|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
أسلوب المدح والذم
من الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح ، أو الذم ، أسلوب " نعم وبئس " ، و " حبذا ولا حبذا " ، وغيرها من الأفعال التي تسد مسدها كـ " ساء ، وحسن ، وضعف ، وكبر " وما قام مقامها . أولا ـ أفعال المدح : خصص النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية : 1 ـ نعم : فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح . نحو : نعم الحياة الآخرة . ونعم العمل العبادة . في المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح " نعم " ، والفاعل " الحياة " في المثال الأول ، و " العمل " في المثال الثاني ، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في المثال الأول ، " والعبادة " في المثال الثاني . ومنه قوله تعالى : { ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها }1 . 2 ـ حبذا : فعل جامد خصص لإنشاء المدح ، وهو مركب مع اسم الإشارة " ذا " الذي يعرب فاعلا . نحو : حبذا الأمانة . وحبذا الإخلاص في العمل . حب : فعل المدح ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل ، والإخلاص مخصوص بالمدح . ومنه قول الشاعر : يا حبذا جبل الريان من جبل وحبذا ساكن الريان من كانا ومنه قول كنزة أم شملة وقد جمعت فيه فعلي المدح والذم حبذا ، ولا حبذا : ألا حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هيا ـــــــــــ 1 ـ 30 النحل . ثانيا ـ أفعال الذم : كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية : 1 ـ بئس : فعل جامد وضع لإنشاء الذم . نحو : بئس الخلق الخيانة . وبئس العدو إسرائيل . بئس : فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم . الخلق : فاعل بئس مرفوع بالضمة . الخيانة : مخصوص بالذم ، وسنتعرض لإعرابه في موضعه . ومنه قوله تعالى : { وبئس الرفد المرفود }1 . 2 ـ لا حبذا : فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل " حب " ، وذا اسم الإشارة فاعله . نحو : لا حبذا الإسراف . ولا حبذا الكذب . لا حب : فعل الذم ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله ، والكذب مخصوص بالذم . ومنه قول الشاعر ، وقد جمع بيت فعلي المدح والذم : ألا حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذل 3 ـ من الأفعال التي تلحق بئس ، ولا حبذا ، الفعل " ساء " ، وهو جامد لإنشاء الذم . نحو قوله تعالى : { فساء مطر المنذرين }2 . وقوله تعالى : { فساء صباح المنذرين }3 . والمخصوص بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى : مطرهم ، وفي الثانية : صباحهم . ثالثا ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة على المدح ، أو الذم غير التي ذكرنا آنفا ، وهي كل فعل ثلاثي على وزن " فَعُلَ " بفتح الفاء ، وضم العين . مثل : حَسُن ، وضعف ، وكبر ، وشرف ، وقبح ، وخبث ، وغرها . ـــــــــــ 1 ـ 100 هود . 2 ـ 173 الشعراء . 3 ـ 177 الصافات . نحو قوله تعالى : { وحسن أولئك رفيقا }1 . وقوله تعالى : { ضعف الطالب والمطلوب }2 . وقوله تعالى : { كبرت كلمة تخرج من أفواههم }3 . وقوله تعالى : { كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تعلمون }4 . ونحو : شرف الصديق عليّ . ونحو : قبح الرجل أبو لهب . ونحو : خبثت المرأةُ حمالةُ الحطب . فاعل نعم وبئس : لفاعل نعم وبئس أربع حالات هي : 1 ـ أ يكون معرفا بـ " أل " : نحو : نعم الصديق الكتاب . ومنه قوله تعالى : وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل }5 . وقوله تعالى : { نعم المولى ونعم النصير }6 . وقوله تعالى : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون }7 . ومنه قول الشاعر : نعم الفتى المريّ أنت إذا هم حضروا لدى الحجرات نارَ الموقد فالوكيل ، والمولى ، والنصير ، والفتى ، جميها أفعال نعم معرفة بأل . ومثال فاعل بئس : بئس القول الكذب . ومنه قوله تعالى : { وبئس المصير }8 . وقوله تعالى : { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان }9 . ـــــــــــ 1 ـ 68 النساء . 