كيف نستثمر العشر الأواخر؟
إذا كان قد ذهب من هذا الشهر أكثره، فقد بقي فيه أفضله وأخيره، لقد بقيت فيه العشر الأواخر التي هي زبدته وثمرته وتاجه، ولقد كان صلى الله عليه وسلم يعظّم هذه العشر، ويجتهد فيها اجتهادًا دون غيرها، يفعل ذلك وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر، فما أحرانا نحن المذنبين المفرّطين أن نقتدي به فنعرف لهذه الأيام فضلها، ونجتهد فيها، لعل الله أن يدركنا برحمته، ويسعفنا بنفحة من نفحاته، تكون سببًا لسعادتنا في عاجل أمرنا وآجله. لقد جعل الله تعالى رمضان على قسمين: عشرون من أيامه كانت فرصة لأخذ مزيد من الطاعة وللارتقاء بالنفس من خلال فرائض وفضائل الأعمال، ثم جعل الله تعالى هناك فرصة مضاعفة لمن فاته شيء من الفضل، فجعل الله تعالى هذه العشر الأخيرة بمثابة مسك الختام للوداع، واختصها الله تعالى بليلة القدر، تلك الليلة التي تعدل ثلاثا وثمانين سنة وبضعة أشهر في تاريخ الإنسان.إننا نلتقي اليوم على أعتاب العشر الأخيرة من رمضان! نلتقي ونحن نتذكّر ذلك الفرح الذي عمَّ قلوبنا بالأمس بلقاء هذا الشهر، واليوم نقف على أعتابه عشره الأخيرة، وهو ماضٍ بصفحاتنا، راحل بأعمالنا، فماذا يا ترى لدينا في أيام الوداع؟شارك برأيك وتجاربك عن كيفية استثمار هذه العشر حتى ينتفع برأيك الآخرون فمن دل على خير فله أجر مثل فاعله إلى يوم القيامة دون أن ينْقُص من أجره شيءٌ.
|