اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2011, 10:35 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي شبهات القرآنيين حول السنة النبوية

شبهات القرآنيين حول السنة النبوية


إعداد :
أ.د. محمود محمد مزروعة


المقدمة


الحمد لله رب العالمين –والصلاة والسلام على رحمة الله إلى العالمين ، وعلى إخوانه وآله وأصحابه والتابعين.

أما بعد؛
فلقد بعث الله – سبحانه وتعالى – محمداًe على فترة من الرسل ، وأنزل عليه القرآن الكريم ، فختم الله – تعالى- به الرسل ، وختم برسالته الرسالات ، وختم بكتابه الكتب ، وجعله مصدقاً لما بين يديه منها ومهيمناً عليها .
وقد جاء القرآن المجيد مشتملاً على الدين كله ، بعضه مفصل والكثير منه مجمل . وقد وكل الله - تعالى – تبيين الكتاب المجيد ، وتفصيله إلى رسوله محمد e ، ومن ثم ، جاءت سنة رسول اللهe مبينة لما أبهم ومفصلة لما أجمل . يقول الله -عز وجل- :}وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون {(النحل :44)
ولما كان الكتاب المجيد بحاجة إلى السنة تبينه وتفصله ، فقد كانت السنة من وحي الله –تعالى- إلى نبيه -e - حتى يكون المبيِّن والمبيَّن من مصدر واحد ، وعلى مستوى واحد ، وحاشا الله –تعالى – أن ينزل الكتاب وحيا ، ثم يترك بيان مافيه لبشر بعيداً عن الوحي . فإن المبيِّن له نفس أهمية المبيَّن من حيث هو وسيلة الانتفاع به ، وسبيل العمل بمقتضاه ، من ذلك كان القرآن المجيد والسنة النبوية المطهرة يصدران من مشكاة واحدة ، مشكاة الوحي الإلهي المعصوم . يقول الله –عز وجل- عن رسوله-e- : }وما ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى {(النجم :3-4)
ومنذ جاءت الرسالة الخاتمة وأعداء الله لها بالمرصاد . وقد اتخذت العداوة لله ورسوله ولدينه صورا مختلفة ، وتلبست أشكالاً عديدة . ونحن نستطيع أن نجمل هذه الصور والأشكال في نوعين اثنين . الأول ؛ أعداء للإسلام أعلنوا عداءهم في وضوح ، ونابذوا المسلمين في جلاء .من أمثال الصليبيين والشيوعيين والعلمانيين وأصناف الملاحدة بعامة ، الذين أعلنوا عن إلحادهم، وهؤلاء ضررهم قليل ، وخطرهم معروف ، لأن عداءهم معلن ، وكفرهم سافر ، فالمسلمون منهم على حذر ، ومن كيدهم ومكرهم على ترقب وتوجس . أما النوع الثاني ؛ فهم المنافقون الذين يظهرون غير ما يبطنون ، يتدثرون بعباءة الإسلام ، ويصطنعون الحرص عليه ، والدعوة إليه والعمل على وحدة الأمة ، وبينما يعلنون ذلك يسعون إلى تحقيق أغراضهم الخبيثة من القضاء على الإسلام عن طريق التشكيك في مصادره الموحى بها من عند الله –عز وجل –وبخاصة السنة النبوية المطهرة . وذلك بإثارة الشبهات ضد سنة رسول الله -e-، والزعم بأنها ليست من الدين ، ولاصلة لها بالتشريع الإسلامي، ويزعمون أن القرآن هو المصدر الوحيد للشريعة الإسلامية .
وهذه الدعوى قديمة ، والعداء لرسول الله -e- ولسنته موروث . لكن الجديد هو هذه الفئة من أعداء الله ورسوله والمسلمين ، منكري سنة رسول الله -e-التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل العشرين الميلادي في بلاد الهند ، ثم انتقلت إلى باكستان بعد استقلالها عن الهند ، وما تزال . وأعجب أمر هؤلاء أنهم يُنْسَبون إلى القرآن المجيد ، فهم يحبون أن يسموا أنفسهم "القرآنيون " نسبة إلى القرآن كتاب الله المجيد ظلماً وزورا . وقد اختاروا هذه النسبة إيهاماً للناس بأنهم ملتزمون بكتاب الله القرآن . هذا من جانب ومن جانب آخر يشيرون من طرف خفي إلى أن غيرهم من المسلمين الذين يؤمنون بسنة رسول الله -e- ويعملون بها ليسوا قرآنيين ، وأنهم اشتغلوا بالسنة وتركوا القرآن ،-وأيضاً- حتى يجنبوا أنفسهم المؤاخذة ، ويقطعوا سبل الاعتراض عليهم ، لأنه من ذا الذي يعترض على طائفة أعلنت أنها تنتسب إلى القرآن وتتمسك به ؟.
وليس من المستغرب وجود مثل هذه الطائفة ، فأعداء الإسلام كُثُر ، ومنكرو السنة مضت بهم القرون جيلاً بعد جيل ، وقد أخبر عنهم رسول الله -e-فعن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله -e- قال (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول : عليكم بهذا القرآن ، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا وإن ماحرم رسول الله مثل ماحرم الله )( ) لكن الغريب من هؤلاء هي تلك الشبهات التي أثاروها ضد سنة رسول الله -e- ، والتي يزعمون أنها أدلة على أن السنة ليست من الدين ، ولا الدين منها وقد ملأوا بها مؤلفاتهم –وهي في جملتها أوردية-. وندواتهم ومناظراتهم مع الآخرين .. وقد كان لنا حظ من تلك المناظرات على مدى ثلاث جلسات بيننا وبين "البرويزيين" بمدينة"كراتشي "في عام 1983م . وذلك أثناء عملي أستاذاً بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد بباكستان ..
وشبهاتهم هذه المزعومة هي محل الغاية في هذا البحث الموجز الذي عقدناه لمناقشة هذه الشبهات والرد عليها .
نسأل الله –سبحانه- التوفيق والسداد والمعونة والاحتساب ، إنه –سبحانه- ولي ذلك والقادر عيه .

المبحث الأول التعريف بالسنة النبوية


أولاً : السنة في اللغة، هي : الطريقة، وهي السيرة حميدة كانت أو غير حميدة. ومن ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : " من سنّ سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة "( ).. وسنة الله - تعالى - في خلقه : حكمه - سبحانه - في خلقه، وما عودهم عليه( ). وذلك كقولهم : سنة الله في خلقه أن يمهل العاصي لعلّه يتوب ويرجع.

ثانياً : السنة في الاصطلاح : يختلف معنى السنة في الاصطلاح حسب تخصص المصطلحين وأهدافهم واهتماماتهم. فهناك المحدِّثون، وهناك الأصوليون، وهناك الفقهاء.
أما علماء الحديث أو المحدِّثون فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الإمام الهادي، النبي الرسول، الذي أخبرنا ربنا - سبحانه وتعالى - أنه أسوتنا وقدوتنا، ومن ثم فقد نقلوا كل ما يتصل به - صلى الله عليه وسلم - من أقوال وأفعال وتقريرات، سواء أثبت ذلك حكما شرعياً أم لم يثبت. كما نقلوا عنه - عليه الصلاة والسلام - أخباره وشمائله وقصصه وصفاته خَلْقاً وخُلُقاً. وهذا ما التأمت عليه كتب الحديث، وأنتجته مجهودات المحدثين. ومن هنا فقد عرفوا السنة بأنها : " كل ما أثر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها ".
وأما علماء الأصول، فإنما يبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشرع الذي يضع القواعد، ويوضح الطريق أمام المجتهدين من بعده، ويبين للناس دستور الحياة، فاهتموا من السنة بأقوال النبي - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته التي تستقي منها الأحكام على أفعال العباد من حيث الوجوب والحرمة والإباحة، وغير ذلك .. ولذلك عرفوا السنة بأنها : ((ما نقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير ". مثال القول ؛ قوله – عليه الصلاة والسلام : - ( إنما الأعمال بالنيات ) ( ). ومثال الفعل، ما نقل إلينا من فعله – صلى الله عليه وسلم – في الصلوات من وقتها وهيئتها. ومناسك الحج وغير ذلك. ومثال التقرير ؛ إقراره - عليه الصلاة والسلام - لاجتهاد الصحابة في أمر صلاة العصر في غزوة بني قريظة حيث قال لهم : ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ) ( )، ففهم بعضهم النهي على ظاهره فأخَّر الصلاة فلم يصلِّها حتى فات وقتها، وفهم بعضهم أن المقصود حث الصحابة على الإسراع، فصلوها في وقتها قبل الوصول إلى بني قريظة. وبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما فعل الفريقان فأقرهما جميعا( ).
وأما علماء الفقه فيبحثون في السنة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا تخرج أقواله وأفعاله عن الدلالة على حكم من الأحكام الشرعية. ومن هنا كانت السنة عندهم هي : " ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - أمراً غير جازم". أو " ما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من غير افتراض ولا وجوب". أو " ما في فعله ثواب، وفي تركه ملامة وعتاب لا عقاب ". وهي تقابل الواجب وغيره من الأحكام الخمسة لدى الفقهاء .. وقد تطلق السنة عندهم على ما يقابل البدعة، فيقال : فلان على سنة إذا كان يعمل على وفق ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ويقال : فلان على بدعة، إذا عمل على خلاف ذلك. ويطلق لفظ السنة عندهم - كذلك - على ما عمل عليه الصحابة - رضوان الله عليهم - وجد ذلك في القرآن المجيد أو لم يوجد، لكونه اتباعاً لسنة ثبتت عندهم، لم تنقل إلينا، أو اجتهاداً مجتمعاً عليه منهم أو من خلفائهم. لقوله - صلى الله عليه وسلم : - " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ"( )( ).
هذه معاني السنة، أو تعريفاتها والمراد بها في مصطلح العلماء، وقد تبين لنا أن علماء كل فن أو علم من العلوم لهم اهتمام وعمل في السنة يتناسب مع اهتمامهم، ويحقق ما يهدفون إليه في علومهم، دون أن تتعارض هذه العلوم، فالحق أنها كلها في خدمة السنة النبوية وتيسير التعرف عليها والعمل بها، ومن أشرف أهداف القائمين على هذه العلوم هو جمع السنة النبوية وتمحيصها، وتنقيتها مما قد يكون دخيلاً عليها، ثم الدفاع عنها ضد الشاغبين عليها، المعارضين لها، الساعين إلى طرحها والاقتصار في التشريع الإسلامي على مصدر واحد هو القرآن العظيم.
وإذا كنا قد أشرنا إلى عدد من تعريفات العلماء للسنة النبوية الشريفة، فإن التعريف الذي يتوافق مع بحثنا هذا إنما هو تعريف الأصوليين تحديداً، لأنهم الذين يعنون - بالدرجة الأولى - ببيان حجية السنة، ومكانتها من التشريع، وسوق الأدلة على ذلك. وإن كان المحدثون والفقهاء لم يحرموا أجر البحث في هذه الجوانب، ولم يقصروا في بذل المجهود في سبيلها.


المبحث الثاني

مكانة السنة النبوية من التشريع وأدلة حجيتها

أولاً : مكانة السنة النبوية الشريفة من التشريع

إن السنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وهذه حقيقة لا يعارضها أو يشغب عليها إلا شقي معاد لله ولرسوله وللمؤمنين، مخالف لما أجمعت عليه الأمة سلفاً وخلفاً وحتى قيام الساعة - بحول الله تعالى.
ذلكم أن المقرر لدى الأمة المسلمة أن الوحي المنزل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - من قبل الله - سبحانه - نوعان : الأول : هو القرآن العظيم، كلام الله سبحانه - المنزل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه، غير مخلوق، المتعبد بتلاوته، المعجز للخلق، المتحدي بأقصر سورة منه، المحفوظ من الله - تعالى - أن يناله التحريف، المجموع بين دفتي المصحف الشريف .. أما النوع الثاني من الوحي : فهو السنة النبوية المطهرة بأقسامها القولية والفعلية والتقريرية، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - هي من وحي الله - عز وجل - إلى رسوله- صلى الله عليه وسلم - باتفاق الأمة المسلمة، وذلك لما قام الدليل من كتاب الله - تعالى - على ذلك في آيات كثيرة، ثم لما صرحت به السنة النبوية، ثم لما أجمع عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم إلى يوم الدين - بحول الله تعالى.
وإذا كان الشاغبون على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزعمون أنهم يستمسكون بالقرآن المجيد مكتفين به عن السنة ؛ فلنذكر بعض ما جاء به القرآن الكريم من الآيات البينات التي تشهد وتصرح بأن السنة وحي من عند الله - سبحانه- إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - ثم الآيات التي تصرح بوجوب طاعته- صلى الله عليه وسلم - ووجوب حبه، ووجوب اتباعه، ووجوب الاحتكام إليه والتسليم له في كل ما يحكم به، لنا كان الحكم أو علينا، إلى غير ذلك.
فمن الآيات القرآنية التي تدل على أن السنة وحي قول الله - عز وجل -:] وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم : 3 - 4) وهذه الآية نص قاطع في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي بشيء من عنده، وأن كل ما ينطق به في مجال التشريع إنما هو وحيٌ من عند الله - تعالى -، سواء كان وحياً من النوع الأول وهو القرآن، أو من النوع الثاني وهو السنة النبوية.
ومن ذلك - أيضاً - قوله - تبارك وتعالى - ] لقد مَنَّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين [ (آل عمران: 164). وهذه الآية الكريمة لعلها استجابة من الله- تعالى - للدعاء الذي توجه به إبراهيم وإسماعيل - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - إليه - تعالى - حين كانا يرفعان القواعد من البيت.
وهذا الدعاء ذكره الله في القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى : ] وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم[( البقرة: 127 - 129). فهذا الدعاء من إبراهيم وإسماعيل - على نبينا وعليهما الصلاة والسلام - لقي القبول عند الله - سبحانه - فكان من قدره - عز وجل - أن جعل من ذريتهما تلك الأمة المسلمة التي هي خير أمة أخرجت للناس، ثم بعث فيها رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة.
وقد ذهب أهل العلم والتحقيق إلى أن المراد بالحكمة إنما هو : السنّة النبوية، فإن الله - تعالى - قد مَنَّ على المؤمنين بإرسال الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي جعل رأس رسالته أن يعلم أمته المؤمنة شيئين : الكتاب والحكمة. ولا يجوز أن تكون الحكمة هي الكتاب، فإنها معطوفة عليه، والعطف يقتضي المغايرة، ولا يجوز أن تكون شيئاً آخر غير السنة، فإنها عطفت على الكتاب، فهي من جنسه في المصدر والغاية. وقد منَّ الله - تعالى - بهما على المؤمنين، ولا يمنّ الله - تعالى - إلا بما هو حق وصدق، فالحكمة حق كما أن القرآن حق. وهذه الآية واضحة الدلالة على أن السنة من وحي الله - تعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
يقول الشافعي - رحمه الله تعالى : " فذكر الله الكتاب وهو القرآن، وذكر الحكمة، فسمعت مَن أرضى مِن أهل العلم بالقرآن يقول : الحكمة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا يشبه ما قال - والله أعلم - لأن القرآن ذُكر، وأُتْبِعَتْه الحكمة، وذكر الله منَّه على الخلق بتعليمهم الكتاب والحكمة، فلم يجز - والله أعلم - أن يقال الحكمة هنا إلا سنّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك أنها مقرونة بالكتاب، وأن الله افترض طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحتم على الناس اتباع أمره، فلا يجوز أن يقال لقول فرض إلا لكتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم .... "( ).
ومن الآيات التي تقطع بأن السنة وحي من عند الله - تعالى - وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق فيما يتصل بالتشريع إلا بما يوحي الله - تعالى - إليه، قوله - سبحانه - في شأن رسوله - صلى الله عليه وسلم: ] ولو تقوّل علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحد عنه حاجزين[ (الحاقة:44-47 ).
فهذه الآيات تدل بوضوح شديد على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول شيئاً - فيما يتصل بالدين - إلا بما يوحي إليه الله به - وكذلك لا يفعل، فإن القول أعم من الفعل ودليله - ولو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال شيئاً في الدين لم يوح الله - تعالى - به إليه، لأهلكه الله - تعالى - وما من أحد بقادر على أن يمنع الله - سبحانه - من إهلاكه آنئذ، وهذا وعيد من الله - تعالى - ووعد، وعيد لنبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يتقول عليه ما لم يوح به إليه - وحاشاه - صلى الله عليه وسلم - أن يفعل ذلك - ووعد للمؤمنين بأنه - تعالى - حافظٌ دينَه من أن يدخل إليه أو يختلط به ما ليس منه على لسان نبيه، وهذه الآيات تعد - في الوقت ذاته - أمراً من الله - تعالى - جازماً لأمته أن يؤمنوا ويوقنوا ويسلموا لكل ما يأتيهم به النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث إن الله - عز وجل- ضمن لهم أن نبيه لن يتقول عليهم، وأن كل ما ينطق به النبي قولاً، أو يأتيه فعلاً. إنما هو من وحي الله - تعالى - إليه .. يقول العلماء : لقد أخبر الله - عز وجل - بأن رسوله - صلى الله عليه وسلم - لو تقول في الدين قولاً لم يوح - الله تعالى - به إليه لأهلكه الله - سبحانه - وحيث إن الله - تعالى - لم يهلك نبيه، فلم يأخذ منه باليمين، ولم يقطع منه الوتين - نياط القلب - بل سانده وأعانه، وأيده ونصره، وأظهره على أعدائه هو وأصحابه الذين آمنوا به واتبعوه، فإن ذلك دليل قاطع على أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقل أو يفعل أو يقر شيئاً إلا بوحي من الله - سبحانه وتعالى-( ).
ومن الآيات التي تدل على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول أو يفعل شيئاً في الدين إلا بوحي من عند الله - عز وجل - قول الله - سبحانه - مخبراً عن رسوله-صلى الله عليه وسلم-:]الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم { (الأعراف:157 ).
فالآية أسندت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإحلال الحلال، وتحريم الحرام إليه- صلى الله عليه وسلم - مباشرة دون أن تقيد ذلك بكونه قرآناً أو سنة، والإطلاق العام هنا يشمل جميع ما يحله ويحرمه - صلى الله عليه وسلم - أعم من أن يكون ذلك بالقرآن أو بالسنة، فبان من ذلك أن ما يحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وما يحرم بسنته هو مثل ما يحرم بقرآن الله - تعالى - كلاهما وحي من عند الله - سبحانه -.
ومن الآيات التي تدل على أن السنة وحي من عند الله - سبحانه - وتنص على أن ما يحرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسنته مثل ما يحرم بالكتاب المجيد، كلاهما من عند الله - تعالى - قول الله - عز وجل - : ] قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون [ (التوبة:29 ). فهذه الآية الكريمة ذكرت نوعين من المحرمات، ما حرم الله - تعالى- وما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجمعت بين الأمرين في جملة واحدة عاطفة ما حرم رسول الله على ما حرم الله، وذلك يدل بوضوح على أمرين، الأول : أن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو مثل ما حرم الله، وأن الأمرين على منزلة واحدة من حجية التشريع وحكمه، وأن ما شرع الله - تعالى - في كتابه هو مثل ما شرع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سنته.. الثاني : أن ما حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته هو وحي من عند الله - تعالى - كمثل ما حرم الله - تعالى - في كتابه، فكلا التشريعين وحي من عند الله - سبحانه -.
ولعل ما ذكرناه كاف في بيان ما قصدنا إليه من الاستدلال بآيات القرآن المجيد على أن السنة وحي من عند الله - تعالى - كما أن القرآن وحي، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى. ومن ثم ننتقل إلى ما يترتب على أن السنة وحي من عند لله -تعالى-، نقصد الآيات القرآنية التي توجب وتأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتجعل طاعته - صلى الله عليه وسلم - فيما يأمر وما ينهى فيصلا بين الإيمان والكفر، والنجاة والهلاك. قد قلنا إن ذلك مرتب على ما سبق بيانه في الفقرة السابقة من أن السنة وحي من عند الله - تعالى - إذ لو لم تكن كذلك، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينطق عن الهوى - حاشاه - لما أمرنا الله - تعالى - باتباعه وطاعته في كل ما يأمر وما ينهي، كما سيبين لنا من الآيات الدالة على ذلك - بحول الله تعالى -. وإن الناظر في كتاب الله المجيد يراه قد أمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آيات كثيرة وبصيغ متنوعة عديدة.
من هذه الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما هو قاعدة عامة في رسل الله أجمعين، وخاتمهم محمد - صلوات الله على نبينا وعليهم - وذلك قول الله - عز وجل : ] وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله [ (النساء:64 ).
فثمرة إرسال الرسل - صلوات الله عليهم أجمعين - إنما تنحصر في أن يطاعوا، وطاعتهم إنما هي بإذن الله سبحانه - وأمره، فالشاغب عليهم، التارك لسنتهم، الرافض لأوامرهم ونواهيهم، إنما هو محارب لله - سبحانه - ناقض لإذنه، فاسق عن أمره.
ومن ذلك ما هو قاعدة لرسولنا - صلى الله عليه وسلم - شاملة لكل ما يأخذ وما يدع، وما يأمر ومـا ينهى.
وذلك قـول الله – عز وجل - ]وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب [ (الحشر:7 ).
فهذه الآية تأمر المؤمنين بأن يأخذوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل ما يأتيهم به، يستوي في ذلك ما كان قرآناً أو سنة، وكذلك أن ينتهوا عن كل ما نهاهم عنه، ثم توعدت المخالفين لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعقاب الشديد.
ومن الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء فيها الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقروناً بطاعة الله - سبحانه - مع تكرار فعل " أطيعوا ". ومن ذلك قول الله - عز وجل : ]يـا أيـها الذين آمـنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ (محمد:33).
ومن ذلك ما جاء فيه الأمر بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقروناً بطاعة الله - تعالى - دون تكرار الفعل " أطيعوا " مما يدل بشكل قاطع على أن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي من طاعة الله - سبحانه -، وأنه لا يحل التفريق بين طاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك قول الله - سبحانه : ] قل أطيعوا الله والرسول، فإن تولـوا فإن الله لا يحـب الكافرين[ (آل عمران:32 ). وواضح من النص الكريم أن الذي يتولى عن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو من الكافرين.
ومن الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما جاء فيه الأمر بطاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ابتداء، دون أن يسبقه الأمر بطاعة الله - سبحانه -، وذلك يبين أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - هي في الوقت نفسه طاعة لله - تعالى - وأن طاعة الرسول وحدها مقياس لطاعة الله - عز وجل - ومن ذلك قول الله -تبارك وتعال-: ]وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون [(النور:56 ).
ومن علامات طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعه الأخذ عنه، والاحتكام إليه، وتحكيمه في كل ما يعرض لنا من شؤون الحياة، ثم الرضا بما يحكم به، والإذعان والتسليم له - صلى الله عليه وسلم - وقد جعل الله - سبحانه - ذلك من علامات الإيمان، وجعل نفي ذلك وعدم الاتصاف به من علامات الخلو من الإيمان، أي علامات الكفر، يقول الله - عز وجل : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65).
ولأن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرضا والإذعان والتسليم له بكل ما يأمر به أو ينهى من علامات الإيمان ؛ فقد كان رفض ذلك والإعراض عنه من علامات النفاق والكفر، مهما قال أولئك المعرضون أو زعموا أنهم مؤمنون. يقول الله – عز وجل – حكاية عن بعض هؤلاء : ] ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك، وما أولئك بالمؤمنين. وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله، بل أولئك هم الظالمون. إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحــون. ومــن يطـع الله ورسولــه ويخش الله ويتقــه فأولئـــــك هم الفائزون [ (النور:47-52 ). فهذه الآيات الكريمة تتكلم على موقف المنافقين من الاحتكام إلى الله ورسوله، وتكشف عن زيف ما يزعمون من الإيمان بالله ورسوله، وأن ذلك نفاق وكفر، وتبين عن دليل ذلك وهو الإعراض عن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه، ثم تكشف عن دخائل نفوسهم من عدم الإيمان بالله والاطمئنان إلى حكم رسوله، ثم تبين - بالمقابل - موقف المؤمنين وهو السمع والطاعة لله ورسوله، ثم تختم المقام بأن الفوز والنجاة إنما هما لمن يطيع الله ورسوله.
من كل هذا الذي ذكرنا من الآيات القرآنية التي تنص بأسلوب قاطع على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق إلا عن وحي من الله - تعالى - ولا يقول في الدين إلا بما يوحي به الله - تعالى - إليه. وبأن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرض على كل مؤمن، وأن من أطاع الرسول فقد أطاع الله، وبأن الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والرضا والتسليم له، والأخذ عنه آية الإيمان. نقول : من كل هذا تتضح مكانة السنة النبوية من التشريع الإسلامي، وتتضح حجيتها، وأنها من حيث الحجية هي في منزلة القرآن المجيد، ولا ينبغي أن يفهم من هذا أننا نجعل السنة بمنزلة القرآن في المكانة والشرف، فهذا مما لا يقول به مسلم، فلا ريب أن القرآن يفضل السنة بأمور اتفقت عليها الأمة نشير إلى أهمها - بإيجاز : -







