أهمية الصبر وحكمه وفضائله

[خالد مسعد .]

الصبر

تعريفه:
الصبرلغة:الحبس والكف قال تعالى(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي ......الآيه) اي احبس نفسك معهم.
واصطلاحا:حبس النفس على فعل او تركه ابتغاء وجه الله قال تعالى(والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم).
وللصبر انواع ثلاثه1-صبر على طاعة الله 2-صبر عن معصية الله 3-صبر على اقدار الله المؤلمه.
أهميته:
الصبر أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن الكريم حتى لقد زادت مواضع ذكره فيه عن مائة موضع،وماذلك الا لدوران كل الاخلاق عليه ،وصدورها منه ،فكلما قلبت خلقا او فضيله وجدت اساسها وركيزتها الصبر فالعفه صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمه،وشرف النفس صبر عن شهوة البطن وكتمان السر صبر عن اظهار مالا يحسن اظهاره من الكلام والزهد صبرعن فضول العيش والقناعه صبرعلى القدر الكافي من الدنيا والحلم صبر عن إجابة داعي الغضب والوقار صبر عن اجابة داعي العجله والطيش ولشجاعه صبر عن داعي الفرار والهرب والعفو صبر عن اجابة داعي الانتقام والجود صبر عن اجابة داعي البخل .
وهذا يدل على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر، لكن اختلفت الاسماء واتحد المعنى،والذكي من ينظر الى المعاني والحقائق اولا ثم يجيل بصره الى الاسماء ،فإن المعاني هي الاصول ،والالفاظ توابع ،ومن طلب الاصول من التوابع زل.
من هنا ندرك كيف علق القران الفلاح على الصبر وحده((وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا))وترجع عناية القرآن البالغة بالصبر إلى ما له من قيمة كبيرة في الحياتين الدنيا والأخرى ،فليس هو من الفضائل الثانوية ،بل من الضروريات اللازمة التي لا انفكاك للانسان عنها ،فلا نجاح في الدنيا ولا نصر ولا تمكين إلا بالصبر،ولافلاح في الاخرة ولافوز ولانجاة الا بالصبر ولئن كان الأمر كذلك في الدنيا ،فهو في الآخرة أشد وأوكد،يقول ،يقول أبو طالب المكياعلم أن الصبر سبب دخول الجنة ،وسبب النجاة من النار ،لأنه جاء في الخبر :حفت الجنة بالمكاره ،وحفت النار بالشهوات )وقالواعلم أن كثرة معاصي العباد في شيئين :قلة الصبر عما يحبون ،وقلة الصبر على ما يكرهون).
حكمه:
الصبر من حيث الجملة واجب،ويدل لذلك:



1-أمر الله به في غير ما آيه قال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة)وقال (اصبروا وصابروا) 2-نهيه عن ضده كما في قوله(فلا تولوهم الأدبار)وقال (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم) 3-أن الله رتب عليه خيري الدنيا والآخره،وما كان كذلك كان تحصيله واجبا. ومما ورد في السنة في فضائل الصبر :
أ-عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال((إن الله تعالى قال :إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه،ثم صبر،عوضته منهما الجنه))
ب-عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(يقول الله :مالعبدي المؤمن عندي جزاء أذا قبضت صفيهُ من اهل الدنيا ثم احتسبه الا الجنة))
ج-عن صهيب الرومي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم (عجبا لأمر المؤمن إن امره كله خير، وليس ذالك لأحد الأ للمؤمن ، إن اصابتة سراء شكر فكان خيرا له، وإن اصابته ضراء صبر فكان خيرا له))
أسأل الله أن يكتب أجرنا

منقول من كتيب وقفات مع آيات الصبر
محمد عبدالعزيز الخضيري

[سعد عطا الله]

فتح الله عليكم