصدر بالعربيّة، والتي ترأّس تحريرها مسعود الندوي، ثم ترأس تحرير مجلّة (الندوة العلميّة) التي كانت تصدر عن ندوة العلماء بالأورديّة، ثم أصدر (مجلّة التعمير) النصف شهريّة بالأورديّة، ويعتبر أحد رؤساء التحرير لمجلّة (معارف) الأكاديميّة التي تمثّل المسلمين في شبه القارّة الهنديّة.
كما أسّس جمعيّة لنشر الإسلام بين الهنود، وتولّى رئاسة جامعة دار العلوم (ندوة العلماء)، وأنشأ المجمع الإسلامي (أكاديمية البحوث الإسلاميّة) سنة 1959م، وأسس حركة (رسالة الإنسانية) عام 1951م، وأسس المجمع الإسلامي العلمي في لكهنؤ عام 1956م، وشارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية عام 1960م، وفي تأسيس المجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند عام (1964م، وفي تأسيس هيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند 1972م، وفي تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية 1986م.

نال عضوية عدد من المجامع العلمية والمؤسسات العالمية مثل: رابطة العالم الإسلامي، والمجلس الأعلى العالمي للدعوة الإسلامية، ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، ومجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وعمان وغيرها.
نال العديد من الجوائز العالمية منها: جائزة الملك فيصل في الرياض 1400هـ، وجائزة الشخصية الإسلامية في دبي 1419هـ.
وزار الأمصار والحواضر، وعاش صدر حياته في قصر صدّيق حسن خان العالِم السلفي، الأمير الكبير... أسكنوه فيه بعد موت أبيه، فذاق حياة الترف والنعيم، ولكنه زهد فيها، واشتغل بالدعوة مع جماعة (التبليغ الإسلامي) بعد لقائه بالشيخ (محمد إلياس) مؤسس الجماعة.
ولقد بنى رحمه الله للإسلام في نفوس تلاميذه حصونًا أمتن من حصون الحجر، وبنى أمّة من العلماء الصالحين، والدعاة المخلصين.


منهجه الفكري والدعوي:
كان رحمه الله يرى أن الأحداث التي عاصرها وعلى رأسها سقوط الخلافة دعمت إيمانه بأن الإسلام لابدّ أن يتولّى الزمام لإنقاذ العرب والعالم، لأن الحل الوحيد لمأساة الإنسان يكمن في تحوّل قيادة العالم إلى أيد مؤمنة بقيم الإنسانيّة، وكان محور إصلاحه: مكافحة الغزو الفكري، وبثّ روح الاعتزاز بالإسلام في المسلمين، ومقاومة الردّة وآثارها، وخاطب العرب وركّز عليهم اهتمامه؛ لأنّهم في رأيه يحملون استعدادًا روحيًّا ومعنويًّا وماديًّا لقيادة العالم الإسلامي، وبالتالي لقيادة العالم أجمع، وكان حريصًا على نهضة العرب بمواهبهم وكفاءاتهم.

وحدّد واجب العلماء والطبقة المثقفة في مقال منشور بمجلّة (البعث الإسلامي) قائلًا: "إن مسؤوليّة العلماء والمفكّرين المسلمين في العصر الحديث -بعد مواجهتهم للتحدّيات المعاصرة، وإثباتهم أن الإسلام قادرعلى قيادتها وترشيدها والسموّ بها- هي أن يفضّلوا الإسلام على كل جماعة ومؤسّسة ومدرسة وطائفة وحزب، وإذا رأوا أن بقاء الإسلام يتطلب أن نمحِيَ جميع الأسماء واللافتات والشعارات والشارات والأحزاب والجماعات؛ فليكن ذلك موضع عنايتهم، ولا يقع تلكؤٌ منهم أو إحجام للحظة واحدة، ولتكن مصلحة الدين والعقيدة مفضّلة على عمل كل مصلحة حزبيّة، أو جماعيّة، وليكن واضحًا أن الدين والإيمان وازدهارهما هو الهدف، سواء رجع الفضل إلينا أو لغيرنا من الإخوان في العقيدة والدين".

