اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2007, 02:23 PM
الجوجو الرومانسى الجوجو الرومانسى غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
المشاركات: 85
معدل تقييم المستوى: 0
الجوجو الرومانسى is an unknown quantity at this point
افتراضي

<div align="center"> الظلام، والبرد، والجو القاتم..
السماء الكئيبة بنفسجية اللون.. وفوق الأرض الرمادية الصخرية الممتدة؛ كانت
الشمس الأرجوانية ترسل شعاعا ضئيلا ينتشر في المكان دون أن يفلح في تبديد
عتمته، أو تغيير جو القتامة المهيمن على المشهد.. لا شيء سوى الصمت والفراغ..
رياح باردة تهب من مكان ما، وتلاعب في هبوبها شعر (أسامة) الذي وقف يتطلع إلى
ما حوله في ذعر وغباء..
لكن مهلا؛ من قال أن هذا المكان فارغ؟
إنه يراهم الآن.. يرى قاماتهم الفارعة وثيابهم السوداء.. أطياف..أطياف كثيرة
مهلهلة تتقدم حوله من كل الاتجاهات..
لم تكن لهم ملامح واضحة.. وقد كان يود لو تمكن من رؤيتهم بوضوح أكبر ليعرف ما
الذي يواجهه، لكنه- بينه وبين نفسه- لم يكن متحمسا لذلك..
ملفوفون بالظل مسربلون بالسواد في مشيتهم البطيئة نحوه.. نحوه هو بالذات ولا
مجال للخطأ أو إساءة الفهم لأنه- ببساطة- لا يوجد هنا غيره..
بالطبع تراجع (أسامة) وهو يصرخ:
- " ماذا تريدون مني" ؟
لم يتلق إجابة من أحدهم.. بل ظلوا يتقدمون نحوه بذلك البطء المستفز الجدير
بالمسوخ..
أعاد الصراخ: " من أنتم؟ وماذا تريدون"؟
كما هي العادة لم يجب احد، كل المسوخ لا تجيب في ظروف مماثلة كأن البروتوكول
يحتم ذلك.. ولو تلقى إجابة لشعر بان في الأمر خدعة ما..
كانت تلك الكائنات البشعة ما تزال تحث الخطى باتجاهه بذلك الصلف الممل؛ لكن في
هذه المرة كان يتوسط صفوفها كائن مألوف إلى حد ما.. لم يكن ذا منظر محبب لكنه
كان مألوفا..
وعندما اقترب منه ذلك المسخ؛ انعقد حاجبا (أسامة) وهو يتفرس فيه، لكن المر لم
يكن بحاجة لذلك؛ فقد مد المسخ يده إلى جزء من الرداء الذي يغطي رأسه وأزاحه
كاشفا عن وجهه المخيف..هنا صاح (أسامة) في ذهول:-" أنت"؟!
ابتسم المسخ كاشفا عن أنيابه الحادة، ثم تطلع بعينيه الحمراوين إلى (أسامة) ومد
يدا مخلبية إليه، فحاول هذا التراجع، لكنه فوجئ بان قدميه قد تسمرتا.. نظر
للأسفل فوجد بأنهما قد التحمتا بالأرض الصخرية وصارتا تغوصان فيها رويدا رويدا
كأنها رمال متحركة، بينما يد المسخ تتقدم نحوه.. رفع رأسه وأطلق صرخة عالية.

*****
استيقظ (أسامة عمرو) من نومه واعتدل جالسا على فراشه وهو يطلق شهقة عنيفة، وظل
على ذلك الوضع بضع دقائق والعرق يغمره ويسيل من جبهته ليحرق عينيه، ثم أطلق
زفرة قوية ونهض من الفراش..
قصد الحمام، واتجه إلى حوض غسيل الوجه..
لم تكن هذه أول مرة تراوده فيها مثل هذه الكوابيس، في الواقع هي لم تنقطع منذ
ما يزيد عن الشهر.. منذ نشر روايته الأخيرة (عشيرة المسوخ).
