اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > أخبار و سياسة

أخبار و سياسة قسم يختص بعرض الأخبار و المقالات من الصحف يوميا (المصرية والعربية والعالمية )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-02-2015, 10:06 PM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي الحوثيون في اليمن.. الخرائط المذهبية والطموحات السياسية

الحوثيون في اليمن.. الخرائط المذهبية والطموحات السياسية




د. حمود ناصر القدمي
دبلوماسي وأكاديمي متخصص في الشأن اليمني


05/02/2015

تعود كلمةُ "الحوثية" إلى مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي. ويُعد والده، بدر الدين بن أمير الدين بن الحسين بن محمد الحوثي، "الزعيم الروحي" للجماعة؛ إذ نشأ في فرقة "الجارودية"، وأقام في إيران عدة سنوات، حيث مال بشكل واضح إلى الاثني عشرية.


أما القائد الأول للحوثيين فهو حسين بدر الدين الحوثي، الابن الأكبر لبدر الدين الحوثي، الذي لم يكمل دراسته العلمية بسبب انشغاله بالنشاط السياسي؛ حيث تلقى في البداية تعليمه داخل المعاهد العلمية ابتداءً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، كما تلقى المذهب الزيدي على يد والده وأرباب المذهب في صعدة، ورغم أنه كان يحضر لنيل درجة الدكتوراه بعد أن حصل على درجة الماجستير في العلوم الشرعية، فإنه لم يواصل الدراسة، حيث قام بتمزيق شهادة الماجستير؛ لاعتقاده أن الشهادات الدراسية عبارة عن "تجميد للعقول".

وبعد ذلك، اتجه إلى تفعيل تحركاته السياسية، حيث شارك مع بعض الكوادر والشخصيات الدينية الزيدية في تأسيس "حزب الحق" عام 1990، الذي انتخب نائبًا عنه في مجلس النواب في دائرة مران في الفترة من عام 1993 إلى عام 1997.

وعلى غرار والده، قام حسين الحوثي بعدة زيارات خارجية إلى إيران؛ إذ ظل مع والده عدة أشهر في قم، ولبنان، حيث قام بزيارة "حزب الله"، وبالتوازي مع تأسيسه تنظيم "الشباب المؤمن" عام 1991، بدأت إرهاصات وملامح الحركة الحوثية تظهر تدريجيًّا داخله، وقام بإلقاء الدروس والمحاضرات بين مؤيديه وأنصاره، حيث تبنى أسلوبًا جذابًا استطاع من خلاله نقل أفكاره إليهم، وقد اقتربت أفكاره بشكلٍ واضح من الخطاب العام الذي تبناه قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الخميني، حيث اعتمدت على الفكر الشيعي الاثني عشري، بشكل جعلها تتجاوز أو تخرج عن المذهب الزيدي المعروف في اليمن.

ورغم أن أغلب سكان شمال اليمن ينتمون إلى المذهب الزيدي، فإنه ليس فرقة واحدة فحسب، بل يشمل أربع فرق رئيسية أهمها الهادوية التي تشكل الأغلبية، ويصفها البعض بأنها "سنة الشيعة"، لا سيما أنها لا تقدح في الصحابة، وإنما تكتفي بتفضيل الإمام علي على باقي الصحابة، كما لا تؤمن بالرجعة ونظرية المهدي، ولا تحلل المتعة، ولا تستخدم "التقية"، وتنتمي الأغلبية المناصرة لجماعة "الحوثي" إلى هذه الطائفة.

تحرك نشط:

اللافت للانتباه في هذا السياق، أن عدد الحوثيين لا يتعدى، كفكر اثني عشري 2% من السكان، بل كانوا أقل من هذه النسبة، إلا أن تطورات المشهد السياسي في اليمن بعد إقرار دستور الوحدة عام 1991، الذي كرس الانفتاح السياسي والتعددية السياسية، ساعد الجماعة على التطور، وهو ما تزامن مع مناخ إقليمي مواتٍ، خاصة بعد دخول العراق في صراعات إقليمية ودولية نجحت إيران في استثمارها من أجل توسيع ودعم نفوذها وحضورها الإقليمي في كل منطقة يمكن أن تكون مؤهلة لذلك، على غرار شمال اليمن الذي يمثل معقل الزيدية.

ورغم أن ثمة حرصًا من جانب الحوثيين على نفي انتمائهم إلى الاثني عشرية الجارودية؛ فإن الملازم التي وضعها حسين الحوثي تدحض ذلك. فعلى سبيل المثال يقول حسين الحوثي في إحدى ملازمه: "إن السنة مهزومون عبر التاريخ لأنهم لم يوالوا عليًّا"، ويضيف بعد ذلك: "ومن الحماقة أن نرتبط بهم أو نفكر بإمكان أن نتوحد معهم".

