|
اجتماعيات طالب منتدى خاص بالطلاب لتبادل المعارف والحلول للمشكلات التعليمية والمسابقات والألغاز الهادفة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() التاريخ: الجمعة 01يناير 2010 الموضوع: د.عبد الرزاق مقري | بقلم د. عبد الرزاقمقري "لم يُنجز شيء في هذه الدنيا لم يسبقه طموحُ طامحٍ وأشواقُ منجزٍ، ولايُتصور حياة تَعمُر دون رغبات الوصول وآهات السير على الدروب. ما كانت الدنيا يومالوحة فنية جميلة توهب لمن وُهب، دون قصد القلب وصرير الركب، دون رمق الأعلى وبذلالأغلى واحتمال الصعب.... هذه الدنيا التي لم يقم الله لها وزنا حال الناس لهاكالذي ترى، فكيف بالأخرى، وكل ما فيها نعيم مقيم لم يُر مثله في الورى. " قولمأثور لقد اختلف الناس كثيرا حول مفهوم الطموح وقل فيهم منأدرك بشأنه الحكمة والعدل والوسط. فترى قوما من أهل الجد والجلد تستبد بهم رغباتوصول منفلتة فتدفعهم إلى حال من التسرع و التأزم توصلهم إلى إنجازات متردية وانتكاسات مؤسفة أو ضياع فرص وإضافة أزمات، وأسوء حالهم أن منهم من يهين نفسه ويظلمغيره لتحقيق مقصده. وترى آخرين مستقيمين ومجدين ولكنهم مترددين وغير متبصرين يخشونالإقبال ويخافون الظهور، يحتاطون لدينهم ولكنهم يفرِّطون في حقوق أمتهم، قد يفوزونبالسلامة ولكنهم يضيعون الأجور المضاعفة. وأسوء ما في هؤلاء أن منهم من يصبح سلبيايلوم من سبق وبادر ويحسد من جد واجتهد. وبين هؤلاء وهؤلاء أحوال متعددة وأصنافمتنوعة تصيب تارة في الأمر وتخطيء تارة. • هل الطموحمشروع؟ إن أول شيء يجب الوقوف عنه قبل التفصيل هو الجواب على السؤالالتالي: هل نسلم بشرعية الطموح؟ وهل يوجد طموح مشروع؟ إن كلمة "الطموح المشروع" شاعت كثيرا في أوساط أفراد الحركة الإسلامية وقد استعملها فضيلة الشيخ محفوظ نحناحرحمه الله في فترة من فترات عمره ليشجع الشباب ويدفعهم للبذل والعطاء ويحمِّلهممسؤولية تصحيح نواياهم ويحررهم من وساوس الخوف من السمعة والرياء. ولكن نُقل عنهكذلك أنه قال في آخر عمره: "لقد ندمت كثيرا على استعمال هذه العبارة وودت لو لمأستعملها". إن استعمال الشيخ محفوظ نحناح لكلمة "الطموح المشروع" ثم ندمه على ذلك بعد ذلك يدل على قناعته بشرعية الطموح ابتداء، و لكن باعتبار أنهذه الشرعية لها ضوابط وآداب يجر الظن بعدم احترامها إلى الالتزام بالأحوط صارالشيخ محفوظ لا يحبذ الحديث عن "الطموح المشروع" لِما رأى من تسابق محموم علىالمناصب والمصالح لم تراع فيه مروءة ولا دين ولا مصلحة عامة ولا فضل سابق ولا ودقائم. ولو رأى ما الذي حدث بعده من صراع عار عن كل اختلاف في الفكرة والرؤية، بلمشحون بكل أنواع الطموحات الشخصية، والخلافات التي أضحت لذاكرته وروحه مؤذية، لمااكتفى بالإشارة الخفية، ولما أمهل من طمحوا فأفسدوا وصاروا مثلا سيئا في البرية. غير أنه رغم تحفظات القادة والمربين كأمثال الشيخ محفوظ وغيرهبخصوص ظاهرة الطموح يبقى الطموح سببا رئيسيا لصناعة الحياة إذ لا يُتصور أن يقوم فيهذه الدنيا شيءٌ ذو بال ليس وراءه عزمُ الطامحين الحالمين وقد يستخدم الله تعالىقوما طامحين يخسروا أنفسهم بطموحهم ولكنه سبحانه يحقق بهم إرادته في إقامة الحقونصرة البر، وإننا في موضوعنا هذا نريد أن نجمع الحسنيين فنثبِّت مفهوم الطموحكقيمة إيجابية ولكننا نضع له الضوابط والآداب التي تجعله كذلك. إنه لا حرج أن يطمحالمؤمن في أن يكون له دور أساسي في الحياة وأن يصل إلى أعلى الرتب بل قد يكون فيذلك