|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ******************بسم الله الرحمن الرحيم الرحيــــــــــــــــم الحمد لله ثم الحمد لله كما ينبغي لجلاله وعظيم سلطانه والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله و على آله وصحبه ومن سار بسنته إلى يوم النشور في خضم المآسي ودماء الملحمـــــة يزف إليكم أيها المؤمنون المسلمون إخوانكم ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() السلسلة العلمية المختصرة بعنوان ديننا الإسلام الجزء التاسع / 1 ....... للشيخ أبو البراء بن مالك بعنوان تعريف الإيمان و نواقضه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته و بعـد :........................... موعدنا اليوم أيها الأحباب الكرام مع السلسلة العلميـة المختصرة من دروس العقيدة المحمديـــــــة التي نزل بها الروح الأمين على قلب محمــد بن عبد الله الأمين صلى الله عليه وسلم درس اليوم بعنوان قـف ! انتبه يا مسلم ! تعريف الإيمان و نواقضه خلق الله الخلق جميعا لعبادته وحده لا شريك له وجعـــــل أساس الدين وقوامه كلمــة لا إله إلا الله أي إثبات و نفي كما تبين معنا ذلك في الدروس السالفة ولذا كان علمائنا السابقــــون حريصون أشد الحرص على تبيان معنى الإيمان ونواقضه كما بينـــوا معنى الإسلام ونواقضه حتى لا تزل أقدام المسلمين في أوحـال الشـــرك عياذا بالله . ولذا سنشرع اليوم بحول الله وقوته في تعريف معنى الإيمــــــان ومن ثم نواقضه حتى يتسنى للمسلم الموحد تكوين قاعدة شرعية صلبة لا تتأثر بجحافل الشبهات ولا تزاحم المبتدعات . أقول وبالله التوفيق إن الإيمان هو القضية التي تدور حولها الحياة الإنسانية لكـــــــل مؤمن وهو العروة الوثقى حبل النجاة وسبيل الجنان ولأجـــــــــل الإيمان خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وخلق الجنــة والنار وقدر الموت ووضع الصراط والميزان والحساب . قال تبارك وتعالى وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ قل إن صلاتي ونسكى ومحياي ومماتي لله رب العالمين فالعقيدة الصحيحة هي أصل دين الإسلام وأساس الملة ومعلــــوم بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنــــة أن الأعمــــال والأقوال إنما تصح وتقبل إذا صدرت عن عقيدة صحيحة فإن كانت العقيدة غير صحيحة بطل ما يتفرع عنها من أعمال وأقوال كما قال تعالى وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . فما هو الإيمان وكيف يكون ؟ عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يومـــــــا بارزا للناس فأتاه رجل فقال يا رسول الله ما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعــث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئــا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضـان قال يا رسول الله ما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تـــراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك قال يا رسول الله متى الساعة قال ما المسئـــول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولـــــــدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفـــــــاة رءوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيـان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله ثم تلا صلى الله عليــــه وسلم إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غــــــــــدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير قال ثم أدبر الرجل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ردوا علي الرجل فأخذوا ليردوه فلــــــم يروا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينكـــــــــــــــــــــــــــــــــــم . رواه البخاري ومسلم . فنقول كما ذكر السلف أن أركان الإيمان ستة وهي : 1 / الإيمان بالله - بمعنى التوحيد / حق الله على العباد 2 / الإيمان بالملائكة - الملائكة خلقهم الله من نور يفعلون ما يؤمرون لا يعصونه ولا يعلم عددهم إلا هو جل وعلا . 3 / الإيمان بالكتب السماوية - الكتب التي أنزلها الله على أنبيائه ورسله منها ما ذكر في القرءان كالتورات والإنجيــــــــل والزبور وصحف إبراهيم وموسى .. ومنها ما لم يذكر . 4 / الإيمان بالرسل - هو الإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابـــه من رسله وأنبيائه والإيمان بأن الله عز وجل أرسل رسلا سواهـم وأنبياء لا يعلم عددهم وأسماءهم إلا الله تعالى منهم من تم ذكــره في القرءان ومنهم من لم يذكر . 