كان كاتبا روائيا يتمتع ببعض الشهرة في محيطه، وكان متخصصا في الأدب القصصي
الخيالي.. أدب الرعب والخيال العلمي والمغامرات، وله بعض القصص القصيرة منشورة
في عدد من المجلات والدوريات، وبضع روايات متوسطة النجاح، آخرها رواية (داركوس)
التي أتم كتابتها منذ ستة أشهر، لكنها لم تنشر إلا الشهر الماضي.. والغريب أنه
منذ شرع في العمل عليها والكوابيس تهاجمه بين الفينة والأخرى، وكلها تدور حول
الأرض المقفرة ذات الشمس الأرجوانية والمسوخ المفزعة..
لكنه منذ نشرها؛ والكوابيس تهاجمه بلا انقطاع.
أيمكن أن يكون لهذه الأحداث علاقة ببعضها البعض؟
غسل وجهه، وتمضمض بالماء عدة مرات، لكنه عندما رفع رأسه وتطلع إلى مرآة الحمام
المستديرة؛ شاهد انعكاس وجهه وهذا طبيعي، لكن الشيء غير الطبيعي هو ذلك الكائن
ذو العباءة الذي يقف خلف كتفه ويبتسم ابتسامة صفراء رهيبة..
نفس الكائن الذي شاهده في الحلم..
كان هذا كافيا ليدور (أسامة) حول نفسه في جزء من عشرة أجزاء من الثانية وقد وقف
شعر رأسه رعبا واتسعت عيناه على آخرهما بينما قلبه يعزف السيمفونية التاسعة
لبتهوفن.
لكنه لم يجد شيئا..
فقط الحمام الخالي برخامه الأبيض..
طبعا لابد أن تكون لهذه الأمور علاقة ببعضها، لأن هذا الكائن الذي يظهر انعكاسه
في المرآة ويطارده في الكوابيس هو صنيعته.. إنه (داركوس) (عشيرة المسوخ) بكل
تفاصيله التي ذكرها في الرواية.
ما معنى هذا؟
قال لنفسه انه من المحتمل أن يكون قد جن، وان انشغاله الدائم بالكتابة الروائية
وانهماكه في عالم المسوخ والأساطير قد جعل توازن عقله يختل، إلا أن هذا التفسير
لم يقنعه تماما، فهو ليس من الطراز المهلوس، وحسب ما يذكر لم يسبق أن حدث له
شيء كهذا من قبل..
ما الذي يعنيه هذا إذن؟
وأعياه التفكير، فارتمى على مقعد وثير في الصالة، وسرعان ما راح في نوم عميق..

*****
السماء البنفسجية من جديد، والرياح القوية الباردة، والفراغ..
الأراضي الرمادية والمساحات الصخرية الشاسعة..
وعندما رأى المسوخ هذه المرة لم يفزع أو يخف،حتى عندما اقتربت منه لم يحاول
الفرار بل ظل واقفا في تصميم..
وفي هذه المرة لم يكن (داركوس) وحده المعروف لديه؛ بل كان محاطا بعدد من
الكائنات الأخرى، كلها مألوفة لديه، وكلها كانت من شخصيات قصصه ورواياته.
وعندما صارت على مسافة قريبة نوعا؛ توقفت المسوخ الطيفية المبهمة في مكانها، في
حين تقدمت تلك الكائنات الأخرى التي يعرفها حتى صار أقربها على مسافة متر واحد
منه..
وكان أول أسئلته عمليا جدا:
- "ما الذي يعنيه كل هذا السخف بالضبط"؟
أجابه أحدهم بصوت كالفحيح:
- "أنت وحدك تعرف.."
- " هذا لم يجب على سؤالي بعد"
قال (غرين) وهو مسخ أخضر اللون بثلاث عيون:
- " أنت بدأت الأمر.. الاقتحام كان من طرفك"
قال (أسامة) بهدوء:
- " معذرة، لكنني لست من يظهر في أحلام الآخرين ليجعل حياتهم جحيما، أنتم
تفعلون.."