فهذه أمور يفضل القرآن فيها السنة، فهو لذلك أشرف منها وأرفع منزلة وقداسة، لكن كلامنا في مجال الاحتجاج بالسنة في أمور الدين وقضايا التشريع، ولا ريب أنها في هذا في منزلة مع القرآن، فكما يقال : الصلاة واجبة بقول الله - عز وجل - : ] وأقيموا الصلاة [ ( النور:56). فكذلك يقال صلاة الصبح ركعتان والظهر والعصر أربع والمغرب ثلاث والعشاء أربع. والدليل فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمثال هنا يوضح أن كلا الدليلين على مستوًى واحد في إفادة العلم وإيجاب العمل.
ولهذا المعنى فقد ذهب جلّة العلماء إلى التسوية بين كتاب الله - تعالى - وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - من حيث الحجية على الأحكام، ومن ذلك أن الخطيب البغدادي قد عنون في كتابه " الكفاية " لهذا الموضوع بقوله : ( ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله - تعالى - وحكم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) يشير بهذا العنوان إلى أن القرآن والسنة متساويان في مرتبة واحدة من حيث الحجية في إثبات الأحكام الشرعية. وقد قال الدكتور عبد الغني عبد الخالق في كتابه " حجية السنة " إن السنة والكتاب في مرتبة واحدة من حيث الاعتبار والاحتجاج بهما على الأحكام الشرعية، ولبيان ذلك نقول : من المعلوم أنه لا نزاع في أن الكتاب يمتاز عن السنة ويفضل عنها في أن لفظه منزل من عند الله - سبحانه وتعالى - متعبد بتلاوته، معجر للبشر أن يأتوا بمثله، بخلافها، فهي متأخرة عنه في الفضل من هذه النواحي، لكن ذلك لا يوجب التفضيل بينهما في الحجية، بأن تكون مرتبة السنة متأخرة عن الكتاب، ويعمل به وحده، وإنما كان الأمر كذلك - أي مماثلة السنة للكتاب في مرتبة الحجية - لأن حجية الكتاب إنما جاءت من كونه وحياً من عند الله - سبحانه -، والسنة مساوية للقرآن من هذه الناحية فهي مثله "( ).
مما تقدم من حديث عن حجية السنة ومكانتها من التشريع تتضح لنا الأمور الآتية :
أولاً : أن الوحي من عند الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وحيان؛ وحي هو القرآن المجيد، ووحي هو السنة النبوية الشريفة، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك من آيات القرآن البينات، كما بينا الفروق بين الوحيين، أي بين القرآن والسنة.
ثانياً : أن السنة النبوية المطهرة تأتي في المنزلة الثانية بعد القرآن العظيم في مصدرية التشريع، فهي المصدر الثاني بعد القرآن الكريم. أما من حيث الحجية فهي مع القرآن بمنزلة واحدة. بمعنى أن دليل التشريع من السنة يعدل دليل التشريع من القرآن، فكلاهما مفيد للعلم، موجب للعمل بمقتضاه، على أي نوع من الأحكام الخمسة كان العمل.
ثالثاً : أن من رفض سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو شغب عليها، أو رفض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو نهيه، أو رفض الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يعرض له أو لم يقبل حكمه، كل من يفعل ذلك أو شيئاً منه يُعَدُّ فاسقاً عن الملة غير مؤمن، فإن الله - تعالى - قد جعل كل ذلك علامة الإيمان، ورفض ذلك أو شيء منه، آية الكفر والنفاق، وذلك في آياته البينات.
رابعاً : لقد اعتمدنا في بيان ما قدمنا على كتاب الله القرآن المجيد وحده، ولم نتكلم في السنة المطهرة أو آثار الصحابة وإجماع الأمة، ذلك أن هؤلاء الذين نخاطبهم في بحثنا هذا يزعمون أنهم " قرآنيون " لا يأخذون إلا عن القرآن، فآثرنا أن نخاطبهم بالقرآن الكريم.. لكنا - بحول الله - سبحانه - سوف نوفي الموضوع حقه من خلال أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وآثار الصحابة وإجماع الأمة، حين الرد على شبهاتهم، وذلك بمشيئة الله سبحانه.


المبحث الثالث

الجذور التاريخية لمنكري السنة وأشهر طوائفهم

إن تاريخ منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكاد يقرن بتاريخ منكري رسالته - صلى الله عليه وسلم -، فالكفر بسنته - عليه الصلاة والسلام - هو قرين الكفر برسالته - فهما أمران متقاربان زماناً متساوقان منزلة، ويكادان يكونان متماثلين حكماً، ولا يختلفان إلا باعتبار أن ثمة كفراً دون كفر، وإلا فإنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجحدها كفر، كما أن إنكار رسالته كفر ..

ومن المسلم به أنه لم يخل زمان من الأمرين جميعاً كذلك، فكما أنه لم يخل زمان من منكري رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكذلك لم يخل زمان من منكري سنته - صلى الله عليه وسلم - مع زعمهم بأنهم مسلمون مؤمنون برسالته، والأخيرة هذه هي مثار العجب، إذ كيف يكونون مؤمنين برسالته - صلى الله عليه وسلم - ثم ينكرون سنته، ويرفضون اتباعه، ويصرون على عدم الأخذ عنه، والاحتكام إليه، والتسليم له ويقبلون على مخالفته في كل ما قال وفعل وأقر، فيقولون ما لم يقل، ويفعلون ما لم يفعل، ويرفضون ما أقره ورضي به.
ولقد بدأت مسيرة إنكار السنة والشغب عليها على هيئة فردية في حالات نادرة لا اعتبار بها. وكان ذلك في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك ما روى أصحاب السنن في أسباب نزول الآية الكريمة : ]فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيمــا شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65).
من أن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - اختصم ورجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعله حاطب بن أبي بلتعة - رضي الله عنه - فحكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للزبير أن يسقي زرعه أولاً، ثم يرسل الماء إلى صاحبه، فغضب الرجل وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟. أي حكمت له بسبب أنه ابن عمتك، فتلون وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله - تعالى - الآية في ذلك( ).
لكن هذه الحالات شاذة ولا تذكر في معرض التأريخ لمنكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأمرين : لشذوذها وندرتها، ثم لعودة أصحابها إلى الحق سريعاً وانقضاء أثرها.
أما إنكار السنة على هيئة مؤثرة، وعلى أيدي طوائف لها ذكرها في التاريخ ؛ فقد بدأت على أيدي الخوارج والشيعة، ثم انضم إليهم طوائف من المتكلمين وبخاصة من المعتزلة الذين انتسب إليهم كثير من الزنادقة والفاسقين عن الملة، كالنظام الذي كان " شاطراً من الشطار، يغدو على سكر ويروح على سكر ويبيت على جرائرها، ويدخل في الأدناس والفواحش، وهو القائل:
وأستبيح دما من غير مجروح والزق مطرَح جسما بلا روح( ) ما زلت آخذ روح الزق في لطفحتى انثنيت ولي روحان في جسـدي
أما الشيعة والخوارج فكلتا الطائفتين شغبت على السنة النبوية المطهرة وأنكرتها، لكن الشيعة لم يقبلوا من سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – إلا القليل الذي نُقل إليهم عن طريق من يدين بعقيدتهم في الإمامة ويشايع آل البيت – فيما يزعمون – ولو أننا عرفنا أنهم لم يوالوا من الصحابة – رضوان الله عليهم – إلا بضعة عشر صحابياً هم فقط الذين رضي عنهم الشيعة وأخذوا عنهم، لأدركنا ذلك القدر الضئيل من سنة النبي –صلى الله عليه وسلم-الذي قبله الشيعة (الرافضة) وعملوا به، وذلك الكم الهائل من السنة النبوية التي رفضوها وأنكروها لأنها أتت عن جمهرة الصحابة الذين لا يرضى عنهم الشيعة، فالشيعة – إذن – رفضوا السنة لأنهم طعنوا في عدالة الصحابة – رضوان الله عليهم – لأنهم بايعوا أبا بكر – رضي الله عنه – خليفة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولم يبايعوا عليا الذي كان هو الخليفة من وجهة أنظار الشيعة، والشيعة منهم معتدل وغال، فالمعتدلون فسقوا الصحابة – رضي الله عنهم – والغالون كفروهم – عياذاً بالله – ولم يستثن الشيعة من ذلك سوى عدد يزيد قليلاً على أصابع اليدين .. على أن الشيعة (الرافضة) أضافوا إلى إنكارهم السنة - على الوضع الذي ذكرناه - إضافة جديدة جعل جرمهم في هذا الباب مضاعفاً، ذلك أنهم لم يكتفوا بإنكار الحديث ورفض السنة، وإنما لجأوا إلى وَضع ما أسموه أحاديث، ونسبوها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فألَّفوا كلاماً على هيئة أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تعظيم أئمتهم، وتأكيد نحلتهم، وتأصيل معتقدهم، وأيضاً في ذم مخالفيهم وعقائدهم. وقد كان لهذه الأحاديث المزعومة الموضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دور أصيل في حجية التشريع وأصول الدين عندهم.
أما الخوارج فقد طعنوا في الصحابة - رضوان الله عليهم - بعد واقعة التحكيم الشهيرة أثناء الحرب بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وبسبب واقعة التحكيم طعن الخوارج في عدالة الصحابة - رضي الله عنهم - فمن الخوارج مَنْ فَسَّقهم، وهم قلة لا تذكر، والأكثرون من طوائف الخوارج كفروا الصحابة - عياذاً بالله - بل منهم من جعلهم كالمشركين في الحرب والسبي وعدم قبول الجزية .. إلى آخر تلك الآراء التي تدل على انحراف حاد عن جادة الإسلام، وقد دفع بهم إنكار السنة والرغبة الملحة عندهم في مخالفة جماعة المسلمين إلى العدوة القصوى بعيداً عن الإسلام، فافتروا على الله ورسوله وجماعة المسلمين، وتباروا في تكفير الأمة بأنواع من الكفر ؛ فجمهرتهم يرون أن دار مخالفيهم دار حرب، يقتل فيها النساء والأطفال وأن جميع المسلمين كفار مثل كفار العرب، لا يقبل منهم إلا الإسلام أو القتل.
أما في الأحكام فقد أنكروا الرجم في الزاني المحصن لأنه ليس في القرآن، وأقاموا حد السرقة ولم يلتزموا ما ورد في السنة وإجماع الأمة بالحرز في السرقة ونصابها وكذلك قطع اليد من الرسغ، كما استحلوا كفر الأمانة التي أمر الله – تعالى – بأدائها وزعموا أن المسلمين مشركون يحل أكل أماناتهم، وأجاز فريق منهم - الميمونية - نكاح بنت البنت، وبنت الابن، لأن القرآن لم يذكرهن ضمن المحرمات ... إلى غير ذلك من أنواع الضلال والزيغ الذي وقعوا فيه في أصول الدين، وفي أحكام الشريعة بسبب أنهم رفضوا السنة النبوية المطهرة، وزعموا أنهم يأخذون أحكامهم وقضايا دينهم عن القرآن، وما علموا أنهم نابذوا القرآن ونبذوه يوم نبذوا السنة واتخذوها ظهرياً، يقول عبد القاهر البغدادي عن الخوارج إنهم : " أنكروا حجية الإجماع والسنن الشرعية، وأنه لا حجة في شيء من أحكام الشريعة إلا من القرآن، ولذلك أنكروا الرجم والمسح على الخفين لأنهما ليسا في القرآن، وقطعوا يد السارق في القليل والكثير لأن الأمر بالقطع في القرآن مطلق، ولم يقبلوا الرواية في نصاب القطع ولا الرواية في اعتبار الحرز فيه "( ).
فهؤلاء وأولئك - الخوارج والشيعة - رفضوا - سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لطعنهم في الصحابة - رضوان الله - تعالى - عليهم أجمعين - ومن المعلوم أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما وصلت إلينا من خلال الصحابة - رضوان الله عليهم - بل إن الدين كله وصل إلينا من خلالهم، فهم الطبقة المعاصرة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - زمانا، المطلعة على أحواله قولاً وفعلاً، الحريصة على أن تحفظ عنه كل حركة وسكنة، وأن تنقل عنه كل لفظة وسكتة، الأمينة في وصف أحواله - صلى الله عليه وسلم - صغيرها وكبيرها، والصحابة - رضوان الله عليهم - هم الذين نقلوا إلينا أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم – كافة لم يخرموا منها شيئاً، حتى صرنا بفضلهم - جزاهم الله عن الأمة خيرا- كأننا نعايشه في أحواله - صلى الله عليه وسلم – كافة، ونعاين هيئاته كافة، فهم -رضوان الله عليهم- هم الذين نقلوا إلينا الدين كاملاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي تلقاه عن ربه وحيا في القرآن أو في السنة، فإذا جاء من الطوائف والفرق من يرفض الأخذ عنهم مستنداً إلى ما يزعمه من أنهم ليسوا عدولاً ؛ فعن من يأخذ دينه، وأنى له أن يعرف شرائع الإسلام ؟ ومن أين سيأخذ أحكام الدين في الصلاة وهيئاتها، والزكاة ومقاديرها، والصيام وأحكامه، والحج ومناسكه، ثم من أين له أن يعرف ما يحل وما يحرم، وما يأخذ أو يدع في شؤون الحياة جميعها، ثم أين نجد كل هذا في القرآن المجيد ؟ وأين يجده هؤلاء الذين يزعمون أنهم يكتفون بالقرآن وحده دون السنة النبوية المشرفة ؟
إن رفضهم السنة النبوية كان له الأثر الذي أشرنا إلى بعضه من خروجهم على الدين وابتداعهم فيه ما ليس منه، واعتناقهم عقائد، ومزاولتهم شرائع لا تمت إلى الإسلام، بل تناقض الإسلام وتعارضه، وقد انتهى بهم الأمر إلى أن نقضوا عرى الإسلام ، وكفروا الأمة المسلمة، وما كفرت الأمة ولكن الظالمين كفروا، يهدمون الدين بحجة الحرص عليه، ويكفرون بالقرآن وهم يزعمون الاستمساك به والاعتماد عليه، فأين منهم آياته البينات التي تأمر بطاعة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والأخذ عنه والائتمار بأمره والانتهاء بنهيه ؟ بل أين منهم آياته البينات التي تنص على أنه – صلى الله عليه وسلم – لا ينطق عن الهوى، وأن سنته وحي من عند الله – تعالى – وأين من هؤلاء الذين يخالفون عن أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قوله تعالى – محذراً إياهم ومن على شاكلتهم : ] فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم [ ( النور:64).
هكذا بدأت مسيرة إنكار سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشغب عليها ورفض اعتبارها مصدراً تشريعياً كالقرآن، والخروج على طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدأت مسيرة الضلال هذه على أيدي الخوارج والشيعة (الرافضة)، ثم تلقفها منهم وسار على ضلالهم طوائف من المتكلمين وأشهرهم في هذا الباب المعتزلة، ثم استمرت مسيرة الضلال يسلمها ضال إلى ضال، ويأخذها ضال عن ضال، وقد افترقوا في ضلالهم إلى مذاهب وطوائف، فطائفة تنكر السنة النبوية المطهرة بجملتها، ما كان منها قولاً، وما كان عملاً، وما كان تقريراً، ويعدون أقواله - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله مثل أقوال الناس وأفعالهم لا صلة لها بالدين من قريب أو من بعيد.
وطائفة تأخذ من السنة بما كان عملاً وتطرح ما كان قولاً، دون تمييز أو سند من شرع أو عقل يسوغ هذه التفرقة، فإن صاحب العمل هو نفسه صاحب القول - صلى الله عليه وسلم-. وطائفة ثالثة هي أقل الطوائف جرماً في هذا الباب، ولكنها أعمها وأطمها وأكثرها عدداً، وما ذهبت إليه أعظم شيوعاً وذيوعاً، ذلكم الذين يقولون لا نأخذ من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما تواتر قولاً وعملاً، أما خبر الواحد فلا يأخذون به ولا يعتبرونه، ومن هؤلاء من يرفضه جملة، ومنهم من يرفضه في العقائد.
وقد ظلت مسيرة الضلال هذه تنتقل عبر التاريخ بطوائفها المختلفة وعلى مستوى الأمة المسلمة شرقاً وغرباً، حتى كانت نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، حيث نبتت نابتة سوء بين المسلمين في بلاد الهند، وذلك بنشأة ما سمي بطائفة " القرآنيون " تلك الطائفة التي زعمت الاعتماد على القرآن وحده، وطرح السنة النبوية المطهرة، وأخذت تدعو إلى نحلتها بهمة ونشاط تحت رعاية الاستعمار الإنجليزي، ثم انتقلت من الهند إلى باكستان - بعد التقسيم - تحت مسمى " البرويزيين "
وهذه الطائفة هي موضوع بحثنا هذا، وسوف نبين بشيء من التفصيل تاريخ نشأتهم وأهم رؤسائهم على الصفحات التالية - بحول الله تعالى -.



المبحث الرابع

التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم

وضع الإنجليز أيديهم على شبه القارة الهندية، ودانت لهم طوائفها وفرقها من الهندوس والبوذيين والجينيين وغيرهم ممن يدينون بغير الإسلام. أما المسلمون الذين كانوا يمثلون قلة في الهند فلم يسلس قيادهم للإنجليز المستعمرين، ولم يهادنوهم يوماً، وذلك انطلاقاً من الإسلام الذي يمنع المسلم من الخضوع والإذعان لحاكم غير مسلم يلي أمر المسلمين بالقوة والجبروت. لذلك كان المسلمون بالهند يمثلون للإنجليز المستعمرين قلقاً وإزعاجاً بل يمثلون خطورة على سلطتهم وبقائهم في تلك البلاد، وكان المسلمون لا يفتأون يلبون داعي الجهاد ضد الإنجليز، ويقومون بالثورات العديدة التي كان أشهرها ثورة مايو من عام سبعة وخمسين وثمانمائة وألف للميلاد.

وقد كان الإنجليز بالمقابل يمقتون المسلمين فوق مقتهم الطوائف الأخرى، وقد كانوا يدبرون المؤامرات والمكايد ضد الإسلام والمسلمين في تلك البقاع، ورغم خطط ومؤامرات الإنجليز الكثيرة ضد المسلمين، إلا أنهم تميزوا بخطة معينة أحكموها وبرعوا فيها، وقد حققت لهم أغراضهم وأهدافهم من تفريق صفوف المسلمين، وإضعاف شوكتهم، وبث النزاع بين طوائفهم. وكانت خطتهم تلك تقوم على أن يستقطبوا أشخاصاً من المسلمين، يرون فيهم قبولاً لبيع دينهم وأمتهم مقابل السلطة والمال، فيجندونهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين، وكانت خطتهم التي يرسمونها لعملائهم واحدة، حيث يبدأ هؤلاء العملاء بالتظاهر بالإسلام، والحرص عليه، والدعوة إليه، والكتابة فيه، حتى إذ اشتهر أمرهم، والتف الناس حولهم. بدؤوا ينفذون خطة الإنجليز، التي رسموها لهم، وبدؤوا ببذر بذور الشك في عقيدة الإسلام، ثم في شريعته، ثم - وتحت دعواهم الحرص على الإسلام - يبثون سمومهم، فمنهم من يدعي النبوة مثل : " ميرزا غلام أحمد القادياني " - لعنه الله -، ومنهم من يدعي حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخلع على النبي - بهذه الحجة - بعض صفات الله سبحانه، وذلك مثل " أحمد رضا خان " ومنهم من يدعي أنه مجدد القرن مثل : " أحمد خان " الذي أخلص للإنجليز إلى حد أن باع دينه، وضحى بأمته في مقابل ولائه المطلق للإنجليز..
وفيما يلي سنذكر أهم رجالات القرآنيين في الهند، مع ذكر نبذة عن تاريخ كل منهم، وأهم آرائه.

أولاً : السيد أحمد خان :

وتاريخ منكري السنة في شبه القارة الهندية في العصر الحديث يبدأ بهذا الرجل : " سير أحمد خان " أو " السيد أحمد خان " بل إن تاريخ الكثير من صور الخيانة للإسلام والمسلمين، وابتداع الآراء الشاذة المخالفة لما عليه القرآن والسنة وإجماع الأمة، مما كان سبباً في تفريق الأمة، وتشتيت جهودها ضد الإنجليز أعداء الإسلام، يرجع إلى هذا الرجل " السيد أحمد خان "( ) وبالتالي؛ يرجع إليه حركات ممالأة المستعمر الإنجليزي، ومهادنته، بل معاونته وموالاته، والدعوة إلى السير في ركابه والاغتراف من ثقافته، والتمثل به في الشؤون الحياتية كافة، يرجع كل هذا إلى هذا الرجل الذي قضى حياته في خدمة الإنجليز، والدعوة إلى مسالمتهم ومعاونتهم، وقد اقتدى به الكثيرون في ذلك مما جعل محنة الأمة بهذا الرجل أعم وأطم.
وفيما يتصل بموضوعنا ؛ فقد كان هذا الرجل مكثراً من الكتابة والتأليف، وكان من تأليفه ما أسماه تفسيراً للقرآن وقد نهج في تفسيره نهجا يخالف القرآن نفسه والسنة وإجماع الأمة، ويخالف المنهج العلمي في أبسط صوره. حيث اعتمد في تفسيره القرآن على عقله وهواه الذي يتحكم في عقله، وجاء بسبب ذلك بآراء خالف بها مُسَلَّمات الدين، وعقائده وشرائعه، وبذلك خرج على إجماع الأمة، بل اعتمد في تفسيره أسلوباً خالف فيه أساليب اللغة التي نزل بها القرآن، ولم يعبأ بدلالات الألفاظ، بل أخضع كل ذلك لهواه وأغراضه من إفساد الدين، وإبطال الشرع، ومن ذلك أنه أنكر الغيب ومنه الملائكة والجن والشياطين، وفي سبيل إنكارها تأول الآيات القرآنية التي ورد فيها ذكر الملائكة والجن والشياطين، فأوَّل الملائكة بأنها عناصر الطبيعة وقواها من ريح ومطر وبراكين .. وأوَّل الجن بأنهم سكان الغابات والصحاري والذين يزاولون أنشطتهم في ظلام الليل فلا يراهم أحد، كما أول الشياطين بأن المراد بها شهوات النفس وأهواؤها، وكان اعتماده هذا المنهج الذي يخالف أساليب اللغة العربية ودلالات ألفاظها قائماً على أساس جرم آخر ارتكبه في حق الدين، وهو زعمه أن القرآن العظيم لم ينزل على رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - بألفاظه ومعانيه، بل إنه نزل بالمعنى فقط، بمعنى أن الله - تعالى - قذف بمعاني القرآن في قلب محمد - صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها محمد - صلى الله عليه وسلم - في ألفاظ من عنده، وبذلك جعل القرآن مثل السنة، في أن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ألهم معناه فقط، ثم صاغه هو بألفاظ من عنده .. وهذا - وغيره - مما وقع فيه " أحمد خان " تسبب في ثورة العلماء ضده، وفي رميهم إياه بالكفر، فكان هذا - من جانب آخر - سببا في انفلات أمره، وانطلاقه في غواياته وضلالاته إلى المنتهى الذي وصل إليه.
أما فيما يتعلق بالسنة النبوية ؛ فقد وضع الرجل الأساس للذين أتوا من بعده في إنكار السنة النبوية المطهرة، والشغب عليها، والزعم بأن القرآن كاف، والطعن في أنها من وضع رواتها إلى غير ذلك .. ونستطيع أن نوجز أهم الآراء التي جاء بها الرجل بالنسبة للسنة النبوية المطهرة فيما يلي :




أ - أن يكون الحديث المروي هو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالجزم واليقين.
وهذا المقياس دون إقناعهم به خرط القتاد، حيث إنهم يطعنون في المتواتر، فما بالنا بغيره؟
ب - أن تكون هناك شهادة تثبت أن الكلمات التي أتى بها الراوي هي عين الكلمات التي نطقها النبي فعلاً.
ج- ألا يكون لألفاظ الحديث التي أتى بها الرواة معان سوى ما أتى به شراح الحديث، وبنى عليه الفقهاء أحكامهم.
وهذا الآخر من أعظم معاول الهدم للسنة النبوية المشرفة، حيث إنه ما من لفظ من ألفاظ اللغة العربية إلا وله عندهم معان وتأويلات لا تكاد تحصى، ولا يحكمها ويوجهها إلا هواهم الضال وأغراضهم الخبيثة. ( ).