5 / الإيمان باليوم الآخر - أي بكل ما أخبرنا به الله عز وجـــــــل ورسوله صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت من فتنـــــــة القبر وعذابه ونعيمه والبعث والحشر والصحف والحســـــــــــاب والميزان والحوض والصراط والشفاعة والجنة والنار وما أعــــد الله لأهلهما جميعا . 6 / الإيمان بالقضاء والقدر خيره و شره أن خالق الخيــر والشر هو الله تعالى فكل ما في الوجود من خير وشر فهو بتقديـــــر الله تعالى أما أعمال العباد من خير فهي بتقديــر الله تعالى ومحبته و رضاه أما أعمال العباد من شر فهي كذلك بتقدير الله ولكن ليسـت بمحبته ولا برضاه . كما أن : فتنة القبر و سؤال الملكين عذاب القبر و نعيمه العرض و الحساب أشراط الساعة جزاء الأعمال الصراط الحوض الميزان البعث الحشر الجنة النار كل ذلك من لوازم تحقيق الإيمان . يقول الله تعالى : آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير . 1 / الإيمان لغة : عرف الإيمان عند العرب أهل اللغـــــــــــــة أنه التصديق التام الذي لا ريب فيه بثبوث ظهوره وكشفــــــه كما أن الكفر عرف بتغطية الشيء وستره بثبوث إخفائه وجحـــــده فكان يسمى لديهم كفرا ولذا قال الشاعر في أحد أبياته في ليلة كفر النجوم ظلامها ..... 2 / الإيمان شرعا : قال ربنا جل جلاله في كتابه العزيــــز : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُـــــوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ . فكان الإيمان عند سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهــــــــــم أجمعين ومن تبعهم بإحسان هو : قول باللسان وعمل بالأركــــان وعقد بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان وهذا عيـن مسمى الإيمان في الإصطلاح الشرعي لأن الإسلام أوجب العمل ليثبـــــث بذلك معنى التصديق حيث قال ربنا جل وعلا في كتابــــه العزيز : ألم, ذلك الكتاب لا ريب فيه هدىً للمتقين الذين يؤمنون بالغيــــب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنــزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدىً من ربهم وأولئك هم المفلحون إن الذين كفروا سواءٌ عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون...... . ولعلنا في هذا المقام نسرد بعضا من الآيات الكريمات لتوضيــــح منازل العمل في التصديق وثبوثه حتى يتجلى الإيمــــــان بصورة حقيقة الوحي الذي أرسل به الله الروح الأمين جبريل عليــــــــــه السلام لينزل على قلب سيد المرسلين محمد بن عبــــد الله صلواة ربي وسلامه عليه . قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فجعل من الإيمان هنا عمل الجهاد في سبيله وجعل منه تــــــــرك الريب حيث قال : ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا فلا شك هنا أن هذا دليــل على أن الإيمان شيء زائد على التصديق قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُـــونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . هنا نجد أن المؤمنين حقا هم أولئك المتصفون بالأعمال كالصلاة و الزكاة و الجهاد والنفقة والحج والنصرة و الذكر و الوجل فكان الإيمان جامعا لكل ذلك . قال تعالى إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِـــــــــــــرُونَ فالخرور من ( خر و خروا ) قوله / يخرون للأذقان سجــــــــــــدا أي حتى تطأ لحاهم الأرض فكان من الإيمان هذا الخرور.... كما أن عمل التسبيح بحمد الله والدعاء من مسمى الإيمان حيـــث قال تعالى : إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا . فيكون الإيمان إذا مثل ما عرفه الموفق -رحمه الله- وهو قول أهل السنة فذكروا أن البخاري رحمه الله يقول : رويت في هذا الكتـاب عن ثلاثمائة من العلماء كلهم يقولون : الإيمان قول وعمل . وعليه دعونا نقسم الأمر إلى أقسام كي يتيســــر لنا إدراك مسمى الإيمان إن شاء الله تعالى . 1 / الإيمان قول باللسان : على سبيــــل المثال : نطق اللسان بالشهادتين " أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله " وكذا كافة أنواع الذكر والتسبيـــــــــــــح والتكبيروالثناء على الله جل جلاله.... بكل ما شرعه لنــــــــا من الأذكار في كتابه أو على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلـــم هو من لوازم الإيمان . قال تعالى : { قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ } { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ } 2 / الإيمان عمل بالأركان : كما سبق أعلاه أن أركان الإيمان هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخــــــــر والقضاء والقدر خيره وشره لذا كان العمل بها شرط إيمـــان وهو ما أطلق عليه عمل الجوارح : فالحكم بما أنزل الله وتحكيم شريعتـــــه في الفروج والأموال والدماء من الإيمان و الصلاة من الإيمـــــــــــان والجهاد في سبيل الله من الإيمان والصيام من الإيمان والأمر بالمعروف والنهـي عن المنكـــــــــــر والدعوة إلى الله -تعالى- والصدقات من الإيمان والطـــــــــــــواف والحج والوقوف ورمي الجمرات... كذا خصال الخيــر أو الصبر.. وما أشبه..... كلـــــــــــــــــه من الإيمان . قال تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } { إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيـل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذيــــــــن آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجـــــروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكــــــــــم وبينهم ميثاق والله بما تعملون بصير والذين كفروا بعضهـــــــــم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير والذيـــن آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيـــــــــل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم والذين آمنـوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهــم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شيء عليم } { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِيــــــنَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِيــــــــــــــنَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَـــــــوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِيـــــــنَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْــــــــلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } . { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُم } { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُون } . { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُــــــوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } { وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُـــــمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْـــــلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْـــــــمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل النـــــاس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيمــــــــوا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهــــــــــــم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى » . [ رواه البخاري ومسلم ] . عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " مَا مِنْ نَبِيَ بَعَثَهُ الله فِي أُمّةٍ قَبْلِي إِلاّ كَانَ لَهُ مِنْ أُمّتِهِ حَوَارِيّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمّ إِنّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمِ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لاَ يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُـــــمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِيمَانِ حَبّةُ خَرْدَلٍ ". أخرجه مسلم فى كتاب الايمان . 3 / الإيمان عقد بالجنان : أي إذا اعتقد قلبـك مثلا ثبــــوت عذاب القبر فهذا من الإيمان وإن اعتقد قلبك ثبــــــــوت الوحي فهذا من الإيمان اعتقد قلبك ثبوت الحشر والنشر والجزاء على الأعمـــــال وتفاصيل ذلك فهذا من الإيمان اعتقد قلبك ثبـــــــــــــوت الملائكة وكثرتهم فهذا من الإيمان اعتقد قلبك ثبوت الرسالة وكثرة الرسل فهذا من الإيمان... إلى آخر ذلك . فكل ما يعقد عليه القلب فإنه من الإيمان ولا شك -أيضا- يتفـاوت يزيد وينقص حسب المعاصي و الطاعات . ولعلنا نذكر أنفسنا بآيات بينات من كتاب الله الكريم لتتضح لنا صورة المسائل.... قال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُـــــــــوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ . فالدين هو الإيمان لذا جعلت هذه الخمس من الإيمان فالعبـــــــادة يدخل فيها أنواع الطاعة وأنواع القربات و كلها إيمان . كما أن الإخلاص : إرادة وجه الله -تعالى- بالعمل وعـــــــدم إرادة غيره هذا -أيضا- من الإيمان الحنيف وهو المقبـــــــــــل على الله المعرض عما سواه . قال تعالى : الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُـــــمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِــمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا . لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَــــانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ . فالحاصل أن هذه أدلة واضحة على أن الإيمان يزيد وينقص وكـل شيء قبل الزيادة فإنه يقبل النقصان والدين إسم للإيمـــــان وذاك هو لب حديث جبريل عليه السلام كما سبق أعلاه حيث فســــــــر الإسلام بالأعمال الظاهرة والإيمان بالأعمال الباطنة فكان ذلك هو جواب سؤال الفرق بين الإسلام والإيمان . أنظروا معي هنا إخوة الإيمان قال تعالى : { لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ } قال تعالى : { وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً } قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : الإيمان بضع وسبعــــون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطـــــــة الأذى عن الطريق . يعني أنه صلى الله عليه وسلم جعل القول والعمل من الإيمـــــــان حيث قال تعالى : * فَزَادَهُمْ إِيمَانًا * وقال : * لِيَزْدَادُوا إِيمَــــــانًا * وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يخرج من النــار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال بُرّة أو خردلة أو ذرة من الإيمان . فالشعبة ها هنا هي القطعة من الشيء ومن هذا الحديــــث انطلق العلماء في ذِكر شعَب الإيمان وأخذوا يعددونها ويذكرون ما وصل إليهم حتى أن أوسع من كتب في ذلك البيهقي رحمه الله في كتابه المشهور " شعب الإيمان " حيث استوفى فيه ما توصل إليــه من الأحاديث المتعلقة بالإيمان . عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الإِيمَان " رواه مسلم . ففي الحديث نجد أن الإيمان ذو خصال معدودة وهي متفاوتــة في مراتبهـــــــــا... وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن أولهــــــا التوحيد الذي هو أساس الإيمان ولا يصح شيء من الشعـــــب إلا بعد تحققه وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ولم يرد في الأحاديث حصر هذه الشعب وقد اجتهد العلماء في عد بعضها يســـــــــــــرا بالمسلميــــــــــــــــــــــن . ذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري قوله : ولم يتفق من عـــــــدّ الشعب على نمط واحد وأقربها إلى الصواب طريقة ابن حبان لكن لم نقف على بيانها من كلامه وقد لخصت مما أوردوه ما أذكــــره وهــــــــــــــــــــو أن هذه الشعب تتفرع عن : أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمــــال البدن فأعمال القلب فيه المعتقدات والنيات وتشتمل على أربع وعشرين خصلة : الإيمان بالله بذاته وصفاته وتوحيده بأنه ليس كمثلــــــه شيء واعتقاد حدوث ما دونه والإيمان بملائكته وكتبه ورسلـــــه والقدر خيره وشره والإيمان باليوم الآخر ويدخل فيه مسألة القبر والبعث والنشور والحساب والميزان والصراط والجنة والنـــــــار ومحبة الله والحب والبغض فيه ( الولاء والبراء ) ومحبـــة النبي صلى الله عليه وسلم واعتقاد تعظيمه ويدخل فيه الصلاة عليـــــه واتباع سنته والإخلاص ويدخل فيه ترك الرياء والنفـــــــــــــــاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبــــــــــر والرضا بالقضاء والتوكل والرحمة والتواضع ويدخل فيه توقيــــــر الكبير ورحمة الصغير وترك الكبر والعجب وترك الحسد وترك الحقــــــد وترك الغضــــــــــــــــــــــب . كما أن أعمال اللسان تشتمل على سبع خصال : التلفظ بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه والدعـــــــــاء والذكر ويدخل فيه الإستغفار واجتناب اللغو . وأعمال البدن تشتمل على ثمان وثلاثين خصلة منها ما يختـــص بالأعيان وهي خمس عشرة خصلة : التطهير حساً وحكماً ويدخل فيه اجتناب النجاسات وستر العورة والصلاة فرضاً ونفلاً والزكاة وفك الرقاب والجود ويدخل فيه إطعام الطعام وإكرام الضيــــــــف والصيام فرضاً ونفلاً والحج والعمرة كذلك والطـــواف والإعتكاف والتماس ليلة القدر والفرار بالدين ويدخل فيه الهجــــــرة من دار الشرك والوفاء بالنذر والتحري في الأيمان وأداء الكفارات . ومنها ما يتعلق بالإتباع وهي ست خصال : التعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين وفيه اجتنــاب العقوق وتربية الأولاد وصلة الرحم وطاعة الســـــــــــادة والرفق بالعبيــــــــــــــــــــد . ومنها ما يتعلق بالعامة وهي سبع عشر خصلة : القيام بالإمرة مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعـــــــــة ولي الأمر والإصلاح بين