خِيانة صَديْق

[أنين المذنبين]

:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أَكتبُ بَعدَ مَا آنفجرتْ عَينِى بكاءاً حَتى كَادت أنْ لا تَرى مِن كثرته!!
أكتبُ بعْدَ مَا نَزفَ قلبِى جرحاً كادْ أنْ يموتَ منها !!!
..
مَا أصْعَبَ أنْ تَمْشِى فِى طَرِيْقٍ مَحفُوفٍ بالوردِ ففجاءةً تلقاهُ شوكاً!!
مَا أشدَّ أنْ تتَنَفَسَ أنفَاساً باردةً فتنْقطعُ فجاءةً

..
أكْتُبُ عَن صديقٍ خَلطّهُ بنفسى فَكَانَ شيئاً مِنْهَا
وكَان قلبِى الذِى أكرهُ بهِ وأحبُّ بِهِ
وكَانَ عَقلِى الذى أفكِرُ بِهِ
وعَيْنِى التى أبصِرُ بِهَا
..
مَا أجْملَ أن تستيقظَ مِن نومتكـَ وتجِدُ يداً رقيقةً علَى وجْهِكَ تمْسحُ أثارَ النوم من على وجهكـَ !
ولكِن هذه اليد فى نعومتِها كهَبةِ النّسيمِ فِى نهارٍ حارٍ شديد الصيف
فتمضيا سوياً فِى وسطِ أكوامٍ وركامٍ وجدارنٍ أسمها "ناس" محزونون دائماً
لا يضحكون إلا القليل وأنتما تضحكانِ وتحكيانِ
وهؤلاء النّاس فى ذلكَ يغبطونكما على ذلكـ
يحمِل الهم عنكـ وتحملُ الهمَ عَنْه تَشعرانِ بلذةِ الحياة
:::مَا أجْمَلَ ذَلِكَ:::
...
تمْضى الأيامَ عَلى هذه الوتيرة النقية الصافية
فتأتى طعنةُ غدرٍ !!
..
إنّ النفسَ النقيّة لها عينان ترى بهما هذا الركام جميلاً
ولا تشكُ فيه ولها أذنان تسمعُ بِهمَا الشتائمُ نغماً
ولَكنْ عِندما تجِدُ قول الشاعرِ
يعطيكَ من طرفِ اللسانِ حلاوةً
ويروغُ عنكَ كما يروغ الثعلبُ
نعم لقد صدق الشاعر فى هذه الأبيات
...
عِنْدما تأتيكَ الطعنات تطعنُ فى قلبكـَ كأنها سكِيناً يطعنُ فيه
من ورائكـ وعندنا تلقاهُ كأنما أنتَ القمرُ وكأنكـَ أنتَ الورد
ما بكَ عيبٌ ونظراتُ مشتاقٍ إلى حبيبهِ كَما تنظرُ الأم لإبنها عندما يعود من غيبته
وأنت فِى كلّ ذلكَ قَلبكـ ينزفُ يتألم يصرخُ يكاد يسمع العالمَ كلَّه "أهات"
.
ومِثلُ هَذا الطرف من هذا الركام لا ينبغى عليكـ إلا أنْ تتركهُ
وأن تطلقهُ طلاقاً لا رجعة فيه وتَدعهُ يفكر ما حدث؟؟
ما جرى؟؟ وأنْ تكون ساكناً !!
فإن هذه الحياة أمواجٌ فتّاكة وطعناتٌ أليمة لا تصلحُ لشئ
والله المســـــ ـــــتـــــ ـــعـــ ــان
وحسبــــــ ـــنــــ ــا الله ونــــ ـــعــ ــم الوكـــ ــيـــ ــل