نبل وشهامة ولكن الحرج والمحذور والمرفوض أن يطلق الإنسان العنان لرغابته فيطمحدون آداب ولا ضوابط فيضر ويضل وقد يهلك نفسه وإن بدا له أنهينفعها. • لا يكون إلا ما يريده الله إن أول الآدابفي باب الطموح ترتبط بالجوانب الإيمانية والعقيدية إذ على من يطمح في إنجاز مايوصله إلى أعلى الرتب أن يعلم بأن ذلك لا يكون إلا بقدر الله وقدره وأنه مهما بذلوكد وتعب لن يتحقق له إلا ما يريده الله فلا داعي لمغالبة ما كُتب في اللوح المحفوظوالذهاب بعيدا في الحرص على المقصود ولو على حساب المحبة والدين الأخوة، وكم كانملهما موفقا الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله حينما جعل لأتباعه جميعا في كلالمستويات التنظيمية وردا يقرؤونه كل يوم إسمه "ورد الرابطة" أي "رابطة الأخوة" يتلون فيه أول ما يتلون قوله تعالى: (( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاءوتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قديرتولج الليل في النهار و تولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت منالحي وترزق من تشاء بغير حساب)) آل عمران 26- 27 وكأنه علم رحمه الله بأن من أعظمما يهدد رابطة الأخوة الصراع على الملك والرئاسة، مهما كان نوع ومستوى هذه الرئاسة،فأراد أن يتذكروا كل اليوم بأن ذلك في غيب الله وبيد الله فلا داعي أن يضيعواأخوتهم في ما لا يملكون فيه من الأمر شيئا. • اجعل للطموحنية والأدب الثاني الذي يجب أن ينتبه له الطامحون هو أن يجعلوا فيطموحهم نية صالحة ترضي ربهم وتعظم أجرهم إذ الله قادر أن يهب الدنيا والآخرة فهوالمالك الواحد الذي لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون، فتصوروا لو أن العالم الغربي "أدسن" مخترع الضوء كان مسلما وكانت له في عمله نية صالحة، كيف يكون مقامه فيالآخرة وقد نور على الناس دنياهم، من أراد أن يكون قائدا ورائدا في أي مجال منالمجالات الدينية والدنيوية، في الفكر و السياسة، أو في العلم و الثقافة، أو فيالعمل الخيري و الدعوي، أو في الاتصال والإعلام، أو في المال والأعمال، أو الجهادوالمقاومة، أو غير ذلك من دروب العمل المتعددة، ما عليه إلا أن ينوي صادقا بأنهيريد بذلك فعل الخير أولا وأنه إنما يريد رفعة شرفٍ في مقامات المجد يُعَزُّ فيهاالدينُ ويُكرم فيها الإنسانُ، ويقوى بها الحق ويسود العدل، فإن أفلح في ما أرادكانت له حسنات جارية لا ينقطع أثرها (( إنا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدمواوآثارهم)) ياسين 12 ولو كانت لقمة يضعها في فم زوجته أو إحسانا يمنحه لولده، وهوبعد ذلك مبارك موفق ببركة النية، حيث النية والتوفيق متلازمان تصعد الأولى من الأرضإلى السماء كما ورد في الحديث الشريف وينزل الثاني على أثرها من السماء إلى الأرض،وإن لم يكن له ما أراد فاز بالأجر الأكيد لأن الله يجازي على النية الصالحة وإن لميتحقق بها عمل وإنجاز. • وكن في ذلك متوكلا إنالعالم بأن الأمر بيد الله يبذل أقصى جهده لتحقيق ما يريد لا يتوانى في ذلك ولايتردد و مع ذلك يعتقد بأن عمله ما هو إلا سبب إلى النجاح أُمر أن يأخذ به، يتميز بهعن الكسالى والقاعدين، وينال به أجر العاملين ولكن لا يغني عنه من الله شيئا، فهوإذ ذاك كالفلاح المؤمن يقلِّب الأرض ويزرع البذر ويعتاد الغرس ثم ينتظر السماء أنتمطر برحمة الله غيثا، وهذا هو الأدب الثالث في باب الطموح أن يكون الطامح متوكلاعلى الله معتمدا عليه