فضلا عن ذلك، فإن الشعارات التي يتبناها الحوثيون إلى جانب إحيائهم بعض الاحتفالات، على غرار ما يسمى بـ"يوم الغدير" و"يوم عاشوراء"، والتي لم تكن موجودة في اليمن قبل ظهور الحركة - كلها تؤكد نزوع الفكر الحوثي كقيادة إلى الاثني عشرية، وهو ما يعني أن ارتباطهم بالزيدية هو ارتباط ظاهري، كون الزيدية طائفة شيعية هادوية لا تمت بصلة للاثني عشرية، لكن هذه الطائفة وجدت في حركة الحوثي إحياء لفكر الطائفة الذي بدأ في الانحسار بسبب تغول المذهب السني السلفي، ووفقًا لبعض التقديرات؛ تتراوح نسبة الطائفة الزيدية ما بين 30-32% من إجمالي عدد السكان، وليس كل الزيود هاشميين، وليس كل الهاشميين زيودًا، إذ إن هناك هاشميين من آل البيت يعتنقون المذهب السني الشافعي، ويتواجدون في المناطق الساحلية.

ثقل شمالي:

ينتشر الحوثيون في معاقل الطائفة الزيدية، وبالتحديد في ست محافظات، تأتي محافظتا صعدة وحجة على رأسها؛ إذ تمثل ما نسبته 90% من سكان هاتين المحافظتين، تليهما محافظات عمران وصنعاء والجوف وذمار؛ إذ تزيد نسبةُ الطائفة الزيدية في هذه المحافظات عن 50% من السكان، في حين ينتمي أغلب سكان باقي المحافظات إلى الطائفة الشافعية السنية، حيث ترتفع نسبتهم، كما هو موضح في الخريطة، إلى أكثر من 90% في محافظات الحديدة وإب ولحج وحضرموت.


حركة سياسية:

على عكس ما تُروج له اتجاهات عديدة، فإن ثمة مؤشرات تكشف عن أن الحركة الحوثية سياسية أكثر منها دينية، منها أنها تضم عناصر تنتمي إلى طوائف أخرى، فضلا عن أنها لم تعتمد على المكون الديني فقط في دعم نفوذها وسيطرتها على المشهد السياسي؛ حيث ساعدتها في ذلك عوامل عديدة ربما لا تتصل بشكل مباشر بخطابها الديني، على غرار التحالفات القبلية والسياسية والإمكانيات المادية، إلى جانب التدخلات الخارجية.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن تصاعد الدور السياسي للحوثيين لا يعني أن مجمل الطوائف الشيعية في اليمن، تتبنى خطابًا سياسيًّا؛ إذ لا يحتكر الحوثيون خريطة الطوائف الشيعية اليمنية، حيث توجد طائفة شيعية أخرى هي الطائفة الإسماعيلية التي تتركز في مناطق مثل حراز بمحافظة صنعاء وعراس، إلى جانب منطقة أخرى بالقرب من الحدود مع السعودية، وتمثل ما نسبته 2% من إجمالي عدد السكان، ولكنها لا تتبنى أي نشاط سياسي، كما أنها تمارس طقوسها الدينية بمعزل عن أي مؤثرات أو نزعات طائفية.

ماذا يريد الحوثيون؟

حرصت الحركة الحوثية، خلال فترة الحروب الستة التي نشبت بينها وبين الحكومة منذ عام 2004 وحتى عام 2010، على الترويج لفكرة "المظلومية"؛ حيث بررت اتجاهها إلى استخدام السلاح وال*** في مواجهاتها مع الدولة بـ"الظلم" الذي تتعرض له من قبل النظام السياسي الذي فرض قيودًا شديدة عليها، ومنعها من ممارسة شعائرها الدينية؛ إلا أن ذلك لا يبدو أنه يتسامح مع المعطيات الموجودة على الأرض التي تُشير إلى أن الحركة ربما تتبنى السياسة نفسها في تفاعلاتها مع الطوائف الأخرى. فمنذ يناير 2014، قامت الحركة بتهجير أول مجموعة سلفية سنية من منطقة دماج الواقعة في محافظة صعدة، وهو ما يكشف عن نواياها الحقيقية في محاربة الفكر المناوئ لها، وقد مثَّل ذلك بدايةً لتمددها، وفرض شروطها على الدولة فيما يتعلق بإجلاء السلفيين من منطقتهم بعد تفجير دار الحديث التابعة لهم.