ثانياً : عبد الله جكرالوي
هو مولوي - الشيخ - عبد الله بن عبد الله الجكرالوي، نسبة إلى بلدة ( جكرالة ) التي ولد بها، وهي إحدى قرى إقليم " البنجاب " بباكستان حالياً، وعاصمته " لاهور ". وقد ولد عبد الله حوالي 1830م. في أسرة علم ودين، وكان والده يتبع مشيخة إحدى الطرق، فلما ولد ابنه وسماه عبد الله، حمله إلى شيخ الطريقة فباركه ودعا له وسماه : " غلام نبي " أي خادم النبي، أو " عبد النبي ".
ومن عجيب أن يتحول هذا الذي سمى " عبد النبي " - نعوذ بالله من عبودية لغيره سبحانه - إلى عدو للنبي - صلى الله عليه وسلم - ويعلن الحرب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى سنتــه، ويخلع طاعتــه، ويصبح في رأس قائمة منكري السنــة النبوية المطهرة .. ] والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون [ ( يوسف:21).
وقد تلقى " عبد الله جكرا لوي " علومه بالمدارس الأهلية، ثم سافر بعد ذلك إلى مدينة " دهلي " حاضرة الهند لدراسة الحديث الشريف والتخصص فيه، وبعد أن أتم دراسته، ولمس من القدرة على تدريس الحديث وتعليمه الآخرين عاد من " دهلي " مدرساً ومعلماً، ثم دخل مجال التأليف والكتابة فيما تلقاه وتخصص فيه من علوم الحديث الشريف. وقد ظل على ذلك زمانا يزاول تعليم الحديث وخدمة السنة تعليماً وتأليفاً ومناظرة مع الآخرين.
بداية انحرافه :
ظل عبد الله جكرالوي على اشتغاله بالحديث حتى اصطدم ببعض مشكلات من متشابه الحديث الشريف، فخرج على الناس بعقيدته الجديدة التي أعلن عن شعارها بمقولته الشهيرة " هذا القرآن هو وحده الموحى به من عند الله - تعالى - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - أما ما عداه من السنة فليس بوحي " ثم شرع في تحقيق مذهبه الجديد وشرحه، والدعوة إليه، ومحاولة اكتساب الأنصار له ..
ومن الواضح أن عبد الله جكرالوي لم ينتقل من الشيء إلى نقيضه، أو من مناصر للسنة النبوية وداعٍ إليها، وشيخ من شيوخ جماعة " أهل الحديث " بالهند إلى عدو للسنة النبوية، طاعن فيها، داعٍ إلى نبذها وعدم اعتبارها، دفعة واحدة، أو في لحظة مفاجئة، بل الغالب المقبول - طبعاً - أن الرجل راودته أفكار وخواطر، وعاودته شبه ومشكلات لبَّست عليه الحق، وأضلته عن السبيل السويّ في البحث عن الحق فيما يقابله من مثل هذا، ومن قبل ذلك سبق فيه قدر الله - عز وجل - فأضله شيطانه، وأسلم قياده لهواه، وجاءت اللحظة التي لم تكن مفاجئة له، ولكنها كانت مفاجئة للناس الذين عرفوه نصيراً للسنة، فإذا هم يفاجؤون به عدوا للسنة، ومن قبل ذلك عدواً لله ورسوله والمؤمنين.
وهذا الذي نراه من أن انقلاب الرجل لم يأت فجأة أو من فراغ، هو الذي يتفق مع الواقع ومنطق الأحداث، فإن الانقلاب من الشيء إلى نقيضه في الأمور الخطيرة والمصيرية لا يصل إليه الإنسان من منفرج واسع، بل يصل إليه من سمِّ الخياط.
صلة عبد الله جكرالوي بالإنجليز :
يبدو أن انقلاب الرجل من مناصر للإسلام إلى عدو للإسلام والمسلمين، قد لفت أنظار المستعمرين الإنجليز إليه، وما كان لِعَيْن الإنجليز الفاحصة الباحثة عن أعداء الإسلام والمسلمين لتستغلهم وتوجههم وترعاهم لتخطئ هذا الرجل، وقد لفت الأنظار إليه بانقلابه الهائل المفاجئ للناس، وبذلك بدأت صلته بالإنجليز واستغلالهم إياه، ونحن لا ندري أكانت صلته بهم هي التي ساعدت على انقلابه ضد سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - والإسلام، أم أن انقلابه هو الذي أهله لهذه الصلة الضالة؟
ومن عجب أن تختلف بعض الآراء حول هذه الصلة، حتى إن البعض ينكرها، والبعض يشكك فيها، مع أن سيرة الإنجليز ومنهجهم بالهند، وعبر مئات الأشخاص من أمثال عبد الله جكرالوي تؤكد أنهم وراء كل شخص من هؤلاء، بل إنهم يبحثون عنهم ويشكلون فكرهم واتجاهاتهم، وهذا الرجل جاءهم لقمة سائغة، وصنيعة سهلة، وكان الرجل - من جانب آخر - يرفل في بحر من الأموال والنفقات التي كان يحتاجها لطبع كتبه ومؤلفاته العديدة ..
لكن التشكيك في هذه الصلة بل إنكارها جاء من أنصار " عبد الله جكرالوي "، ومن يدينون بمعتقده، ويسيرون على منهجه في معاداة السنة النبوية، ومقت الإسلام وأهله، وذلك أمر طبيعي، بل إن إنكار أنصاره هذه الصلة لهو دليل على وجودها، وإن المريب يكاد يقول خذوني، وهل كان ينتظر من أنصاره الذين يشاركونه نفس النقيصة والضلالة، أن يقروا بهذه الصلة، وهي كفيلة بصرف الناس من حولهم، وانفضاض الأنصار عنهم ؟.
ولذلك نرى على رأس الذين ينكرون هذه الصلة " غلام أحمد برويز " الذي تلقى ضلالة إنكار السنة، وورث هذا الاتجاه الضال عن كل القائلين به في الهند، وتولى كبر نشره في باكستان، وما تزال نحلته الفاسدة على الساحة، هذا الرجل ينكر صلة " عبد الله جكرالوي " أستاذه في الضلالة فيقول : " إن الميرزا غلام أحمد القادياني كان من البذور التي بذرتها الحكومة البريطانية، وإن دعوته جاءت من صميم النداء الإنجليزي ،بينما نرى عبد الله سليم النية اكتوى بنار ما أصيب به الإسلام في عصره من الفرق المتعددة "( ).
" لكن المحققين من أمثال " محمد علي قصوري " يرى أن الحكومة البريطانية كان لها يد وراء الحركتين : القاديانية، والجكرالوية. حيث يقول " إن الحكومة البريطانية تمكنت من اصطياد بعض الشخصيات الإسلامية، وإيقاعها في شبكة التحريف ضد الإسلام، فحرضتهم على القيام بأعمال تفقد الثقة في السنة النبوية الشريفة، وكان على رأس هؤلاء جميعاً " عبد الله جكرالوي " وقد اختاره المسيحيون - النصارى - لأداء هذه المهمة، فرفع صوته بإنكار السنة كلها، وأخذ يدعو إلى هذا المشروع الهدام، فأخذت رسائل التأييد تصل إليه من المبشرين المسيحيين - المنصرين - وتعده بالمساعدات المالية، وتشكره على هذا المجهود الجبار "( ).
جهود العلماء ضده :
بدأ عبد الله جكرالوي حركته ضد الإسلام فأنكر السنة النبوية جميعها، وألف جماعة سماها " أهل الذكر والقرآن " وكان هو رئيس هذه الجماعة، ونشط بشكل مكثف بالدعوة إلى نحلته الضالة التي تقوم على نبذ السنة النبوية، والزعم بأن القرآن كافٍ في قضايا الدين وأحكام الشريعة، وألف في ذلك الكتب الكثيرة، وكان مقر دعوته مدينة " لاهور " وهي في ذلك الوقت - بل في كل وقت - حاضرة العلم والعلماء.
لذلك كان له العلماء بالمرصاد، حيث صاروا يفندون آراءه، وينشرون المقالات ضد نحلته، شارك في ذلك العلماء على الأصعدة كافة وعلى منابر المساجد، وقامت مجلة " إشاعة السنة " - نشر السنة - بالدور الأهم والأكثر تأثيرا، حيث جمعت آراءه الضالة، وفندتها،وبينت ما فيها من كفر وفسوق عن الملة، ثم وضعتها على بساط البحث بين أيدي العلماء، ووجهت النداءات إلى جميع العلماء لإبداء آرائهم، وإصدار أحكام الشريعة في هذا الذي يعتنق مثل هذه الآراء الكُفْرية وهل يكون مؤمناً مسلما مع اعتناقه هذه الأفكار التي تقوم على الكفر بالسنة كلها ؟ ..
فما كان من العلماء إلا أن أفتوا بكفره وفسوقه عن الإسلام. أفتى بذلك الكثرة الكاثرة من علماء الهند بأقطارها كافة.. ثم قامت المجلة " إشاعة السنة " نفسها بنشر عشرات التوقيعات لعلماء الدين المشاهير في الهند الذين يعلنون أن " عبد الله جكرالوي " كافر بالدين، مقطوع الصلة بالإسلام، خارج عن جماعة المسلمين .
لكن الرجل ظل على ضلالته من الكفر بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والدعوة إلى نبذها وعدم العمل بها، حتى أخذه الموت سنة أربع عشرة وتسعمائة وألف، بعد عمر طويل قضاه في حرب الله ورسوله والإسلام عليه من الله ما يستحق.

ثالثاً : أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي

هو الخاجة أحمد الدين بن خاجة ميان محمد بن محمد إبراهيم الأمر تسري. نسبة إلى مدينة " أمرتسر " التي ولد بها سنة إحدى وستين وثمانمائة وألف للميلاد، وبعد ولادته حمله والده إلى شيخه فمسح الشيخ رأس الطفل ودعا له وسماه باسمه هذا .. وقد بدأ أحمد الدين تعليمه بالقرآن المجيد، ثم العلوم الدينية عند بعض المشتغلين بذلك، ثم التحق بمدرسة المبشرين - المنصرين - فدرس هناك كتاب النصارى المقدس وبعض العلوم العصرية - ثم اعتمد بعد ذلك على جهوده الخاصة في اكتساب العلوم والمعارف، مما مكنه من تحصيل كثير من العلوم الحديثة كالتاريخ والجغرافيا والفلك والاقتصاد والمنطق والرياضيات بجانب العلوم الإسلامية التي كانت عنايته الأولى، كذلك كان يجيد العربية والإنجليزية والفارسية والأردية وبعض اللهجات الإقليمية.
صلته بالقرآنيين السابقين عليه :
كان للخاجة أحمد الدين صلة وثيقة بأفكار القرآنيين - منكري السنة - السابقين عليه، حيث قرأ لهم، واتصل بمن كان حياً منهم، وأخذ عنهم وتأثر بهم إلى حد أن السابقين عليه هم الذين وضعوا له نهج حياته ووجهوا أفكاره .. فقد أخذ عن " السيد أحمد خان " إنكار السنة، واتصل بعبد الله جكرالوي عبر زيارات متوالية، وأخذ عنه أفكاره، وكان أشد مكراً من عبد الله، حيث كان ينصحه بعدم التصريح بإنكاره للسنة، واختراع الفرائض والعبادات التي لا يعرفها المسلمون زاعماً أنه استقاها من القرآن، كذلك كانت له صلة بمحمد إقبال، وكان كثير الاجتماع به، والمباحثة معه، مما ألقى ظلالاً على محمد إقبال توهم تأثر إقبال بفكر القرآنيين، وأنه مال معهم إلى إنكار السنة .. كذلك كانت له صلة بميرزا غلام أحمد القادياني مؤسس الديانة القاديانية، ومن المأثور أنه لم يكن يشدد النكير على القادياني ولا غيره، بل كان يحضر له دروسه ولغيره ممن يخالفونه الفكر والعقيدة.
دعوته إلى نحلته :
بدأ الخاجة أحمد الدين نشاطه بالتدريس والكتابة، وكان يتسم باللين والهدوء، مما جعل الكثيرين يقبلـون على سماعه وحضور درسه، ثم دعا إلى تأسيس جماعته الخاصة وسماها : "أمة مسلمة " ثم أنشأ مجلة تتكلم باسم الجماعة وتنشر أفكارها وآراءها، مما جعل الكثيرين ينضمون لجماعته متأثرين بأسلوبه الهادئ، وبخاصة أنه لم يكن يصرح بما يصدم المسلم، بل كان يميل إلى التورية وعدم المواجهة، إضافة إلى لينه وهدوء أسلوبه، وقدرته على الإقناع. مما كان له الأثر في انضمام فئات المثقفين من أساتذة الجامعات والمدرسين والقضاة وغيرهم إلى جماعته، وحماستهم لنشر أفكاره بالكتابة والتأليف والنشر، كل هذه العوامل جعلت المناخ مواتياً لنشر أفكار " خاجة أحمد الدين " وكثرة أتباعه.
وقد توفي خاجة أحمد الدين في يونيه سنة ست وثلاثين وتسعمائة وألف للميلاد.

رابعاً : غلام أحمد برويز

هو غلام أحمد برويز بن فضل دين بن رحيم بخش. ولد في يوليه من عام ثلاثة وتسعمائة وألف للميلاد بالجانب الهندي من إقليم البنجاب. وقد تلقى علومه الدينية على يد جده، ثم أكمل بالمدارس النظامية، وقد اتجه إلى الوظائف الحكومية قبل أن يكمل تعليمه الثانوي، فقضى حياته الوظيفية بالمطبعة الحكومية حيث وصل إلى وظيفة مدير المطبعة.
صلته بعقائد القرآنيين :
كان اتصال غلام أحمد برويز بعقيدة القرآنيين في البداية عن طريق القراءة لآرائهم وأفكارهم التي كانت حديث المثقفين وقتذاك يؤيدها القلة ويعارضها الكثرة، ومن في مثل ذكاء "برويز" ونشاطه ما كان يخفى عليه نشاط هذه الحركة وآراؤها، وما كانت تمر عليه هذه الأفكار دون أن تشغله وتؤثر فيه إن سلباً أو إيجاباً. لكن تركه الأمة المسلمة وانقلابه إلى تلك الشرذمة الشاذة عن الإسلام جاء تحت واقعة محددة، لعلها هي القشة التي قصمت ظهر البعير. " وهو يحدث عن ذلك فيقول : " ذات يوم كنت أطالع التفسير فمررت بقوله - تعالى - : ] يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها [ (الأحزاب:69 )، وقد ذكر القرآن تفصيل هذا الإيذاء من عناد بني إسرائيل لموسى - عليه السلام - وطلبهم ما لا يحتاجون إليه ... غير أني وجدت في تفسير هذه الآية حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري والترمذي من اتهام بني إسرائيل موسى بالبرص، وفرار الحجر بثيابه، وضرب موسى الحجر بعصاه، فارتعدت فرائصي، واستغرقني التفكير، وتوالت عليَّ الشبهات واحدة تلو الأخرى) ( ).
وهكذا كانت اللحظة التي لابد أن برويز فكر فيها كثيراً. أما إعلانه عن انقلابه إلى فكر القرآنيين. منكري السنة، فقد جاء على هيئة خطب منبرية ودروس داخل المساجد في بداية الأمر، ثم تولت مجلته " طلوع إسلام " نشر أفكاره بعد ذلك، ثم توسعت أفكاره شيوعاً عبر مقالاته ومؤلفاته الكثيرة، ومن خلال نوادي حركته التي أنشأها لتضم أتباعه في إنكار السنة، وسماها : نوادي طلوع إسلام، نسبة إلى مجلته تلك .. ولقد زاد من شيوع حركته وذيوع أفكاره انتقاله إلى دولة باكستان الوليدة بعد استقلالها عن الهند. حيث انتقل إلى مدينة " كراتشي " التي ما تزال حتى اليوم حاضرة " البرويزيين " أتباع برويز. وقد كانت الظروف وقتذاك ملائمة له ولحركته، حيث كان على رأس الدولة الفتية قائدها " محمد على جناح "( ) الذي استغرقته السياسة فشغلته عن مشكلات الإسلام، وعن الحركات الهدامة التي بدأت تنتشر على حساب الإسلام وأمته، وعلى رأس هذه الحركات الهدامة حركة " القرآنيين " بعامة، وحركة "البرويزيين" بخاصة. ومن المعروف أنه كان في أعضاء حكومة باكستان حين الاستقلال، عدد لا بأس به "القاديانيين" على رأسهم " ظفر الله خان " وزير الخارجية آنذاك، الذي حارب الإسلام ومكن للقاديانية، بل وساعد هو وقبيله الحركات ضد الإسلام، وكان منها حركة القرآنيين، وقد وصل من محاربة هذا الرجل القادياني للإسلام والمسلمين في بلد قام أصلاً على الإسلام، أن قام المسلمون بباكستان بثورة عارمة يقودها العلماء لخلع هذا الرجل من وزارة الخارجية، ولم يتم ذلك حتى قتل من المسلمين وعلمائهم المئات، وهو ثمن زهيد في مقابل تنحية هذا الكافر المتعصب عن مكانه الخطير في الدولة المسلمة.
آراؤه وموقف العلماء منه :
كان لغلام أحمد برويز من الآراء ما يتفق مع الهدف العام لحركة القرآنيين الذي يقوم على تخريب الإسلام وهدم أركانه، وذلك بتنحية السنة النبوية عن التشريع الإسلامي. وقد كانت حركة السابقين عليه من القرآنيين تقوم على اعتبار أن القرآن قد شمل الدين بكلياته وجزئياته، وكل مجمل ومفصل، وقد وضعوا بذلك أساس دينهم القائم على أن القرآن كافٍ وحده .. أما " برويز" فقد خطط كي يضمن السياسة والسياسيين إلى جانبه، وكي ينال تأييد أصحاب الحكم والسلطان بباكستان. ومن ثم فقد وضع لهم مكانا متميزا في آرائه. وكانت آراؤه تلك تقوم على أن القرآن قد شمل كليات الدين ومجمله، وأما التفاصيل فهي متروكة لولىّ الأمر الذي يتولى سدة الحكم في بلده، فهو الذي يتولى بيان المجمل، وتفاصيل التشريع، ومن سلطته التحليل والتحريم حسب ما يراه ملائماً للظروف القائمة. وقد كان هذا النهج مرضيا تماماً للحكام والمسؤولين، حيث أضفوا على برويز وجماعته حمايتهم، ومنحوه تأييدهم، ومكنوا له، حيث استطاع نشر ضلالاته على نطاق واسع، وصار للبرويزيين وجود محسوس على الساحة الباكستانية وغيرها من بلاد الهند وبعض البلاد الأوربية التي يهاجر إليها الباكستانيون للعمل أو الدراسة.
موقف العلماء من برويز ودعوته :
اتسعت دعوة برويز لتشمل أصعدة كثيرة على الساحة الإسلامية بباكستان. وقد قام العلماء في البلد المسلم بواجب الجهاد ضد هذه الحركة كما فعلوا بالنسبة للحركات السابقة عليها، لكن العلماء أولوا هذه الحركة من الاهتمام ما يناسب خطورتها، وقد قامت الجماعة الإسلامية ممثلة في رئيسها وشيخها الإمام المجاهد الداعية "المودودي" بالدور الأكثر في هذا المجال.
" وفي سنة إحدى وستين وتسعمائة وألف وضعت أفكار برويز ومعتقداته أمام العلماء ليفتوا فيها، وليبينوا حكم الإسلام فيمن يعتنق مثل هذه الأفكار، وهل تبقى له صلة بالإسلام مع اعتناقه هذه المعتقدات البرويزية ؟ أو أن الإسلام بريء منه ؟ وقد تولى إجراء هذا الاستفتاء أركان المدرسة العربية الإسلامية بكراتشي، فأفتى ما لا يقل عن ألف عالم من علماء الدين من باكستان والهند والشام والحجاز بتكفيره وخروجه عن ربقة الإسلام "( ).





طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر :


بينا فيما سبق أشهر زعماء القرآنيين - منكري السنة النبوية المطهرة -، وقد ذهب هؤلاء وبقيت دعواتهم على هيئة فرق وطوائف تكونت على أساس من هذه الدعوات. وقد فعل الزمان والظروف فعلها في هذه الحركات، حيث تلاقحت الأفكار والمناهج، فتأثر هذا بذاك، واختلط بعض ببعض، وكان من ذلك بضعة طوائف ما تزال تتحرك على الساحة الإسلامية بباكستان والهند، وبعض البلاد الأوربية - وبخاصة انجلترا - التي يصل إليها صدى هذه الحركات عبر الذين يذهبون إلى هناك للدراسة أو العمل، وكثير من هؤلاء تجنس بالجنسية البريطانية واستقر هناك. وسوف نشير إلى أشهر الطوائف التي ما تزال على الساحة، ولها تأثيرها :

أولاً : أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ،
هذه الطائفة تضم أتباع " عبد الله جكر الوى " الذي أسس حركته تحت اسم : " أمة مسلمة ". وهذه الطائفة التي تمثل فكر " جكرالوي " و " الأمر تسرى " أخذها الضعف والوهن - بفضل الله سبحانه -، وأضحى نشاطها محدوداً ومقصوراً على أعضائها القليلين نسبيا .. ولهذه الطائفة " معابد " يتعبدون فيها على طريقتهم الكافرة التي لا يعرفها دين الله، ويسمون معابدهم هذه : " مساجد" إصراراً منهم على أنهم من المسلمين، بل على أنهم هم المسلمون .. ومعابدهم هذه توجد في بعض المدن الباكستانية، والمعبد منها لا يزيد على حجم الحجرة الواسعة، وهم يؤدون فيها صلاة الجمعة، وثلاث صلوات في كل يوم حسب عقيدتهم، وكل صلاة ركعتان، وفي كل ركعة سجدة واحدة، وهم لا يرفعون من الركوع، بل ينزلون منه إلى السجود مباشرة. وخطر هذه الطائفة قليل نسبياً، كما أن الكثيرين من أتباعها قد انضموا إلى حركات أخرى مثل حركة : "طلوع إسلام".
ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام
هذه الحركة أسسها " غلام أحمد برويز " منذ كان بالهند، ثم صحبها معه إلى باكستان عند انتقاله إليها. وهذه الحركة هي أنشط حركات منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - " القرآنيين " على الإطلاق، وأقواها وأخطرها، وهي الأكثر أتباعاً. وقد زاد من أتباعها أنها قد ورثت الكثير من أتباع الطوائف الأخرى التي ضعفت، أو انتهت مثل طائفة " أهل الذكر والقرآن " التي أسسها " عبد الله جكر الوى ".
وللطائفة مجلتها الشهيرة " طلوع إسلام " التي سميت الطائفة باسمها، ولها منتدياتها كذلك. ولها وجود مؤثر - نوعا - على الساحة الإسلامية بباكستان.
والجدير بالذكر أننا سمعنا بهم ونحن بباكستان - إذ كنت أستاذاً "بالجامعة الإسلامية العالمية " بإسلام أباد، وقد سعيت - وبعض الزملاء - إلى لقاء هؤلاء والاستماع إلى أفكارهم. وقد حدث ذلك ابتداء بمدينة "روالبندي" القريبة من إسلام أباد، ثم كانت لنا لقاءات - لم تدم طويلا - بمدينة "كراتشي"، حيث كانت أفكارهم ضحلة، ومعرفتهم بالإسلام متدنية، ورغبتهم في الوصول إلى الحق معدومة، وقد لمسنا أنهم يستمسكون بما هم عليه من ضلال رغبة في التخلص من حدود الله، وأحكام الشرع، وإشباعاً لشهواتهم دون شعور بالحرج. وذلك ما تضمنه لهم أفكار "برويز ". وهذا ما يفسر لنا كثرة أتباعهم من الشباب ذكوراً وإناثاً، وكذلك من المثقفين المتأثرين بالثقافة الغربية النصرانية.
ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية.
وهذه حركة حديثة جداً لا تنتمي إلى أحد من زعماء منكري السنة الذين تحدثنا عنهم، ولكنها تنتمي إلى أحد الأثرياء الذين تأثروا بأفكار السابقين من منكري السنة، وبخاصة : "برويز" ولا ندري لماذا لم يكتف بالانضمام إلى حركة برويز النشطة ؟ ألأن له عليها تحفظات أو مؤاخذات ؟ أم هي الرغبة في الشهرة وحب الظهور ؟ وما دام سينفق من ماله، فلينفق لإظهار اسمه بدلاً من إنفاق ماله لإظهار الآخرين. والإشارة هنا إلى : " عبد الخالق ما لوادة " الذي أنشأ هذه الطائفة ورأسها وينفق عليها من ماله.
وهذه الطائفة مضى عليها قرابة العشرين عاماً فقط فهي حديثة، وتحاول أن تجد لها مكاناً على ساحة الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرتدين عن الإسلام. ولكن تأثيرها لا يكاد يذكر( ).

هذه نبذه موجزة عن رؤساء طائفة منكري سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشهر دعاتها، ثم عن أشهر طوائفها التي آل إليها أمر الدعوة إلى تلك الضلالة الكافرة الرادة أصحابها عن الإسلام، والتي تتسمى حركتهم : " القرآنيون ".

وإذ انتهينا - من التعريف بهم، ننتقل إلى ذكر شبهاتهم ثم نرد عليها. كل ذلك بحول الله سبحانه وتوفيقه.

المبحث الخامس

شبهـــات القرآنييــن والرد عليها
لهذه الطائفة التي أسمت نفسها " القرآنيون " مغالطات وجهالات، زعموا أنها شبهات ضد سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المطهرة، ويزعمون أن هذه الشبه هي في الوقت ذاته أدلة قاطعة على وجوب ترك السنة النبوية المطهرة، وإهمالها والانصراف عنها، وعدم اعتبارها مصدراً للتشريع، والاقتصار على القرآن المجيد مصدراً وحيداً للتشريع الإسلامي .. وسنتولى - بحول الله تعالى - ذكر شبهاتهم هذه كما أوردوها، ثم نفندها ونرد عليها ونبين بطلانها.