هنا صاح (داركوس) بصوت واضح الغضب:
- " أنت تعرف ما نقصد أيها البشري فلا تتظاهر بالغباء "
ابتلع (أسامة) ريقه وتطلع إلى ذلك المسخ الشيطاني ذي العينين الحمراوين وتذكر
القدرات الخارقة التي أسبغها عليه في روايته.. لو كان هذا هو (داركوس) حقا لكان
من الحكمة أن يحرص على عدم إثارة غضبه بأي وجه كان، لذا قرر أن يتلطف قليلا،
فقال:
- " صدقوني أنا لا أفهم شيئا "
تبادلت المسوخ النظرات، ثم تقدم (داركوس) خطوة إلى الأمام وقال:
- " لست واثقا من صدق ادعائك بأنك لا تعرف ما نقصد، لكنني سأشرح لك، لتتذكر إن
كنت قد نسيت، ولتعرف أن لم تكن تعرف.. ولا مهرب لك بعد ذلك ".
ثم رفع إصبعه الذي ينتهي بمخلب أسود طويل وأشار به إلى (أسامة) وقال بصرامة:
- " أنت اقتحمت عالمنا.. اخترقت الحدود الفاصلة بين عالمنا وعالمكم، واستطعت
بعقلك صنع ثغرة تنفذ منها إلينا.. لا أدري كيف تفعل ذلك، لكن من أول محاولة
قصصية لك ونحن نراقبك باهتمام، والسبب هو أنك في قصصك تلك كنت تذكر شذرات من
عالمنا لا يعرفها سوانا، ويستحيل أن نعزوها إلى المصادفة البحتة.."
- " في كل مرة كنت تنتخب أحدنا ليكون ضمن شخصيات قصصك، لم يكن في هذا ضرر يذكر
لأن الجميع في عالمك ينظر إليك ككاتب خيالي آخر، حتى تجاوزت الأمر إلى مرحلة
فضح خططنا لغزو عالمكم.."
كان (أسامة) يشعر بحالة من الغباء لم يستشعر مثلها من قبل، إلا أن العبارة
الأخيرة جعلته يردد:- " خططكم لغزو عالمنا "؟
كان الأمر يبدوا له جنونا حقيقيا.. الجو الكئيب وكل هذه المسوخ..
هو يعرف أنه في حلم، لكن بأي مقياس؟ وهل هذا حلم حقا؟ وإذا كان كذلك فكيف لا
يستيقظ منه؟ علما أن مجرد كشف المرء لحقيقة كونه في حلم كاف لأن ينهار ذلك
الحلم ويستيقظ هو، فلماذا لا يحدث ذلك؟
لكن جزءا منه كان يرفض أن يكون هذا مجرد حلم.. لا يوجد حلم بهذه الواقعية
والترابط.. إنه يرى هذه الكائنات الشنيعة تحيط به ويرى تفاصيلها ويسمع أصواتها،
فكيف يكون هذا حلما؟.. إنه واقع.. واقع كئيب..
وواصل (داركوس):
- " أجل، في روايتيك الأخيرتين، وبالذات في الرواية التي جعلت مني بطلا لها..
لقد ذكرت فيها تفاصيل بالغة السرية بدقة مدهشة تتعدى حدود المصادفة بكثير، وعلى
نحو يوحي بأنك على اطلاع كامل على كافة التفاصيل ومعرفة تامة بكل أسرارنا.."
- " والسؤال الآن هو: كيف تفعل ذلك بالضبط؟ وكيف كشفت وجود عالمنا من الأساس؟"
صاح (أسامة) وهو يشعر بأنه على وشك أن يجن فعليا:
- " أي كشف وأية خطة؟ إنني مجد كاتب قصصي مغمور، يستقي من الخيال مادة لأفكاره
ولا علم لي بشيء مما تقولون، وكل أسراركم هذه التي تدعون معرفتي لها أؤلفها
بخيالي وأنا جالس على مكتبي.. هذا كل شيء".
