اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-08-2008, 02:22 PM
الصورة الرمزية المغترب
المغترب المغترب غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
المغترب is on a distinguished road
Impp ياترى جهزت نفسك لليوم ده مرة واحده؟


لساعة تقترب من الرابعة فجراً ... لا أدري ما الذي دعاني للذهاب لرؤية أبنائي في فراشهم , دخلت الغرفة , شعرت أن أكبر أبنائي ليس على ما يرام , قلت : حمزة ... حمزة ... لم يفق ,خفت حاولت تحريكه من كتفيه ... يا إلهي ... يدي تدخل في كتف ابني صرخت حمزة ... حمزة ... لم يجبني ... صرخت بأعلى صوتي ... لم يسمعني ... كل أبنائي نيام ... يا الله لطفك بنا , لماذا لم يصحُ الباقون , صرخت عاليا عسى أن يسمعني أحدهم ...

ذهبت لأوقظ زوجتي ... كانت تجلس على السرير و تبكي بسكون ... يتساقط دمعها و تنادي بصوت ضعيف ... حسن ... حسن ... قلت أنا هنا ... لكن لم تستجب لي و بقيت متسمرة في مكانها و تنظر في جوارها ... ماذا يجري ... نظرت إلى حيث تحرك يديها ... يا الله ... تحركني من كتفي و تضرب على وجهي و لا أستجيب لها ... صرخت أنا هنا ... أنا هنا ... من هذا بجوار زوجتي هذا أنا هنا و هناك ... قلت لها بأن الأولاد لا يستجيبون لي .

لعله قد أصابهم مكروه , نادت زوجتي : حمزة ... حمزة ... جاء يجري , يا لهول ما رأيت لقد مر من خلالي و لم يشعر بي ...فرحت أنه بخير... سأل : ماذا حصل ... قالت زوجتي : أبوك مات ... صرخت لا أنا هنا ... لماذا لا يسمعونني ؟ لماذا يتجاهلون وجودي ؟ صرخت بهم : أنا بجواركم ألا ترون ؟ قالت زوجتي بعد أن ارتدت ملابسها : اذهب و نادي أعمامك , يا إلهي لماذا و أنا هنا ؟ صحت بهم ... لماذا لا تطلبون مني ... ما حاجتكم لإخواني ...

خرج حمزة يبكي ... لا تبكِ يا بني فأنا بجوارك ... لا تقلق سأعالجك حتى تسمعني و تراني ... ذهبت لأمسح دمع زوجتي ... يا للهول لا أستطيع ذلك , فيداي تغو صان في رأسها ... و لكن لماذا أنا أقف هنا و في نفس الوقت أنام هناك ... يا الله يا ليتني أصحو من هذا الكابوس المرعب ... جاء أخي مهرولا ... استقبلته حتى أشرح له ما حدث لأبنائي و زوجتي ... قلت له : لا تقلق يا أخي سيكون لهم علاج و سوف يتعافوا جميعا بإذن الله ... لكن لماذا لم يسمعني و لم يلتفت نحوي ... قالت زوجتي : أخوك مات و أغمى عليها ... أسرعت نحوها قبل أن تسقط على الأرض , وضعت يداي تحت ظهرها ... لقد سقطت على الأرض و لم أستطع منع وقوعها و كنت لا زلت أصرخ أنا لم أمت أنا بجواركم ألا ترون أني هنا ...

زوجة أخي استطاعت أن تساعد زوجتي على النهوض مجددا قال أخي بصوت حزين : إنا لله و إنا إليه راجعون , رددت زوجتي و زوجة أخي , اقترب أخي مني حيث أنا نائم هناك ... صرخت يا أخي لماذا ترفع الغطاء على وجهي هناك , جاء الكثير من الناس ... بعضهم يبكي و بعضهم يحدث بعضا ... جزء منهم يقول عني كلاما طيبا وجزء آخر قال كلاما سيئا ... قلت ما بالكم ألا ترون أني أسمع ما تقولون ؟ إني أسمعكم جميعا ؟ تدافع أصدقائي يريدون نقلي من هناك إلى الحمام ... و صاح بعضهم اشتروا له كفنا ... يا الله رحماك ... أأنا مت حقاً ؟

