اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2009, 12:37 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي الرفق والإحسان إلى الناس يحولان البغض إلى حب .

خطبة مفرغة / فضيلة الشيخ محمد حسان

روى البخارى ومسلم وأبو داود والنسائى من حديث أبى هريرة قال : بعث رسول الله خيلاً قِبل نجد (أى أرسل النبى سرية عسكرية استطلاعية ناحية نجد ، وكانت هذه السرية بقيادة محمد بن سلمة فجاءت هذه السرية برجل من بنى حنيفة يقال له : ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطت هذا الرجل فى سارية من سوارى المسجد (أى عمود من أعمدة المسجد) وهم لا يعرفونه ، فثمامة قبل من أقبال العرب (أى : سيد من أسياد العرب وشريف من أشرافهم) أسروه وهو فى طريقه إلى العمرة ولكن كان على الشرك بالله جل وعلا ، وأدخلوه إلى المسجد ، وربطوه فى عود من أعمدة المسجد النبوى فلما دخل النبى رآه فعرفه وفى رواية ابن هشام قال النبىلأصحابه : ((أَلاَ تَعرِفُونَ مَنْ هَذَا ؟!!،إِنِّهَ ثُمَامًةُ بْنُ أُثَالٍ سَيِّدُ أَهْلِ اليَمَامَةِ)) وأمر النبى أصحابه أن يحسنوا إليه.
ونعد إلى رواية الصحيحين خرج النبى إليه قال : ((مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامًةُ ؟)) فقال : عندى يا محمد خيرٌ إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه النبى حتى كان الغد . ثم خرج النبى فقال : ((مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامًةُ ؟)) قال : ما قلت لك : إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت ، فتركه رسول الله حتى كان من الغد فقال : ((مَاذَا عِنْدَكَ يَا ثُمَامًةُ ؟)) فقال : عندى ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت . فقال النبى : ((أَطْلِقُوا ثُمَامًةُ)) ، فأطلقه أصحاب النبى ، فانطلق ثمامة إلى نخل قريب من المسجد النبوى ، فاغتسل ، ثم دخل المسجد ، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وقال : يا محمد والله ما كان على الأرض وجهٌ أبعض إلىّ من وجهك ، فقد أصبح وجهُك أحب الوجود كُلها إلىّ ، والله ما كان من دين أبغض إلىّ من دينك ، فأصبح دينك أحب الدين كله إلىّ ، والله ما كان من بلد أبغض إلىّ من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلىّ ، وإن خيلك أخذتنى وأنا أريد العمرة فماذا تأمرنى ؟. فبشره النبى - قال الحافظ ابن حجر : بشره بخيرى الدنيا والآخرة أو بشره بالجنة أو بشره بتكفير سيئاته لأن الإسلام يهدم ما قبله - .
بشره رسول الله وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة قال له قائل : أصبوت ؟ (أى هل تركت دين آبائك وأجدادك وتبعت محمد على دينه ؟) قال : لا ولكنى أسلمتُ مع رسول الله والله لا يأتيكم من اليمامة حبةُ حنطةٍ (أى حبة قمح) حتى يأذن فيها رسول الله (1
وفىروايةابن هشام : أن ثمامة لما وصل بطن مكة رفع صوته بالتلبية فكان أول من لبى وجهر بالتلبية فى مكة فيما رأى المشركون رجلاً يتحداهم بهذه الصورة العلنية الجريئة قالوا : من هذا الذى يجترى علينا ويرفع صوته بالتلبية فى بلادنا وديارنا ويردد الكلمات التى يُعَلِمُهَا محمدٌ لأصحابه ؟! فانقضوا عليه وأرادوا أن يضربوا رأسه ، فقال أحدهم : ألا تعرفون من هذا إنه ثمامة ابن أثال سيد أهل اليمامة وأنتم تحتاجون إلى اليمامة فى طعامكم فخلوا سبيل الرجل ،فالتفت إليهموقال: واللهلا يأتينكم حبة من حنطة من اليمامة إلا بإذن رسول الله .
أيها الأحبة الكرام ...
أنه مشهد بالغ الروعة اعترف بداية أننى أعجز عن أن أصور لحضراتكم روعته وعظمته وجلاله ، فرسول الله هو الرحمة المهداة والنعمة المسداه ، لا للموحدين فحسب بل للعالمين قال تعالى : َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الانبياء:107].
