|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() حوار بين زوج و زوجته .. بعد رحلة طويلة .. الزوج : في ساعة صفا .. تعالي زوجتي .. نجلس سوياً على شاطئ البحر .. نجلس جلسة هادئة .. بعيداً عن كل شيء عن الحياة وصعوباتها .. عن الأولاد ومشكلاتهم وأصوات لعبهم العالية .. بعيداً عن عالم المادة الذي حاصرنا في كل مكان نتواجد فيه سوياً .. هل تقبلين دعوتي على طاولة أمام شاطئ البحر مباشرة في تلك الليلة من ليالي الشتاء الباردة؟ الزوجة : ليس لدي وقت لهذا العبث .. عندي من العمل الكثير .. أنت لا تشعر بما أعانيه من مسئوليات داخل البيت .. كل شيء فوق رأسي أنا .. الإنسان طاقة وأنا استنفذت كل طاقتي .. أجل هذا اللقاء لأجل ليس مسمً الزوج : أرجوكِ .. الاحتياج يجتاحني لأن أجلس معكِ على شاطئ البحر .. هيا بنا .. أستحلفك بالله .. الزوجة : أمري لله .. هيا بنا ... ~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ*~ْ* الزوج : آهٍ .. وأخيراً نحن .. على شاطئ البحر من جديد .. أتذكرين أيام خطوبتنا ؟ الزوجة : لا .. أذكر الأولاد الذين تركناهم وحدهم بالمنزل ونزلنا كالمراهقين كي نلتقي على شاطئ البحر .. انظر حولك ماذا ترى ؟ ليس حولنا سوى شباب وفتيات ما زالوا في سن المراهقة أو أنهم في فترة الخطوبة وينعمون بما يسمى الحب .. لم تفتح أعينهم على الحقيقة بعد .. الزوج : حبيبتي .. الزوجة : (تضحك) يااااااااه .. لقد أضحكتني .. من تنادي ؟ أتناديني أنا بقولك حبيبتي ؟ يا رجل أفق .. فنحن نحيا حياة آلية لا وقت فيها لمشاعر وأحاسيس بلهاء .. نادني باسمي أو تحدث مباشرة بما تريد لا داعي لمقدماتك الرومانسية التي عفا عليها الدهر .. كن عملياً في حديثك هيا يا رجل أفصح ماذا تريد ؟ الزوج : منذ عشرين عاماً ونحن نحيا سوياً في بيت واحد .. منذ عشرين عاماً لم ينقطع اشتياقي لأيام خطوبتنا الرائعة .. منذ عشرين عاماً وأنا أعاني من مادية الحياة والتي لم تبذلي أي جهد في تحطيم قيودها وصخورها .. أنا أعمل ثم أعود إليكِ آملاً أن أعيش برهة رومانسية لحظة سعادة القليل من الحب .. لا أجد أياً مما آمل فيه .. وبعدها وبعد عشرين عاماً وها قد بلغ العمر الأربعين أنا وأنتِ .. في عمر واحد .. أشعر أني لم أعش .. لم أجد ما بني عليه الزواج من مودة ورحمة وسكن .. الزوجة : لأني امرأة عاملة وأم ومربية وخادمة في بيتك كل هذا وأنت تطلب مني أن أكون فوق كل هذا عبلتك العاشقة الرومانسية يا عنتر .. تريد أن أكون جولييت أليس كذلك ؟ الزوج : ولو كنت ثرياً ولو كنت أغدقت عليك الأموال والجواهر .. أتظنين أنك في تلك الحالة ستتفرغين لي ؟ الزوجة : أعتقد .. الزوج : إذن .. العيب فيّ وليس فيك يا عزيزتي .. وما أطلبه منك من بعض الاهتمام ليس من حقي .. أنتِ تعملين لتحققي أطماعك في حياة أفضل .. مع أني تحدثت معكِ مراراً وتكراراً أنك إن تركتِ العمل فسيرزقني الله برزقك .. وسيوسع لي في رزقي .. يا زوجتي .. أنتِ لا تدركين رسالتك التي خلقتِ من أجلها .. لم يخلقك الله لتكدي وتعملي لم يخلقك الله لتربي الأولاد فتلك ليس المهمة الأولى للمرأة في العالم .. المهمة الأولى للمرأة هي أن ينظر إليها الرجل تسره وإن أمرها تطعه وإن غاب عنها تحفظه ترضى بثمرة سعيه أينما كانت .. تشجعه مهما قابل من تحديات المادة والعمل .. تكن له أمله المفتوح .. والصدر الواسع لكل شكوى وفي أي وقت .. فلماذا إذن قيل وراء كل عظيم امرأة .. ؟ الزوجة : هذا ما تتحدث عنه بعيد عن أرض الواقع .. أنا أحمل عبء ثقيلاً .. لا تستطيع أن ألقي به على أكتافك وأمكث متفرجة عليك وأنت تصارع في الحياة وحدك .. أنا أشعر بصعوبات الحياة .. الزوج : لكنني أُدَمَّر .. أتعين ما أقصد .. أشعر بعدم الفائدة من حياتي أشعر بفقدان كل معنى للذة والمشاعر الصادقة الدافئة ... زوجتي .. أتدركين أني كل ليلة بعدما تنامين .. كل ليلة .. تغرورق عيناي بالدموع وليس ضعفاً مني .. ولكن .. شعور أصيل بعدم الراحة والسعادة .. أتدركين معنى أن المرأة واحة الرجل الخضراء وسط صحراء قاحلة ؟ أتدركين هذا المعنى ؟ أنا مفتقد لتلك الواحة .. مفتقد جداً للراحة .. أقولها يا زوجتي .. أنا لست سعيداً ..فهل أنتِ تشعرين بالسعادة ؟ الزوجة : لا وقت لدي في التفكير في تلك التفاهات .. كل ما أعرفه أني أفعل ما يجب فعله .. أولادي لا يحتاجون شيئاً .. الزوج : وبعد عشر سنين ؟ الزوجة : يدرسون ويتفوقون ولا يشعرون بالحرمان .. الزوج : وبعد عشر سنين ؟ الزوجة : عشر سنين .. عشر سنين .. ماذا تقصد ؟ الزوج : بعدما تشتعل الرأس شيباً .. وينحني الظهر مني ومنك .. و يخلو البيت من الأولاد .. ونصبح وحدنا كما بدأنا .. هل وقتها .. سيتبقى لنا شيئاً نعيش على ذكراه .. بعدها .. هل تستطيعين أن تغلقي الفجوة الهائلة التي وجدت بيننا .. أم سنلوذ بالصمت ,, أنا أقرأ الجريدة وأنتِ تستجدين أحد أولادك في الهاتف كي يأتي لزيارتك.. أتعلمين لماذا ؟ لأنك ستحلمين بالحنان والحب ممن أخذوا منك عمرك وحبك واهتمامك أما أنا .. فلن تطلبي مني شيئاً لأنك لم تعطيني شيئاً في يوم من الأيام . الزوجة : لا يهم ما تقول .. أنت رومانسي حالم .. في زمن رفض الرومانسية وغلبت عليه المادة .. الرومانسي يا عزيزي في زماننا ضعيف .. أعلم أنك ترى كثيراً من النساء وتتعامل معهن ويشعرنك بالرومانسية الحالمة .. ولكن كل هذا هراء سراب .. يتبدد إن دخلت مع إحداهن .. قفص الزوجية المادي .. صدقني .. تلك هي الحياة ... الزوج : ليست هذه حياة .. بعدما تابعنا سوياً هذا الحوار الذي لم أستطع أن أصل به إلى شاطئ النهاية .. أريد ممن يقرأه أن يقول لي .. هل الحياة هي ما يراه الزوج .. أم ما تراه الزوجة .. ؟ في انتظار مشاركاتكم وردودكم .. في هذا الموضوع الهام .. |
العلامات المرجعية |
|
|