موقنا بلطفه وإحسانه محسنا به الظن مرجعا إليه الفضل وفقالقوله تعالى ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) يونس 58 وقوله( ومنيتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا)) الطلاق 2-3وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم( لو أنكم كنتم تتوكلون على الله حق توكلهلرزقتم كما ترزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا)) رواه أحمد والترمذي فيكون بذلك حراوهو يقصد أمره، لا يطمع إلا في ربه ورازقه، عزيزا أمام من جعل الله بيدهم مقصده أوجعلهم حجر عثرة في طريقه لا يخضع و لا يخنع لأحد، إلا ما كان منذ ذلة لمؤمن أولوالدين ينال بها رفعة في دنياه ومنعة في دينه. • دليل التوكل دعاءوتضرع من علم حقا أن حاجته عند الله طلبها منه، فهل رأيت مضطراانقطعت به الأسباب لا يتوجه إلى الله بأخلص الدعاء وأصدق الضراعة بتلقائية تدفعهإليها فطرته قال تعالى: (( وإذا مسكم الضر فإليه تجأرون)) النحل 54 فمن آداب الطموحأن يجعل الطامح العمل والدعاء متلازمان لا يفترقان، يجهد في الدعاء بالتوفيق كمايجهد في العمل لنيل ما يريد، ذاك هو الأدب الرابع، فإن لم يفعل دل ذلك على ضعف عزمهأو اضطراب مقصده، وصدق أحد الصالحين إذ قال: من أعطي الدعاء وفق في العمل. لقد أعدرسول الله صلى الله عليه وسلم العدة كاملة لمواجهة العدو يوم بدر وبعد ذلك رفع يدهللدعاء بإلحاح منقطع النظير وتوسل لم ير له مثيل فأعطاه الله ما يريد وكذلك شأنهسبحانه مع كل من يدعوه فهو القائل: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) غافر 60 • الشكر والرضا قوة وإيمان وفي الأدب الخامس يأتيالشكر على التوفيق والرضا بما قدره الله من تأخير المأمول، فيدل الاتصاف بهما علىتمسك الطامح بآداب الطموح مهما كان الحال والتحول. إن كانت التي يحب زاده ذلكتواضعا وأرجع الفضل لصاحبه الذي هو الله الواحد الديان وشكره على ذلك بالحالواللسان واستعمل ما كسب لمزيد من الإنجاز على طريق البر وفضائل الأعمال، كما فعلالحبيب المصطفى في تلك الصورة الجميلة البديعة الملتصقة في الذهن كأفضل لوحة فنيةفي التاريخ صُورِت لقائدٍ منتصرٍ يدخل الحصونَ المفتوحةَ وهو مطأطئٌ رأسَه علىدابته، ساجدٌ لربه على ما منحه من نصر وتمكين، فيصفحُ ويَمنحُ ويذكّرُ وينصحُ ويوحيللناس بأنه لن يكون من "الخالدين" عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وإنكانت الأخرى رضي بقضاء الله وسلم لأمره وريما راجع نفسه لعله اقترف ما حجب عنهمقصده، أو لعل أوان التوفيق لم يئن بعد لحكمة يعلمها الله، يخفيها عنه إن شاء أويظهرها، فيشعر المتصف بهذه الأوصاف بالطمأنينة والاستقرار ويتجنب الأزمات النفسيةالتي تقضي على كثير من الطامحين والتي تفعل صدماتُها بالمرء أكثر مما تفعله الضرباتالحسية المباشرة، ثم ينطلق صاحب هذه الروح المعنوية العالية والخصائص الإيجابيةالسامية للبحث عن سبل أخرى للنجاح بمقدمات ومخططات وأدوات أخرى غير التي أدت بهللفشل في السابق، ولكن بنفس الشروط الإيمانية الأولى أو ربما أفضل منها، لا يعرفاليأس ولا الملل، وهكذا كان حال رسول صلى الله عليه وسلم في كثير من حالات الشدةومنها حاله بعد هزيمة أحد كيف استطاع أن يستلهم الدروس من الخسارة ثم ينطلق بنفسالجيش المجروح في أحد نحو غزوة حمراء الأسد ليربي الثبات والإصرار في قلوب أصحابهويَُيئّس المشركين في إمكانية تخليه عن رسالته وطموحه مهما كانت