الشبهة الأولى :

قولهم ؛ إن القرآن الكريم كافٍ في بيان قضايا الدين وأحكام الشريعة، وإن القرآن قد اشتمل على الدين كله، بجملته وتفصيله، بكلياته وجزئياته، وأنه يحتوي جميع الأحكام التشريعية بتفصيلاتها، ما ترك شيئاً ولا فرط في شيء. ولهذا كان القرآن كافياً، ولم يكن ثمة حاجة لمصدر ثان للتشريع. فالسنة لا حاجة إليها، ولا مكان لها .. وقد استدلوا لشبهتهم هذه بما زعموه أدلة من القرآن المجيد. من ذلك قوله – سبحانه : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [ ( الأنعام:38). واستدلوا – كذلك – بقول الله – سبحانه – يصف القرآن الكريم : ] ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون [.( يوسف:111)، وكذلك استدلوا بالآيات التي وصف الله – تعالى – القرآن فيها بأنه " مبين " من مثل قول الله – عز وجل - ]إن هو إلا ذكر وقرآن مبين [ (يس:69).
أما وجه استدلالهم بتلك الآيات، فإن الآية الأولى بين الله - تعالى - فيها أنه - سبحانه - ذكر كل شيء في القرآن الكريم، ولم يفرط في الكتاب من شيء بمعنى أنه - سبحانه - لم يترك صغيرة ولا كبيرة، ولم يدع أمراً من أمور الدين، أو حكما من أحكام الشرع يحتاج إليه الناس في عقائد أو عبادات أو معاملات إلا قد ذكره في القرآن، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فما حاجتنا إلى مصدر آخر غير القرآن، إن إضافة مصدر آخر إلى القرآن الذي لم يترك شيئا، ولم يفرط الله فيه من شيء، إنما يعني أن نزيد في شرع الله ما ليس منه، وأن نخلط شرع الله الذي أنزل به كتابه بشرع من عند غير الله - تعالى - وهذا باطل فاسد، وفساده إنما أتى من الاعتماد في الدين على غير كتاب الله الذي فصل كل شيء وأحاط بكل شيء.
واشتمال القرآن على تفصيل كل شيء إنما هو واضح من خاتمة سورة يوسف - عليه السلام - الذي وصف الله فيها القرآن بأنه " تفصيل كل شيء " وإذا كان القرآن فصل كل شيء ؛ فما حاجتنا إلى السنة ؟. وماذا سنفيد منها ؟ .. كذلكم الآيات التي وصفت القرآن بأنه " مبين " ووصفت آياته بأنها " آيات بينات " فهذه تقطع السبيل على من يقولون إن السنة مبينة للقرآن ومفصلة. فهذا هو القرآن يتحدث عن نفسه في آياته القاطعات، بأنه قد اشتمل على كل شيء، وفصل كل شيء، وبين كل شيء، وبهذا يتضح أن السنة لا محل لها من التشريع، ولا حاجة إليها من بيان أو تفصيل أو توضيح.
تفنيد الشبهة والرد عليها :
إن القول بهذه الشبهة يدل على جهل بالقرآن المجيد، وعدم فهم لآياته، بل يدل على سوء قصد لدى القائلين بها. فإن الأمة مجمعة على أن القرآن العظيم قد اشتمل الدين مجملاً في كثير من جوانبه وأحكامه، ومفصلاً في جوانب أخرى، وقد جاءت السنة النبوية المطهرة فبينت المجمل وفصلته، والنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يبين ويفصل إنما ينفذ أمر الله - تعالى - ويؤدي ما وكله الله - تعالى - إليه من بيان القرآن المنزل علىالخلق، تطبيقاً واستجابة لأمر الله - عز وجل - في قوله : ] وأنـزلنا إليــك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل:44 ).
فالقرآن المجيد قد اشتمل على قضايا الدين، وأصول الأحكام الشرعية، أما تفاصيل الشريعة وجزئياتها فقد فصل بعضها وأجمل جمهرتها، وإنما جاء المجمل في القرآن بناء على حكمة الله - عز وجل - التي اقتضت أن يتولى رسوله - صلى الله عليه وسلم - تفصيل ذلك المجمل وبيانه .. وهذا هو ما قام عليه واقع الإسلام، وأجمعت عليه أمته، ومن ثم فلا وزن لمن يقول بغير ذلك أو يعارضه، لأن معارضته مغالطة واضحة وبهتان عظيم، وإذا كان أصحاب هذه الشبهة يزعمون أن القرآن المجيد قد فصل كل شيء، وبين كل صغيرة وكبيرة في الدين ؛ فلنحتكم وإياهم إلى عماد الدين الصلاة ؛ أين في القرآن الكريم عدد الصلوات، ووقت كل صلاة ابتداء وانتهاء، وعدد ركعات كل صلاة، والسجدات في كل ركعة، وهيئاتها، وأركانها، وما يقرأ فيها، وواجباتها، وسننها، ونواقضها، إلى غير ذلك من أحكام لا يمكن أن تقام الصلاة بدونها؟ ومثل ذلك يقال في أحكام العبادات كافة، إن القرآن العظيم قد ورد فيه الأمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج، فأين نجد منه الأنواع التي تخرج منها الزكاة، ومقدار كل نوع، وأين نجد أحكام الصيام ؟ وأين نجد مناسك الحج ؟ إن الله - سبحانه - قد وكل بيان ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى، وجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم-
فقال : " صلوا كما رأيتموني أصلي "، ولم يقل : كما تجدون في القرآن، لأن القرآن قد خلا من تفصيل الأحكام وبيانها.
ولعل من حكمة الله - سبحانه - في ترك التفاصيل والبيان لرسوله - صلى الله عليه وسلم – ؛ أن تفصيل الأحكام وبيان جزئياتها، وتوضيح دقائقها، إنما يكون بالطريق العملي أولى وأجدى، ولو أن الأحكام فصلت قولاً نظرياً، لما استغنت عن بيان عملي واقعي.
ولعله من الحكمة وراء ذلك - أيضا - بيان ما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من منزلة سامية لا يشاركه فيها غيره، ومكانة رفيعة عالية لا يرقى إليها سواه، وذلك بإسناد الله - تعالى - تفصيل الأحكام وبيانها إليه - صلى الله عليه وسلم -، إذ لو كان كل شيء مفصلا مبينا لكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل غيره من الناس مطبقاً لما هو قائم فعلاً، لكن الله - عز وجل - اختصه - صلى الله عليه وسلم - بتفصيل الأحكام وبيان مجمل القرآن تكريماً لشأنه وإعلاء لمنزلته، وليس ذلك أمراً قائماً بذاته، بل هو مبني على ما سبق أن بيناه من حِكَم .
أما هؤلاء الذين أثاروا هذه الشبهة فقد ارتكبوا عدداً من الأخطاء .. أول هذه الأخطاء أنهم لم يحاولوا أن يفهموا الموضوع في إطار القرآن الكريم كله، وإنما أخذوا آية واحدة أو آيات وركزوا كلامهم فيها، وبنوا مذهبهم الفاسد عليها، وتركوا القرآن المجيد كله بما فيه من آيات واضحات تتصل بالموضوع اتصالاً مباشراً. ومن هنا فقد حملوا الآيات التي اختاروها ما لا تحتمل، ووجهوا معناها الوجهات الخطأ التي أرادوها هم، وليس التي تنطق بها الآيات، ومن البدهيات التي يعلمها عامة الناس - بله العلماء - أن القرآن يفسر بعضه بعضا، وأن آياته إنما يفهم بعضها في إطار البعض الآخر، وأن تفسير بعض الآيات بعيداً عن بقية الكتاب الكريم قد يكون خطأ يؤدي إلى محظورين خطيرين؛ الأول : عدم فهم المراد من الآيات فهماً صحيحاً. والثاني: أن يضرب القرآن بعضه ببعض، وأن تعارض بعض آياته بالبعض الآخر، وهذا جرم عظيم، لا يرتكبه إلا مجرم أثيم، وهؤلاء قد اعتمدوا آية أو بضع آيات من القرآن، ثم عزلوها عن بقية ما في القرآن المجيد من آيات بينات في نفس الموضوع، ثم حملوها من المعاني مالا تحتمل، عن سوء قصد وتعسف .. ولعل تفنيد شبهتهم هذه يقتضينا - إلى جانب ما ذكرنا - توضيح معاني الآيات التي استدلوا بها، حتى تبطل شبهتهم هذه بتمامها. وتنهار من أساسها.
إن عمدتهم في الاستدلال على ما ذهبوا إليه هو قول الله - عز وجل: ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [ ( الأنعام:38)، مدعين أن هذه الآية تعني أن الكتاب الكريم قد احتوى تفصيل كل صغيرة وكبيرة وبيانها، ومن ثم فلا حاجة إلى السنة التي تبينه وتفصله، وقد ذهب جمهور المفسرين إلى أن المراد بالكتاب في الآية الكريمة، إنما هو اللوح المحفوظ، وليس القرآن الكريم، وسياق الآية كاملة يرجح هذا، فالآية الكريمة كاملة : ] وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم. ما فرطنا في الكتاب من شيء. ثم إلى ربهم يحشرون [(الانعام:38) فالآية تتحدث عن عظيــم علــم الله - تعالى -، وإحاطته بكل شيء في الوجود من دواب وطيور وغيرها، وقد شمل علم الله - سبحانه - كل شيء، وقدر ما يقع لكل منها، ثم إليـــه يحشــر الكــل. وذلك كقوله - تعالى: ] ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها. إن ذلك على الله يسير[ (الحديد:22). فالكتاب الذي احتوى كل شيء كان أو كائن أو يكون إنما هو اللوح المحفوظ - وعلى تفسير الكتاب بأنه القرآن الكريم، فقد قال المفسرون أن معنى الآية إن الله - تعالى - قد ضمن القرآن الكريم كل ما يحتاج إليه المكلفون من أوامر ونواه، وعقائد وشرائع، وبشارة ونذارة .. إلى غير ذلك، وليس معنى ذلك أنه لا يحتاج إلى السنة المبينة له، فهو وحي، والسنة وحي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، وقد قال عنه ربه - سبحانه - :] وما ينطق عن الهوى.إن هو إلا وحي يوحى[ ( النجم:3-4). فالله - سبحانه - الذي ضمن القرآن العظيم قضايا الدين وأصول الأحكام مجملة، هو - سبحانه - الذي وجه الناس وأرشدهم إلى الطريق الذي يحصلون منه على تفصيل ذلك المجمل وبيانه، وقد جاء التوجيه في القرآن نفسه فقد قال الله - عز وجل - : ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ ( محمد:33) ، وقال -تبارك وتعالى-: ] وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا [ ( الحشر:7). وغير ذلك آيات كثيرة تأمر المؤمنين بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأخذ عنه .. وبذلك يتضح معنى الآية الكريمة : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [، وأن الكتاب لو فسر بأنه القرآن، فإن الله - تعالى - قد ضمنه كل شيء يحتاج إليه المكلف، فما كان فيه من تفصيل كفى، وما كان فيه من إجمال، فقد وجه القرآن المؤمنين إلى الطريق الذي يجدون فيه تفصيل ذلك المجمل، وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذلك يكون القرآن المجيد قد اشتمل كل شيء، وصدق الله العظيم القائل : ] ما فرطنا في الكتاب من شيء [.

الشبهة الثانية :

هذه الشبهة تقوم على أساس ادعائهم أن السنة النبوية ليست وحياً من قبل الله -سبحانه - على رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولكنه اجتهاد وتصرف من النبي - صلى الله عليه وسلم - بمقتضى بشريته، وهو - صلى الله عليه وسلم - بهذا الاعتبار يصيب ويخطئ، فالسنة ليست وحياً، وبالتالي فهي ليست منزهة عن الخطأ، لأن المنزه عن الخطأ إنما هو الوحي، ولا وحي إلا القرآن المجيد. وإذا كانت أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله ليست وحياً، فلسنا ملزمين باتباعها، ولا هي مصدر من مصادر التشريع. وهم يذكرون أموراً يزعمون أنها أدلة على أن السنة ليست وحياً، وإنما هي اجتهاد من النبي - صلى الله عليه وسلم- باعتباره بشراً ...
فمن أدلتهم المزعومة على ذلك، أولاً : مسألة تأبير النخل، حيث أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن يتركوا النخل فلا يؤبِّروه - يلقحوه - فأطاعوا أمره ففسد النخل، وخسر الناس ثمار نخيلهم .. وثانياً : مسألة نزول جيش المسلمين في غزوة بدر، حيث أنزله الرسول - صلى الله عليه وسلم - منزلاً - ثم ظهر خطأ هذا المنزل، فانتقل الجيش إلى منزل آخر بناء على رأى صحابي من أصحابه - رضوان الله عليهم - .. وثالثاً : مسألة أسرى بدر، حيث استحياهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم يقتلهم، وأخذ منهم الفداء،ونزل القرآن مبيناً خطأ ذلك الاجتهاد وإصابة اجتهاد عمر ورأيه في المسألة. ورابعاً : اعتبار الصحابة -رضوان الله عليهم- أن السنة ليست وحياً، وإقرارهم بذلك عملياً، وذلك حين خالفوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية، حين ذبح وحلق، بينما رفضوا هم ذلك معتبرين ذلك اجتهاداً من النبي، وليس وحياً، ولو اعتبروه وحياً ما خالفوا( ).
الرد على هذه الشبهة وتفنيدها :
إن هذه الشبهة التي أوردها هؤلاء سبقهم إليها بعض الطوائف من منكري سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذكرنا ما زعموه أدلة لهم على ما ذهبوا إليه، وهذه الشبهة مع ما زعموه أدلة عليها ما كان ينبغي أن تصدر عن مسلم، أو عمن يدعي أنه مسلم، فإن الأمة المسلمة مجمعة سلفاً وخلفاً وإلى أن تقوم الساعة على أن السنة النبوية المطهرة وحي من قبل الله - تعالى - على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق عن الهوى، وإجماع الأمة المسلمة على ذلك ليس صادراً عن فراغ أو عن هوى، ولكنه الحق الذي لا يعارضه إلا غويٌّ مبين ..
والأدلة على أن السنة وحي من الله - تعالى - على نبيه - صلى الله عليه وسلم - كثيرة وعديدة سبق أن ذكرناها في مبحث حجية السنة، لكن لا بأس من الإشارة إلى أهمها هنا:
أولاً : إخبار الله - تعالى - بذلك في نصوص قاطعة في آيات بينات من القرآن المجيد الذي ينتسب إليه هؤلاء .. من ذلك قوله - عز وجل - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : ]وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم:3-4 ). ومن ذلك قوله - عز وجل - عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - : ] ولو تقول علينا بعض الأقاويل، لأخذنا منه باليمين، ثم لقطعنا منه الوتين، فما منكم من أحـد عنه حاجزين [ ( الحاقة:44-47). فهذه الآيات ليس فيها إخبار بأن الرسول لا ينطق إلا بالوحي فقط، بل فيها إخبار بأنه - صلى الله عليه وسلم - لو افترى على الله - تعالى - شيئاً لم يوحه الله إليه لقتله الله وقضى عليه.. وحيث إن الله - تعالى - لم يأخذ من رسوله باليمين، ولم يقطع منه الوتين، أي لم يقض عليه، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ما نطق إلا بما أوحاه الله - تعالى - إليه.
ثانياً : النصوص القاطعة من كتاب الله المجيد التي يأمر الله - عز وجل - فيها المؤمنين باتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل ما يأخذ وما يدع، وما يأمر وما ينهى، من ذلك قول الله - تبارك وتعالى:] وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا[( الحشر:7). وقول الله - سبحانه - : ] يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم [ ( محمد:33).
ثالثاً : ترتيب الله - تعالى - الإيمان على طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والرضا بحكمه، والتسليم لأمره ونهيه في كل ما يراه ويحكم به، وذلك في قول الله - عز وجل - : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما [ (النساء:65 ). ومن ذلك وصف الله - تعالى - المؤمنين بأن شأنهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقولوا سمعنا وأطعنا، وذلك في قوله - سبحانه - :] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [ ( النور:51).
رابعاً : إجماع الأئمة كلها على أن السنة وحي من قبل الله - عز وجل - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وبخاصة صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين - حيث كانوا في حياته الشريفة يحفظون أقواله - صلى الله عليه وسلم - ويتذاكرونها فيما بينهم، وكانوا يتحرون الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في كل ما يأتي وما يذر - فيما ليس بخصوصية له - صلى الله عليه وسلم - مستجيبين لتوجيه الله - تعالى - في قوله لأمة الإسلام : ] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [ (الأحزاب:21 ). وقد كان الذي يعرف الكتابة منهم يكتب لنفسه خاصة. وقد كان ثمة عدد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكتبون لأنفسهم في حياته الشريفة. ثم بعد حياته - صلى الله عليه وسلم – كانت المسألة تُعرَضُ للصحابة - رضوان الله عليهم - فيبحثون في القرآن، فإذا لم يجدوا حكمها، بحثوا في السنة الشريفة وحكموا فيها بما وردت به السنة، وكان سائلهم يسأل أصحابه وإخوانه قائلاً : أنشدكم الله هل سمع أحدكم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً في المسألة ؟ فإذا جاءهم حكم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على لسان أصحابه أو بعضهم سارعوا إلى تطبيقه والأخذ به .
هذه تذكرة بالأدلة القاطعة على أن السنة وحي من عند الله - تعالى - وقد سبق أن فصلنا ذلك في مبحث سابق عن حجية السنة، بما يغني عن الإعادة هنا.
أما ما أثاروه من مغالطات مدعين أنها أدلة على أن السنة النبوية المطهرة ليست وحياً ؛ فهو كلام ظاهر البطلان. ونحن نرد عليه - رغم وضوح بطلانه - إبطالاً لمزاعمهم.



فقضية الأسرى بدأت بالرأي، ثم انتهت بالوحي. وهذه القضية بجملتها شاهدة على أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقول ولا يفعل - فيما يتصل بالدين - إلا بوحي من عند الله - سبحانه -، وأن الله - سبحانه - لا يدع رسوله - صلى الله عليه وسلم - على غير صواب، حتى في حالة تصرفه برأيه واجتهاده وذلكم هو الأمر الهام الذي نَوَّهنا به قبلا، وخلاصته أن قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفعله في أمور الدين وحي، حتى ولو قال برأيه. لأنه إن قال أو فعل برأيه وكان صواباً موافقا لأمر الله أقره الله - تعالى - على ذلك. وكان إقرار الله - سبحانه - له دليلاً على موافقة عمله لمراد الله - تعالى - فيكون وحياً، وإن كان اجتهاد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس صواباً موافقاً لمراد الله - سبحانه - فإن الله - تعالى - لا يقره على ما قال أو فعل اجتهاداً، بل يصوب له ويصحح. وذلك كما حدث في أسرى بدر. حيث نزل فيها القرآن مصوباً ؛ وكما حدث في أوائل سورة “ عبس “ حيث نزل القرآن معاتباً .. وهكذا يتضح أن واقعة أسرى بدر شاهدة بأن السنة وحي من عند الله تعالى -، وأن الله - سبحانه - يحيط أقوال وأفعال رسوله بالوحي حتى ولو اجتهد برأيه.
وفيصل الأمر في القضايا الثلاث التي أثاروها شبهة من شبهاتهم ظانين أنها دليل على أن السنة النبوية ليست وحياً ؛ أن ما يصدر عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – نوعان : نوع يفعله بمقتضى بشريته – صلى الله عليه وسلم -، دون أن يوحى إليه فيه بشيء، وهذا النوع لا صلة له بالتشريع، وذلك في جل شؤونه المعيشية التي لا يتعلق شيء منها بالدين حلاً أو حرمة ومن ذلك رأيه في تأبير النخل. ونوع آخر يفعله – صلى الله عليه وسلم – بمقتضى كونه بشرا رسولاً، وفعله هذا إنما يقوم على وحي من قبل الله – تعالى. والأمران الأولان : تأبير النخل، ومنزل الجيش في بدر، من النوع الأول الذي فعله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – برأيه. والأمر الثالث اجتهد فيه الرسول – صلى الله عليه وسلم – رأيه وآراء محل مشورته من الصحابة – رضوان الله عليهم -، فنزل الوحي مصوباً ومبيناً الحكم الصحيح.

__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-04-2011, 10:47 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

الشبهة الثالثة :
خلاصة هذه الشبهة قولهم: إن السنة لم تكن شرعاً عند النبي - صلى الله عليه وسلم-، ولم يقصد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تكون سنته مصدراً تشريعياً للدين، وما قال شيئاً أو فعله بقصد التشريع، ولم يرد النبي - صلى الله عليه وسلم - في حياته أن يكون ثمة مصدر تشريعي سوى القرآن المجيد. بل كان مصدر التشريع عند الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو القرآن وحده، وكذلك فهم الصحابة - رضوان الله عليهم -، وجاء عهد التابعين الذين بدأت فيه فتنة القول بالسنة، وأنها مصدر من مصادر التشريع، وكانت تلك قاصمة الظهر بالنسبة للدين، حيث دخل فيه ما ليس منه، واختلط بالوحي الصحيح الخالص الذي هو القرآن، ما ليس من الوحي بل هو كلام البشر، نعني بذلك سنة النبي.
وهم يزعمون أن لهم أدلة على ذلك. منها :



الرد على الشبهة وتفنيدها :
هذه شبهتهم، وتلك أدلتهم عليها، والشبهة ساقطة، وأدلتها أشد منها سقوطا وافتراء. فالأمة المسلمة مجمعة سلفاً وخلفاً وحتى قيام الساعة - بحول الله تعالى - على أن سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وقد أقمنا الأدلة وافية - بفضل الله - على أن السنة وحي من الله - سبحانه - على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكون السنة وحيا من عند الله - تعالى - قاطع وكاف بذاته على أنها شرع الله - تعالى - إلى الناس، فهي المصدر الثاني للتشريع بلا ريب .. ولكنا نزيد الأمر وضوحاً، ونرد على ما زعموه أدلة على شبهتهم تلك .

وأما احتجاجهم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كتابة غير القرآن، وغير القرآن هو السنة. فهو احتجاج باطل من وجوه. أولها: أن هذا الحديث الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري، وهو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تكتبوا عني، ومـن كتب عني غير القرآن فليمحه ). هذا الحديث معلول “ أعله أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله البخاري وغيره بالوقف على أبي سعيد ". ولو صرفنا نظراً عن هذا، فإن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما نهى عن الكتابة، فقد ورد عنه – صلى الله عليه وسلم – الإذن بها، بل الأمر بها في أحاديث أخر، ولذلك قلنا إن استدلالهم فيه تدليس، حيث ذكروا حديث النهي، ولم يشيروا إلى أحاديث الإذن وهي كثيرة. منها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم الفتح فقال “ إن الله حبس عن مكة القتل – أو الفيل الشك من البخاري – وسلط عليهم رسول الله والمؤمنون .. " ولما انتهى من خطبته جاء رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول الله فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: ( اكتبوا لأبي شاة ) ( ).. ومنها : ما روي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال : " ما كان أحد أعلم بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مني إلا عبد الله بن عمرو فقد كان يكتب ولا أكتب "( ). ومن ذلك ما روي عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن بعض الصحابة حدثه فقال : إنك تكتب عن رسول الله كل ما يقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم - بشر يغضب فيقول ما لا يكون شرعاً، فرجع عبد الله إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بما قيل له، فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم: (اكتب، فوالذي نفسي بيده ما يخرج من فمي إلا الحق)( ). وهذه الروايات في الصحيح، وهناك غيرها ضعيف وهي كثيرة. فإذا ما وازنا بين روايات المنع وروايات الإذن، “ وجدنا أبا بكر الخطيب - رحمه الله - (ت463هـ ) قد جمع روايات المنع فلم يصح منها إلا حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - السابق ذكره، وقد بينا أن الإمام أبا عبد الله البخاري قد أعله بالوقف على أبي سعيد، وكذلك فعل غيره “( ). بينما أحاديث الإذن كثيرة. والصحيح منها كثير، روينا بعضه، ومنها : إضافة إلى ما سبق أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في مرض موته : ( ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده ) ( ).
وقد اجتهد العلماء في الجمع بين أحاديث الإذن وأحاديث المنع، فنتج عن ذلك آراء أهمها :
أ - أن ذلك من منسوخ السنة بالسنة. أي أن المنع جاء أولاً، ثم نسخ بالإذن في الكتابة بعد ذلك. وإلى ذلك ذهب جمهرة العلماء، ومنهم ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث، وقد قالوا إن النهي جاء أولاً خشية التباس القرآن بالسنة، فلما أمن الالتباس جاء الإذن.
ب- أن النهي لم يكن مطلقاً، بل كان عن كتابة الحديث والقرآن في صحيفة واحدة. أما في صحيفتين فمأذون به.
ج- أن الإذن جاء لبعض الصحابة الذين كانوا يكتبون لأنفسهم، ويؤمن عليهم الخلط بين القرآن والسنة.
وهناك آراء غير ذلك، لكن الذي يتضح من روايات المنع وروايات الإذن أن الإذن جاء آخراً، فإن كان نسخ فهو الناسخ للمنع. وهذا الذي رواه الجمهور( ).
وبهذا يسقط استدلالهم بحديث المنع الذي رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه - هذا الحديث الذي يعدونه حجر الزاوية في احتجاجهم بعدم تشريعية أو حجية السنة، ويكثرون اللجاج به كتابة ومناظرة( ).

