كان أبو لهب وامرأته أم جميل من أشد الناس إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أنزل الله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) . أتى النبي صلى الله عليه وسلم الصفا فصعد عليه ثم نادي : " يا صباحاه " ! فاجتمع الناس إليه بين رجل يجئ إليه وبين رجل يبعث رسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا بني عبد المطلب يا بني فهر ، يا بني كعب أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل تريد أن تغير عليكم صدقتموني " ؟ قالوا : نعم ! قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " فقال أبو لهب ــ لعنه الله ــ تباً لك سائر اليوم أما دعوتنا إلا لهذا ؟ وأنزل الله عز وجل : ( تب يدا أبى لهب وتب ) . وقال رجل يقال له : ربيعة بن عباد ــ وكان جاهلياً فأسلم ــ قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية في سوق ذي المجاز وهو يقول : " يا أيها الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا " والناس مجتمعون عليه ، ووراءه رجل وضئ الوجه أحول ذو غدير تين يقول : إنه صابئ كاذب . يتبعه حيث يذهب ، فسألت عنه فقالوا : هذا عمه أبو لهب . ولما و لما علم بهزيمة المشركين في بدر ــ وكان قد أرسل رجلاً مكانه ــ أصابه الذل وما عاش إلا سبع ليال حتى رماه الله بالعدسة فقتلته ، ولقد تركه ابناه بعد موته ثلاثاً فما دفناه حتى أنتن ثم احتملوه إلى أعلى مكة فأسندوه إلى الجدار ، ثم رضموا عليه بالأحجار.