الصدمات التيتصيبه. • إنا لا نعطيها لمن سألها أو حرص عليها ليس من سمتنا وأخلاقنا أن يطلب المرء المسؤولية ويحرص عليها، هكذاقالها المصطفى عليه الصلاة والسلام ((إنا والله لا نولي هذا الأمر لمن سأله أو حرصعليه)) فهذه هي القاعدة الأصلية التي عليها منهجنا وطريقنا وهي الأدب السادس منآداب الطموح، وإن كانت ثمة استثناءات تدل عليها نصوص وآراء أخرى لها سياقاتهاوظروفها ليس مجالها في هذا الباب، فإننا نأخذها بالحذر الشديد ونحتاط لها أشدالحيطة إذ آخر ما يخرج من قلوب الصديقين حب الرئاسة كما قال بعض أهل السلوك فلايحتاج الأمر أن نشجع الناس على ما هو متأصل فيهم وما هو سبب في ضياع الوحدة وفسادالأخوة، فإن قيل كيف يستطيع القائد أن يكون قائدا إن لم يكن طامحا للرئاسة فالجوابأن ثمة فرق بين القيادة والرئاسة، فالرئاسة هي منصب في هيكل إداري وقد يكون الرئيسرئيسا ولكنه ليس قائدا، أما القيادة فهي الإمامة التي نص عليها قوله تعالى ((واجعلنا للمتقين إماما)) الفرقان 74 والتي مفادها أن كل مؤمن يستطيع أن يكونإماما وقدوة ودليلا لغيره بلا رئاسة، في أي ظرف أو مكان يكون فيه، أو على أي فنيتميز به، فقد يكون القائد قائدا وهو الرئيس، وهذه الصورة المثلى التي يتحقق بهاالنجاح غالبا، وقد يكون القائد قائدا دون أن يكون رئيسا، يؤثر ويقود ويغير من أيموقع ينطلق منه بواسطة ما يتميز به من علم وسلوك ومهارة وفاعلية. • ارفع مستواك.... لتكون الأجدر بها فإن كانت الرئاسة تتحقق بالتوليةالتي تكون بالغلبة والتآمر أو بالديموقراطية والشورى، أي باختيار العصبة أو الناسالذين قد يصيبون أو يخطئون في الاختيار، فإن القيادة تكون باختيار الفرد ذاته بعدتوفيق الله وتسديده إذ يستطيع الإنسان أن يعد نفسه ليكون قائدا كما بينت أكبرنظريات التنمية البشرية وكما قال قبل ذلك رسولنا الكريم : (( إنما العلم بالتعلموإنما الحلم بالتحلم ومن يتوخ الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه)) رواه الدارقطني وهوحديث حسن. يستطيع كل واحد أن يقرر بأن يكون قائدا وأن يعد نفسه لذلك بالكد والجدحتى يرفع مستواه علما وسلوكا ومهارة وخبرة وفاعلية، دون استعجال ولا حرق للمراحلحتى لا يصيبه ما قاله ابن عطاء الله السكندري رحمه الله (( من تصدر قبل أوانه عوقببهوانه)) فلا يطمح في ما لا يحسنه وفي ما يتفوق فيه عليه غيره، حتى لا يستهجن أهلالفضل والعدل جرأته الحائدة ولا يمقته الناس لجسارته الخاطئة، بل يصبر ويواصلالطريق ويصر على إعداد نفسه حتى يتميز على أقرانه في المجال الذي يريده تميزا واضحايجعل الأعناق تشرئب إليه بلا عناء حيث يكون الأجدر بها إذّاك، وذاك هو الأدب السابعفي باب الطموح إذ يوفر الطامح لنفسه البيئة الصالحة لنجاحه ولنجاح من اختاروه وينالبركة الحديث الشريف الصحيح (( يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإنك إنأعطيتها عن مسألة وكلت إلى نفسك، وإن أعطيتها من غير مسألة أعنت عليها )) فإن شعربتقصير الناس في إدراك فضله وخطئهم في عدم تقديمه فلا يكن عبدا لهم ولا يحرص علىرضاهم بأي ثمن، ولا يشتغل بهم ولا يجعلهم هدفا لسخطه، فيضيع بهم ويضيعون بهم، بليشق طرقا أخرى للبذل والعطاء وسيجد لا محالة سبلا لذلك يحقق بها أسمى طموحاته، لأنهقائد حقيقي قد كسب من الكفاءة والجدارة من قبلُ ما يؤهله لذلك إذ أعد نفسه ليكونإماما للمتقين وقائدا للمسلمين ولم يشترط على الله أن يكون في هذا الموقع أو ذاتفهو