شرح نص عــباد الرحـمــن من 63 : 66

[sara2007]

بسم الله توكلت على الله تعالى


القرآن : هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- لهداية البشرية المتعبد بتلاوته المعجزوالمتحدى بأقصر سورة منه
ومن أسمائه: الكتاب / الفرقان / الذكر/النور/ شفاء ورحمة / هدى .... وكثرة الأسماء تدل على شرف المسمى و كماله
اذا قارنت بين الكفار وعباد الرحمن ونظرت إلى سلوكهم ، لرأيت عبد الرحمن عبداً طاهر القلب ، مستقيم اللسان ، طاهر الجوارح صادقاً ، أميناً ، متواضعاً يحبُّ الخير ، يؤثر الناس على نفسه ، إن كل صفات الخير يجب أن تكون في عباد الرحمن ، وإن صفات الكِبْر والبُعد والجفوة والغلظة والأنانية والقسوة والظلم هي من صفات عباد الشيطان

صفات عباد الرحمن
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً (65) إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً (66)

اللغويات هوناً / برفق ولين سلاما /مسالمة ومسامحة
الجاهلون / السفهاء يبيتون/ يدركون الليل
ساءت /بئست
سجدا وقياما /يصلون صلاة الليل
غراماً /ملازماً وثابتاً
اصرف /ابعد
مستقراومقاما /موضع استقرار وإقامة

الشرح

عباد الرحمن الصالحون يمشون على الأرض في سكينة ووقار وتواضع - من غير تضعف
وإذا خاطبهم الجهلة السفهاء بالأذى أجابوهم بالمعروف من القول, وخاطبوهم خطابًا يَسْلَمون فيه من الأذى، ومن مقابلة الجاهل بجهله لا عن ضعف ولكن عن ترفع ; ولا عن عجز إنما عن استعلاء , و صيانة للوقت والجهد أن ينفقا فيما لا يليق بالرجل
ومن صفاتهم قيام الليل والدعاء الدائم بالنجاة من النار
س : ما صفات عباد الرحمن ؟
1- التواضع وترك التكبر والتفاخر
2- الإعراض عن الجاهلين ورد الإساءة بالإحسان لا بالإساءة والغضب الذي يولد النار ويزيد الاحقاد
3- قيام الليل 4- الدعاء الدائم بالنجاة من النار
س:متى يستحق الإنسان أن يكون عبداً للرحمن ؟ إذا انصاع بقلبه وعقله وحواسه طواعيةً والمحبة تملأ قلبه لأوامر الرحمنونواهيه
س : ما المراد بالعبودية ؟
العبودية أن تكون طائعاً مستسلماً ، راضياً لقسمة الله عزَّ وجل
س :العبودية لله تعالى والطاعة التامة لهعزَّ والعبودية للناس ذل . وضح ذلك ؟
إذا عبدت الله فكل ما عند الله من خيرٍ هو لك من رفعةٍ ، و طمأنينةٍ ، واستقرارٍ ،وسعادةٍ ، إذا كنت عبداً لله فخير سيِّدك لك وإذا كنت عبداً لغيره فخيرُك لسيدك
س:ما المراد ب (هونا )؟
هوناً لا تعني أنه يمشي ببطء وإنما يمشي مشية متواضعة فى سكينة ووقارمشيةً طبيعية ، لا تكلف فيها ولا كبر مشية من يرى أن الله يراقبه /أوأنهم يمشون باتجاه هدفٍ كبير، فلا يندفون فاذا كان الأمر يقربه من الله تعالى قبله
س:ما الذى جعل عباد الرحمن يمشون على الأرض هونا ؟
علمهم بالله ، وخوفهم منه ، ومعرفتهم بأحكامه ، وخشيتهم من عذابه وعقابه
س :من الجاهلون ؟ وما المراد بقوله تعالى (قالوا سلاما) ؟
الجاهلون هم السفهاء الذين لا يزنون الكلام ولا يضعون الكلمة فى موضعها
والسلام هنا ليس من التسليم بل من السلامة من الاذى فلا يكونون مثلهم فى الرد عليهم ويبتعدون عنهم ولا يلوِّثون نفوسهم بمصاحبتهم .
س: متى ترد على عدوان السفبه بمثله ؟
اذا اشتد السفيه سفاهة وطغى عليك وتجبر
مظاهر الجمال﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ ﴾أضافة عباد الى الرحمن تشريفٌلهملأن العبودية لله تعالى والطاعة التامة لهعزَّ والعبودية للناس ذل فينبغي أن يرتقوا إلى مستواها﴿الذين يمشون على الأرض هونا﴾:تعبير يدل على حركتهم ونشاطهم وتفاعلهم مع الآخرين والمضارع يدل على التجدد والاستمرار واستحضار الصورة(هونا) تعبير يدل على التواضع والوقار واستخدام الاسم الموصول (الذين) يدل على معرفة الناس بصفاتهم وشهرتهم بها/ والجملة تفصيل بعد اجمال للتوضيح
اذا : تفيد التحقيق والتأكيد
قالوا سلاما : تعبير يدل على السلامة من الاذى فهو سلام توديع لا تحية مما يدل على الحكمة والتبصر والحلم
(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً) تعبير يكشف عن حالهم فى الليل فهم يصلون ليلا والناس نيام وهذا يدل على اخلاصهم فى العبادة
وخص وقت الليل بالذكر لأن العبادة فيه أخشع ، وأبعد عن الرياءوليست العبادة بالكثرة ، ولكنها بالاخلاص والخشوع والنية الصافية
لِرَبّهِمْ أسلوب قصر بالتقديم يفيدالتوكيد والتخصيصوقدم السجود على القيام لينفى عنهم اباء المستكبرينلأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
( سُجَّدًا وَقِيَامًا ) الحمع بينها فيه تيسير على الناس لأن البعض يصعب عليه السجود وآخرين يسهل عليهم السجود ويصعب عليهم القيام
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً) :تعبير يدل على شدة ايمانهم لأن من علامة المؤمن أنه يخاف من الله عزَّ وجل ويقلق على مكانته عند اللهويتضرع اليه بأن يصرف عنه عذاب جهنم
﴿ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ﴾ تعبير يدل على أن العذاب أبديٌ ملازم لهم
إنها ساءت مستقراً ومقاماً"أسلوب ذم للتحقير / تعليل لما قبلها، والمخصوص محذوف: أي هي،
بين(مستقراً ومقاماً ) ترتيب دقيق لأن المستقرللعصاة فإنهم يخرجون، والمقام للكفار فإنهم يخلدون،

مع تحياتى ا / محمد الصاوى / المنصورة
ت / 0103581261