قال ابن عباس رضى الله عنهما : رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له النعمة ، وتمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر أمن من عذاب الدنيا حتى يلقى الله فى الآخرة مصداقاً لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ [الأنفال:33] .
وفى الصحيحين - وتدبر هذا الحديث - عن عائشة قالت : يا رسول الله هلأتىعليكيومكانأشدعليكمنيومأحد فقال المصطفى : ((لقدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ،وَكَانَ أَشَدَّمَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ ‏‏الْعَقَبَةِ ‏‏إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ‏‏ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ)) وهوشريفمنأشرافأهلالطائف ولكنه رفض دعوة النبى وسلط الصبيان والسفهاء على الحبيب ورموه بالحجارة حتى سالت الدماء من جسده الطاهر يقول : ((فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وأنا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ)) مكان يبعد عن الطائف بما لا يقل عن خمسة كيلو مترات ، ولم يستفق النبى من همه وألمه إلا فى هذا الموطن ودماؤه تنْزف يقول : ((فَرَفَعْتُ رَأْسِي ، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا ‏‏جِبْرِيلُ ‏‏فَنَادَانِي فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رُدُّوا عَلَيْكَ ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ ، قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ ، وَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ : يَا ‏‏مُحَمَّدُ ‏‏، فقال : إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ . فَمَا شِئْتَ ؟ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ )) فقال له النبى : ((‏‏بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ ‏أَصْلَابِهِمْ ‏ ‏مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا))(1) وفى رواية لما قيل أدع على المشركين قال المصطفى (((إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً)) .
أيها المسلمون : تدبروا كيف حَوَّل الرفق والإحسان من رسول الله البُغض المتأصل فى قلب ثمامة إلى حب جياش فياض!! . ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامةخرجإلى مكة ليعتمر ليقول : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لكإلاشريكاً هو لك . تملكه وما ملك ، فأبى الله جل وعلا إلا أن يلبى تلبية الموحدين ، فسبحان من بيده القلوب بحولها كيف يشاء قال تعالى : وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:24].
ثمامة أُسر ورُبط فى المسجد وهنا ترجم عليه البخارى باباً يُجوّز فيه أن يدخل المشرك إلى المسجد ، وأبى النبى إلا أن يظل ثمامة فى المسجد النبوى لِحِكَمٍ غالية عديدة .. ليرى ثمامة بعينيه وليسمع بأذنيه عظمة هذا الدين .. ليرى النبى بنفسه .. وليسمع كلام النبى .. وليرى أخلاق النبى .
أيهاالمسلمون :لا بد أن نعى هذا الدرس العنف يهدم ولا يبنى ، الشدة تفسد ولا تصلح. الرفق والإحسان إلى الناس هو الذى يحول البغض فى القلوب إلى محبة صادقة فياضة ، ما أحوجنا إلى أن نعى هذا الدرس .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23-12-2009, 12:38 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

‏يأتى شاب شرح الله صدره للالتزام فأعفى اللحية ، وقصر الثوب ، وحافظ على مجالس العلم ، ولا زال أبوه بعيداً عن طريق الله ، ولا زالت أمه بعيدة عن طريق رسول الله ، فيجعل هذا الشاب من البيت حريقاً محرقاً مدمراً ، يسئ إلى والده ، ويسئ إلى أمه ، يسفه أباه ويحتقر أمه ، ويضرب أخوته ، ويسئ إلى إخوانه ، فيظن أهل البيت أن الالتزام غصب مستمر . لا يا أخى أنت أسأت إلى الإسلام من حيث لا تدرى ، وأسأت إلى منهج النبى فى الدعوة من حيث لا تشعر ، ففرقوا أيها الشباب وأيها المسلمون بين مقام الجهاد الذى يحتاج إلى الغلظة والقسوة والشدة ، وبين مقام الدعوة الذى يحتاج إلى اللين والحكمة والرحمة قال تعالى : ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[النحل:125].
أيها الأحبة الكرام ...
أنه مشهد بالغ الروعة اعترف بداية أننى أعجز عن أن أصور لحضراتكم روعته وعظمته وجلاله ، فرسول الله هو الرحمة المهداة والنعمة المسداه ، لا للموحدين فحسب بل للعالمين قال تعالى : َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الانبياء:107].
قال ابن عباس رضى الله عنهما : رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له النعمة ، وتمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر أمن من عذاب الدنيا حتى يلقى الله فى الآخرة مصداقاً لقول الله تعالى: وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ
بـل وخـاطب الله نبيين كريمين خاطب موسى وهارون :
اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طـه:43-44].
