#1
|
||||
|
||||
![]() الدعاء عِبادة ، فقد سَمّى الله عزّ وجلّ الدعاء عبادة كما في قوله تعالى : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) . وسَمّاه النبي صلى الله عليه وسلم عِبادة كما في حديث النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : إن الدعاء هو العبادة . ثم قرأ : ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح . قال شيخُ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الدعـاءُ مِن أعظـم الدِّيـن .
فإذا عُلِم هذا ، وتبيَّن أن الدعاء عِبادة وعُلِم أن العبادات توقيفية ، فلا يجوز إحداث عِبادة ترتبط بِمكان أو زمان لم يأتِ في الشرع تقييدها به ، ولا تحديدها به . لأن مِن شرط قبول العمل مُتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك العمل . وقد نص العلماء على أن المتابعة لا تتحقق إلاَّ بِسِـتَّـة أمُور : الأول : سبب العبادة الثاني : جنس العبادة الثالث : قَدْر العبادة الرابع : صِفة العبادة الخامس : زمان العبادة ( فيما حُدِّد لها زمان ) السادس : مكان العبادة ( فيما قُيّدت بمكان مُعيّن ) فإذا حُدِّدَتْ عِبادة بِزمان أو مكان لم يُحَدِّده الشارع ، فهو مِن قَبِيل البِدَع . كما نرى من مواضيع منتشرة على صفحات الويب وعبر الإيملات من أمثلة : تسجيل دُخول المنتدى أو تسجيل الحضور اليومي والخروج ونحو ذلك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، أو بالاستغفار ، أو بالدعاء للوالدين أو لغيرهما ؛ كل هذا مِن قبيل البِدَع الْمحُْدَثَة . وذلك لأنَّ مِن تعريف البِدْعَة – كما يقول الإمام الشاطبي – مُضَاهاة الطريقة الشرعية . أي : مُشَابَهَة الطريقة الشرعية . وهذا التعريف مُنْطَبِق على ما ذكرنا وذلك لأن الطريقة الشرعية في دُخول المساجد أن يَبدأ الداخل بذِكْر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا فَعَل ذلك في غيره مِن الأماكن فقد شَابَه الطريقة الشرعية بأمر اختَرَعه مِن عنده (شبه دخول المنتدى بدخول المسجد ) ، وهذا يجعله في حَيِّز البِدَع الْمُحْدَثَة ، التي يأثم صاحبها بِفعلها ، في حين يَظنّ أنه يُؤجَر ! والدعاء بابه واسع ، فكل دعاء لا يتضمّن شِركا ولا تعدّيًا في الدعاء ؛ فهو جائز . لكن لا يجوز إلزام الناس بما ليس بِلازم ، ولا أن تُجعل بعض الأدعية أو الأذكار في رقابهم إلى يوم القيامة ! فإن هذا مِن إلزام الناس بِما ليس بِلازِم وتكليفهم بِما لم يُكلّفهم الله به . ____________ بتصرف يسير من مجموعة فتاوى مركز الدعوة والإرشاد الشيخ عبد الرحمن السحيم عضو مركز الدعوة والإرشاد |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
احذرهذه البدع في الدعاء, بدع الدعاء |
|
|