2 ـ 73 الحج . 3 ـ 5 الكهف . 4 ـ 3 الصف . 5 ـ 173 آل عمران . 6 ـ 40 الأنفال . 7 ـ 48 الذاريات . 8 ـ 126 البقرة . 9 ـ 11 الحجرات . ومنه قول الشاعر : والتغلبيون بئس الفحل فحلهم فحلا وأمهم زلاّء منطيق فالمصير ، والاسم ، والفحل ، أفعال بئس معرفة بأل . 2 ـ أن يكون مضافا إلى المعرف بأل : نحو : نعم عمل الطالب الاجتهاد . فعمل : فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بأل . ومنه قوله تعالى : { ونعم أجر العاملين }1 . ومنه قول الشاعر : نعمت جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة ومنه قوله تعالى : { وبئس مثوى الظالمين }2 . 3 ـ أن يكون ضميرا مميزا بنكرة ، أو بـ " ما " النكرة التامة بمعنى " شيء " نحو : نعم صديقا المخلص . وبئس خلقا الأنانية . ونحو : نعم ما محمد . أو : نعمّا محمد . بدغام ميم " نعم " في ميم " ما " . ففاعل نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة ، تقديره : هو صديقا . ومنه قول الشاعر : نعم امرءا هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع لها وزرا الشاهد : نعم امرءا هرم ، حيث جاء فاعل نعم ضمير مستتر تقديره : هو ، والتمييز : امرءا ، وهرم مخصوص بالمدح . ومنه قوله تعالى : إنها ساءت مستقرا ومقاما }3 . وفي المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرا مستترا ، ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء ، والتقدير : نعم هو شيئا . 4 ـ أن يكون " ما " ، أو " من " الموصولتين : ـــــــــــ 1 ـ 136 آل عمران . 2 ـ 151 آل عمران . 3 ـ 66 الفرقان . نحو : نعم ما قدمتَ الصدقةُ . وبئس من يسيء إلى وطنه مروج المخدرات . فما ، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة ، وقع كل منهما فاعلا لنعم في المثال الأول ، وفاعلا لبئس في المثال الثاني . ومنه قوله تعالى : { إن الله نعما يعظكم به }1 . وقوله تعالى : { لبئس ما كانوا يصنعون }2 . إعراب المخصوص بالمدح أو الذم : 1 ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله . نحو : نعم الخبر السار . وفي هذا التركيب للمخصوص وجهان من الإعراب : أ ـ السار : مبتدأ مرفوع ، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم . ب ـ أو يعرب خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو السار . 2 ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل . نحو : محمد نعم الصديق . محمد : مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر . أما إعراب : حبذا الإخلاص ، ولا حبذا الكسل . فهو على النحو التالي . حب : فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح . ذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل . الإخلاص : مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر . ولتركيب لا حبذا نفس الإعراب ، غير أن " لا " تفيد النفي . ـــــــــــــ 1 ـ 58 النساء . 2 ـ 63 المائدة . تنبيهات وفوائد : 1 ـ قد يأتي فاعل نعم ، أو بئس مضافا إلى المضاف للمعرف بأل . نحو : نعم حارس كرة القدم إبراهيم . ومنه قول الشاعر : فنعم ابن أخت القوم غير كاذب زهيرٌ حسام مفرد من حمائل وقد يضاف إلى نكرة . نحو : نعم رجل فضل خالد . 