أيها الأحبة الكرام ...
أنه مشهد بالغ الروعة اعترف بداية أننى أعجز عن أن أصور لحضراتكم روعته وعظمته وجلاله ، فرسول الله هو الرحمة المهداة والنعمة المسداه ، لا للموحدين فحسب بل للعالمين قال تعالى : َمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ [الانبياء:107].
قال ابن عباس رضى الله عنهما : رسول الله رحمة للبار والفاجر فمن آمن به تمت له النعمة ، وتمت له الرحمة فى الدنيا والآخرة ، ومن كفر أمن من عذاب الدنيا حتى يلقى الله فى الآخرة مصداقاً لقول الله تعالى: اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طـه:43-44].
قرأ سيدنا قتادة - رحمة الله - الآية فبكي ، وقال سبحانك ما أحلمك ، أن كنت تأمر موسى و هارون أن يقولا لفرعون قولاً ليناً ، فإن كان هذا هو حلمك بفرعون الذى قال : أنا ربكم الأعلى ، فكيف يكون حلمك بعبد قال سبحان ربي الأعلي؟!.
أحبتي في الله : إن ثمامة تأصلَّ البغض في قلبه ، و أنتم تعملون أن البغض الآن متأصل في قلوب كثيرة في الشرق و الغرب.
أقول: تأصل البُغض في قلب ثمامة. لا لشخص النبي بل لدين النبي بل لبلد النبي فما الذي حدث؟!
تحول هذا البغض إلى حب بالرفق والإحسان والحكمة والرحمة واللين.
هذه هي متطابقات مقام الدعوة إلى الله ، البغض الآن متأصل في قلبي الشرق والغرب علي الإسلام ، فصورة الإسلام مشوهة ، مُحرَّقة ، مبدلة !! كيف نحول هذه الصورة إلى حقيقتها ؟!! والإجابة : إذا عدنا نحن ابتداء إلى هذا الإسلام ، فحولنا الإسلام بعظمته بيننا ابتداءً وعلى أرض الواقع ، وفي دنيا الناس إلى واقع عملي ، وإلى منهج حياة ، يتألق سمواً وروعة وجلالاً ، فإن القول إذا خالف الواقع و العمل ، بذر بذور النفاق في القلوب كما قال علام الغيوب : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف:2-3].
ولاحظ أن ثمامة لما شرح الله صدره للدين وضع كل قدراته وإمكانياته وطاقته لنصر الدين فاستشعر المسئولية العظيمة التى أُلقيت على عاتقه منذ أول لحظه دخل فيها إلى دين الله جل وعلا - فخلع رداء الكفر على عتبة التوحيدوالإيمان، وأعلن الفاصلة الحاسمة بين الإيمان و الشرك فأعلن الولاء لله ورسوله والمؤمنين وعلى الفور عادى الشرك والمشركين.
هذه كلها دروس مترابطة لا ينفك درس منها عن الآخر ، بمجرد أن يشرح صدر المرء للإسلام لابد من
أن يخلع رداء الكفر على عتبة الإيمان ، وأن يعلن الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين وأن يعلن البراءة من الشرك
والمشركين ، وأن يسخر كل طاقته وقدراته وإمكانياته لنصرة هذا الدين الذي منَّ الله به عليه.
لاحظ قولة ثمامة وهو يقول للمشركين : والله لا تصل إليكم حبة حنطة حتى يأذن رسول الله ، وعاد ثمامة ليضرب حصارا اقتصاديا على قريش. والسلاح الاقتصادي من أخطر الأسلحة ، وبكل أسف يُستخدم الآن ضد المسلمين . حصاراً اقتصادياً على العراق .. حصاراً اقتصادياً على السودان .. حصاراًاقتصادياًعلىليبيا..حصاراًيستخدم لإذلالالمسلمين.. و ليت الأمة تعي يوم أن استخدمت هذا السلاح مرة واحدة في حرب العاشر من رمضان لا أقول حاصروا الغرب حصاراً اقتصادياً كاملاً بل بسلاح واحد من أسلحة الحصار ، ألا وهو سلاح البترول - تغيرت الموازين وانقلبت.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23-12-2009, 12:40 PM
الصورة الرمزية خالد مسعد .
