#1
|
|||
|
|||
![]()
أفكار حول رمضان
الحياةُ عندما تكون كشريطٍ واحدٍ تُمَلُّ، ولذلك كان فيها المناسبات كالجُمَع والأعياد وما إلى ذلك، كي تُقلِّص من شعور الناس بـ (الرتابة) المملة، وتجعلهم يعيشون أياماً تختلفُ عن أيامهم في سائر السنة، وتكون بمثابة الأمل، وقديماً قيل: لولا الأمل لبطل العمل، وشهرُ رمضان له الأثر الكبير في هذا المجال في كثيرٍ من نواحي الحياة، وأنماط أحداثها، وبه يشعرُ الناسُ بتغييرٍ تامٍّ عمّا تعودوه صباحَ مساء، وبهذا تتجدَّدُ الحياةُ وتتبلور صورُها. •••• وشهر رمضان كثيراً ما يُساعد على (عبادةٍ) قد أعرض كثيرٌ من الناس عنها ولم يعودوا يُعيرونها أيَّ اهتمام، تلك هي عبادةُ التفكُّر في آلاء الله، وعظمته، وإبداع خلقه، والتفكر في المبدأ والمصير، ومساعدةُ شهر رمضان على هذه العبادة إنما هو من باب خلاء المعدة من كثرة الأطعمة والأشربة مما ترتخي معه الأعضاءُ، ويكسلُ الجسم، وتنشلُّ حركة العقل، فالبطنة تُذهب الفطنة، والامتلاءُ الدائمُ سببٌ كبير لإفساد الفكر، وإبعاده عن وظيفته ووجوده.•••• كلُّنا بحاجة إلى الصبر كي نستطيعَ مواكبة السير وقلع الأشواك من الطريق، ومرحباً برمضان عندما يُملي علينا هذا الدرسُ البليغُ. •••• •••• كثيرٌ أولئك الذين يَمرُّ عليهم السَّحَرُ وهم في غفلة النوم غارقون، يأتيهم الخير إلى أبوابهم وهم عنه راغبون، ولكن رمضان شهر الرحمة والحنان يأبى إلا أنْ يجعل للجميع نصيباً من هذه الساعة المباركة العظيمة، فلا بُدَّ للصائم من سحور، ولا بُدَّ للسحور من استيقاظ، ولا يكادُ الإنسان يشمُّ عبيرَ السَّحَر حتى تنتعشَ نفسُه، وتتفتح ذابلاتُ وروده، فيلجأ إلى مُصلَّاه يناجي ربَّه، ويذرف أمامَه دموعَ الخوف والرجاء، ويشكر شهرَ رمضان الذي كان السبب في تعريفه بهذه الساعة الغنّاء، حيث يفيض بحرُ الكرم، وتمتد يدُ المغفرة إلى كلِّ الغرقى والتائهين: (هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفرَ له، هل من تائب فأتوب عليه...). •••• •••• رمضان فرصة ذهبية، ونفحة إلهية، علينا جميعاً أن نتعرضَ لها، ونستسقي منها كؤوسَ المحبة والصفاء، ونتزودَ لغدنا في الدنيا، وغدنا في الآخرة، وعسى الرحمة أن تطل علينا - بعد حبس الجوارح عن متطلباتها - وتهتف بنا في الدارين قائلةً: اذهبوا فأنتم الطلقاء. د. عبدالحكيم الأنيس
__________________
![]() |
#2
|
||||
|
||||
![]()
مشكـور جـداً
__________________
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|