ثم ابتلع ريقه الجاف واستطرد:
- " ثم ما الذي يعنيه لقاؤنا هكذا؟ وهذه الكوابيس التي تطاردني.."
في هذه المرة أجابه (كور) وهو مسخ أصلع الرأس له عينا نمر وجناحا خفاش يتدليان
في وداعة على جانبي ظهره:
- " لقاؤنا هكذا هو الوسيلة الوحيدة لتفاهمنا. إنك قادر على أن تصل بعقلك إلينا
مما صنع قناة عبور دائمة لك، ومنا- كما تعلم- طائفة تتمتع بقوى ذهنية لا بأس
بها، لهذا يمكننا اقتناص عقلك على هذا النحو.. ولا يتأتى ذلك إلا بنومك.."
- " والكوابيس التي تلاحقني؟ "
- " كان الغرض منها مبدئيا إخافتك للكف عما تقوم به، لكن من الواضح أن هذا لا
يجدي نفعا.."
أشار (أسامة) بإصبع مرتجف إلى (داركوس) وتساءل:
- " وكيف يأتي هذا إلى عالمي الواقعي؟ لم يكن هذا حلما بالتأكيد.."
أجابه (داركوس) بنفسه قائلا:
- " كلا لم يكن كذلك، لكن عالمينا متجاوران يتيحان لبعضنا فرص العبور إليكم بين
الحين والآخر.. هذا ليس عسيرا لكنه يحتاج إلى قدرات خاصة، وهناك أبواب تصل
العالمين ونحن نعرف بعضها.. إلا أنها ليست متاحة للجميع".
تساءل (أسامة) وهو يدير عينيه في المكان مترامي الأطراف حوله:
- " وما طبيعة عالمكم هذا؟"
إنه عالم مجاور لعالمكم ومواز له،.. ونحن قادرون على رؤيتكم بينما لا يمكنكم
الشعور بنا إلا أننا ممنوعون من التأثير في عالمكم بأي شكل من الأشكال لأن هذا
يعرض وجودنا كله للخطر، لأن عالمنا وعالمكم مرتبطان إلى حد كبير، ولا نأمن إن
حدث تغيير في أحدهما أن يؤدي هذا لإفناء الآخر.."
- " لكنك تحدثت عن غزو"
- " هذا صحيح، منذ فترة قصيرة - قياسا إلى عالمنا- ونحن نفكر في غزوكم..إننا
قادرون على ذلك فنحن أقوى منكم وأكثر تفوقا، ولنا جيوش هائلة لا قبل لكم بها،
يمكنها سحقكم على الرغم من كل تفوقكم التكنولوجي، ووجود هذه الصلة الوثيقة بين
عالمنا وعالمكم على الرغم من ضرورتها لبقائنا، إلا أنها تقيد حركتنا وتزعجنا..
مثلا نحن عاجزون عن خوض حروب عنيفة مع أعدائنا لأنها تسبب أضرارا قد تطال
عالمكم فينعكس ذلك سلبا على عالمنا بما يفوق تأثير الحرب ذاتها.. هذا يقيدنا
كما ترى ويجبرنا على التحرك في مساحة محدودة لا تتوافق مع قدراتنا الهائلة..
لهذا السبب فكرنا في غزوكم واتخاذ عالمكم البائس كنقطة انطلاق نبسط منها نفوذنا
على العوالم الأخرى.."
- " هذا يبدوا خطيرا.. أعترف بذلك؛ لكننا قلنا أن التجربة هي الشيء الوحيد الذي
سيجعلنا نقطع الشك باليقين، ومن دونها يستحيل أن نتأكد".