وقد كان الصحابة يقطعون المسافات الطويلة ليسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حكم الله في بعض ما يعرض لهم. يروي البخاري عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - “ أن امرأة أخبرته أنها أرضعته هو وزوجه فركب من فوره من مكة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة. فلما بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأله عن حكم الله فيمن تزوج امرأة لا يعلم أنها أخته من الرضاع، ثم أخبرته بذلك من أرضعتهما ؟ فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - (كيف وقد قيل ؟ ) ففارق زوجه لوقته وتزوجت بغيره ..
وكان الصحابة – رضي الله عنهم – حريصين على أن يسألوا أزواج النبي – رضوان الله عليهن – عن سيرته وسنته في بيته، وكانت النساء يذهبن إلى بيوت أزواج النبي يسألنهن عما يعرض لهن، وهذا معروف مشتهر غني عن ذكر شاهد أو مثال.
بل لقد بلغ من حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على الالتزام بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يلتزمون ما يفعل ويتركون ما يترك دون أن يعرفوا لذلك حكمة، ودون أن يسألوا عن ذلك، ثقة منهم بأن فعله - صلى الله عليه وسلم - وحي. فقد أخرج البخاري في صحيحه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " اتخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتماً من ذهب فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، ثم نبذه النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: ( إني لن ألبسه أبداً ) فنبذ الناس خواتيمهم "( ).
وروى القاضي عياض في كتابه " الشفا " عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: " بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعها عن يساره، فلما رأى القوم ذلك ألقوا نعالهم، فلما قضى صلاته قال : ( ما حملكم على إلقاء نعالكم) ؟ قالوا : يا رسول الله رأيناك ألقيت نعليك، فقال : ( إن جبريل أخبرني أن فيهمــا قذرا) ( ).
وأورد ابن عبد البر في “ جامع بيان العلم وفضله " عن ابن مسعود - رضي الله عنه " أنه جاء يوم الجمعة والنبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فسمعه يقول : ( اجلسوا ) فجلس بباب المسجد - أي حيث سمع النبي يقول ذلك - فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : (تعال يا عبد الله بن مسعود) ( ).
إلى هذا الحد بلغ حرص الصحابة - رضوان الله عليهم - على معرفة سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله، والالتزام بها، والاستجابة لأمره ونهيه من فورهم - كما فعل عبد الله بن مسعود -، ومن غير أن يدركوا حكمة الفعل - كما في إلقائهم نعالهم في الصلاة، ونبذهم خواتيم الذهب -، ولم يكن ذلك إلا استجابة لله - تعالى - في أمره بطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والاقتداء به كما في قوله - عز وجل - : ] لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا [ (الأحزاب:21 ). ثم استجابة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - في أمره الأمة باتباع سنته والالتزام بها، كما في قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( خذوا عني مناسككم ) ( ). وقوله - عليه الصلاة والسلام - : (صلوا كما رأيتموني أصلي) ( ). وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى) قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) ( ). وقوله - صلى الله عليه وسلم - ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ) ( ).
هذا قليل من كثير مما يبين موقف الصحابة - رضوان الله عليهم - من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو موقف يتسم بالحرص الشديد والاهتمام البالغ على معرفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظها والالتزام بها، بل وتبليغها إلى من يسمعها استجابة لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (نضر الله امرأ سمع مقالتي ووعاها فأداها كما سمعها، فرب مبلَّغ أوعى من سامع ) ( ).
ومن هذا يتبين مدى كذب أعداء السنة وأعداء الله ورسوله في ادعائهم الذي سلف ذكره.

أما أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، فهذا باطل، والحق أنهم كانوا يخشون روايتها ويهابون من ذلك، لعظم المسؤولية، ووعيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على من يكذب عليه. في قوله - عليه السلام - ( من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) ( ). ولقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - بين أمرين هم حريصون على كل منهما ؛ أولهما : تبليغ دين الله إلى من يليهم من الأمة، ثانيهما : التثبت والتحري الشديد لكل ما يبلغونه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. لذلك كان الواحد منهم يمتقع وجهه، وتأخذه الرهبة وهو يروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. فالصواب - إذن - أن الصحابة كانوا يهابون رواية الحديث بسبب شدة خوفهم من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو الخطأ فيما يروون. وليس كما يزعم هؤلاء، أن ذلك لأنهم كانوا يرون السنة غير شرعية، أو أنها ليست مصدراً تشريعياً.
أما دعوى حبس عمر - رضي الله عنه - ثلاثة من أصحابه هم : عبد الله بن مسعود، وأبو ذر، وأبو الدرداء - رضي الله عنهم – ؛ فهذه رواية ملفقة كاذبة، جرت على الألسنة، وقد ذكرها البعض كما تجري على الألسنة وتدون في كتب الموضوعات من الأحاديث والوقائع، فليس كل ما تجري به الألسنة أو تتضمنه بعض الكتب صحيحاً، وقد تولى تمحيص هذه الدعوى الكاذبة الإمام " ابن حزم " – رحمه الله – في كتابه : “ الإحكام “ فقال : ((وروي عن عمر أنه حبس ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا ذر من أجل الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد أن طعن ابن حزم في الرواية بالانقطاع محصها شرعاً فقال : “ إن الخبر في نفسه ظاهر الكذب والتوليد، لأنه لا يخلو : إما أن يكون عمر اتهم الصحابة، وفي هذا ما فيه. أو يكون نهى عن نفس الحديث وتبليغ السنة وألزمهم كتمانها وعدم تبليغها، وهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، وهذا قول لا يقول به مسلم، ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين فلقد ظلمهم، فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات أي الطريقين الخبيثين شاء "( ).
هكذا يتضح كذب ادعائهم وفساد ما بنوه على هذا الادعاء.
الشبهة الرابعة :
خلاصة شبهتهم هذه ؛ أن الإسلام جاء يدعو إلى أمة واحدة تحت راية كتاب الله القرآن – يقـــول الله - تعالى - ] إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون [ ( الأنبياء:92). وقد جاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طوال حياته الشريفة لتحقيق هذه الغاية، حتى نجح في ذلك بفضل اعتماده القرآن وحده، وترك الأمة على ذلك .. وقد ظلت الأمة واحدة طالما كانت تحت راية القرآن وحده. حتى جاءت المؤامرة التي قام بها مدونو كتب السنة. حيث تسببوا بتدوين السنة، والدعوة إليها، وشغل الناس بها إلى تفريق الأمة، وقد جاء الفقهاء فبنوا على السنة، فازدادت الأمة افتراقاً، ولو أن الأمة تركت السنة وعادت إلى القرآن وحده لخرجت من فرقتها، وعادت إليها وحدتها وعزتها وأخذت مكانتها بين الأمم المتقدمة.
ولأن السنة هي سبب تفرق الأمة وتصدع وحدتها ؛ فلم يقم بها، ولم يشتهر بالتدوين فيها عربي واحد، بل كان جميع المشتغلين بالسنة من أهل فارس، وبخاصة الكتب الستة، فإن الذين دونوها وشغلوا الناس بها من الفرس الحاقدين على الإسلام، وقد وضعوا كتبهم للكيد للإسلام وتصديع وحدة الأمة المسلمة، فتدوين كتب السنة - إذن - كان مؤامرة فارسية سقطت في أتونها الأمة المسلمة، يقول " عبد الله جكرالوي " " لا ترتفع الفرقة والتشتت عن المسلمين، ولن يجمعهم لواء ولا يضمهم فكر واحد، ما داموا مستمسكين بروايات زيد وعمرو"( ). ويقول " حشمت علي " : " لن تتحقق وحدة المسلمين ما لم يتركوا كتبهم الموضوعة في طاعة رسول الله "( )، ويقول " برويز " : " قد فاق تقديس هذه الكتب - كتب السنة - كل التصورات البشرية، مع أنها جزء من مؤامرة أعجمية، استهدفت النيل من الإسلام وأهله، ثم يفسر تلك المؤامرة ويبين القائمين بها فيقول " فما أصحاب الصحاح الستة إلا جزء من تلك المؤامرة، لذا نجدهم جميعاً إيرانيين، لا وجود لساكن الجزيرة بينهم "( ).
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن هذه الشبهة تذكرنا بالمثل : " رمتني بدائها وانسلت ". أو ما يقول علماء النفس عن داء " الإسقاط " وهو داء نفسي يبتلى به بعض الناس المصابين بنقائص معينة، فحتى يبرئ نفسه منها يسارع فيسقطها على الآخرين ويتهمهم بها .. فهؤلاء أعداء السنة، وأعداء الدين، وأعداء أمة المسلمين، هم الذين خرجوا على إجماع الأمة، ومن قبل ذلك خرجوا على القرآن المجيد كتاب الله الذين ينسبون أنفسهم إليه ظلماً وزورا، وخرجوا على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فهم أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وأعداء القرآن والسنة، فهؤلاء هم الذين صدعوا وحدة الإسلام والأمة، وفرقوا كلمتها، وخرجوا على جماعتها. هؤلاء يأتون فيرمون أهل السنة، أهل الإسلام، جماعة المسلمين بأنهم هم الذين فرقوا الأمة. وهؤلاء الذين خرجوا على جماعة المسلمين برفضهم السنة النبوية، يرمون الأمة المسلمة بأنها خرجت عليهم وفرقت المسلمين بتمسكهم بالسنة النبوية المطهرة .. فهل يوجد ثمة تبجح وادعاء، ومكابرة، وقلب للأوضاع، ورمي للأبرياء بما فيهم من أدواء، كمثل هذا الذي فعله منكرو السنة في شبهتهم هذه ؟ ] سبحانك هذا بهتان عظيم [ ( النور:16).
ثم إن هؤلاء الذين يتهمون المسلمين المتمسكين بالسنة النبوية بأنهم تفرقوا بسبب استمساكهم بالسنة، وعدم اقتصارهم على القرآن وحده، وقد زعموا أنهم مقتصرون على القرآن وحده طلباً لوحدة الأمة ؛ نقول : هل أفلح هؤلاء في أن يكونوا فريقا واحدا ؟ إنهم بعد أن تركوا السنة طلبا للوحدة - كما يزعمون زوراً - تحولوا فيما بينهم إلى طوائف وفرق، وكل فرقة تحاول أن تنتشر على حساب الأخرى، وتستقطب أتباع الأخرى، لِمَ لم يتوحدوا هم في فرقة واحدة إذا كان مطلبهم الوحدة ؟
إننا حين سمعنا بهم ونحن بإسلام أباد بباكستان، كنا نظنهم فرقة واحدة، وظل ذلك ظنا لدينا حتى اجتمعنا ببعضهم " بكراتشي " وبعد أن انفض الاجتماع وكنا نستعد للسفر إلى مدينة " هاري بور " للقاء " بير عبد الدايم " زعيم " البريلويين " هناك للنظر في عقائد هؤلاء الناس، فوجئنا بمضيفنا يقول : هناك طائفة أخرى يمكن أن تجتمعوا ببعض رؤسائها إذا انتظرتم إلى الغد .. فعرفنا أنهم طوائف. ثم إنهم ينعون على الأمة المسلمة المذاهب الفقهية، ويسمون ذلك تفرقاً وتشتتاً، فهل أفلحوا هم في أن يكونوا مذهباً واحداً في الفقه ؟ " لنأخذ الصلاة مثالاً للواقع الملموس بينهم، فمن قائل بأدائها خمساً، وآخر أربعاً وثالث ثلاثا والرابع مرتين في اليوم والليلة، وكل صاحب رأي من هذه الآراء يزعم أنها صلاة القرآن، وأما اختلافهم في جزئياتها من حيث عدد الركعات والهيئة فحدث عنه ولا حرج "( ).
أما الزعم بأن كل الذين دونوا السنة وجمعوها وميزوها من الأعاجم المتآمرين على أمة الإسلام فذلك كذب صراح وافتراء بواح في شقيه ؛ في الزعم بأن مدوني السنة جميعهم عجم، وفي الزعم بأن التدوين كان مؤامرة.
أما الشق الأول فيكذبه الواقع، فإن أول من دون السنة وجمعها كانوا عربا صرحاء، فقد بدأ الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة - رحمه الله - وذلك في موطَّئه. وجاء بعده الحميدي القرشي في مسنده، وجاء بقية السلف الصالح في عصره الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وهكذا تتابع التدوين، وهؤلاء الأوائل جميعهم عرب صرحاء. أما عن الكتب الستة ؛ فدعواهم أن واضعيها من العجم كذب وافتراء. فالإمام مسلم والإمام الترمذي والإمام أبو داود جميعهم من العرب، فكيف يقال إنهم من العجم ؟ وإنهم صنعوا بذلك مؤامرة على المسلمين ؟
إن هؤلاء يقلبون الأوضاع، ويعكسون الأمور، ويرمون الأبرياء بما هم فيه من بلاء، فمن هم الذين يتآمرون على الإسلام والمسلمين ؟ ومن هم الذين فارقوا الجماعة، وفرقوا الأمة ؟ هل هؤلاء هم البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه ؟ هؤلاء الأئمة الأعلام الذين حفظ الله بهم دينه، وذلك بحفظهم وحفاظهم سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، إن هؤلاء هم الذين - حفظ الله - بهم دينه، وعصم الله - تعالى - بهم الأمة عن التفرق والشتات، إن المرء ليعجب كيف يصل التبجج والافتراء إلى مستوى يتهم فيه عاقل - حتى ولو لم يكن مسلماً - إماماً كالبخاري أو مسلم بأنه فرق الأمة وتآمر على الإسلام( ).
إن الواقع الملموس يبين أن هؤلاء الكافرين بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخارجين عن طاعة الله - تعالى - وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هم المتآمرون على الإسلام، المفرقون أمة المسلمين، المارقون من الدين، الشاذُّون عن الجماعة.
الشبهة الخامسة :
وهذه الشبهة ليست من إنشائهم، بل قال بها بعض منكري السنة السابقين، وبخاصة هؤلاء الذين اتخذوا من الاعتزال ستاراً يخفون وراءه زندقتهم، ثم يهاجمون الإسلام، من أمثال النظام وبشر المريسي وغيرهم.
وهذه الشبهة تقوم عندهم على الزعم بأن الاحتكام إلى السنة والالتزام بها مؤدّ إلى الشرك والكفر. فإن الاسلام يقوم على أن الحاكم هو الله وحده، وأن الحكم له وحده - سبحانه - يقول - تعالى - : ] إن الحكم إلا لله [ (الأنعام:57 و يوسف:40،67 ). ويقول - عز وجل - : ] ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين [ ( الأنعام:62). وإذا كان الإسلام يقوم على أن الحكم لا يكون إلا لله - سبحانه - ؛ فإن الاحتكام إلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه إشراك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحكم مع الله - سبحانه -، وذلك كفر وشرك. ولا خروج من ذلك الشرك والكفر إلا بالاحتكام إلى كتاب الله القرآن وحده، ونبذ السنة وعدم اعتبارها.
الرد على الشبهة وتفنيدها :
هذه الشبهة تقوم على أمرين فرغنا من الحديث عنهما :
الأمر الأول : أن السنة ليست وحياً من عند الله - تعالى - وبالتالي فليست شرعاً يحتكم الناس إليه.
الأمر الثاني : أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليست من طاعة الله - سبحانه - بل بين طاعة الرسول وطاعة الله تعارض وتضارب، بحيث تكون طاعة الرسول نقضاً لطاعة الله - تعالى -، وبذلك يتحقق كونها عندهم شركا بالله.
وهذان الأمران قد سبق أن أوفينا الكلام فيهما. حيث أثبتنا أن السنة النبوية وحي من عند الله - سبحانه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا ينطق إلا بوحي الله - تعالى -، ويكفي هنا أن نذكر بقول الله - عز وجل - في حق رسوله - صلى الله عليه وسلم - : ] وما ينطق عن الهوى% إن هو إلا وحي يوحى [ (النجم:3-4 ). وكذلك قد بينا أن السنة شرع الله - سبحانه - كما أن القرآن شرع الله - عز وجل -، وقد بينا - آنفاً - أن السنة بمنزلة القرآن من حيث حجية التشريع ومصدريته، ويكفي - كذلك - أن نذكر هنا بقول الله - عز وجل - مخاطباً رسوله - صلى الله عليه وسلم - : ] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممـا قضيت ويسلموا تسليما [ ( النساء:65) ، ويقول الله – سبحانه - : ] إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكـم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون [ ( النور:51).
فهذه الآيات نصوص قرآنية قاطعة في أن السنة النبوية وحي من عند الله - تعالى -، وأن كل ما يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - أو يفعل - فيما يتصل بأمور الدين - إنما هو الحق من عنـد الله، وكذلك تدل الآيات على وجوب الاحتكام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والرضا بما يحكم به، والتسليم والإذعان لذلك. وأن من لم يحتكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولم يرض بحكمه هو خارج عن الإيمان، وليس له حظ من الإسلام.
أما كون طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجبة على المسلم، وأنهـا من طاعة الله – تعالى -، فقد أوفينا الكلام عنها كذلك. ويكفي أن نذكر بقول الله – عز وجل : ] من يطع الرسول فقد أطاع الله، ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا [ (النساء:80 ).
فهذه آيات قاطعات في أن الاحتكام إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - وطاعته إنما هو احتكام إلى الله تعالى - وطاعة له - سبحانه - وقد قال الله - تعالى - : ]من يطع الرسول فقد أطاع الله [. وهؤلاء يقلبون الآية القرآنية فيزعمون أنه " من يطع الرسول فقد أشرك بالله “ - عياذاً بالله، وليس بعد هذا الضلال ضلال.
1- أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أمر أصحابه بكتابة القرآن الكريم، وحضهم على ذلك، ونهى أصحابه عن كتابة شيء من السنة قولاً كانت أو فعلا، وذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا تكتبوا عني، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) ( ). 2- أن الصحابة - رضوان عليهم - عرفوا من النبيe أن السنة ليست شرعاً فأهملوا كتابتها وحفظها، رغم اهتمامهم الشديد بكتابة القرآن المجيد على كل ما يصلح أن يُكْتب عليه. 3- أن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - ومنهم الخلفاء الراشدون - كانوا يكرهون رواية الأحاديث، ويحذرون منها، وكان عمر - رضي الله عنه - يهدد رواة الحديث ويتوعدهم، وقد حبس عمر بن الخطاب عدداً من الصحابة بسبب روايتهم للحديث تنفيذاً لوعيده وتهديده إياهم بعدم رواية الحديث. 1- أما قولهم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى عن كتابة الحديث، بينما حضَّ على كتابة القرآن وحفظه، وكان له - صلى الله عليه وسلم - كتبة القرآن ؛ فقول مبالغ فيه، ويقوم على التدليس وذكر بعض الحق وإخفاء البعض .. وليس من شك في أن القرآن المجيد قد لقي من العناية بكتابته وحفظه ما لم يكن للسنة النبوية. فهو مصدر الدين الأول، وهو أعلى من السنة منزلة وقداسة، وهو أحق بالعناية والاهتمام بكتابته وحفظه، لذلك حظي القرآن من العناية بما لم تحظ به السنة وبخاصة تدوينها وكتابتها .. والأسباب التي جعلت الصحابة يهتمون بكتابة القرآن فوق اهتمامهم بكتابة السنة كثيرة. منها : أن القرآن الكريم محدود بحدود ما ينزل به جبريل على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكتابته والإحاطة به أيسر، وهم على ذلك أقدر، أما السنة النبوية من أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله فكثيرة ومتشعبة تتضمن أقواله - عليه السلام - وأفعاله اليومية، وعلى مدى ثلاث وعشرين سنة عاشها - صلى الله عليه وسلم - بينهم، وهذا أمر يشق كتابته وتدوينه، وبخاصة إذا أخذنا في الاعتبار ندرة أو قلة الكاتبين بين الصحابة - رضوان الله عليهم -. ومنها : أن كتابة القرآن ضرورة يفرضها ويحتمها كون القرآن العظيم وحي الله - تعالى - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلفظه ومعناه، ولا تجوز روايته بالمعنى، أما السنة فتجوز روايتها بالمعنى، ويجوز في السنة أن يقول القائل : " أو كما قال " وما هو من قبيلها، وليس ذلك جائزاً في القرآن. ومنها : أن الكاتبين بين الصحابة -رضوان الله عليهم - كانوا قلة، وليس في مقدورهم أن يكتبوا السنة والقرآن معاً، وإذا كان ثمة اختيار بين أيهما يكتب الصحابة العارفون الكتابة، فليكن المكتوب هو القرآن، وذلك حتى يسلموه لمن بعدهم محرراً مضبوطاً تاماً لم يزد فيه ولم ينقص منه حرف. 2- أما قولهم إن الصحابة - رضوان الله عليهم - قد فهموا من النبي - صلى الله عليه وسلم - أن السنة ليست شرعاً فانصرفوا عنها، ولم يهتموا بكتابتها أو الالتزام بها ؛ فهذا من الكذب والمكابرة، والمطلع على المدونات في كتب السنة، وتاريخ العلوم، وما كتب العلماء في مواقف الأمة المسلمة من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وبخاصة موقف الصحابة – رضوان الله عليهم – من سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقطع بكذب هؤلاء ويعجب من مدى تبجحهم وافترائهم على الحق، إلى حد قلب الأوضاع وعكس الأمور. فقد كان أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحرص الخلق على ملاحظة أقوال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأفعاله وحفظها، والعمل بها، بل بلغ من حرصهم على تتبع كل صغيرة وكبيرة وحفظها ووعيها والعمل بها أن كانوا يتناوبون ملازمة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يحدث عنه البخاري بسنده المتصل إليه. يقول : " كنت وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد - من عوالي المدينة - وكنا نتناوب النزول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ينزل يوماً، وأنزل يوماً، فإذا نـزلت جئته بخبر ذلك اليوم، وإذا نزل فعل مثل ذلك"( ) وما كان ذلك إلا لحرصهم الشديد على معرفة سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعها والالتزام بها ... 3- وأما دعواهم بأن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، وكان عمر - رضي الله عنه -( ) يتهدد رواة السنة، وأنه نفذ وعيده فحبس ثلاثة من الصحابة بسبب إكثارهم من رواية السنة ؛ فهذا كذب يضاف إلى ما سبق من دعاواهم الكاذبة، وفيه جانب من التدليس الذي لا يخلو عنه كلامهم.
الشبهة السادسة :
وتتمثل هذه الشبهة في زعمهم ؛ أن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقوال وأفعال ليس لها صفة العموم الزماني والمكاني، إذ هي أحكام أصدرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في زمانه وفقاً لظروف أصحابه الذين كانوا معه، وظروف أصحابه كانت مرتبطة بهم وبزمانهم ومكانهم وأحوالهم الخاصة بهم. وقد انقضى ذلك الزمان بأشخاصه وظروفهم وأحوالهم، وقد تغير الزمان، وتغيرت الظروف، ومن ثم لم تعد تلك الأقوال والأفعال الخاصة بذلكم الزمان، صالحة لزماننا ولا لظروفنا، ويترتب على ذلك أن طاعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي كانت واجبة على أصحابه في زمانه، لم تعد واجبة علينا، ولا سنته التي كانت ملزمة لهم ملزمة لنا.
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن القول بهذه الشبهة مبني على الزعم بأن السنة ليست وحياً، وليست شرعاً، وقد سبق أن رددنا على ذلك. لكن هذه الشبهة تثير قضية أخرى زيادة على ما تقدم. وهي قضية الأحكام الشرعية التي وردت في أسباب خاصة، وهذه في القرآن المجيد يُعَنْون لها بـ " أسباب النزول ". وقد ورد جانب كبير من الأحكام الواردة في القرآن الكريم على هذا النحو، أي نزل في أسباب خاصة كما في أحكام الظهار في أول سورة المجادلة. لكن العلماء لم يذهبوا إلى القول بأن هذه أحكام خاصة بأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبزمانهم ولم تعد صالحة لزماننا، بل وضعوا القاعدة الأصولية المشهورة والتي يعرفها عامة المسلمين، والتي تقول " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ". ومقتضى هذا أن الحكم ينزل في واقعة معينة، ثم يطبق على كل ما يماثلها وحتى آخر الزمان.
ومثل هذا الذي قيل في أحكام القرآن المجيد، قاله العلماء في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلم يفرقوا بين القرآن والسنة في ذلك لكونهما وحي الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فالقرآن وحي الله، والسنة وحي الله. وقد سبق أن بينا ذلك بإفاضة.
والقول باقتصار السنة على زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه - رضوان الله عليهم - مؤدٍّ - بالضرورة - إلى القول بمثل هذا في القرآن المجيد، لأن ثمة تلازما بين القرآن والسنة من حيث التشريع والحجية، ومن حيث إنهما خطاب للخلق من الجن والإنس في كل زمان ومكان. وإلا فماذا نقول في الآيات القرآنية التي وردت تأمر الأمة المسلمة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كقوله - تعالى - : ] وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون [ (النور:56 ). هذا الأمر إما أن يكون صالحاً لكل زمان ومكان، وصلاحيته هذه قائمة إلى قيام الناس لرب العالمين، فتكون السنة المأمور بطاعة الرسول فيها قائمة ومستمرة، ويكون كلامهم باطلاً، أما إذا كانت السنة - كما يزعمون غير صالحة بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فيكون الأمر باتباعها وطاعة صاحبها كذلك غير صالح بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ويؤول الأمر إلى أن يقولوا في القرآن بمثل ما قالوا في السنة، فتكون جميع الآيات الآمرة بطاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على كثرتها، وتنوع صيغها، وكذلك الآيات التي تحض على الاحتكام إليه، وجعل ذلك علامة الإيمان، وكذلك الآيات التي تجعله - صلى الله عليه وسلم - قدوة وأسوة، كل ذلك يكون مفرغ المعنى، وقد مضى عهد صلاحيته بانتهاء عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه. وهذا ما لا يقول به عاقل. ولا يقولون هم به، ليس لأنهم عقلاء فاهمون، بل لأنهم ينسبون أنفسهم إلى القرآن، ويصفون القرآن بأنه - وحده - صالح لكل زمان ومكان. ولا يدرون أن مِعْوَلَهم الذي شهروه لهدم السنة هو في ذاته مُشْهر لهدم القرآن الذي ينتسبون إليه ظلماً وزورا ،. لكن الله - تعالى - حافظ دينه بحفظ كتابه وسنة رسوله، ولو كره الكافرون.
الشبهة السابعة :
تقوم شبهتهم هذه على أن الله - تعالى - قد تكفل بحفظ كتابه القرآن. وذلك في قوله - عز وجل - : ] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [ ( الحجر:9). لذلك ظل القرآن هو الحق الوحيد في دين الله الإسلام، فلم يحرف ولم يبدل، ولم تدخله كلمة ولا خرجت منه كلمة، ولم يرو بغير لفظه ومعناه، أما السنة فلم يتكفل الله - سبحانه - بحفظها، ولذلك داخلتها الموضوعات المحضة من جانب - أي التي لم يقلها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا بلفظها ولا بمعناها -، ومن جانب آخر ضاعت ألفاظها ورويت بالمعنى، وذلك فيما لو صح أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قالها. فكان ضياع ألفاظها سببا في عدم معرفة المعنى الذي أراده الرسول - صلى الله عليه وسلم -، حتى ليصح أن يقال إن السنة كلها أضحت موضوعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ما كان منها موضوعاً بلفظه ومعناه، وما كان منها موضوع المعنى بسبب ضياع ألفاظه وروايتهم إياه بالمعنى، يقول "برويز": " اعلم أن الله - تعالى - لم يتكفل بحفظ شيء سوى القرآن، ولذا لم يجمع الله الأحاديث، ولا أمر بجمعها، ولم يتكفل بحفظها "( ). ويقول " عبد الله جكرالوي " " بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمئات السنين نحت بعض الناس هذه الهزليات من عند أنفسهم ونسبوها إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو منها بريء "( ).. ويقول " مقبول أحمد " : " تنقيح الأحاديث من البحر الهائج المكذوب كتطهير الطعام المسموم، غير أن الحذر والحيطة يقتضيان عدم الأكل من ذلك الطعام "( ).
ويقولون أيضاً : إن كفالة الله - تعالى - بحفظ كتابه القرآن، مع عدم كفالته بحفظ السنة دليل واضح على أن الدين ليس بحاجة إلى السنة. وأنها ليست من الدين، ولا هي ضرورية له. إذ لو كانت من الدين وضرورية له لحفظها الله كما حفظ القرآن. ( )
الرد على الشبهة وتفنيدها :
إن الله - عز وجل - أنزل القرآن الكريم بلفظه ومعناه، فالقرآن كلام الله – سبحانه-، لذا كان جديراً بأن يحفظه الله - سبحانه - ويصونه أن يحرف أو يبدل، ولأن القرآن كذلك لم تجز روايته بالمعنى.
أما السنة فهي وحي الله - تعالى - إلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - أوحى الله - تعالى - بما فيها من أحكام وتشريعات إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - ثم صاغها النبي بكلامه. ولأن السنة ليست كلام الله - تعالى - فقد أجاز العلماء روايتها بالمعنى، ولم يطلق العلماء هذا الحكم بلا ضوابط أو حدود، بل وضعوا لراوي الحديث بالمعنى ضوابط وشروطاً بحيث لا تجوز روايته الحديث بالمعنى إلا إذا توفرت فيه هذه الضوابط والشروط.
ورأس هذه الشروط أن يكون عارفاً بالعربية، عالماً بألفاظها، ومدلولات تلك الألفاظ، بصيراً بعلاقات الألفاظ بعضها ببعض من ترادف واشتراك وتباين وغير ذلك. فإن كان الراوي على هذا العلم جاز له رواية الحديث بالمعنى، لأن في معرفته بالأمور التي ذكرناها أماناً من الخطأ في معاني الأحاديث التي يرويها. وإن لم تتوفر له هذه الشرائط فلا تجوز له الرواية بالمعنى.
أما الزعم بأن الله - تعالى - لم يحفظ سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ؛ فإن كان المراد أنه - تعالى - لم يحفظها بألفاظها. فهذا مسلم، وقد بينا أن السنة ليست بحاجة إلى نفس الألفاظ، بل الحاجة إلى معانيها المنضبطة ولو رويت بألفاظ أخرى لا تخل بالمعنى. وقد روى الخطيب البغدادي أن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت لعروة بن الزبير " بلغني أنك تكتب الحديث عني، ثم تعود فتكتبه، فقال لها : أسمعه منك على شيء، ثم أعود فأسمعه على غيره. فقالت : هل تسمع في المعنى خلافاً ؟ قال : لا، قالت : لا بأس بذلك "( ). فالمعنى إذا كان بنفس اللفظ أو انضبط بألفاظ مشابهة فلا بأس به.
أما إن كان المراد أن الله - تعالى - لم يحفظ السنة مطلقاً لا بألفاظها ولا بمعانيها، وأنها ضيعت ؛ فذلك كذب وافتراء على الله - تعالى - وعلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - وعلى الأمة المسلمة، وجحد ونكران لجهود عظيمة مميزة قام بها علماء السنة عبر تاريخ الإسلام.
والحق أن الله - سبحانه - تكفل بحفظ كتابه، ومن خلال حفظ كتابه تكفل الله - تعالى - ضمنياً بحفظ سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ذلكم أن الكتاب بحاجة إلى السنة التي تبينه، كما قــال – عز وجل - : ] وأنزلنا إليك الذكر لتبيــَّن للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون [ (النحل:44). فالسنة ضرورية للكتاب، وهي إلى جانب الكتاب ضروريان للدين. فمن حفظ الله - تعالى - كتابه أن يحفظ السنة التي تبينه وتفصله، فإن القرآن بحاجة إليهــا ومن حفظ الله - تعالى - دينه كي يعرفه الخلق الذين كلفهم الله به، ويحاسبهم عليه، أن يحفظ كتابه وسنة نبيه، فإن الدين بحاجة إليهما. لذلك كان من قدر الله - سبحانه - أن هيأ لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء الأعلام الذين بذلوا في حفظ السنة ما لم يعرف له تاريخ العلوم والثقافات مثيلا من قبل ولا من بعد. وما كان ليتم لهم ذلك إلا بتوفيق من الله - تعالى - وهداية وتأييد. فقد ابتدعوا نظاماً لحفظ السنة، ومعرفة صحيحها بدرجاته، من الضعيف بدرجاته، من الموضوع. واخترعوا من الوسائل المعرفية والمناهج العلمية ما هو معجز في بابه، كل ذلك على غير مثال سابق لا عند العرب، ولا عند غير العرب ممن كانت لهم ثقافات وفلسفات، وكانت لهم أديان، وكانوا الأكثر حاجة إلى تمحيص مكتوباتهم وأسفارهم الدينية، ولكنهم لم يصلوا إلى ما وصل إليه علماء الإسلام ولا إلى قريب منه. وقد شهدت الأمم جميعها بأن علماء السنة قد أتوا في باب جمعها وتصنيفها، وتمييزها، ومعرفة الصحيح من الضعيف من الموضوع. ما لم تعرفه الأمم من قبل. والسؤال : هل كان هذا يمكن أن يتم دون توفيق من الله - سبحانه - وهداية ومعونة وإرشاد ؟ ..إنه توفيق الله - تعالى- لحفظ سنته الذي هو من حفظ كتابه، لحاجة الكتاب إلى السنة في بيانه وتفصيله، وحاجة دين الله الإسلام إلى الكتاب والسنة جميعاً.
أما زعمهم بأن السنة أضحت خليطاً لا يعرف منها الصحيح من الموضوع ؛ فذلك كذب وافتراء بل تبجح ومكابرة، فإن أقل الناس ذكاء ومعرفة بالسنة تكفيه زيارة واحدة لإحدى المكتبات الحديثية التي تضم كتب السنة أو بعضها ليدرك - بعد تصفح لعناوين هذه المدونات وبعض ما فيها - أن الله - تعالى - حفظ سنة نبيه، وأن كتب الصحاح والسنن موجودة ينهل منها المسلمون الزاد النافع لهم في الدنيا والدين. رغم أنوف هؤلاء الكافرين - منكري السنة - أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء المسلمين.