2 ـ الأصل في فاعل نعم ، أو بئس إذا كان مميزا بنكرة أن يكون ضميرا مستتر ، غير أنه يجوز أن يكون اسما ظاهرا . نحو : نعم القائد قائدا خالد بن الوليد . نعم : فعل المدح ، القائد : فاعل نعم مرفوع ، قائدا : تمييز منصوب بالفتحة . خالد مخصوص بالمدح مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو خالد ، ابن : بدل مرفوع ، وهو مضاف ، الوليد مضاف إليه مجرور . ومنه قول الشاعر : نعم الفتاة فتاةً هندُ لو بذلت رد التحية نطقا أو بإيماءِ 3 ـ ذكرنا سابقا أن فاعل نعم أو بئس يكون " ما " الموصولة ، ونستدل على ذلك من الفعل الواقع بعدها ، والذي يكون مع جملته لا محل له من الإعراب صلة ما . نحو : نعم ما يؤديه المؤمن الصلاة في أوقاتها . فما موصولة ، وهي فاعل نعم ، ويلاحظ أنها جاءت متلوة بفعل ، والفعل وما في حيزه لا محل له من الإعراب ، كما ذكرنا سابقا . غير أنه لا يشترط بمجيء الفعل بعدها أن تكون موصولة ، فقد يتلوها الفعل ، وتكون نكرة موصوفة ، وتعرب عندئذ تمييزا ، وفاعل نعم ، أو بئس ضمير مستتر . نحو : نعم ما حثهم على العمل النصح السديد . وقد تكون أيضا في هذا الموضع كافة لا عمل لها ، وهي تشبه " ما " المتصلة ببعض الأفعال التي ركبت معها على صورة معينة لا تفارقها . مثل : قلما ، وطالما . وفي هذه الحالة لا تحتاج نعم ، أو بئس إلى فاعل ، أو مخصوص ، وتكون " ما " حرفا مصدريا . نحو : نعما يقوم به العامل المخلص . 4 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم ، أو بئس متلوة بمفرد سواء أكان اسما ، أم ضميرا . نحو : بئس ما عملٌ بلا نتائج مجدية . ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }1 . ففي المثال الأول تكون " ما " نكرة تامة ، وتعرب تمييزا ، وهي مركبة مع الفعل تركيب " حبذا " ، وفاعل نعم ، أو بئس ضمير مستتر ، والمخصوص بالمدح ، أو الذم الاسم الذي يليها وهو " عمل " . والتقدير : بئس الشيء عمل . وفي المثال الثاني تكون "ما " معرفة تامة ، وتعرب فاعلا ، والمخصوص " هي " . والمعنى : نعم الشيء هي . وعندما نعتبر " ما " نكرة تامة تكون بمعنى " شيء " ، وعندما تكون معرفة تامة تكون بمعنى " الشيء " . وفي الحالتين لا تحتاج إلى صلة . 5 ـ وقد تأتي " ما " بعد نعم ، أو بئس غير متلوة بشيء ، فتكون في هذه الحالة معرفة تامة أيضا ، وتعرب فاعلا ، لنعم ، أو بئس ، والمخصوص محذوف . نحو : فاز المتسابقون فوزا نعما . فـ " ما " في المثال السابق معرفة تامة ، في محل رفع فاعل ، ومخصوص نعم محذوف ، والتقدير : نعم الشيء الفوز . وقد تكون " ما " في المثال السابق نكرة تامة ، وتعرب عندئذ تمييزا ، وفاعل نعم ومخصوصها محذوفان . ـــــــــــ 1 ـ 271 البقرة . نحو : فاز المتسابقون فوزا عظيما . والتقدير : نعم هو شيئا الفوز . 6 ـ تأتي " ما " نكرة تامة متلوة بجملة فعلية . نحو : نعما يوصيكم به . فما نكرة في محل نصب تمييز ، موصوفة بالجملة الفعلية بعدها ، ومخصوص نعم محذوف ، والتقدير : نعم شيئا يوصيكم به ذلك القول . وجاز أن تكون " ما " فاعلا ، والجملة بعدها صفة لمخصوص محذوف . والتقدير : يوصيكم به نعم الشيءُ شيءٌ . 7 ـ أرى من الأفضل في " ما " أن تكون نكرة تامة في كل الحالات في محل نصب على التمييز ، ولا داعي لتشتيت الذهن ، وجعلها مرة نكرة تامة ، وأخرى معرفة تامة ، وثالثة موصوله ، فإذا جاء بعدها جملة كما مر معنا أعربت الجملة صفة لها . 8 ـ قد يحذف المخصوص فهم من سياق المعنى . نحو قوله تعالى : { نعم العبد إنه أواب }1 . فحذف المخصوص " أيوب " لدلالة سياق الكلام عليه في أول القصة . ومنه قوله تعالى : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون }2 . والتقدير : نعم الماهدون نحن . وقوله تعالى : { فنعم عقبى الدار }3 . والتقدير : عقباهم . ــــــــــــ 1 ـ 30 ص . 2 ـ 48 الذاريات . 3 ـ 24 الرعد .
__________________
(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2 |
العلامات المرجعية |
|
|