وقد توسعت الحركة في مواجهاتها المسلحة؛ حيث سيطرت على محافظة عمران معقل قبيلة حاشد حتى وصلت إلى مركز المحافظة وألحقت أول هزيمة باللواء "314" الذي كان يُعتبر أقوى لواء في المنطقة الشمالية الغربية، وكان مقرًّا لقيادة المنطقة العسكرية السادسة، كما استولى الحوثيون على كل الأسلحة بما فيها الدبابات والصواريخ، وقاموا بنقلها إلى محافظة صعدة معقل الحركة في 7 يوليو 2014.

لكن الخطوة الأهم التي أقدم عليها الحوثيون، تمثلت في سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014؛ حيث تحولوا إلى الرقم الأهم في المشهد السياسي اليمني منذ ذلك الوقت. ولكن الحركة لم تكتفِ بذلك؛ حيث أقدمت على إسقاط دار الرئاسة، في 21 يناير 2015، بما فيها من قوة عسكرية وسلاح حديث بمختلف أنواعه، في مشهد غير مسبوق في التاريخ العسكري اليمني، بل إنها قامت بمحاصرة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة خالد بحاح بحجة فشلهما في تنفيذ اتفاقية "السلم والشراكة" ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، رغم أنها كانت السبب الرئيسي والعقبة التي حالت دون تنفيذ أيٍّ من تلك الاتفاقات الموقعة، وهو ما دفع منصور وبحاح للاستقالة نظرًا لعدم قدرتهما على إدارة شئون الدولة في ظل سيطرة الجماعة، وتحكمها في جميع مفاصل السلطة.

لكن رغم سيطرة الحركة على مراكز السلطة في الدولة؛ فإنها -على ما يبدو- لم تكن تتوقع اتجاه الرئيس منصور إلى تقديم استقالته، فمن خلال معطيات الأحداث وعبر الآلية التي اتبعتها الجماعة منذ سيطرتها على صعدة مرورًا بعمران وحتى وصولها العاصمة، كانت هي المتحكمة في صنع القرار في كل المناطق التي خضعت لسيطرتها، بينما تحولت مؤسسات الدولة ومسئولو الدولة الرسميون إلى مجرد "ظل" لتنفيذ إرادة الجماعة وسياستها.

واللافت في هذا السياق، هو أن هذا الوضع بقدر ما يدعم من جهود الحركة في التحكم في مجمل مفاصل السلطة، بقدر ما يضعها أمام مأزق ربما لم يكن في حسبانها، خاصةً في ظل افتقادها خبرة إدارة الدولة، فضلا عن تفكك مؤسسات السلطة، ومعارضة القوى السياسية الأخرى لتصرفات الجماعة وسياستها المتبعة من إكراه وإجبار.

وفي محاولة منها للخروج من هذا المأزق؛ دعت الجماعة إلى عقد ما أسمته "المؤتمر الوطني" ليقرر كيفية إدارة الدولة، وقد تم عقد المؤتمر في 30 يناير 2015، وتم تمديده ثلاثة أيام نظرًا لعدم ظهور أي مؤشرات لتسوية الأزمة؛ حيث أعلن المؤتمر بعدها مهلة ثلاثة أيام للقوى السياسية للوصول إلى مخرج لإدارة السلطة، أو تفويض ما يُسمى بـ"اللجان الثورية" لتشكيل مجلس رئاسي.

آليات الهيمنة

والخلاصة، يمكن القول من خلال المعطيات الموجودة على الأرض أن رؤية الحوثيين كانت تتمثل في التحكم والسيطرة على مفاصل الدولة عبر السعي إلى تعيين قياداتها في مناصب حكومية رفيعة المستوى، واستيعاب كل لجانها الثورية داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، بشكل يجعلها المتحكمة في صنع القرار بشكل نهائي، ومن هنا يتضح أن الجماعة لم تمتلك "الثلث المعطل" على غرار حزب الله في لبنان فحسب، بل إنها تريد فرض رؤيتها للشراكة وفق منظورها، وهو ما دفعها إلى تبني آليات متعددة تتمثل في:

1- تقديم كشف بأسماء قيادات حوثية إلى رئيس الجمهورية فور سيطرتها على دار الرئاسة لتعيينهم في مناصب حكومية مهمة، بما في ذلك منصب نائب رئيس الجمهورية، وهو ما رفضه الأخير، وكان ذلك أحد أسباب تقديمه استقالته، خاصة أن ذلك يتنافى مع كل مخرجات الحوار الوطني واتفاقية السلم والشراكة، فضلا عن كونه ينطوي على نوع من الإكراه واستخدام القوة.