الخاتمة :

هذه مجمل الشبهات التي تقول بها طائفة منكري السنة " القرآنيون ". تلك الطائفة التي بدأت حركتها بالهند في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلادي، ثم انتقلت بمعظم أنشطتها ومؤسساتها إلى باكستان بعد استقلالها عن الهند وما تزال تزاول حركتها الهدامة تحت اسم "البرويزيين" وقد اقتصرنا في بحثنا على الشبهات التي قال بها هؤلاء ابتداء، أو أخذوها عن غيرهم من السابقين ثم حوروا فيها وأضافوا إليها.
وقد ذكرنا كل شبهة وأردفناها بالرد عليها وتفنيدها .. وقد توخينا أن تكون ردودنا عليهم معتمدة أساساً على القرآن المجيد الذي ينسبون أنفسهم إليه ظلماً وزورا. وذلك إلزاماً لهم مـن خلال ما يزعمون الانتساب إليه والاقتصار عليه، وحتى لا يحتجوا بأننا نلزمهم ما لا يلتزمون به.
وقد بان لنا من خلال البحث جملة من الحقائق عن هذه الطائفة نوجزها فيما يلي :
أولاً : هذه الطائفة نشأت ابتداء على أيدي الإنجليز الذين كانوا يستعمرون الهند، فهي صنيعة من صنائع الكفار أعداء الله ورسوله والمؤمنين. وهي حركة من الحركات الكثيرة التي قام بها الإنجليز في هذه المنطقة لهدم الإسلام وتفريق المسلمين، من مثل " القاديانية " و "البريلوية" وغيرهما.
ثانياً : أثبتنا عند حديثنا عن رؤوس هذه الحركة أنهم كانوا على اتصال دائم وقوى بالإنجليز، وكان الإنجليز وراء حركاتهم تلك، وكانوا يمدونهم بالعون المادي والمعنوي، بل كان بعض هؤلاء على اتصال بحركة المنصرين بالهند.
ثالثاً : هذه الحركة بجميع طوائفها خارجة عن الإسلام، فاسقة عن الملّة، وإن زعمت لنفسها الإسلام، وانتسبت إلى القرآن. وإن انتسابها إلى القرآن باطل، لأنها كفرت بالقرآن في نفس اللحظة التي كفرت فيها بالسنة، فإنه لا تفرقة بين القرآن والسنة، فهما يخرجان من مشكاة واحدة، هي مشكاة الوحي الإلهي المعصوم.
رابعاً : يتضح من كل ما تقدم أن هدف هؤلاء، والغاية التي يسعون إلى تحقيقها هو القضاء على الإسلام وتفريق الأمة المسلمة. وأن انتسابهم إلى القرآن إنما هو ستار يتخفون وراءه ليزاولوا تحت شعاره أنشطتهم الهدامة، وحركاتهم التخريبية.
ونأمل أن نكون من خلال بحثنا هذا قد استطعنا أن نوضح هذه الحقائق فضل توضيح .
والله من وراء القصد، وهو حسبنا ونعم الوكيل

فهرس الموضوعات


المقدمة 1

المبحث الأول التعريف بالسنة النبوية 4
المبحث الثاني: مكانة السنة النبوية من التشريع وأدلة حجيتها 8
أولاً : مكانة السنة النبوية الشريفة من التشريع 8
المبحث الثالث: الجذور التاريخية لمنكري السنة وأشهر طوائفهم 21
المبحث الرابع: التعريف بطائفة القرآنيين، وعوامل نشأتهم 28
أولاً : السيد أحمد خان : 29
ثانياً : عبد الله جكرالوي 33
ثالثاً : أحمد الدِّين الأَمْرِتْسِرِي 38
رابعاً : غلام أحمد برويز 40
طوائف القرآنيين في الوقت الحاضر : 45
أولاً : أمت مسلم أهل الذكر والقرآن ، الأمة المسلمة أهل الذكر والقرآن ، 45
ثانياً : طلوع إسلام ، ظهور الإسلام " 46
ثالثاً : تحريك تعمير إنسانيَّت ،حركة تثقيف الإنسانية. 47
المبحث الخامس: شبهـــات القرآنييــن والرد عليها 49
الشبهة الأولى : 49
الشبهة الثانية : 55
الشبهة الثالثة : 62
الشبهة الرابعة : 74
الشبهة الخامسة : 78
الشبهة السادسة : 81
الشبهة السابعة : 83
الخاتمة : 88
فهرس الموضوعات 90


=========

( )رواه أبو داود في كتاب السنة،باب رقم 6،في لزوم السنة(5/11) والترمذي في كتاب العلم ، باب رقم 10، ما نُهي عنه أن يقال (5/37)
( ) أخرجه مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة وأنواعها 7/102.
( ) المعجم الوسيط 456 وغيره من المعاجم.
( ) رواه البخاري، كيف كان بدء الوحي، 1/32، مكتبة الكليات الأزهرية ط1398 .
( ) رواه البخاري، كتاب المغازي، باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب، 15/294 برقم 4119.
( ) السنة ومكانتها من التشريع، د. مصطفى السباعي : 47، السنة قبل التدوين. د.عجاج الخطيب : 16.
( ) أبو داود: كتاب السنة، باب في لزوم السنة 2/359 برقم 4583، وأحمد 4/126، والترمذي كتاب العلم باب رقم 16، وابن ماجة في المقدمة باب رقم 6، والدارمي في المقدمة باب 16.
( ) إرشاد الفحول : 31، والموافقات : 4 / 3، تدوين السنة. د. محمد مطر الزهراني : 17 والسنة ومكانتها من التشريع : 49.
( ) الرسالة : 78. وراجع في ذلك السنة ومكانتها من التشريع. د. مصطفى السباعي: 50.
( ) يرجع في تفسير هذه الآيات إلى التفاسير المعروفة وبخاصة : الزمخشري، والرازي، والقرطبي.
( ) الكفاية للخطيب البغدادي : 29، وبحوث في السنة المشرفة. د. عبدالغني عبدالخالق. نقلاً عن : تدوين السنة النبوية. د. محمد مطر الزهراني : 18.
( ) رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله تعالى(فلا وربك لا يؤمنون) 17/120، برقم 4585.
( ) تأويل مختلف الحديث : ابن قتيبة : 15.
( ) راجع في ذلك : أصول الدين : 19، الفرق بين الفرق، مقالات الإسلاميين، الملل والنحل.
( ) هو السيد أحمد خان بن أحمد مير المتقى بن عماد الحسيني، ولد في مدينة دهلي في أكتوبر 1817م. بدأ دراسته بالقرآن الكريم، ثم تعلم العربية والفارسية، ثم درس العلوم الدينية، وعندما توفي والده، وكان في الحادية والعشرين من عمره التحق للعمل بشركة الهند الشرقية، وكان ذلك بداية اتصاله بالإنجليز الذين أعجبوا بذكائه وطموحه، ورأوا فيه ضالتهم التي يبحثون عنها. ومنذ اللحظة الأولى أعلن ولاءه لسادته الإنجليز، ومن ثم رفعوه إلى درجة مساعد قاض في المحاكم الإنجليزية، وأغدقوا عليه المال والحماية، وقد عرف هو فضلهم عليه فتفانى في خدمتهم ومعاونتهم، والدفاع عن سياستهم الاستعمارية، ووقف معهم صفاً واحداً ضد أمته ودينه، إلى حد أنه وضع كتاباً عن ثورة الأمة ضد الإنجليز في مايو 1857م، ألقى فيه كل التبعة على الأمة الهندية، وانتصر للإنجليز، ووضع لهم مقترحات انتفعوا بها في سياستهم ضد الأمة .. وكان نشطاً في التأليف والكتابة وإصدار المجلات العلمية، مسخراً ذلك كله لخدمة أهدافه وأهداف ساداته، وفي سبيل ذلك أنشأ الكثير من المعاهد والمدارس، ثم ختم كل ذلك بتأسيس جامعة " عليكره " هذا على المستوى العام، وعلى المستوى الشخصي، قد شهد القريبون منه أنه ما كان يصلي ولا يصوم، ولا يهتم بشعائر الدين .. وقد توفي "أحمد خان" في مارس 1897م، ودفن بجوار المسجد الذي بناه وسط جامعة عليكره. (30).
( ) راجع في حياة السيد أحمد خان، وأفكاره وآثاره، الفكر الإسلامي الحديث، وصلته بالاستعمار العربي. د. محمد البهي، القرآنيون. د. خادم حسين إلهي بخش.
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 31، 32.
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 31، 32 .
( ) نقلاً عن : القرآنيون : 50، 54.
( ) محمد علي جناح ولد بكراتشي عام ستة وسبعين وثمانمائة وألف للميلاد، وتوفي عام ثمانية وأربعين وتسعمائة وألف. بعد استقلال باكستان بعام واحد. نال المحاماة من إنجلترا، ثم عاد والتحق بالمؤتمر الهندي، ثم تركه ونشط في حركة " العصبة الإسلامية " وحين استقلت باكستان تولى رئاستها، لكن السياسة شغلته عن= قضايا الإسلام في بلده فكان من ذلك مخاطر كثيرة ما تزال باكستان بل والإسلام يعاني منها. وقد كان على رأس تلك المخاطر قبوله القادياني المتعصب ضد الإسلام والمسلمين "ظفر الله خان" وزيراً لخارجية باكستان الوليدة. فكان أن مكن الرجل للقاديانية وثبت أقدامها بباكستان، وفتح لها البلاد الأخرى عالمياً، بعد أن كاد يقضى عليها. كذلك من تلك المخاطر تلك الحركات المعادية للسنة والإسلام. وتحديداً حركة "برويز" التي لم يمكن لها سوى تهاون المسؤولين في ذلك البلد الطيب .. كذلك من تلك المخاطر قضية اللغة العربية، حيث كانت حية حين الاستقلال، لكن قضى عليها في باكستان تخطيط أعداء الله.
( ) نقلاً عن : القرآنيون :50، 54.
( ) اتفق لي أن ذهبت إلى باكستان أستاذا بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد، وذلك لأربع سنوات بين عامي 1981،1985م. وكانت إعارتي إلى هناك على ملاك جامعة أم القرى بمكة المكرمة .. ووجدت عملي هناك فرصة مواتية للتعرف على الطوائف الموجودة على الساحة هناك. وحدث أن قامت معركة دامية بين البريلويين والديوبنديين بأحد المساجد التابعة لإحدى الطائفتين، مما شد من عزمي - وبعض إخواني - إلى تحقيق ما عزمنا عليه. فبدأنا عن طريق بعض الأساتذة الباكستانيين الذين يعملون معنا بالجامعة بإعداد برنامج تمكنا به - بفضل الله تعالى - من الاتصال بأهم هذه الطوائف. ومنهم " البريلويون " الذين ناظرنا كبيرهم بمدينة " هاري بور " المدعو : بير عبد الدايم" أو المرشد عبدالدايم، وكذلك التقينا بزعمائهم بإسلام أبادوروالبندي. والتقينا كذلك " بالديوبنديين " الذين يصمون البريلويين بالردة عن الإسلام والكفر، وفي كلامهم حق .. ثم جاء دور منكري السنة الذين يكفي عنوانا لهم هناك : "البرويزيون". وكان الفضل في لقائنا بالعديد منهم، وعقد الجلسات معهم يعود إلى الأخ الفاضل د. عبدالجواد خلف الذي أنشأ جامعة الدراسات الإسلامية " بكراتشي" حيث استضافنا ببيته بمنطقة " جلشن إقبال" ونظم هو - بذكاء وحرص - تلك اللقاءات التي ما كنا ندري أن الله - سبحانه - قد قدر لنا أن نفرغ بعض حصيلتها في ذلك البحث عن منكري السنة.
( ) هذه الأمور التي زعموها أدلة على شبهتهم ورد ذكرها على ألسنة بعض أتباع " برويز" حين التقينا بهم " بكراتشي " في صيف عام 1983م.
( ) أخرجه مسلم في كتاب الزهد، باب التثبت في الحديث 18/129.
( ) أخرجه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/309.
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/313 برقم 113 ولفظ البخاري: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا كان من عبدالله بن عمر .
( ) رواه أبو داود، كتاب العلم، باب كتابة العلم، 10/79، برقم 3629، وأحمد 2/162، والدارمي في المقدمة باب 43 .
( ) تدوين السنة. د. محمد مطر الزهراني : 76.
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب كتابة العلم 1/315، برقم 114.
( ) تأويل مختلف الحديث ابن قتيبة، السنة ومكانتها من التشريع : 61، تدوين السنة :76 .
( ) حضرت العديد من جلسات المناظرة التي عقدت بيننا وبين أتباع " برويز " وذلك بمدينة " كراتشي" بباكستان. فكان احتجاجهم يقوم على هذا الحديث. وكثيراً ما كانوا يرددون : " صاحب السنة نهاكم عن كتابتها، وأقر هو بأنها لا تستحق أن تكتب، فهل أنتم حريصون على السنة أكثر من صاحبها ؟ " ومن طبعهم أنك مهما جئتهم بحجة، فإنهم لا يستمعون، أو كأنهم لا يسمعون، ويظلون يرددون ما لديهم مهما ظهر تهافته وفساده حتى ييئس المناظر وهنا يرفعون أصواتهم بالصياح والشماتة، وكأنهم انتصروا فيخيل للحاضرين -وجمهرتهم ممن لا يعرف العربية- أن " البرويزيين " انتصروا على المسلمين. فيشاركون بأصواتهم هم الآخرين.. والمناظرون منهم يحرصون على أن يأتوا معهم بكثير من الأتباع على قدر ما يسمح المكان. لأن اعتمادهم على الضجيج والغوغائية أمر أساس عندهم.
( ) أخرجه البخاري. كتاب العلم، باب التناوب في العلم 1/286، برقم 89.
( ) أخرجه البخاري، كتاب الاعتصام، باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم 28/36 برقم 7298.
( ) رواه أبو داود، كتاب الصلاة، باب الصلاة في النعل 2/353 برقم 636، وأحمد 1/461، والدارمي في الصلاة 103.
( ) رواه أبو داود. وابن عبدالبر في جامع بيان العلم.
( ) رواه النسائي 5/270 كتاب مناسك الحج، الركوب إلى الجمار واستظلال المحرم، وأحمد 3/318.
( ) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب الأذان للمسافرين، 3/315، برقم 361.
( ) رواه البخاري، كتاب الاعتصام 28/12، برقم 7280، وأحمد 3/261.
( ) أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب كتابة العلم 10/79 برقم 3629، وأحمد 2/162، والدارمي باب رقم 43.
( ) رواه أبو داود، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم 10/95، برقم 3643، وأحمد 1/37، والترمذي في العلم باب 7، وابن ماجة في المقدمة باب 18، والدارمي في المقدمة 24 .
( ) ذكر بعض " البرويزين " أثناء حديث له معنا: " أن الخليفة عمر - رضي الله عنه - هو زعيم "القرآنيين"، وأن جميع الصحابة كانوا كذلك إلا من كانوا يتكسبون برواية الأحاديث، ويسعون لتكوين مركز لهم متميز بين الأمة عن طريق الإكثار من رواية الأحاديث " قال - فض الله فاه - : " وهؤلاء هم سبب فساد الدين وضلال الأمة ".
( ) رواه البخاري، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم حديث رقم 106.
( ) ابن حزم. الإحكام 2 : 193. وراجع في ذلك : السنة ومكانتها من التشريع : 66 .
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 238.
( ) القرآنيون : 239.
( ) كان كثير ممن نتحدث معهم من " البرويزيين " منكري السنة يقع في الإمام البخاري تحديداً، وكانوا كلما رأوا ضيقنا وألمنا من هذا ازدادوا وقوعاً فيهم، وكان يقول قائلهم - فض الله فاه - : " ما أفسد الدين إلا هذا الرجل ". وهذه العبارة بعينها ومثلها كثير قرأته بعد ذلك في كتاب بعنوان " لماذا القرآن وحده "
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) القرآنيون. آية : 250.
( ) يركز منكرو السنة على هذا الجانب جداً، ويعدونه دليلاً قاطعاً موجهاً من الله - تعالى - إلى الأمة على أن تتمسك بالقرآن وحده، وتدع ما سواه حتى ليقول قائلهم : لماذا حفظ الله القرآن ولم يحفظ السنة ؟ أجيبونا عن هذه وسوف نسلم لكم.
( ) الكفاية : 273.





لمن أراد تحميل الكتاب




__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-04-2011, 10:55 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

أين تجد كل ذلك يا منكر السنة ؟!!...

بسم الله الرحمن الرحيم ..


1)) مقدمة ...
2)) فهرس كتاب منهاج المسلم ..
3)) خاتمة ..