أدركت بأني مت ... ماذا سيفعل بي ؟ صرخت لا تصرخوا ... صرخاتكم تؤذيني ... لم يستجيب لي أحد ... لا تحزني يا أمي فأنا هنا ... دموعك أغلى من دمي ... سأبقى قربك ... لن أترككم ... لا تصرخوا ... أشعر بألم شديد عند صراخكم ... أخرجني أخواني و أصدقائي و ألبسوني كفن أبيض ... وضعوني هناك و تركوني وحدي ... ذهبت إلى حيث أنا ... فقد تشعر بالوحشة أن تبقى وحدك ... جاءت أمي و زوجتي و أخواتي و أبنائي ... كشفوا عن وجهي ... قبلوني جميعاً من جبهتي ... ابتل رأسي بالدموع الحارة ... يا الله إني أشعر بهم و أخاطبهم ... لماذا لا يستجيبون لي ... أعاد إخوتي غطاء رأسي ... و حملوني على الأكتاف أربعة ... ساروا بي إلى المسجد ... وضعوني هناك حيث كان يوضع الأموات في مقدمة المسجد ... يا ويلي... لماذا لم يصلِّ على كل من سار معي ... البعض تركني عند باب المسجد و بعضهم دخل معي ... صلى من دخل أربع تكبيرات لا ركوع و لا سجود لها ... دخلت معهم لأصلي ... صاح منادٍ لا تصل اليوم قد أوقف عملك ... لا عمل لك من اليوم ... وآه مصيبتاه توقف عملي ... ماذا عملت قبل ذلك , لا شيء ... كم من صلاة ضاعت ... و كم من الخير ضاع ... صرخت لا أتركوني أريد أن أصلي و أصوم و أعبد الله ... اتركوني ... اتركوني ... لا أريد الموت الآن ... لست مستعدا ... سأصوم النهار و أقوم الليل و أعمل الخير ... ثم بعد ذلك ليأتي الموت ...

سمعت صوتا ... هذا يوم قد فات و لن يعود ... قد كان لديك الكثير من الوقت لتفعل ذلك و لكن غرتك الحياة الدنيا حتى ظننت بأنك لن تموت أبدا ... تسابق الجميع لإخراجي من المسجد ... أمسكت بباب المسجد لكن لم أفلح ... تمنيت أن أبقى هناك عسى أن يشفع لي بقائي في المسجد ... أخرجوني وساروا جميعا إلى حيث سرت سابقا و كنا نحمل غيري ... لم أتصور يوما أني سأكون أنا محمولاً ... أعرف هذا المكان ... مقبرة بلدتنا ... صاح أحد الموجودين : هنا القبر ... أسرعوا بي هناك حيث الرجل و أنزلوني ... فليقم بوضعه أخوه و أقرب الناس إليه ... هذا ما قاله الشيخ ... نزل قبلي إلى القبر ... تناول أخي جسدي من أصدقائي ... وضعني في اتجاه القبلة ... ودعني و هم بالخروج ... يا أخي أتتركني هنا وحدي ... أنا أخوك كيف هُنّت عليك ... لم يّستجب ... تركني و خرج ... تسابق أصدقائي لوضع التراب فوق قبري ... أقربهم مني في الدنيا كان أكثرهم حرصاً على وضع الكثير من التراب فوقي ... لقد أقفل قبري

قال الشيخ : كلاما لم يعد ينفعني ... لطالما سمعت مثله و لم ألقِ له بالا ... سكت الجميع ... و سكت الشيخ ... و بدأت أسمع قرع النعال ... لقد تركوني جميعاً ... لم يبقى معي سوى عملي ... لن ينفعني أحد من الخلق ... رأيت الملائكة ... قلت ما هذا ؟ كيف أستطيع ذلك ؟ جاءني الجواب : ( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ) ... أجل رأيت النار ... و رأيت الجنة ... لكن أين سأكون ...تساءلت هل عملت خيراً حتى يكون معي في قبري ملك جميل رحيم بي؟ ... أم هل عملت شراً فيكون معي ملك قبيح جبار علىّ ؟ فيقول لي أنا عملك و سأبقى معك إلى أن يشاء الله ..


منقول

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-08-2008, 02:29 PM
الصورة الرمزية ندى رامي
ندى رامي ندى رامي غير متواجد حالياً
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 63
معدل تقييم المستوى: 16
ندى رامي is on a distinguished road
افتراضي

موضوع رائع
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-08-2008, 02:34 PM
الصورة الرمزية المغترب
المغترب المغترب غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 10
معدل تقييم المستوى: 0
المغترب is on a distinguished road
افتراضي

جزانا واياكم ان شاء الله

بصراحة انا الموضوع اثر فيه جامد فقلت اكيد هياثر فى ناس كتير
شكرا على مرورك ياندى
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:50 AM.