خالد مسعد . خالد مسعد . غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 5,554
معدل تقييم المستوى: 22
خالد مسعد . will become famous soon enough
افتراضي

وتدبرواأيضاًهذاالحديثالذيرواه البخاري و مسلم و أحمد من حديث أنس أن النبي لمافتححنينفقسم في المهاجرين و الطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا ، فغضب الأنصار الأطهار الأبرار وقالوا : يغفر الله لرسول الله يُعطي قريشاً ويترُكُنا وسُيُوفُنا تقطر من دمائهم . قال أنس : فحُدَّث رسول الله بمقالتهم،فأرسلإلىالأنصارفجمعهمفي قُبِّةمن أدم ، ولم يَدْعُ معهم غَيْرَهم فلمااجتمعوا قال النبي فقال ((مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ)) فقال له فُقَهاء الأنصار: أما ذَوُو رَأْينا يا رسول الله فلم يقولوا شيئاً ، وأما ناسٌ منا حديثةٌ أسنانهم فقالوا : يغفر الله لرسول الله يعطي قريشاً ويتركنا وسيوفنا تقطر منه دمائهم . فقال النبي ((‏ ‏فَإِنِّي أُعْطِي رِجَالًا حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ ‏ ‏أَتَأَلَّفُهُمْ ‏‏أَفَلَاتَرْضَوْنَ أَنْيَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِوَتَرْجِعُونَ إِلَى ‏‏رِحَالِكُمْ
‏‏بِرَسُولِ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ لَمَا ‏‏تَنْقَلِبُونَ ‏ ‏بِهِ خَيْرٌ مِمَّا ‏يَنْقَلِبُونَ ‏بِهِ))(1)وفي رواية ابن اسحق بسند صحيح من حديث أبي سعيد الخدري أن الأنصار قال قائلهم : و الله لقد لقي رسول الله قومه (أي لما لقي رسول الله قومه من قريش أعطاهم ونسينا) فلما سمع ذلك سعد بن عبادة انطلق إلى النبي فاخبره بما قال الأنصار فقال النبي المختار : اجمع لي الأنصار يا سعد ، فانطلق سعد فجمع الأنصار فخرج النبي إليهم فحمد الله و أثني عليه ثم قال : )(يَا مَعْشَرَ ‏‏الْأَنْصَارِ ‏‏أَلَمْ أَجِدْكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمْ اللَّهُ بِي ؟ ، ‏‏وَعَالَةً ‏‏فَأَغْنَاكُمْ اللَّهُ بِي ؟ ، وَمُتَفَرِّقِينَ فَجَمَعَكُمْ اللَّهُ بِي ؟)) فسكت الأنصار ، فقال المصطفي : ((أَلَا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ ‏‏الْأَنْصَارِ)) فقالوا : الله ورسول أَمْنُّ . فقال المصطفي : : ((لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فَصَدَقْتُمْ ، لَقُلْتُمْ جِئْتَنَا طَريداً فآَوَيْنَاك ، وَعَائِلاً فَوَاسَيْنَاكَ ، وَخَائِفاً فَأَمَنَّاكَ ، وَمَخْذُولاً فَنَصَرْنَاك)) فقال الأنصار : المنّ لله ولرسوله ، فالتقت المصطفي إليهم وقال بلغة الإحسان و الرفق والرحمة والحنان ، قال المصطفي : (( وَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَة (أى في أمر تافه من الدنيا ) فألَّفْتَ بها قُلُوبَ قَومٍ أَسْلَمُوا حَدِيثاً ، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَي إِيَمَانِكُمْ بالله ورسُوِلِه ، يَا مَعْشَرَ ‏‏الْأَنْصَارِ أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجَعَ النَّاسُ إِلَى ‏رِحَالِهمْ بِالشَّاهِ والبَعِير وَتَرْجِعُونَ إِلَى ‏رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ)) ثم التفت إليهم مرة أخري وقال : ((‏‏‏يَا مَعْشَرَ ‏‏الْأَنْصَارِ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا وسَلَك ‏‏الْأَنْصَارِ ‏شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْب ‏‏الْأَنْصَارِ ، وَلَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ رَجُلاً مِنْ ‏ ‏الْأَنْصَارِ)) ثم رفع يديه وقال : ((اللهُمَّ ارْحَم الأَنْصَار ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَار ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءَ الأَنْصَار)) فبكي الأنصار حتى اخضلت لحاهم من البكاء أمام هذا الإحسان والرفق ، وحسن التصرف ، و المعاملة.