ومن أبرز تأمّلاته: قضيّة الإصلاح والتغيير، حيث رأى أنّ المنهج الإصلاحي الذي نريده ينبع أساسًا من تكوين الفرد تكويناً نوعيّاً، ويحمل على بعض المصلحين الذين خلطوا الواقع الإصلاحي بالتجربة والروح الغربيّة، وكان يندهش من المسلمين الذين اطمأنّوا لتدريس أبنائهم في المؤسسات العلميّة الغربيّة، وغفلوا عن هدف الغرب في القضاء على الهويّة الإسلاميّة لهم، وتنبّه إلى ضرورة إحداث تغيير شامل في الجامعات الإسلاميّة من خلال ربط العلم بالتربية؛ وأولى اهتمامًا كبيرًا بالمنهل العلمي الذي يتلقّاه الشباب، فلا بدّ من تصفية هذا المنهل من خلال توحيد التعليم ليكون وحدة شاملة تجمع بين الوسائل والغايات.

ولقد أحب الشيخ أبو الحسن وهو في العاشرة رحمة العالمين محمدًا المصطفى صلوات الله عليه وسلامه، وشُغف حبًّا بإرثه المعجز الذي بلغ عن ربه، الهدى الذي ما كان صلى الله عليه وسلم ينطق به عن الهوى، وملأ عليه هذا الحب السمع والبصر والفؤاد، ومنحه هذا الحب استعلاء إيمان، وسداد نظر، واستواء سلوك.
ثم نظر مِن حوله فراعه أن يرى كثيرًا من أصحاب إرث النبوة -معجزة رب العالمين، وهدي رسوله الأمين- يُعرضون عنه ويتخذونه وراءهم ظهريًّا، ويتولون الذين كفروا -ولبئس ما فعلوا- ويتبعونهم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع في مناهج التفكير وطرائق السلوك، راعه أن يرى أشد طبقات المجتمع إفلاسًا في هذا الحب الطبقة العصرية المتعلمة، فكانت لذلك (أجوفها روحاً، وأضعفها مقاومة، وأخفها وزناً، وأكدرها حياة، وأضلها عملا) كما يقول.
فكر الشيخ وقدر... وسرعان ما استيقن أن هؤلاء (الورثة) لا يمكنهم أن يدركوا مثلما أدرك قيمة هذا الإرث العظيم إلا إذا أحبوه مثلما أحبه!

وعاد الشيخ مرة أخرى ففكر وقدر... وسرعان ما استيقن أن على عاتقه أمانة تجاه أبناء أمته عليه تأديتها على أتم وجه وأكمله، أن يُذكّرهم بإرث النبوة الذي فَرَّطوا فيه، ويستنهض هممهم للعودة إليه، وصياغة حياتهم وِفْقَهُ.
ومن قبل هذا... كان قد أيقن أن مثل حبه لهذا الإرث مثل شرارة في الرماد كامنة (في قلب كل مسلم)، فما عليه إلا أن يثير ما كمن من جذوات الحب لإرث النبوة في قلوب أبناء الأمة الإسلامية، فلا صلاح لهم إلا بإرث النبوة الخاتمة الذي صلح به أولهم.
تجردَ للأمر، يعمل له وُسعَ الطاقة إذا أصبح، ويعمل له يوم إقامته ويوم ظعنه، ويعمل له بأفانين من القول: خطبة ومحاضرة ومقالة ورسالة، ودرسًا، وكتابًا، وبحثًا... وهو في كل ذلك لا يَكَلُّ ولا يَملُّ من إرث النبوة الذي أحب أن يتزود بخير زاد: الإيمان بدعوته، والصبر على ما يلقى في سبيل تبليغها من نصب وعنت.