السعيد أبدا وهو الموفق أبدا لأن ميثاقه مبرم مع الله خالقه وهو منصفه ومؤيده. • طموح بأخلاق والأدب الثامن الذي يجب أن يتميز بهصاحب الطموح لبلوغ المراتب السامية وتحقيق الإنجازات الكبيرة أن تكون أخلاقهوتصرفاته مع نفسه وتجاه محيطه على سمو طموحه وعلو تطلعاته، والعنوان الأساسي لهذهالأخلاق أن يكون مُؤْثِرا للمصلحة العامة على مصلحته الشخصية مهما كانت التحدياتوالظروف والصعوبات التي تواجهه أثناء سعيه لتحقيق طموحاته وإنجاز أحلامه. إن اللهتعالى لم يمنع على المؤمنين طلب الدنيا والسعي لها بل ثمة من النصوص ما يشجع علىذلك ليكون المسلم قويا نافعا لنفسه ومحيطه ورسالته، ولكنه طلب منه أن يؤْثِر الآخرةعلى الدنيا في الطلب وفي حالة التعارض بينهما. وهو كذلك الحال بين المصلحة العامةوالمصلحة الخاصة فالمجال مفتوح لمن يريد أن يركب المعالي، خصوصا إذا صاحب هذاالمقصد نية صالحة، ولكن لا يبرر هذا الطموح بأي حال من الأحوال أن يدمر الطامح ماحوله ليحقق ما يريد، أو أن يصنع الفراغ المهول على جنباته لكي تُرى مكانته وسطالضعفاء، أو أن يرفع السلم بعد أن يرتقي لكي لا يصل غيره لما وصل إليه، كل هذا منالأخلاق الذميمة التي لا تليق بأصحاب النفوس الكبيرة، ومن يفعل هذا لا محالة منكسةٌأعلامُه في مختتم المطاف ومندثرةُ آثاره في آخر المشوار، مهما حقق ومهما أنجز فيمرحلة الزهو والإقبال. إن الطموح السوي هو الذي يحرص صاحبه على تطبيق قاعدةرابح/رابح التي اكتشفها الغرب في مجال التنمية الإدارية والبشرية بعد أن جربواالدمار الذي تسببه أنانية الطامحين والقادة والمسؤولين على المصلحة العامة، وبعد أنعلموا بالخبرة بأنه لا يتحقق نجاح دائم ولا تنمية مستدامة ولا تطور نافع حتى يعملالطامحون جميعا على تحقيق الربح للجميع، وهؤلاء الذين اكتشفوا هذه القاعدة ربما لايعلمون بأن النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام قد علم هذه الحكمة للناس أجمعين قبلخمسة عشر قرنا حينما قال: (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))البخاري. وكم هي كثيرة القواعد التي علمنا إياها الرسول الكريم عليه من الله أفضل الصلاةوالتسليم ولكننا عنها غافلون حتى أصبح في الطامحين من المسلمين من ينكر الحق ويشهدالزور ويخون العهد ويهد الوحدة وينكر الفضل ويدوس على الأخوة والمروءة والرجولةويرضى بالذلة ويقبل الدنية في دينه وربما يُعرِّض جماعته ووطنه وأمته لكل أنواعالمخاطر إذا كان في ذلك مصلحته وتحقيق مآربه، وهو لا يعلم بأن لا مصلحة خاصة إلا فيظل الحفاظ على المصلحة العامة، ولا معنى لأي طموح شخصي إلا إذا كان في الأخير يصبفي إطار المصلحة العامة، وأن الذي يتنازل عن مصلحته الخاصة لحساب المصلحة العامة – إذا وقع التعارض بينهما - ليس صحيح الإيمان فحسب ولكنه كذلك صاحب عقل راجح يعرف كيفيحافظ على فرصه للنجاح الدائم، له ولكل من حوله، إذ بتوالي النجاح وتعدده بين الناستعظم قيمة كل نجاح .... فما أعظم قيمة الطامح الناجح وسط الناجحين، وما أتفه النجاحالذي يكون بين الفاشلين • الخلاصة هذه هي آداب الطموحالثمانية: ـ أن يؤمن الطامح بأن لا تحقيق لطموحه إلا بقدر الله. ـ أن يجعللطموحه نية صالحة. ـ أن يكون متوكلا على الله في سعيه لطموحه. ـ أن يستعينبالدعاء والتضرع إلى الله لتحقيق طموحه. ـ أن يشكر الله على التوفيق وأن يرضىبقضاء الله إذا تأخر ما يريد. ـ أن لا يطلب المسؤولية ولا يحرص عليها. ـ أنيرفع مستواه لمستوى الطموح الذي يريده. ـ أن يؤثر المصلحة العامة ويتصف بالأخلاقالفاضلة أثناء سعيه فمن استعملها بارك الله طموحه وسدد طريقه ومن غلبتهالنفس الأمارة بالسوء فقصد ذاته واتبع سراب الهوى فلا يلومن إلا نفسه إذ قد أعذر منأنذر والله حسيبنا جميعا نسأله الهداية والتوفيق والسداد. ادعو الجميع لزيارة موضوعتى فى التوقيع
