سترحل غدا

[صفاء ابراهيم]

سترحل غدا
ستتركنى وحدى للصقيع وللشتاء
يا صديق العمر أتدرى كيف غدًا أكون
الكل حولى يضحكون ويمرحون
أما أنا
سأظل وحدى
مع الأشواق والشجون
قد كنت أعرف أننى يوما
ستتركنى وترحل للبعيد
أتظن أنى أقوى على رحيلك
هيهات
ماذا يفيد لى القصيد
آه منك ومن قلب عنيد
سترحل وتتركنى وحدى
اقتات الأسى
ويظل دمعى فى احتباس
عندما يأتى المسا
كيف سيحتمل قلبى
وقد زاد الحنين به واكتسى
كيف لى أن أبحر
بقارب حياتى
فى بحار لا شطوط لها ولا مرسى
تمضى وحدك ..وأنا هنا كالغريق
لا صاحب ..لا حبيب..لا رفيق
رحل عنى الخير رحل المطر
ماذا عساى فاعلة إذا
الشتاء انتظر
والحنين فى قلبى قد انتصر
قد كنت يوما ملاذى إذا عاندنى القدر
كنت أحمل لك همى وخوفى والعناء
وتسبقنى خطاى إلى هنا
تضم يداك مخاوفى وكل الشقاء
الآن تاهت خطاى ودربى فى الزحام
وحارت دموعى فى المسير
تمضى وتتركنى وحيدة هاهنا
غدى بحزنه لى يلوح
ويظل يخفق متعباً ذاك الجريح
أتراك تأتى كالصباح
لتنير عشى؟
غدًا ستسألنى حروفى عنك
وعن ليلى الطويل
ستسألنى أوراقى البيضاء
عندما يأتى الأصيل
سأقول
سافر حبيبى كالمساء
وبقيت هنا للصقيع وللشتاء
أخشى حبيبى إن طال السفر
أخشى إن جاء المساء
وأظل أرقبك أرقب وحدي القمر
خوفى من الخريف إذا جاء
ورحلت أنت مع المطر
عد حبيبى ..
عد.. مع حبات المطر