ومازال أبو الحسن يغرد بهذا الحب، كما الشحرور!
ومازال أبو الحسن يحلق بهذا الحب، كما العقاب! حتى استضاءت قلوب في الصدور، وأبصرت عن عمى! وحتى استنارت نفوس بين الجوانح، ورشدت عن غيّ!
وما ظنك بأثر أحاديث وَعت من كتاب الله تعالى، ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الحكمة المخلدة، والفكرة المسددة، والدعوة المجددة؟

ويرى فضيلة الشيخ القرضاوي أن فقه الدعوة عند العلامة أبي الحسن الندوي يقوم على ركائز وأسس تبلغ العشرين، منها انطلق، وإليها يستند، وعليها يعتمد وهي:
1- تعميق الإيمان في مواجهة المادية.
2- إعلاء الوحي على العقل.
3- توثيق الصلة بالقرآن الكريم باعتباره كتاب الخلود، ودستور الإسلام وعمدة الملة، وينبوع العقيدة، وأساس الشريعة.
4- توثيق الصلة بالسنة والسيرة النبوية.
5- إشعال الجذوة الروحية (الربانية الإيجابية).
6- البناء لا الهدم.
7- إحياء روح الجهاد في سبيل الله.
8- استيحاء التاريخ.
9- نقد الفكرة الغربية والحضارة المادية، أو الجاهلية الحديثة.
10-نقد الفكرة القومية والعصبيات الجاهلية.
11- تأكيد عقيدة ختم النبوة.
12- مقاومة الردة الفكرية.
13- تأكيد دور الأمة المسلمة واستمرارها في التاريخ نبراس هداية للبشرية.
14- بيان فضل الصحابة ومنزلتهم في الدين.
15- التنويه بقضية فلسطين وتحريرها.
16- العناية بالتربية الإسلامية الحرة التي لا تستمد فلسفتها من الغرب ولا من الشرق.
17- العناية بالطفولة والنشء والكتابة للأطفال والناشئين بوصفهم رجال الغد.
18- إعداد العلماء والدعاة الربانيين.
19- ترشيد الصحوة والحركات الإسلامية التي يشهدها العالم الإسلامي.
20- دعوة غير المسلمين للإسلام.

ثناء العلماء عليه:
• قال عنه الشيخ الغزالي رحمه الله: "هذا الإسلام لا يخدمه إلا نفس شاعرة محلقة، أما النفوس البليدة المطموسة فلا حظ لها فيه... لقد وجدنا في رسائل الشيخ الندوي لغة جديدة، وروحًا جديدة، والتفاتًا إلى أشياء لم نكن نلتفت إليها...
إن رسائل الشيخ هي التي لفتت النظر إلى موقف (ربعي بن عامر رضي الله عنه) بين يدي (رستم) قائد الفرس وكلماته البليغة له التي لخصت فلسفة الإسلام في كلمات قلائل، وعبرت عن أهدافه بوضوح بليغ وإيجاز رائع: "إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، أبو الحسن الندوي -فيما أعلم- هو أول من نبهنا إلى قيمة هذا الموقف وهذه الكلمات، ثم تناقلها الكاتبون بعد ذلك وانتشرت".

• وقال الشيخ القرضاوي: كان يتمتع بخمس صفات تميزه عن غيره من العلماء، فهو إمام رباني إسلامي قرآني محمدي عالمي؛ فأما أنه رباني فلأن سلف الأمة قد أجمعوا على أن الرباني هو: من يعلم ويعمل ويعلِّم، وهي الصفات الثلاثة التي كان يتحلى بها الشيخ.
وأما أنه إسلامي فلأن الإسلام كان محور حياته ومرجعه في كل القضايا والدافع الذي يدفعه إلى الحركة والعمل والسفر والكتابة والجهاد، ساعيًا لأن يُقوّي الجبهة الداخلية الإسلامية في مواجهة الغزوة الخارجية عن طريق تربية الفرد باعتباره اللبنة الأساسية في بناء الجماعة المسلمة.
وأما أنه قرآني فلأن: القرآن هو مصدره الأول الذي يستمد منه، ويعتمد عليه، ويرجع إليه، ويستمتع به، ويعيش في رحابه، ويستخرج منه اللآلئ والجواهر.
وأما أنه محمدي فليس لمجرد أنه من نسل الإمام الحسن حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فكم من حَسنيّين وحُسَينيّين تُناقض أعمالُهم أنسابَهم «ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» (رواه مسلم)؛ بل لأنه جعل من الرسول الكريم أسوته في هديه وسلوكه وحياته كلها، واتخذ سيرته نبراسًا له في تعبده وزهده وإعراضه عن زخارف الدنيا وزينتها، فهو يعيش في الخلف عيشة السلف.