الناس و المعاونة على البر ويدخـــــــــل فيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهــــــــــاد ومنه المرابطة وأداء الأمانة ومنه أداء الخمس والقرض مع وفائــــــــه وإكرام الجار وحسن المعاملة وفيه جمع المال من حلـــــه وإنفاق المال في حقه ومنه ترك التبذير والإسراف ورد السلام وتشميــت العاطس وكف الأذى عن الناس واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق فهذه تسع وستون خصلة ويمكن عدها تسعاً وسبعيــــــن خصلة باعتبار إفراد ما ضم بعضه إلى بعض مما ذكر والله أعلــم . إنتهى كلامه رحمه الله عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الحــــــــــاج والغـــــــازي وفد الله عز وجل : إن دعوه أجابهم وإن استغفــروه غفر لهــــــــــــــــــم . وفي الختام أذكر نفسي وإياكم إخوة التوحيد أن الإيمــــــــــان في الشريعة له حالتان : 1- إذا أطلق مفردا دون أن يقتــــــرن بلفظ الإسلام : فإنه في هذه الحالة يراد به الدين كله أصوله و فروعه من الإعتقـــــادات و الأقوال و الأفعال قال تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُـــــــــــونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّــــاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } . فى الصحيحين من حديث وفد بني عبد القيس قال رســــــــول الله صلى الله عليه وسلم : « أتدرون ما الإيمان » قالـــــــــــوا الله و رسوله أعلم قال : « شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمــــداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان » . 2- إذا أطلق الإيمان مقترنا بلفظ الإسلام : فيقصـــــــــــد بالإيمان الأقوال و الأفعال الباطنة و الإسلام يقصد به الأقوال و الأفعــــــال الظاهـــــــــــــــــــرة . قال تعالى: { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَـا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ } . قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : « الإسلام علانيـــــــــة و الإيمان في القلب » . و أخيرا........... قال بن تيمية: " الإسلام و الإيمان لفظتان مترادفتان إذا افترقتـــا اجتمعتا و إذا اجتمعتا افترقتا " . فالإسلام و الإيمان لو ذكرا منفردين غير مقترنين ببعضهمـــــــــا البعض فكل منهما تقصد الدين كله أصوله و فروعــــــــــــــه من الإعتقادات و الأقوال و الأفعال . أما لو ذكرا مقترنين ببعض فيقصد بالإسلام الأقوال و الأفعـــــــال الظاهرة و الإيمان يقصد به الأقوال و الأفعال الباطنة . والله تعالى أعلا وأعلم . ![]() وإلى الدرس القادم إن شاء الله تعالى تتمة : تعريف الإيمان ونواقضه فمن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوص هذا درسنا اليوم حصرا فليتفضل مشكورا الكـــــــــاتب :أخوكـــــــــم في الله فمن كان من الإخوة له أي سؤال بخصوصالعبد الفقير : أبو البراء بن مالك هذا درسنا اليوم حصرا فليتفضل مشكورا المصدر إخوانكم ( كتيبة النصرة الإعلامية ) الأحد 16/9/1430 هـ - الموافق6/9/2009 م ![]() ******************** لا تنسوا إخوانكم المجاهدين من صالح دعاءكم ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() من كلمات أمير المؤمنين أبو عمر القريشي الحسيني الهاشمي البغدادي حفظه الله .......سنوات مضت علي هذا الجهاد المبارك بإذن الله كانت سنوات خيروبركه سنوات نعمة ونعيم سنوات عز وفخـار . هذه السنوات تستدعي أن نقف وقفات سريعة نتأمل فيها حالنا ونفصح عما نتوقعه بتيسير الله من مآلنا مكاسب وخسائر فأما المكاسب فلأهل السنة في العراق وللمجاهدين وللمسلمين عامة وأما الخسائر فللكفر العالمي برؤوسه الثلاثة الصــليب والمنــجل والنــــجمة أولا ماذا كسب أهل السنة من جهاد أربع سنوات ؟ هدف واضح ـ خلق الله السماوات والأرض والناس أجمعين لأجله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56 فما هي المكاسب في جانب التوحيد والإخلاق والعبادات عموما ؟ أ. جانب التوحيد رأس العبادات الذي لأجله أرسل الله الرســـــــل وأنزل له الكتب وخلق الجنة والنار فالحمد لله أولا وآخرا..... . والله أكبر {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ} ![]() هذا علم دولة الإسلام : دولة العراق الإسلامية نواة الخلافة المرتقبة / دولة كافة المسلمين في الأرض فهي مشروع أمتنا بأسرها / إنها الآن في هذه الساعة بديار الرافدين تقاتل لتكون كلمة الله هي العليا ![]() |
#2
|
|||
|
|||
![]() الحمد لله رب العالمين
|
العلامات المرجعية |
|
|