#1
|
||||
|
||||
![]()
حكمة إرسال الرسل خلق الله الإنسان ، وجعله خليفته في الأرض ، وسيدا لهذا الكون ، فسخر له ما في السموات والأرض ، وحباه بنعمة العقل ؛ ليميز به الخير من الشر ، وأودع فيه من الغرائز والقوى ما يدفعه إلى العمل لإشباعها ، مما يؤدي إلى ظلمه وجوره، واعتدائه على حقوق غيره .
ولا يستطيع الإنسان أن يعيش وحده ، ولا أن يصنع كل ما يحتاج إليه في معاشه ، بل لابد أن يحي مع بني جنسه ، يأخذ ويعطي ، وهذا يحتاج إلى قواعد تضبطه ، وإلا لطغى القوي على الضعيف ، ولا يمكن الاحتكام إلى العقل البشري؛ لأن العقول قاصرة وعاجزة ، فقد يستقبح جماعة فعلا يستحسنه آخرون ، بل الإنسان الواحد قد يستحسن شيئا في وقت ، ويستقبحه في وقت آخر ، فلا يمكن الاحتكام إلى مجرد العقل. كما أن الإنسان لم يخلق بهذه الحياة القصيرة الفانية ، بل لحياة أبدية باقية ، أعد الله فيها دار نعيم للمؤمنين ، ودار جحيم للكافرين ، فهو في حاجة إلى من يبين له العبادات التي تقربه من المعبود ، والمحرمات التي تبعده عنه . من هنا كانت حكمته تعالى في أن يتفضل بإرسال الرسل : ليبينوا للخلق ما يصلح لدنياهم وآخراهم ، ولا يكون لهم عذر ، كما قال تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا (15) } [ الإسراء ] . وقال : { ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع ءاياتك من قبل أن نذل ونخزى (134) } [ طه ]. |
العلامات المرجعية |
|
|