• وقال د. أحمد الشرباصي رحمه الله: له غرام أصيل باقتناء الكتب، فأعز ما يحرص عليه من عرض الحياة هو كتبه، فهو لا يقتني الكتب للزينة بل ليهضمها قراءةً وبحثًاً ونقدًاً، وله قدرةٌ على الارتجال بالعربية يتدفق كالسيل، بلِغة فيها الصور البيانية البليغة.
• ووصفه الشيخ علي الطنطاوي لما زاره سنة (1373هـ/1954م) في لكهنؤ فقال: وجدته في الأحوال كلّها مستقيمًا على الحق، عاملًا لله، زاهدًا حقيقّيًّا زهد العالم العارف بالدنيا وأهلها.

• ويقول عنه د. حسن الوراكلي: لقد وجدتني بإزاء رجل رزقه الله من محبة مصطفاه ومجتباه، ومن التعلق بإرث النبوة رزقًاً حسنًا، فهو ينفق منه باليمين والشمال، سراً وعلانية، بالليل والنهار، وزاده منه باقٍ لا ينفد!
لقد وجدتني بإزاء رجل ملك عليه حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولإرث نبوته سمعه وبصره وفؤاده، فعاش حياته يتنفس بهذا الحب، ويبصر به ويسعى... عاش يرعاه ويتعهده، ويستحث عليه، ويندب إليه مبصرًاً بآثاره البعيدة في الإحياء والانبعاث.
حدثني وأفاض بأحاديث أسرت لُبِّي، وأخذت بعقلي كالبحر في عمقه... كالغيم في صفوه... من مشكاة السبع المثاني كان يقبس... من مصباح الجوامع النبوية كان يستمد... كانت أحاديثه إليّ تطيب بالحب الذي يُضفِّرها من ألقه الأخضر وبهائه الشذيّ كالشجر، إذ يتنزل عليه ماء مبارك من السماء فيَطيب، ويُطيّب ما حوله.

من أقواله الخالدة:
• إن الدين يميز بين تغير سليم وآخر غير سليم، وبين نزعة هدامة وأخرى بناءة. (مفهوم تجديد الدين/ 209)
• إنّ مرد كل هذا الفساد في مختلف نواحي الحياة, ورأس البلاء وأصل الشقاء هو عدم الإخلاص, وسوء الأخلاق, وإنّ أكبر واجب ومهمة في هذا العصر هو إحياء الإخلاص والأخلاق وتجديدهما, وأكبر وسيلة للحصول عليهما هو الحب، والطريق إلى الحب الذكر والصحبة, وعشرة عباد الله الصالحين والعارفين.

• التقدم والتأخر عندنا ليس رجعيًّا أو تقدميًّا كما يصوره الغرب: عصور قديمة ومتوسطة وحديثة! كلا؛ بل هو بين مدٍّ وجزر، مدٍّ مع الارتباط بالكتاب والسنة، وجزرٍ عند التخلي عنهما.
• بالاستعداد الروحي، والاستعداد الصناعي الحربي، والاستقلال التعليمي ينهض العالم الإسلامي، ويؤدي رسالته، وينقذ العالم من الانهيار الذي يهدده... فليست القيادة بالهزل، إنما هي جد الجد، فتحتاج إلى جد واجتهاد، وكفاح وجهاد، واستعداد أي استعداد، كل امرئ يجري إلى يوم الهياج بما استعدا. (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين صـ206).
• إن أقوى وسيلة لتغذية الروح وشحن (بطارية) القلب: قيام الليل، الذي أكثر القرآن من الحث عليه، والترغيب فيه، ومدح أصحابه حتى كأنه ملحق بالفرائض وتابع لها، ولذلك سُمِّي نافلة... وهكذا كان أئمة المسلمين وقادتهم، وزعماء الإصلاح والتجديد، ورجال التعليم والتربية، ومن نفع الله المسلمين بنفوسهم وأنفاسهم، وكتب لمآثرهم وآثارهم الانتشار الواسع والبقاء الطويل، والقبول العظيم والذكر الجميل من أصحاب العبادة والسهر في الليالي، والقيام في الأسحار، وأصحاب الصلة الروحية بالله تعالى.