2- استيعاب ما يسمى بـ"اللجان الثورية" داخل مؤسستي الأمن والجيش بأعداد تقدرها بعض الاتجاهات بنحو 60.000 شخص، وهو ما يمكن أن يفرض تداعيات سلبية عديدة بتكوين مؤسسات طائفية على غرار ما يحدث في العراق، وتكريس سياسة المحاصصة داخل مؤسسات الدولة، وهو ما يمكن أن يمثل سابقة خطيرة يمكن أن تدفع أي فئة أو جماعة إلى استخدام السلاح، أو التهديد به مستقبلا، بهدف إملاء شروطها، وتوسيع نفوذها.

3- تغيير قيادات الجيش وفقًا لأجندة الحركة، التي بدت متشددة تجاه ضرورة تنفيذ هذا الشرط تحديدًا.

4- تغيير بعض المحافظين.

5- تحريك قوات الجيش للقتال ضد قبائل محافظة مأرب المناوئة للجماعة والغنية بموارد الطاقة (نفط وغاز وكهرباء).

وفي ضوء ذلك، من المتوقع ألا يستمر هذا الحال طويلا، خاصةً أن الحركة حديثة العهد، وتفتقد للخبرة اللازمة لإدارة شئون الدولة، فضلا عن أن المناطق التي تسيطر عليها لا تمثل سوى 25% من مساحة الدولة، ويقطنها 30% من السكان، وإلى جانب وجود مصادر تهديد أخرى تواجهها الحركة، على غرار تنظيم "القاعدة" و"الحراك الجنوبي" الداعي للانفصال؛ فإن الوضع الاقتصادي السيئ وما يصاحب سيطرة الجماعة من أخطاء جسيمة، كلها عوامل تنتج مزيدًا من المناوئين للحركة، وهو ما يفرض عقبات أخرى أمام قدرة الجماعة على استكمال سيطرتها على مختلف أنحاء الدولة.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13-02-2015, 08:25 AM
الصورة الرمزية aymaan noor
aymaan noor aymaan noor غير متواجد حالياً
رئيس مجلس الادارة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 27,929
معدل تقييم المستوى: 10
aymaan noor is a glorious beacon of lightaymaan noor is a glorious beacon of light
افتراضي

الشرعية والانقلاب الحوثي!

د. أحمد يوسف أحمد

10/02/2015

كتمل انقلاب الحوثيين على ثورة 2011 في اليمن يوم الجمعة الماضي بالإعلان الدستوري الذي أصدروه وجعل منهم وحدهم مناط السلطة في اليمن، وكان ذلك نتيجة طبيعية لتطورات وقعت منذ شهور بدءاً بسقوط صعدة وعمران وغيرهما في أيديهم، مروراً بإحكام الحصار حول صنعاء بالمظاهرات والاعتصامات بغرض إسقاط الحكومة ثم اقتحامها في 21 سبتمبر الماضي. وكذلك نتيجة طبيعية لتواطؤ علي عبدالله صالح ومؤيديه العسكريين والقبليين، ونتيجة طبيعية لسيطرة الحوثيين بعد اقتحامهم صنعاء على كل مفاصل الدولة فيها وتمددهم خارجها، ونتيجة طبيعية لاستيلائهم على القصر الرئاسي بالطريقة نفسها التي استولوا بها على صنعاء. ونتيجة طبيعية للظروف الإقليمية والعالمية التي أحاطت بمخططهم من قوة إقليمية رئيسية تدعمهم إلى نظام عربي منكفئ على ذاته يحاول أن يدافع عن بقائه، إلى قوة عالمية مرتبكة لغياب رؤيتها الاستراتيجية وضائعة بين محاولات التفاهم مع خصمها الإقليمي اللدود ومواجهة «القاعدة» و«داعش» غير ملتفتة إلى الآثار السلبية لهذا الارتباك على أصدقائها في المنطقة.


