15 من قيادات الجماعة الإسلامية يشاركون العادلي ورئيس جهاز أمن الدولة في تشييع الجنازة ويقفون علي قبره داعين له بالجنة
شهد العزاء الذي أقامته وزارة الداخلية في اللواء أحمد رأفت -نائب رئيس جهاز مباحث أمن الدولة - مساء أمس -الأحد- في مسجد الشرطة بالدراسة أكبر مشاركة من فصائل التيار الإسلامي وعلي رأسهم جماعة الإخوان المسلمين في تقديم واجب العزاء لوزارة الداخلية وقيادات جهاز مباحث أمن الدولة وأسرة الراحل اللواء أحمد رأفت، فقد ترأس مرشد الإخوان وفدا رفيع المستوي من قيادات الجماعة لتقديم واجب العزاء في الفقيد وضم الوفد إلي جانب الدكتور بديع، المرشد السابق للجماعة محمد مهدي عاكف والدكتور محمود عزت نائب المرشد والدكتور محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة وقيادات الكتلة البرلمانية للجماعة في مجلس الشعب،.
وفي تصريح خاص لـ «الدستور» قال مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف: إنه كان يرتبط بعلاقات ودية وإنسانية مع اللواء رأفت، وشدد علي أن تقديم واجب العزاء هو واجب إنساني وشرعي، وأشاد بأخلاق رأفت، وقال: إنه كان مهذبا ودمث الخلق، وكان يتميز بأنه له رؤية خاصة في الملفات التي عمل بها خاصة أنه كان مثقفا وملما بكل تفاصيل القضايا التي يعالجها، وقد اتفق الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة مع ما قاله مهدي عاكف في أن تقديم واجب العزاء هو واجب إسلامي شرعي إلي جانب أنه واجب إنساني تجاه أسرة الفقيد وزملائه ومحبيه في جهاز الشرطة، وقال العريان إن هذا التصرف ليس غريبا أو جديدا علي جماعة الإخوان التي تقدمت بالعزاء للرئيس مبارك في وفاة حفيده، كما أنه قام الأسبوع الماضي بتقديم واجب العزاء للمستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابات أمن الدولة في وفاة شقيقته، وشدد العريان علي أنه لا توجد أي خصومة شخصية من جانب الإخوان تجاه أحد، واختتم العريان تصريحاته بالقول: إن الرسول عليه الصلاة والسلام قام لجنازة متوفي غير مسلم فما بالك بشقيق مسلم نحسبه علي خير إن شاء الله حيث تحمل مسئولية مبادرة وقف العنف، وكان له دور بارز وكبير في إنهاء أزمة المعتقلين التابعين للجماعة الإسلامية.
يأتي هذا في الوقت الذي لم يكتف أكثر من 15 من قيادات الجماعة الإسلامية بمشاركة اللواء حبيب العادلي -وزير الداخلية- واللواء حسن عبد الرحمن -رئيس جهاز مباحث أمن الدولة- وقيادات الداخلية في تشييع جنازة اللواء أحمد رأفت من مسجد الشرطة في الدراسة بل أصروا علي مصاحبة جثمان الفقيد الراحل إلي المقابر في جسر السويس ووقفوا أمام قبره في حالة من التأثر والحزن الشديدين وارتفعت أصواتهم بالدعاء له بالمغفرة وأن يكون مثواه الجنة جزاء له علي دوره البارز والكبير في حقن الدماء وإنجاح مبادرة وقف العنف التي أسفرت عن إنهاء الحرب الدموية بين الجماعة الإسلامية والدولة المصرية في حقبة التسعينيات، حيث نجح مع عدد من قيادات أمن الدولة في إنهاء ملف معتقلي الجماعة الإسلامية بعد أن أعلنت الجماعة نبذ العنف المسلح وأصدرت مراجعات فقهية أعلنت فيها الموقف الشرعي من الخروج علي الحاكم المسلم وأثر ذلك في تهديد أمن واستقرار المسلمين.
ومن بين قيادات الجماعة الإسلامية الخمسة عشرة الذين شاركوا في جنازة اللواء رأفت ووقفوا علي قبره في جسر السويس الدكتور ناجح إبراهيم وكرم زهدي وعصام دربالة وعلي الشريف وحمدي عبد الرحمن وعدد آخر من أعضاء مجلس شوري الجماعة الإسلامية، الجدير بالذكر أن اللواء أحمد رأفت كان من أشد المتحمسين لإنجاز ملف المصالحة بين الدولة المصرية والجماعة الإسلامية علي الرغم من أن ملف المصالحة كان السبب في الإطاحة بوزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسي عقب تسرب أنباء هذه الخطوة التي كان يتوسط فيها بين الدولة والجماعة الشيخ الشعراوي وعدد من الرموز الإسلامية، وكان اللواء رأفت يحظي بعلاقات جيدة مع معظم المنتمين لفصائل التيار الإسلامي. كما قام وفد من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يترأسه كل من الأنبا يؤانس والأنبا أرميا والأنبا بطرس سكرتيري البابا شنودة، والقمص سرجيوس سرجيوس وكيل البطريركية المرقسية بالعباسية وعدد من كهنة الكنيسة القبطية، بالعزاء في وفاة اللواء رأفت وتأتي هذه التعزية في أول نشاط لسكرتيري البابا شنودة عقب عودتهم من الولايات المتحدة صباح أمس الأول .
http://dostor.org/politics/egypt/10/august/9/24909