• وقد أكمل الله لنبيه شرح الصدر؛ إذ لا يتأتى عمل جليل في الدنيا بدون انشراح الصدر، والإيمان الراسخ، والاعتقاد الجازم، واليقين الكامل، وقوة القلب، والثقة بالمبدأ، وما عمل في الدنيا متشكك ومرتاب شيئًا، بل المتشككون أكسل الناس وأقعدهم وأبخسهم، ليس لهم هم في الحياة ولا سرور، ولذا تراهم ي***ون أنفسهم وينتحرون ويعيشون إن عاشوا مهمومين متضايقين متضجرين، فشرح صدره أولاً للنبوة والرسالة، وأخرج حظ الشيطان منه، ثم أكمل له الأسباب التي يُحصّل بها انشراح الصدر واتساع القلب، ورباطة الجأش وطمأنينة النفس وهدوء البال وقرة العين وحياة الروح.

• تأمل في سورة الفاتحة التي هي الدرة الفريدة في المعجزات السماوية، وقطعة رائعة من القطع القرآنية البيانية، لو اجتمع أذكياء العالم وأدباء الأمم، وعلماء النفس، وقادة الإصلاح وزعماء الروحانية، على أن يضعوا صيغة يتفق عليها أفراد البشر على اختلاف طبقاتهم، وعلى تنوع حاجاتهم، وعلى تشتت خواطرهم يتقدمون بها أمام ربهم، ويتعبدون بها في صلواتهم، تُعبر عن ضمائرهم ومشاعرهم وتفي بحاجاتهم وأغراضهم، لما جاؤوا بأحسن منها، قال تعالى: {إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً} [الإسراء: 88].

الثمرات:
كان رحمة الله تعالى عليه كاتبًا غزير الإنتاج، صاحب منهج متميّز عن غيره من المفكّرين والباحثين المعاصرين بسبب معرفته لعدد من اللغات كالعربيّة والأورديّة والإنجليزية والفارسيّة، وسعة اطلاعه على مصادر الحضارات غير الإسلاميّة، فضلًا عن تعمقه في التاريخ الإسلامي، فبلغت مؤلّفاته مائة وستّة وسبعين ما بين رسالة وكتاب وبحث، تميّزت كلّها بالغوص العميق في تفهم أسرار الشريعة، والتحليل العميق لمشاكل العالم الإسلامي.
ومن أبرز المؤلفات العربية: (نظرات في الأدب)، (روائع إقبال)، (شخصيات وكتب)، (في مسيرة الحياة)، (قصص من التاريخ الإسلامي)، (قصص النبيين)، "روائع من أدب الدعوة)، (ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين).

الرحيل:
في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك 23 رمضان 1420هـ، وفي يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، وفي آخر يوم من السنة الميلادية التي يعتبرها الكثيرون نهاية القرن العشرين، وقبل صلاة الجمعة، وقد توضأ الشيخ واستعد للصلاة، وشرع في معتكفه يقرأ سورة الكهف من كتاب الله تعالى -كما تعوّد كل جمعة- وافى الأجل المحتوم العَلَم المفرد، والداعية الرباني، والعلامة المتميز، العربي الأرومة، الحسنيّ النسب، الهندي ال***ية، العالمي العطاء، شيخ الأمة ولسانها الناطق بالحق، الداعي إلى الخير عن عمر يناهز 86 عاما، فرحمة الله تعالى عليه وعلى علماء الأمة المبجلين.

د- خالد سعد النجار
alnaggar66*************

---------------------------------------------
من مصادر البحث:
- فقه الدعوة عند العلامة أبو الحسن الندوي (د. يوسف القرضاوي).
- الركائز العشرون لفقه الدعوة عند العلامة أبى الحسن الندوي (د. يوسف القرضاوي).
- أبو الحسن الندوي (محمد علي شاهين).
- هذا أبو الحسن الندوي ... ناهيك من "محب" (د. حسن الوراكلي).
- معجم الأدباء الإسلاميين، دار الضياء للنشر والتوزيع، عمان الأردن، ومجلة الأدب الإسلامي العدد الخاص بالشيخ أبي الحسن الندوي 26-27.

__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:05 PM.