هنا جاء دور السؤال الوحيد المهم وسط كل هذا الهراء:
- " وماذا تريدون مني الآن"؟
تبادلت المسوخ النظرات مجددا، ثم قال (داركوس) في تؤدة:
- " في العادة لا ينبغي أن نتركك حيا وأنت تعرف أسرارنا، فهذا يعرض وجودنا كله
للخطر".
صاح (أسامة) مذعورا وهو يتراجع خطوة إلى الخلف:
- " لكنكم أنتم أخبرتموني بكل شيء.. أنا لم أكن أعرف" !
- " بل تعرف.. أو ستعرف بعقلك يوما ما، أو عرفت ونسيت.. هذه الفوارق الفلسفية
لا تشكل أهمية بالنسبة لنا..نحن نتعامل مع الحقائق مباشرة، والحقيقة الواضحة
هنا هي أنك تشكل خطرا".
تساءل (اسامة) مرتجفا (ومعه حق):
- " وهل ستقتلونني؟"
من جديد عادت المسوخ تتبادل النظرات الصامتة، ثم قال (داركوس):
- " لو كنا نريد قتلك حقا لفعلنا دون الحاجة لهذا اللقاء، دون أن نرهق أنفسنا
بإحضارك وفهم وجهة نظرك.. إننا نفضل قطع الرؤوس على استيعاب أفكارها، وقد كان
من الهين أن تطلع شمس عالمكم عليك وأنت جثة باردة في سريرك،أو معلق من السقف
ما، لكننا فكرنا في ما هو أفضل.. في صفقة ".
كر (أسامة):
- " صفقة؟.. أي نوع من الصفقات؟"
وفي أعماقه كان موافقا على أن أية صفقة لا تتضمن التدلى من السقف هي صفقة رابحة..
بينما (داركوس) يجيب:
- " صفقة تربحك حياتك، وتربحنا نحن أيضا.."
- " وما خلاصتها؟"
نظر إليه (داركوس) في تصميم بعينيه الناريتين وقد بدا واضحا أنه أكثر الجميع
سطوة هنا، وأجاب:
- " أنت تملك عقلا فريدا من نوعه، عقلا قادرا على التجوال بين العوالم واستقاء
الأسرار دون أن تقف في وجهه حدود أو عوائق، وموهبة كهذه لا ينبغي أن يقتصر
استخدامها على المجال القصصي فحسب. إننا نعرض عليك التعاون معنا في وتسخير
موهبتك الفذة في التجوال بين العوالم الأخرى لتعطينا أسرارها التي ستفيدنا
حتما".
- " وهل هناك عوالم أخرى؟"
- " العشرات منها.. إن هذا الكون يعج بالعوالم الموازية والسفلية والخفية..
وكلها ليست منيعة إلى هذا الحد. إنها منيعة في مواجهة الحروب المباشرة
والاختراق المادي؛ لكن ليس عندما يتعلق الأمر بموهبة كموهبتك".
- " لكن هذه الموهبة ليست طوع بناني ولا يمكنني تسخيرها كما أريد، بل إنني لم
أكن أعرف أنني أملكها قبل الآن!"
كان هذا ما قاله وهو يتراجع قليلا إلى الخلف تحسبا للحظة قد يجد فيها أن رأسه
لم يعد مستقرا على كتفيه، ولكن (داركوس) لم يبد غاضبا، بل قال بهدوء واثق:
- " ستتعلم تطويعها، إنها مسألة وقت لا أكثر".
- " وما المقابل الذي ستدفعونه لي؟"
- " أعتقد أن حياتك تعد مقابلا مناسبا".
ولسبب ما تحركت في أعماق (أسامة) ثورة مفاجئة من التحدي جعلته يهتف:
- " هبني رفضت؟ لا يمكنني مساعدتكم وأنا أعرف أنكم تخططون لغزو عالمي.."