__________________
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123162 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223156 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197794 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223164 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123547 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123163 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197790 |
#2
|
||||
|
||||
![]() ![]() بارك الله فيكِ على الموضوع الرائع بجد
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]()
جميل جدا جزاكم الله كل الخير
|
#4
|
||||
|
||||
![]() ![]()
__________________
![]() |
#5
|
|||
|
|||
![]()
شكرا على المرور
__________________
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123162 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223156 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197794 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223164 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123547 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123163 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197790 |
#6
|
|||
|
|||
![]()
ما شاء الله
بارك الله فيكي وحفظك تقبلى مروري
__________________
![]() |
#7
|
|||
|
|||
![]()
وايكم
شكرا على المرور
__________________
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123162 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223156 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197794 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223164 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123547 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123163 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197790 |
#8
|
|||
|
|||
![]()
بارك الله فيكِ
__________________
لا للتخريب |
#9
|
|||
|
|||
![]()
__________________
http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123162 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223156 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197794 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=223164 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123547 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=123163 http://www.thanwya.com/vb/showthread.php?t=197790 |
#10
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله خيرا
__________________
![]() |
#11
|
||||
|
||||
![]()
ميرسى على الموضوع وأكيد انى استفدت منه
جزاكى الله خيرا تقبلى مرورى |
#12
|
|||
|
|||
![]()
شكرا جزيلا لك
بارك الله فيك |
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|