----------
1))
مقدمــــــة ...


الإخوة الكرام ...

لم يزل الله تعالى يكشف لنا في كل يوم : عوارا ًمن عوارات
مُنكري السنة .. وصفة ًمن صفاتقذهم الغريبة التي انبثقت من
مخاصمتهم لسُـنة نبيهم وأحاديثه !!!..
---------
فهم تارة ً: تجدهم أجهل الناس بالقرآن : والذي يدعون زورا ً
وبهتانا ًأنهم من أهله !!!!..
حتى أنك عندما تقرأ لخزعبلاتهم العديدة فيه : لتتساءل بكل
عجب : هل سبق أن قرأ أحدهم قرآنا ًفي حياته ؟!!!!..
وإلا ....
فما تفسيرنا لمَن يقول منهم : أن التوراة والإنجيل غير مُحرفين !
في حين نجد الآيات القرآنية المتواترة صريحة ًفي تحريفهم !!!..
وإلا ....
فما تفسيرنا لمَن يقول منهم : أن كل إنسان (حتى الكافر) : له
الحق في الدخول إلى المسجد الحرام !!!!!..
في حين نجد آية ًصريحة ًفي نهي الله تعالى عن ذلك للكافر !!!!..
وإلا ....
فما تفسيرنا لمَن يقول منهم : أن الجن والإنس : هم جنسٌ واحد !
في حين نجد الآيات المتواترة الصريحة في التفريق بينهما !!!!..
--------
إلى آخر ذلك من عشرات الغرائب التي وفقني الله تعالى في
فضحها عليهم في مواضيعي ... فليراجعها مَن شاء على الروابط
التالية :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25548

و ...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25642

و ...
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=25408

------------
فهذه من أبرز صفاتهم : ألا وهي جهلهم بالقرآن نفسه ... ذلك الجهل
الذي جعلهم يطعنون في السنة : بنفس ما يطعن به غير المسلمين
في القرآن !!!!!... بداية ًمن معرفة تاريخ تجميعه وتدوينه !!..
ومرورا ًبجهلهم حتى بقراءته !!!...
وانتهاءً بجهلهم بمعانيه وتفسيراته وأوجه جمع آياته !!!!....
------
وأما ثاني أبرز صفات هؤلاء منكري السنة .. وهي التي سأكتفي
بها الآن في رسالتي المتواضعة هذه ..
ألا وهي :
الجهل المطبق بشرائع الدين الكثيرة التي تضبط حياة المسلمين في
كل دروب الحياة .. والتي بينها لنا رسولنا الكريم .. وحفظها الله
لنا بعلم الحديث في كتب السُـنة المختلفة .......
----------
أي والله ....
فالحقيقة التي لا غبار عليها أبدا ًهي :
أن أحدهم لا يعرف من الدين إلا : أركان الإسلام الخمسة كأي
طفل ٍصغير !!!.. الشهادتين .. والصلاة .. والزكاة .. والصوم ..
والحج ..................!
فظن انحسار تفاصيل الدين في تلك الأركان فقط !!!!!!.......
ومن ثم :
فصار يسعى أحدهم ((جاهدا ً)) على إثبات : عدم حاجة المسلمين
لسنة النبي في تبيان تفاصيل تلك الأركان الخمسة !!!!...
----------
فمنهم من ادعى وجود تلك التفاصيل في القرآن !!!.. حتى خرج
علينا منهم مَن يقول بأن الصلوات المفروضة في اليوم والليلة هي
ثلاثة لا خمسة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
-----
ومنهم مَن خرج علينا يقول أن الزكاة لا تحديد لقيمتها !!!!!!!!....
إلى آخر ذلك من الأكاذيب والافتراءات التي ما أنزل الله بها من
سلطان !!!!!!!...
-------------
ومنهم مَن كان صادقا ًمع نفسه (قليلا ً) .. وعرف أنه لا سبيل
حقا ًلادعاء وجود تفاصيل كل تلك الأركان في القرآن وحده ..
فاضطر لأحد شيئين (وما زالت اختراعاتهم تتزايد) :
الأول ...
إما أن يعترف بانتقال هذه التفاصيل إلينا عن طريق : السنة الفعلية
أو المتواترة الفعلية للنبي وصحابته !....
الثاني ...
وإما أن يعترف بانتقال هذه التفاصيل إلينا عن طريق ما يُسمى بـ :
منظومة التواصل المعرفي !!!!!...
----------
----------------
وأما الحقيقة المُرة لأمثال هؤلاء ..
هي أنهم لو كانوا فعلا ًيُدركون مدى اتساع شرائع هذا الدين
وتفاصيله لتشمل كل نشاطات الدين والدنيا :
والتي لم يعرفها المسلمون إلا من خلال شروحات وإرشادات
وأوامر ونواهي نبيهم ... المفصلة والمبينة للقرآن ...
أقول :
لو كانوا فعلا ًيُدركون مدى اتساع تلك الشرائع : لما كانوا
استهانوا بإنكارهم للسنة التي يجهلونها أصلا ً!!!.. ولما كانوا
تجرأوا على نفي من الدين : ما لا تستقم حياة المسلمين إلا به !!..

---------
فالواحد منهم :
قد شبهته بالموظف الكسول الجهول الذي : ظل يحقد على المدير
العام : ظانا ًمنه أن وظيفة المدير العام : ما هي إلا ختم أوراق
وخطابات ...!
فعمل ذلك الموظف جاهدا ًبكل مكر ٍوخبثٍ ودهاء : حتى استطاع
أن يجلس أخيرا ًفي مقعد هذا المدير : لا عن استحقاق .....
فماذا وجد ؟!!!!......
عشرات وعشرات القرارات التي لا علم له بها : تنتظر منه أن
يبت فيها : وهو عاجزٌ أمام حتى مجرد قراءتها وفهمها !!!!!!!!!!...
وعشرات الخبرات التي تتطلب منه أن يوجهها : وهو الذي لا
ترقى خبرته إلى أدناها : فكيف يُوجه الأدنى : الأعلى منه خبرة ؟!
إلـــــــــخ ...
---
فوالله لو افترضنا أن وُكل لأحدهم ولاية المسلمين دينيا ًوالتشريع
لهم :
لأضاع الدنيا والدين بجهله !!.. ولصار الدين الواسع ضيقا ًبعلمه !
ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم !!!!..

-----------------
لن أ ُطيل عليكم ...
وحتى يتسنى لكم قراءة ما أحضرته إليكم في هذه الرسالة بتمعن ..
وهو مجموعة أبواب وفصول كتاب : (
منهاج المسلم) :
كمثال مختصر على سعة تشريعات هذا الدين من القرآن والسُـنة ..
وخصوصا ًالسُـنة .. والتي ستقرأون عشرات المسائل فيها بعد
قليل .. وخصوصا ًمُنكري السنة ....
والذين أرجو أن يسأل كل منهم نفسه صراحة ً(مُخلصا ًلوجه الله) :
أين سيجد مثل كل هذه التفاصيل الدينية :
في غير سُـنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟!!!!......
والتي استخف بها كل ضال : فظن أن الدين يسهل على كل أحد
التحدث فيه بغير علم ٍكما يفعلون ..........
وكأن العالم قد استوى عندهم مع الجاهل : لا كما أراد الله عز
وجل !.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ...................
--------------------
-------------------------------
2))
فهرس كتاب منهاج المسلم .....


وقد اخترت لكم من أشهر وأبسط الكتب الجامعة في الدين :

كتاب (
منهاج المسلم) .. للشيخ (أبو بكر جابر الجزائري) حفظه
الله ...
والذي قام بتقسيمه إلى خمسة أبواب رئيسية هي :
باب
العقائد .. باب الآداب .. باب الأخلاق .. باب العبادات ..
باب
المعاملات ...
وتحت كل باب ٍمنها : مجموعة من الفصول ........................
-------
والكتاب قد مَنّ الله تعالى عليّ باقتناء نسخة يد صغيرة الحجم منه
اشتريتها في يوم 29/1/2001م ....
ظلت رفيق علم ٍودليل عمل ٍلي منذ ساعتها : وحتى الآن .........!
حيث امتاز الكتاب
بسهولة العبارة .. وشرح المعاني المُستصعبة
على العوام أو طلبة العلم أو المبتدئين ...
كما امتاز الكتاب
بالبعد عن الخلافات الفقهية .. والاكتفاء بالقرآن
والسُـنة الصحيحة في أرجح الأقوال والآراء
.. وذلك وفق منهج أهل
السنة والجماعة : الفرقة الناجية بإذن الله تعالى ..
فابتعد بذلك عن الكثير من الأخطاء التي يُمكن أخذها عليه ..
والتي انحسرت في مواضع معدودات من كتابه ... لأنه كما هو
معلوم أن أكثر الخلافات الفقهية بين المذاهب : كان مرجعها هو عدم
وصول الحد الكافي من أحاديث النبي لعلماء كل مذهب عن الآخر ..
-------------
وأترككم مع الفهرس الذي قراءته ((فقط)) من وجهة نظري والله :
هي
دعوة لدين الإسلام من جهة !!!...
وإعلان عن
عظمة وشمولية هذا الشرع الخاتم من جهة ثانية !!!..
ومن الجهة الثالثة : تــُكسب القاريء والله :
فقها ًفي حد ذاتها !!!..
إذ أنه يقرأ من مصطلحات دينه وأحكام الإسلام : ما لم يكن يعلم ...!
------------------
------------------------------
الباب الأول : في العقيدة ..
------------------------------

1)) الإيمان بالله تعالى .. 2)) الإيمان بربوبية الله تعالى لكل شيء ..
3)) الإيمان بإلهية الله تعالى للأولين والآخرين .. 4)) الإيمان بأسمائه
تعالى وصفاته .. 5)) الإيمان بالملائكة عليهم السلام .. 6)) الإيمان
بكتب الله تعالى .. 7)) الإيمان بالقرآن الكريم .. 8)) الإيمان بالرسل
عليهم السلام .. 9)) الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم ..
10)) الإيمان باليوم الآخر .. 11)) في عذاب القبر ونعيمه ..
12)) الإيمان بالقضاء والقدر .. 13)) في توحيد العبادة .. 14)) في
الوسيلة .. 15)) في أولياء الله وكراماتهم وأولياء الشيطان وضلالاتهم ..
16)) الإيمان بوجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ..
17)) الإيمان بوجوب محبة أصحاب رسول الله وأفضليتهم وإجلال
أئمة الإسلام وطاعة ولاة أمور المسلمين ..

------------------------------
الباب الثاني : في الآداب ..
------------------------------

1)) آداب النية .. 2)) الأدب مع الله عز وجل .. 3)) الادب مع
كلام الله تعالى – القرآن الكريم .. 4)) الأدب مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم .. 5)) في الأدب مع النفس .. التوبة .. المراقبة ..
المُحاسبة .. المُجاهدة .. 6)) الأدب مع الخلق .. مع الوالدين ..
مع الأولاد .. مع الإخوة .. أدب الزوجين .. حقوق الزوجة على
الزوج .. حقوق الزوج على الزوجة .. الأدب مع الأقارب .. الأدب
مع الجيران .. آداب المسلم .. الأدب مع الكافر .. الأدب مع الحيوان ..
آداب الأخوة في الله .. وحقوق الأخوة في الله تعالى .. 7)) آداب
الأخوة في الله .. والحب والبغض فيه سبحانه وتعالى .. حقوق
الأخوة في الله .. 8)) آداب الجلوس والمجلس .. 9)) آداب الأكل
والشرب .. 10)) آداب الضيافة .. 11)) آداب السفر .. 12)) آداب
اللباس .. 13)) آداب خصال الفطرة .. 14)) آداب النوم ..

------------------------------
الباب الثالث : في الأخلاق ..
------------------------------

1)) في حسن الخلق وبيانه .. 2)) خلق الصبر واحتمال الأذى ..
3)) خلق التوكل على الله تعالى والاعتماد على النفس ..
4)) الإيثار وحب الخير .. 5)) خلق العدل والاعتدال .. 6)) خلق
الرحمة .. 7)) خلق الإحسان .. 8)) خلق الصدق .. 9)) خلق
السخاء والكرم .. 10)) خلق التواضع وذم الكبر .. 11)) جملة
أخلاق ذميمة .. الظلم .. أنواع الظلم .. الحسد .. الغش .. الرياء ..
العُجب والغرور .. العجز والكسل ..

------------------------------
الباب الرابع : في العبادات ..
------------------------------

1)) في الطهارة .. بيانها .. حُكمها .. الطهارة الباطنة .. بيان
النجاسات .. 2)) في أداب قضاء الحاجة .. 3)) في الوضوء ..
مشروعية الوضوء .. فضله .. فرائضه .. سننه .. مكروهاته ..
كيفية الوضوء .. نواقض الوضوء .. ما يُستحب منه الوضوء ..
4)) في الغسل .. مشروعيته .. بيان وجوبه .. ما يُستحب منه
الاغتسال .. فروض الغسل .. وسننه .. ومكروهاته .. كيفية
الغسل .. 5)) في التيمم .. مشروعيته .. لمَن يُشرع التيمم ..
فروض التيمم .. وسننه .. نواقض التيمم .. كيفية التيمم ..
6)) في المسح على الخفين والجبائر .. مشروعية المسح ..
شروط المسح على الخفين .. كيفية المسح .. 7)) في حُكم
الحيض والنفاس .. تعريف الحيض .. أحكام النفاث .. تعريفه ..
أحكامه .. ما يُعرف به الطهر .. ما يُمنع بالحيض والنفاث .. ما
يُباح مع الحيض والنفاث .. 8)) في الصلاة .. حُكمها .. حكمتها ..
فضلها .. تقسيم الصلاة إلى فرض وسُـنة ونفل .. شروط الصلاة ..
فروض الصلاة .. سننها .. مكروهاتها .. مبطلاتها .. ما يُباح
للمصلي فعله .. في سجود السهو .. في كيفية الصلاة .. صلاة
الجماعة .. حُكمها .. فضلها .. أقل الجماعة .. شهود النساء
لها .. الخروج والمشي إليها .. في الإمامة .. شروطها .. الأولى
بالإمامة .. إمامة الصبي .. إمامة المراة .. إمامة المتيمم .. وقوف
المأموم مع الإمام .. سترة الإمام سترة لمَن خلفه .. وجوب متابعة
الإمام .. استخلاف الإمام للمأموم لعذر .. تخفيف الصلاة .. كراهية
إمامة مَن تكرهه الجماعة .. مَن يلي الإمام .. انحراف الإمام بعد
السلام .. تسوية الصفوف .. المسبوق .. دخوله مع الإمام على أي
حال .. ثبوت الركعة بإدراك الركوع .. قضاء المأموم ما فاته بعد
سلام الإمام .. قراءة المأموم خلف الإمام .. النهي عن الدخول في
النافلة إذا أ ُقيمت المكتوبة .. مَن أ ُقيمت عليه صلاة العصر وهو
لم يُصلي الظهر .. لا يُصلي خلف الصف وحده .. الصف الأول
أفضل .. في الآذان .. تعريفه .. حُكمه .. صيغته .. الإقامة ..
حُكمها .. صيغتها .. الإمام أملك بالإقامة .. استحباب الترسل
في الآذان والحدر في الإقامة .. استحباب الدعاء بعد الآذان ..
استحباب متابعة المؤذن والمُقيم .. في القصر .. معناه .. حُكمه ..
المسافة التي يُسن فيها القصر .. ابتداء القصر .. انتهائه .. النافلة
في السفر .. عموم سُـنة القصر لكل مسافر .. الجمع .. حُكمه ..
صفته .. صلاة المريض .. صلاة الخوف .. مشروعيتها .. صفتها
في السفر .. صفتها في الحضر .. في صلاة الجُمعة .. حُكمها ..
الحكمة في مشروعيتها .. فضل يوم الجُمعة .. آداب الجُمعة ..
ما ينبغي أن يُؤتى في يومها من الأعمال .. شروط صحة الجُمعة ..
مَن ادرك ركعة من الجُمعة .. تعدد إقامة الجُمعة في البلد الواحد ..
كيفية صلاة الجُمعة .. في سُـنة الوتر .. حُكمه .. تعريفه .. ما يُسن
قبل الوتر .. وقت الوتر .. مَن نام عن الوتر حتى أصبح .. القراءة
في الوتر .. كراهية تعدد الوتر .. رغيبة الفجر .. حُكمها .. وقتها ..
صفتها .. الرواتب .. التطوع أو النفل المُطلق .. فضله .. حكمته ..
وقته .. الجلوس في النفل .. بيان أنواع التطوع .. تحية المسجد ..
صلاة الضحى .. تروايح رمضان .. صلاة ركعتين بعد الوضوء ..
صلاة ركعتين عند القدوم من السفر .. ركعتا التوبة .. الركعتان
قبل المغرب .. ركعتا الاستخارة .. صلاة الحاجة .. صلاة التسبيح ..
سجدة الشكر .. سجود التلاوة .. في صلاة العيدين .. حُكمها ..
وقتها .. ما ينبغي لها من آداب .. صفتها .. في صلاة الكسوف ..
حُكمها .. وقتها .. ما يُستحب فعله في الكسوف .. كيفية صلاة
الكسوف .. خسوف القمر .. صلاة الاستسقاء .. حُكمها .. وقتها ..
ما يُستحب قبلها .. صفتها .. بعض ما ورد من ألفاظ الدعاء فيها ..
9)) في أحكام الجنائز .. ما ينبغي من لدن المرض إلى الوفاة ..
استحباب التداوي .. جواز الاسترقاء .. تحريم التمائم والعزائم ..
بعض ما كان يستشفي به صلى الله عليه وسلم .. جواز استطباب
الكافر والمرأة .. جواز اتخاذ المحاجر الصحية .. وجوب عيادة
المريض .. وجوب حسن الظن بالله تعالى .. تلقين الميت ..
توجيه المُحتضر إلى القبلة .. تغميض عينيه .. تسجيته .. ما
ينبغي فعله من وفاته إلى دفنه .. الإعلان عن وفاته .. تحريم
النياحة وجواز البكاء .. تحريم الإحداد أكثر من ثلاثة أيام إلا
على زوج .. قضاء ديونه .. الاسترجاع والدعاء والصبر ..
وجوب تغسيله .. صفة غسله .. مَن عجز عن تغسيله يُمم ..
تغسيل أحد الزوجين صاحبه .. استحباب بياض الكفن .. كفن
الحرير .. الصلاة على الميت .. شروطها .. فروضها .. كيفيتها ..
المسبوق فيها .. مَن د ُفن ولم يُصلى عليه .. ألفاظ الدعاء في
صلاة الجنازة .. تشييع الجنازة .. فضله .. ما يُكره عند التشييع ..
دفن الميت .. تعميق القبر .. اللحد .. أو الشق .. ما ينبغي بعد
الدفن .. الاستغفار للميت والدعاء له .. تسطيح القبر أو تسويته ..
تحريم تجصيص القبر .. كراهية الجلوس على القبر .. تحريم
بناء المساجد على القبر .. تحريم نبش القبر ونقل رفاته ..
استحباب التعزية .. بدعة المآتم .. اصطناع المعروف لأهل
الميت .. الصدقة على الميت .. قراءة القرآن على الميت .. حُكم
زيارة القبور وما يقوله زائرها .. حُكم زيارة النساء للمقابر ..
10)) في الزكاة .. حُكمها .. حكمتها .. حُكم مانعها .. أجناس
الأموال المُزكاة .. النقدان .. الأنعام .. الثمر .. الحبوب ..
الأموال التي لا تزكى .. العبيد .. الخيل والبغال والحمير ..
الفواكه والخضراوات .. حُلي النساء .. الجواهر الكريمة ..
العروض ليست للتجارة .. شروط أنصبة الزكاة .. عروض
التجارة .. الديون .. الركاز .. المعادن .. المال المستفاد ..
الأنعام .. مَن وجب عليه سن ولم يجدها .. البقر .. الغنم ..
اشتراط السوم في الأنعام .. الأوقاص .. يضم في الزكاة الضأن
إلى المعز .. إلخ .. الخليطان .. صغار الأنعام ذات العيب من
الأنعام .. الثمر والحبوب .. ما يُسقى بآلة مرة وبدونها أخرى ..
تجمع أنواع الثمر إلى بعضها .. أنواع القطنية .. حُكم مَن استأجر
أرضا ًفبلغ الحاصل نصابا ً.. مَن مَلك تمرا ًأو حبا ًبعد استوائه ..
مَن كان عليه دين استغرق جميع ماله .. لا يُسقط الدين زكاة حب
ولا تمر ولا ماشية .. في مصارف الزكاة وإيضاحها .. لو دفع
زكاته لصنف واحد .. لا تـُدفع الزكاة إلى مَن تجب نفقته ..
دفع الزكاة إلى إمام المسلمين .. لا تعطى الزكاة لكافر ولا لفاسق ..
لا يجوز نقل الزكاة من بلد لآخر إلا لضرورة .. مَن له دين على
فقير فجعله من زكاته .. لا تجزيء الزكاة بغير نيتها .. في زكاة
الفطر .. حُكمها .. حكمتها .. مقدارها .. لا تخرج من غير
الطعام .. وقت وجوبها .. وقت أداءها .. مصرفها .. سقوطها
عن مَن لا يملك قوت يومه .. مَن فضل له عن قوت يومه شيء
دفعه وأجزأه .. جواز دفع صدقة نفر واحد إلى أنفار وبالعكس ..
11)) الصيام .. تعريفه .. تاريخ فرضه .. فضله .. فوائده
الروحية .. الاجتماعية .. الصحية .. ما يُستحب من الصيام ..
ستة أيام من شوال .. النصف الأول من شعبان .. العشر الأول
لذي الحجة .. المُحرم .. أيام البيض .. الاثنين والخميس ..
صيام يوم وإفطار يوم .. صيام الأعزب .. ما يُكره من الصوم ..
صوم يوم عرفة لمَن بعرفة .. صوم يوم الجُمعة منفردا ً.. صوم
يوم السبت منفردا ً.. صوم آخر شعبان .. الوصال .. صوم يوم
الشك .. صوم الدهر .. صوم المرأة بلا إذن زوجها .. الصوم
المُحرم .. صوم يوم العيد .. صوم أيام التشريق الثلاثة .. صوم
المريض الذي يخشى على نفسه .. وجوب صوم رمضان .. فضل
رمضان .. فضل البر والإحسان في رمضان .. الصدقة .. قيام
الليل .. الاعتكاف .. الاعتمار .. بما يثبت شهر رمضان .. مَن
رأى الهلال وجب عليه أن يصوم .. شروط الصوم .. صوم
المسافر .. حُكم صوم الشيخ الكبير .. الحامل .. والمرضعة ..
حُكم مَن فرّط في قضاء رمضان حتى دخل عليه رمضان آخر ..
أركان الصوم .. سُـنن الصوم .. تعجيل الفطر .. كون الفطر
على رطب أو ماء .. الدعاء عند الفطر .. السحور .. تأخيره ..
حُكم مَن شك في طلوع الفجر .. مكروهات الصوم .. مبطلات
الصوم .. ما يُوجب القضاء والكفارة .. ما يُباح للصائم فعله ..
ما يُعفى عنه للصائم .. الكفارة .. الحكمة في الكفارة ..
12)) الحج والعمرة .. حُكمها .. حكمتها .. بيان الاستطاعة ..
الترغيب في الحج والعمرة .. الترهيب من تركهما .. أركان
الحج والعمرة .. الإحرام .. واجبات الإحرام .. محظورات
الإحرام .. حُكم المحظورات .. في الطواف .. شروطه ..
سُـنن الطواف .. آداب الطواف .. السعي .. شروطه .. سُـننه ..
آداب السعي .. الوقوف بعرفة .. واجباته .. سُـننه .. آداب
الوقوف بعرفة .. الإحصار .. في طواف الوداع .. كيفية
الحج والعمرة .. 13)) في زيارة المسجد النبوي الشريف ..
فضل المدينة وأهلها .. فضل المسجد النبوي الشريف .. زيارة
قبر النبي صلى الله عليه وسلم .. زيارة الأماكن الفاضلة بالمدينة
المنورة .. الشهداء .. مسجد قباء .. البقيع .. 14)) في الأضحية ..
تعريفها .. حُكمها .. فضلها .. أحكام الأضحية .. سُـننها .. اشتراط
سلامتها من العيوب .. أفضالها .. وقت ذبحها .. صحة الزكاة فيها ..
قسمتها المستحبة .. إجزاء الشاة الواحدة عن أهل البيت .. ما يتجنب
مَن عزم على الأضحية .. تضحية الرسول صلى الله عليه وسلم
عن جميع الأمة .. في العقيقة .. حُكمها .. حكمتها .. أحكامها ..
الآذان والإقامة في أذني المولود .. إذا فات السابع ولم يُعق عن
المولود ..