تألقت عينا (داركوس)- حقيقة لا مجازا- ببريق دموي شرس ألقى الرعب في قلب
(أسامة) وهو يجيب في حدة:
- " أنت لست في موقف يتيح لك الاختيار أيها البشري، إن لم توافق ستموت، أو على
الأقل سنعمل على جعل كل لحظة من حياتك جحيما حقيقيا، وثق بأنني أعني ما
أقول..وتمزيقك حيا بيدي العاريتين ليس أسوأ ما يمكن أن يحدث لك.. ".
ارتجف (أسامة) وأدرك أن (داركوس) يعني بالفعل ما يقول، هذا الكائن لا يمزح
أبدا..فخمدت كل رغبة لديه في العناد وقال بصوت مضعضع واهن:
- " ومن يضمن لي أنني إن وافقت فلن تستفيدوا من معلوماتي لغزو عالمي، وأكون
عندئذ أول رأس تقطعونه؟"
- " لسنا في حاجة للانتظار كل هذه الفترة لقطع رأسك، كما أنه لا توجد أية
ضمانات، وهذا هو أسخى عرض يمكننا تقديمه.. ثم من يدري؟ ربما لا نقوم بغزو عالمك
أبدا، ونعدل عن هذه المخاطرة لنغزو عالما أضعف وأكثر سهولة.."
وأمام حيرة (أسامة) أردف (داركوس):
- " لسنا نتوقع منك جوابا فوريا، فكر على مهلك وأعطنا قرارك عندما تتخذه وليكن
قرارا عاقلا.."
ثم مد يده في طيات ردائه الأسود وأخرجها حاملة شارة معدنية ناولها لأسامة
قائلا:
- " هذه ستساعدك على الاتصال بنا، ستأخذها معك إلى عالمك.. يكفي أن تلصقها خلف
أذنك ليحدث هذا اللقاء بيننا تلقائيا دون الحاجة على انتظار موعد نومك".
تطلع إليها (أسامة) في حذر.. كانت شارة معدنية مستديرة باردة الملمس، في حجم
عملة نقدية كبيرة، وتحمل على أحد وجهيها نقشا لتنين مجنح، وعلى الآخر نقشا
لجمجمة آدمية.
وعندما رفع (أسامة) رأسه؛ وجد بان أكثر المسوخ قد اختفى، ولم يتبق سوى (داركوس)
مع اثنين آخرين، وهو يقول له:
- " خذها، وإلى لقاء قريب.."


********


عندما استيقظ (أسامة)لم تكن الأمور واضحة تماما في ذهنه..
أكابوسا كان هذا؟ أم حقيقة؟ أم شيئا وسطا بين هذا وذاك؟
لم يستطع أن يحدد تماما إلا أنه وجد نفسه فوق كرسي وثير في صالة منزله، والساعة
الحائطية تشير إلى ما بعد منتصف الليل بقليل..
وظل (اسامة) في جلسته تلك لبعض الوقت قبل أن ينهض متمتما:
- " مجرد كابوس آخر.."
كان يشعر بقلق حقيقي بخصوص حالته النفسية، وكان قد عقد العزم على زيارة الطبيب
النفسي لوضع حد لهذه الرؤى والكوابيس التي يختلط الخيال فيها بالحقيقة، إلا انه
لم يكد يقوم نصف قومة حتى تسمر في موضعه واتسعت عيناه على آخرهما وهو يحدق في
ذلك الشيء المستقر على مسند الكرسي الذي كان ينام عليهن ثم مد يدا مرتجفة
يلتقطه..
كان ذلك الشيء عبارة عن شارة معدنية مستديرة، تحمل في أحد وجهيها نقشا لتنين
مجنح، وعلى الوجه الآخر نقشا لجمجمة آدمية.

منقووووووووووووووول
</div><div align="center">
</div>
__________________


<div align="center">
</div>

<div align="center"></div>


<div align="center">[i]تم تعديل التوقيع بواسطة الادارة ,,
برجاء عدم وضع الايميلات فى التوقيع ,,</span>
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:38 PM.