وأختم هذه الدروس بدرس جميل آخر رواه الطبراني (1)من حديث عبد الله ابن سلام بسند رجالهثقات أن حبر اليهود زيد بن السعنة قال : و الله ما من شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفته في وجه النبي حين نظرت إليه إلا اثنين لم أعرفهما فيه الأولى : يسبق حلمه جهله ، والثانية : لا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً.
يقول : فانطلقت يوماً فرأيت النبي وقد أقبل عليه رجل يركب راحته و هو يقول : يا رسول الله إن قومي من قرية كذا أو من بنى فلان فى قرية كذا كانوا قد دخلوا الإسلام فكنت وعدتهم أنهم إن دخلوا الإسلام أن يأتيهم الرزق رغداً ، وقد أصابهم اليوم شدة فاخشى أن يخرجوا من الإسلام طردا كما دخلوا الإسلام طمعاً فأن رأيت أن نرسل إليهم بشى من المال لتغنيهم به فعلت وجزاك الله خيرا فالتفت النبي إلى علىّ بن أبى طالب وكأنه يريد أن يسأل هل عندنا من المال شي ؟!! يقول زيد بن سعنة : فأقبلت على محمد وقلت يا محمد هل تبيعني تمر حائط بنى فلان إلى أجل معلوم؟ فقال النبي : ((نَعَمْ لَكن لا تُسمِّى حَائِطَ بنى فُلان)) فقال زيد ابن سنعة : قبلت . يقول زيد فأعطيت النبى ثمانين مثقالاً من ذهب فدفعها كلها إلى الرجل و قال : ((أَغِثْ بِهَذَا الَمالَ قَومَكْ)) يقول زيد : وقبل أن يحلوقت السداد رأيت محمداً في نفر من أصحابه ، بعد أن صلى على جنازة رجل من الأنصار ، يجلس إلى جوار جدار ، فأقبلت عليه ، وأخذت النبى من مجامع ثوبه و قلت له :أدى ما عليك من دَيْنٍ يا محمد فوالله ما علمتكم يا بنى عبد المطلبإلا مُطْلاً !! فالتفت عمر إلى هذا الحبر اليهودي وهو لا يعرفه وقال : يا عدو الله تقول لرسول الله ما أسمع ، وتفعل برسول الله ما أرى ، والله لولا أنى أحذر غضبه لضربت رأسك بسيفي هذا !! فالتفت النبي إلى عمر وزيد بن سنعة يراقب وجه النبي ، و يراقب كلمات النبي ، ويريد أن يسمع ماذا سيقول رسول الله فى هذا الموقف الرهيب العصيب ، فالتفت النبي إلى عمر وقال : ((أَنَا وَهُو يَا عُمَرُ كُنَّا أَحْوَجَ إِلَى غَيْرِ هَذَا مِنْكَ ، أَنْ تَأْمُرِنَي بحًسْنِ الأَدَاءِ وَتَأْمُرَهُ بِحُسْنِ التَّقَاضِي ، اذْهَبْ بِهِ يَا عُمَرُ فَاقْضِهِ حَقَّهُ وَزِدْهُ عِشْرِينَ صَاعاً مِنْ تَمْرٍ جَزَاءَ مَا رَوَّعْتَهُ)) . يقول زيد : فأخذني عمر فأعطني حقي وزادني عشرين صاعاً من التمر . فقلت له : ما هذه الزيادة. قال : أمرني رسول الله أن أزيدكها جزاء ما روعتك . فقال زيد بن سعنه : ألا تعرفنى يا عمر . قال : لا قال : أنا عمرو بن سعنة قال عمر : حبر اليهود . قال : نعم . قال عمر : فما الذي حملك على أن تفعل برسول الله ما فعلت ؟!! قال زيد : ياعمر والله ما من شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفته في وجه محمد حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أعرفها ، فيه الأولى : يسبق حلمه جهله ، والثانية : لا تزيده شده الجهل عليه إلا حلماً أما وقد عرفهمااليومفإني أشهدك أنيقدرضيتبالله رباً وبالإسلام ديناً و بمحمد نبياً ورسولاً وعاد حبر اليهود مع عمر بن الخطاب إلى المسجد فقال : أشهد أن لا أله الله وأن محمد رسول الله ، وشهد مع رسول الله بعد ذلك كل المشاهد والغزوات وتوفي في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر .
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:57 AM.