صدر الإعلان الحوثي بعد ساعات من انهيار المفاوضات مع القوى السياسية بعد اشتراط حزب «التجمع اليمني للإصلاح» ترتيب الوضع الأمني بصنعاء وانسحاب مسلحي الحوثيين الذين يسيطرون على كل مفاصل الدولة وهو ما رفضوه وأدى ذلك إلى تأجيل المفاوضات إلى السبت غير أنهم سارعوا إلى إعلانهم الدستوري الذي يرمي إلى إحكام سيطرتهم على اليمن بحجة أن التوافق على حل وصل إلى طريق مسدود. وقد تضمن الإعلان حل مجلس النواب وتشكيل مجلس وطني بديل من 551 عضواً يقوم بانتخاب مجلس للرئاسة من خمسة أعضاء لإدارة البلاد تحت رقابة اللجنة الثورية العليا لعامين انتقاليين تنفذ خلالهما مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم التوصل إليه عقب سيطرتهم على صنعاء. وقضى الإعلان بأن يكلف مجلس الرئاسة بتشكيل حكومة جديدة كما منح اللجنة الثورية صلاحية مطلقة للموافقة على اختيار أعضاء المجلسين الوطني والرئاسي والرقابة المباشرة على أداء الحكومة واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل التهديدات. وأشار الإعلان إلى صدور إعلان دستوري مكمل من قبل اللجنة الثورية أيضاً يحدد مهمات المجلسين واختصاصاتهما كما أكد حماية الحقوق والحريات وحسن الجوار بين اليمن والدول الأخرى.

لا يحتاج الإعلان جهداً لفهم مراميه فهو يضع اليمن بكل مؤسساته التنفيذية والتشريعية في قبضة الحوثيين، فأعضاء المجلس الوطني سيتم اختيارهم بالتعيين وليس بالانتخاب وستكون الكلمة العليا في هذا الصدد للقيادة الحوثية بطبيعة الحال، وبالتالي لا يحتاج الأمر جهداً للتنبؤ بالنحو الذي سيأتي عليه المجلس الرئاسي أو الحكومة الجديدة ناهيك عن أن هذا كله سيجري تحت رقابة اللجنة الثورية! ويعني هذا أن الحوثيين يحاولون ابتلاع ما يزيد بكثير على طاقة معدتهم على الهضم، وسيحاولون بطبيعة الحال التوصل إلى تفاهمات مع القوى السياسية إن لم يكونوا قد أنجزوا بعض هذه التفاهمات بالفعل، غير أنهم لن ينجحوا في هذا إلا إذا عادوا إلى حجمهم الطبيعي كفصيل سياسي يمني ضمن فصائل عديدة وهو ما يتناقض مع سلوكهم حتى الآن، وقد بادر شباب ثورة 2011 بالتظاهر ضد الخطوة الحوثية وإن كان الحوثيون قد ردوا بال***، وأصدر «شباب ثورة فبراير» بياناً اعتبر صنعاء عاصمة محتلة من ميليشيات طائفية مسلحة اغتصبت السلطة وقوضت الدولة اليمنية. وأعلن حزبا «المؤتمر الشعبي العام» و«التجمع اليمني للإصلاح» اعتراضهما وأولهما تواطأ بقيادة الرئيس السابق مع الحوثيين فهل هي حيلة جديدة أم أنه بدأ يتجرع كأس السم الذي سقاه الرئيس عبد ربه منصور هادي؟ والثاني دهمته الأحداث ولا يدري أحد ماذا بقي في جعبته، وحتى الآن فإن المؤشرات قوية على أن القوات المسلحة اليمنية قد سلب الحوثيون الكثير من أسلحتها طوعاً أو كرهاً ناهيك عن الموقف السياسي لقادتها الذين ربما تكون الصفقة قد شملت بعضهم على الأقل! وثمة علامات استفهام حول موقف الحراك الجنوبي ما بين الاعتراض على ما وقع غير أن هذا لن يوظف بالضرورة في خدمة اليمن المستقر الموحد وإنما قد يكون ذريعة للانفصال. كما لا ننسى أن الحوثيين قد سبقت لهم مغازلة الحراك والنفاذ إلى بعض فصائله وأذكر هنا بالدعم الإيراني القديم لأهم المطالبين بالانفصال، أما القبائل فقد أرهقت الدولة اليمنية طويلاً ولكن صوتها ما زال غير مسموع حتى الآن باستثناءات قليلة. وقد اعترض مجلس التعاون الخليجي ومجلس الأمن وكذلك الولايات المتحدة أخيراً ولكن كل هذه الاعتراضات لم تختبر حتى الآن على محك التأثير الفعلي.

لقد هان اليمن على قادته فتوزعوا ما بين مغلبين لمصالحهم السياسية بل الشخصية الضيقة، ومختبئين أملاً في تفادي الإعصار وقلة حاولت أن تتقي الله في وطنها وشعبها، غير أن هذه القلة تعمل في ظل ظروف بالغة الصعوبة ولا تلقى دعماً خارجياً يقارن بما يحصل عليه الحوثيون من إيران، فهل يهون اليمن على شعبه وشبابه أيضاً؟ وهل يواصل العرب سكوتهم عن تقدم المشروع الإيراني في وطنهم؟
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
اليمن،ثورات عربية،الشيعة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:39 AM.