------------------------------
الباب الخامس : في المعاملات ..
------------------------------

1)) في الجهاد .. حُكمه .. أنواع الجهاد .. فضل الجهاد .. في
الرباط .. حُكمه .. فضله .. وجوب الإعداد للجهاد .. أركان
الجهاد .. ما يلزم لخوض المعركة .. آداب الجهاد .. في عقد
الذمة وأحكامها .. الهدنة .. المعاهدة .. قسمة الغنائم .. الفيء ..
الخراج .. الجزية .. النفل .. أسرى الحرب .. 2)) في البيوع ..
حُكم البيع .. حكمته .. أركانه .. ما يصح من الشروط وما لا
يصح .. حُكم الخيار في البيع .. بيان أنواع من البيوع ممنوعة
منها .. بيع السلعة قبل قبضها .. بيع المسلم على المسلم ..
بيع النجش .. بيع المُحرم النجس .. بيع الغرر .. بيع بيعتين
في بيعة .. بيع العربون .. بيع ما ليس عنده .. بيع الدين بالدين ..
بيع العينة .. بيع الحاضر للبادي .. الشراء من الرُكبان .. بيع
المصراة .. البيع عند النداء الأخير لصلاة الجمعة .. بيع
المزابنة والمحاقلة .. بيع الثنيا .. في بيع أصول الثمار .. في
الربا .. تعريفه .. حُكمه .. حكمة تحريمه .. أصول الربويات ..
الربا في جميع الربويات يكون من ثلاثة أوجه .. بيان أجناس
الربويات .. البنوك .. صورة للبنك الإسلامي المُـقترح ..
التأمين .. الصرف .. تعريفه .. حُكم الصرف .. حكمته ..
شروطه .. أحكامه .. في السلم .. تعريفه .. حُكمه .. شروطه ..
أحكامه .. صورة لكتابة البيع .. صورة لكتابة السلم .. في
الشـُفعة .. أحكامها .. الإقالة .. تعريفها .. حُكمها ..
3)) في جملة عقود .. الشركة .. مشروعيتها .. شركة العنان ..
شروط صحة شركة العنان .. شركة الأبدان .. أحكامها ..
شركة الوجوه .. شركة المفاوضة .. المُضاربة .. مشروعيتها ..
أحكامها .. المساقاة .. تعريفها .. حُكمها .. أحكامها .. المزارعة ..
تعريفها .. حُكمها .. أحكامها .. الإجارة .. تعريفها .. حُكمها ..
شروطها .. أحكامها .. الجُعالة .. تعريفها .. حُكمها .. أحكامها ..
الحوالة .. تعريفها .. حُكمها .. شروطها .. واحكامها .. الضمان ..
تعريفه .. حُكمه .. أحكامه .. صورة كتابته .. الكفالة .. حُكمها ..
أحكامها .. الرهن .. حُكمه .. أحكامه .. صورة كتابته ..
الوكالة .. شروطها .. حُكمها .. أحكامها .. صورة كتابتها ..
الصلح .. حُكمه .. أقسامه .. أحكامه .. صورة كتابته .. إحياء
الموات .. فضل الماء .. الإقطاع والحمى .. 4)) في جملة
أحكام .. القرض .. حُكمه .. شروطه .. أحكامه .. الوديعة ..
حُكمها .. أحكامها .. العارية .. حُكمها .. أحكامها .. كيفية
كتابتها .. الغصب .. حُكمه .. أحكامه .. اللقطة .. حُكمها ..
أحكامها .. كيفية كتابتها .. اللقيط .. حُكمه .. أحكامه .. كيفية
كتابته .. الحَجر .. حُكمه .. أحكام مَن يُحجر عليهم .. الصغير ..
السفيه .. المجنون .. المريض .. التفليس .. أحكامه .. كتابة
الحَجر على المُفلس .. كتابة الحَجر على السفيه المُبذر ..
الوصية .. حُكمها .. شروطها .. أحكامها .. كيفية كتابتها ..
الوقف .. حُكمه .. شروطه .. أحكامه .. كيفية كتابته .. الهبة ..
حُكمها .. شروطها .. أحكامها .. صورة كتابتها .. العمرى ..
حُكمها .. أحكامها .. كتابتها .. الرقبى .. 5)) النكاح ..
حُكمه .. الحكمة منه .. أحكامه .. آدابه .. الشروط في النكاح ..
الخيار فيه .. موجبات الخيار .. العيب والغرر .. الإعسار ..
إذا غاب الزوج ولم يُعرف مكان غيبته .. كتابة المحضر بغيبة
الزوج وطلاق الزوجة طلقة رجعية .. الحقوق الزوجية ..
حقوق الزوجة على زوجها .. حقوق الزوج على زوجته ..
نشوز الزوجة .. آداب الفراش .. الأنكحة الفاسدة .. نكاح المتعة ..
الشغار .. نكاح المُحلل .. نكاح المُحرم .. النكاح في العدة ..
النكاح بلا ولي .. نكاح الكافرة غير الكتابية .. نكاح المُحرمات
تحريما ًمؤبدا ً.. المُحرمات بالنسب .. المُحرمات بالمصاهرة ..
المُحرمات بالرضاع .. المُحرمات تحريما ًمؤقتا ً.. الطلاق ..
حُكمه .. أركانه .. أقسامه .. الطلاق الرجعي .. الطلاق بالكناية ..
الطلاق الصريح .. الطلاق المُنجَز والمُعلق .. طلاق التخيير
والتمليك .. الطلاق بالوكالة .. وبالكتابة .. الطلاق بالتحريم ..
الطلاق الحرام .. الخـُلع .. حُكمه .. شروطه .. أحكامه ..
الإيلاء .. الظهار .. حُكمه .. أحكامه .. اللعان .. تعريفه ..
مشروعيته .. حكمته .. أحكامه .. العِدد وتعريف العِدة ..
حُكمها .. المُتعة .. الحِكمة في العِدة .. أنواع العِدد ..
تداخل العِدد .. الاستبراء .. الإحداد .. النفقات .. تعريف
النفقة .. مَن تجب لهم النفقة .. مقدار النفقة .. متى تسقط
النفقة .. وجوب صلة الرحم .. الحضانة .. حُكمها ..
على مَن تجب .. مَن الأولى بها .. متى تسقط .. مدتها ..
نفقة الولد .. أجرة الحضانة .. تردد المحضون بين والديه ..
السفر بالطفل .. الطفل المحضون أمانة في يد الحاضن ..
6)) في المواريث وأحكامها .. في حُكم التوارث .. أسباب
الإرث .. موانع الإرث .. شروط الإرث .. في بيان مَن
يرث من الرجال والنساء .. في بيان الفروض .. التعصيب ..
أقسام العصبة .. المسألة المشتركة .. في الحجب .. تعريفه ..
قسما الحجب .. أحوال الجد .. في الأكدرية .. في تصحيح
الفرائض .. العول .. تعريفه .. حُكمه .. ما يدخله العول ..
كيفية التأجيل .. الأنظار الأربعة .. الانكسار .. في قسمة
التركات .. في المناسخة .. في الخنثى المُشكل .. في
إرث الحمل والمفقود والفرقى ومَن إليهم .. 7)) في اليمين ..
ما يجوز منها وما لا يجوز .. أقسامها .. حكم كل قسم منها ..
ما تسقط به الكفارة .. استحباب الحنث في أمور الخير ..
الحلف بحسب نية الحالف .. كفارة اليمين .. النذر .. حُكمه ..
أنواعه .. النذر المُطلق وحُكمه .. نذر المعصية .. نذر
ما لا يملك .. تحريم ما لا يملك .. تحريم ما أحل الله تعالى ..
مَن نذر كل ماله قضاء .. نذر مَن مات وعليه نذر ..
8)) في الذكاة .. تعريف الذبح والنحر .. كيفيتهما .. شروط
صحة الذكاة .. ذكاة الجنين .. ترك التسمية نسيانا ً.. قطع
رأس الذبيحة .. الصيد .. حُكمه .. أنواعه .. ذكاة الصيد ..
ما أدرك من الصيد ميتا ًأ ُكل بشرط .. في الطعام .. حُكمه ..
أنواع المحظورات بالسُـنة .. ما حُظر بدليل منع الضرر ..
ما يُباح من المحظورات للمضطر .. الشراب .. تعريفه ..
حُكمه .. الخمر .. عصير الخليطين .. ألبان وأبوال مُحرمات
الأكل .. ما ثبت ضرره للجسم .. أنواع المشروبات التدخينية ..
ما يُباح للمُضطر .. 9)) في الجنايات .. الجناية على النفس ..
حُكمها .. أنواع الجنايات على النفس .. الجناية العمد .. شبه
العمد .. الخطأ .. أحكام الجنايات .. شروط وجوب القصاص ..
شروط استيفاء القصاص .. التخيير بين القوْد والديّة والعفو ..
حُكم من اختار الديّة .. إذا مات القاتل .. كفارة القتل ..
الجنايات على الأطراف .. حُكمها .. شروط القصاص في
الأطراف .. قتل الجماعة بالواحد .. سراية الجناية .. لا
يُقتص في جرح قبل برئه .. الديّة .. تعريفها .. حُكمها ..
عمّن تسقط الدية .. مقادير الديّة .. ديّة النفس .. ديّة الأطراف ..
ديّة الشجاج والجراح .. بم تثبت الجناية .. القسامة ..
10)) في الحدود .. حد الخمر .. حُكم شرب الخمر .. الحكمة
في تحريم الخمر .. حُكم شارب الخمر .. شروط وجوب الحد
على شارب الخمر .. عدم تكرار الحد على شاربها .. كيفية
إقامة الحد على الشارب .. لا يُقام الحد على الشارب وهو
سكران أو مريض .. حد القذف .. تعريف القذف .. حُكم
القذف .. حده .. شروط إقامته على القاذف .. حد الزنا ..
تعريف الزنا .. حُكمه .. حكمة تحريمه .. حد الزنا .. شروط
إقامة الحد على الزاني .. كيفية إقامة الحد على الزناة .. حد
اللواط .. حُكم العبد والأمة إذا زنيا .. حد السرقة .. حُكمها ..
بم تثبت السرقة .. شروط القطع .. ما يجب على السارق ..
كيفية القطع .. ما لا قطع فيه .. تحريم الشفاعة في الحدود ..
حد المُحاربين .. تعريف المُحاربين .. أحكامهم .. أهل البغي ..
تعريفهم .. أحكامهم .. إذا اقتتلت طائفتان من المسلمين لعصبية
أو مال .. مَن يقتل كفرا ً.. المُرتد .. تعريفه ..حكمه .. ما يُكفر
من الأقوال والاعتقادات .. أدلة ذلك .. حُكم مَن كفر بسبب
ما ذكر من المُكفرات .. حُكم مَن قال كلمة الكفر مُكرها ً..
الزنديق .. تعريفه .. حُكمه .. الساحر .. حُكمه .. تارك الصلاة ..
حُكمه .. التعزير .. حُكمه .. أحكامه .. 11)) القضاء ..
تعريفه .. حُكمه .. خطر منصبه .. لا يُولى القضاء مَن طلبه ..
شروط تولية القاضي .. آداب القاضي .. ما يلزم القاضي
تحاشيه .. ولاية القاضي .. بم يحكم القاضي .. كيفية الحُكم
وطريقته .. تنبيهات هامة في مسائل القضاء .. الشهادات ..
تعريف الشهادة .. حُكمها .. شروط الشاهد .. أحكام الشهادة ..
أنواع الشهادات .. الإقرار .. تعريفه .. ممَن يقبل الإقرار ..
حُكمه .. بعض أحكامه .. اعتراف المُفلس أو المحجور عليه ..
12)) الرق .. تعريفه .. حُكمه .. تاريخه ومنشؤه .. أسبابه ..
معاملة الرقيق عند المسلمين ومعاملته عند غيرهم من الأمم ..
الرد على مَن يقول : لمَاذا لم يفرض الإسلام تحرير الرقيق
فرضا ً.. أحكام الرقيق .. العتق .. حُكمه .. حكمته .. أحكامه ..
التدبير .. حُكمه .. حكمته .. أحكامه .. المُكاتب .. تعريفه ..
حُكم المكاتبة .. أحكام المُكاتب .. أم الولد .. تعريفها .. حكم
التسري .. حكمته .. أحكام أم الولد .. الولاء .. تعريفه ..
حُكمه .. أحكامه ..

------------------------
----------------------------
---------------------------------
3))
خاتمــة ..


لا شك أن كل مُنكر للسُـنة .. ما فعل ذلك : إلا
لسبب في نفسه
أو
لشبهة في عقله ....
وذلك لأن إنكار السند أو العنعنة أو الحديث في الإسلام :
هو ضد الفطرة الإيمانية والعقل السليم والقلب الواعي !!!!!!!..
تماما ًكما أن الكفر بالله وجحوده :
هو ضد الفطرة الإنسانية الإيمانية التي فطر الله الناس عليها !!..
ومن هنا ...
فانا أدعو كل منكر للسنة : أن ينظر لحاله بعين الإنقاذ قبل فوات
الأوان !!!!!!!...
----
فإن كان ما حمله على إنكار السُـنة : هو شيءٌ في نفسه :
فعليه بمسارعة علاج نفسه .. وملازمة العلماء والصالحين ....
فمنهم تنتقل العلاجات النفسية إليه : بمجرد مجالستهم ومخالطتهم ..
------
وإن كان ما حمله على إنكار السُـنة : هو شبهة في عقله .........
فعليه أيضا ًبسؤال العلماء الراسخين .. وطلبة العلم ذوي الاطلاع
الجيد بتلك الأمور ...
وأن يعلم لهؤلاء فضلهم : وعلو منزلتهم في دين الله عز وجل القائل
في كتابه :
"
قـُلْ : هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " ؟!.. الزمر 10 ..
فبهذه السبيل وحدها : تنجلي كل شبهة دأب على اختراعها وإثارتها
وترديدها : أعداء الإسلام والمنافقين : فانطلت على العوام والجُهال
والمغرورين بعقولهم : والذين لا رصيد لهم من العلم الشرعي !!!!..
ولو كانوا ردوا أي شبهة إلى علماء الإسلام وطلبة العلم الراسخين :
لكانوا نجوا من هذه الضلالات منذ بدايتها ...
يقول الله تعالى :
"
وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ !!.. وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ .. وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ .. لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ
مِنْهُم
ْ " !!.. النساء 83 ..
---------
وهكذا :
لا ينبغي لمَن كان له عقل من المؤمنين : أن يُلقي بتجارب أفكاره على
المسلمين : على أنها علما ً!!!.. فيضِل ويُضِل بجهله غيره !!!!..
وقد قال رسولنا الكريم :
"
كُف شرك عن الناس : فإنها صدقة منك على نفسك " !!!!..
صحيح الجامع الصغير للأباني (2/4490) ..
------
فيجب على كل مسلم أن يحترم عقله ودينه .. ويعلم أن باب الاجتهاد
في الدين له شروطه التي يجب اجتيازها قبل .. وساعتها يكون للمجتهد :
أجران إذا أصاب (أجر لاجتهاده لوجه الله .. وأجر لإصابته الحق) ..
ويكون له أجر إذا أخطأ (وهو أجر الاجتهاد لوجه الله) ...
----
هداني الله وإياكم إلى ما يُحب ويرضى ...
وأخص زوجتي الكريمة بالشكر على مساعدتها لي في كتابة فهرس
كتاب منهاج المسلم هذا : والذي عجزت أن أجد له نسخة مكتوبة
على النت بصيغة الوورد ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

__________________
" ما رأيت امتحانا ًقط في هذه الحياة منتشرا ًبين البشر : قدر ما رأيت امتحان الله تعالى
لشخص من الأشخاص : كان على دين أو مذهب معين : أو حتى يُحب إنسانا ًمعينا ً:
ثم يُبين الله تعالى له أن هذا الدين أو هذا المذهب أو هذا الإنسان : هم على باطل !!!..
لينظر الله ساعتها لهذا الشخص : ماذا سيفعل ؟!.. هل سيترك ما كان عليه : للحق ؟!..
أم سيستمر على ما هو عليه : للباطل ؟!!..
وخصوصا ًبعد أن قضى السنين الطوال فيما اتبع وأحب : فترة ًقد تبلغ عند البعض :
عمرا ًبأكمله " !!..

أبو حب الله ...

__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-04-2011, 11:04 PM
Specialist hossam Specialist hossam غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العمر: 36
المشاركات: 1,933
معدل تقييم المستوى: 16
Specialist hossam is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

أستعد الآن بإذن الله تعالى للانتهاء من رسالة :

((نهاية أحمد صبحي منصور)) ...
والتي أفضح فيها كيف أنه : صنعة ماسونية يهودية أمريكية ...
كما أفضح فيها أشهر أكاذيبه وافتراءاته وأفكاره حتى الآن ..

وحتى ذلك الحين : فقد رأيت أن أعرض عليكم بعض رسائلي

التي كتبتها لكــُـتاب موقعه : أفضح فيها جهلهم وجهله بالأدلة ..
والتي بلغت حتى الرسالة الأخيرة : 24 رسالة أسميتها لهم بـ :
((سلسلة رد الشبهات)) ...
اخترت لكم منها هذه الرسالة الهامة : وهي منذ أربعة شهور
تقريبا ً!.. حيث لم أكن قد عرفت بعد كل شيء عن هذا المنافق !..
--------

رد الشبهات 20 ..


بقلم : أبو حب الله ......


الرد على أحمد صبحي منصور .. البخاريون والقرآنيون !

وآسف لطول الرسالة : فهي تليق برئيس موقع أهل القرآن !




صفات الله .. الرسول والغيب (19 مثال) ..
1)) مقالة ٌعارية ٌمِن : الأسس العلمية .. والحق !.. 2)) أحمد صبحي منصور : جهلٌٌ أم تدليس ؟!.. 3)) أحمد صبحي القرآني : لا يعرف القرآن !!!!..











---
4)) إنكار (أحمد صبحي) لشفاعة النبي والبشر !!... 5)) كلام (أحمد صبحي) عن عصمة الأنبياء ... 6)) (أحمد صبحي) وحقيقة حياة النبي في قبره .. 7)) (أحمد صبحي) وانتقاصه للنبي ... 8)) (أحمد صبحي) وصلاة السُـنن .. 9)) (أحمد صبحي) وصيغة التشهد في الصلاة ! 10)) (أحمد صبحي) وصيغة الآذان للصلاة !!.. 11)) (أحمد صبحي) والحج !!!... 12)) (أحمد صبحي) ومساواته بين النبي والمؤمنين ! 13))(أحمد صبحي) وخلطه بين التسبيح والصلاة على النبي ! 14)) (أحمد صبحي) وإقراره الكفر ونفي الجهاد ...
الإخوة الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

كان مِن المُخطط لهذه الرسالة : أن تكون بعنوان :

(علم الحديث .. شبهات وردود) والتي وعدتكم بها أكثر
مِن مرةٍ للأسف ..
ولكني عندما استكملت قراءة المقال الذي أرسله لي الأخ
(محمد دندن) بقلم رئيس موقعكم (أحمد صبحي منصور)
بعنوان (البخاريون والقرآنيون) :
وجدتها فرصة ًلن تعوض لأوضح لكم فيها : كيف أن
كل ما أخذته عليكم مِن مآخذ مِن قبل : هي مُتحققة ٌأيضا ً
في زعيم موقعكم !!.. ورئيس منهجكم القرآني الحالي !!..
---
بداية ًبالجهل المُطبق أصلا ًبعلم الحديث الذي تتهجمون
عليه ليل نهار (والذي رمز له جهلا ًبالبخاريين) ......
وانتهاءً بجهله أيضا ًبالقرآن الكريم نفسه !!!!!!!!!!!!!...
وهو الذي يدّعي أنه (قرآني) ومِن (أهل القرآن) !!!!....
وقبل أن تتهموني أو تنتقصوني في كلامي :
كل ما أرغبه منكم فقط : هو أن تقرأوا هذه الرسالة
لآخرها ... لكي تعلموا أنكم أنتم :
أحق مَن يُدعى له بالهداية : وبفهم القرآن الكريم وعدم
اقتطاع آياته كما سترون الآن .........
---
(ملحوظة : يبدو أني سأؤجل رسالة (علم الحديث) مرة ً
أخرى : لأنه وصلتني رسالة ثانية مِن موقعكم بقلم الأخ :
محمود دويكات : باسم : القرآن مقابل الشريعة !!.. والتي
هللتم لها كثيرا ًكما في تعليقاتكم عليها : على الرغم مِن
تعارضها مع القرآن نفسه !!!.. ولا أعرف بعد ذلك : كيف
تدعون أنكم أهل التدبر والتخبر في القرآن !!!!!!!!....)
-----------------

1)) مقالة ٌعارية ٌمِن : الأسس العلمية .. والحق ..
أولا ً: التعري مِن الأسس العلمية في المقالة ...
كثيرا ًما تدعون في موقعكم (التمسك بأسس البحث العلمي)
وضرورة (التمسك بأسس البحث العلمي) .. وبالفعل :
لو أن أحد الباحثين تقدم ببحثٍ أو رسالة للعرض العلمي :
ثم استدل في رسالته بالكثير مِن الآراء والأقوال :
فإن لم يذكر المراجع والتخريج لكل هذه الآراء والأقوال :
لكان في نظر البحث العلمي :
غشاشا ًأو كاذبا ًأو مُدلسا ً!!!!!!!!!!!!!!.....
---
وقد قرأت مقالة (أحمد صبحي) كاملة ً:
فلم أجد فيها : تخريجا ًواحدا ًلما ساقه مِن استشهادات
على ضلال (البخاريين) في زعمه !!!!...
أي والله ............
لم أجد كلمة ًواحدة ًمِثل : (رواه البخاري مثلا ًأو مسلم
أو الترمذي أو النسائي) ........... إلخ
وهذه وحدها : نقيصة ٌيجب أن تلحق بالرجل أولا ً.....
ثم بكم جميعا ًإن لم تلفتوا نظره لهذا القبح العلمي في
الكتابة والاستشهاد .........
----
ثانيا ً: التعري مِن ابتغاء الحق في المقالة ...
حيث أن (أحمد صبحي) : (وكفارس) مِن فوارس (أهل
القرآن) للذب عنه والمنافحة دونه :
كان يتوجب عليه أن يتوجه أولا ًبالطعن في : مَن يطعنون
في القرآن نفسه ويُحرفونه (كالأمريكان مثلا ًوالشيعة) !..
لا في التوجه بالطعن في : مَن يؤمنون به ويجلونه أصلا ً
كأهل السُـنة والجماعة !!!!!!....
---
ولن أذكر لكم مثلا ًكتاب (الفرقان الحق) الذي طبعه
ونشره الأمريكان (ولم يذكرهم أحمد صبحي بسوء) ...
ولكني سأذكر لكم : جانبا ًواحدا ًمِن تحريف (الشيعة
والرافضة) للقرآن وآيات القرآن :
ثم أنتم على موقعكم الأغر : تحملونهم فوق الرؤوس :
وتترحمون على موتاهم بالتعازي والنعي :
لا لشيء :
إلا لأنهم يُشاركونكم الطعن في السُـنة وإنكارها !!!!!!!..
وأما علماء المسلمين الأجلاء :
فلا نصيب لهم عندكم : غير السب واللعن والطعن :
أحياءً وأمواتا ً: ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم ....
------

جاء في كتاب (الكافي) وهو عمدة مذهب الشيعة والرفض :
أن القرآن الكريم الذي نزل به (جبريل) عليه السلام هو :
(17.000) آية !!!!!!!!!!!!!!!!....
(الكافي في الأصول- كتاب فضل القرآن- باب النوادر-
صـ 634 جـ 2 طبعة طهران 1381هـ) ...
---
أي ثلاثة أضعاف قرآننا الحالي تقريبا ً!!!!.. وبالطبع :
هم يُمهدون بتلك الفرية للطعن في أمانة الخلفاء والصحابة
في جمع القرآن الكريم : لكي يتسنى لهم الادعاء بعد ذلك
في وصاية وولاية (عليّ) وأبنائه مِن بعده : والتي أخفاها
الصحابة عمدا ًبزعمهم !!!!!!!!!!!!!!!!!.....
---
فهل أشار (أحمد صبحي منصور) في كتاباته العديدة :
ونيرانه التي يصبها جهلا ًعلى أهل السُـنة : هل أشار
لكل هذا مِن قريب ٍأو بعيد ؟!!...
---

هل أشار إلى تحريفهم لآيات القرآن : وقولهم مثلا ً:
" ومَن يُطع الله ورسوله : في ولاية عليّ : والأئمة بعده :
فقد فاز فوزا ًعظيما ً" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
(الكافي- الحُجة صـ 414 جـ 1 طبعة طهران) ..

أو قولهم مثلا ً(لإعلاء شأن الكذب والنفاق والتقية التي
يُدمنونها لخداع العالم) :
" يا أيها النبي : جاهد الكفار : بالمنافقين " !!!!!!!...
(الكاشي في تفسيره الصافي صـ 214 جـ 1 طبعة طهران)

أو قولهم مثلا ً:
" ولقد عهدنا إلى آدم : مِن قبل كلماتٍ في : محمد وعلي
وفاطمة والحسن والحُسين والأئمة مِن ذريته : فنسي " !
(الكافي في الأصول – كتاب الحُجة صـ 416 جـ 1 طهران)

أو استبدالهم قول الله تعالى : " أن تكون أمة : هي أربى
مِن أمة " : بقولهم :
" أن تكون أئمة : هي أزكى مِن أئمتكم " !!!!!!!!!!!...
(القمي في تفسيره صـ 389 جـ 1) ومثله (الكاشي) أيضا ً
في تفسيره (الصافي) في نفس الآية نقلا ًعن (الكافي) !!..

" وإذ أخذ ربك مِن بني آدم مِن ظهورهم : ذريتهم ..
وأشهدهم على أنفسهم : ألست بربكم ؟.. وأن محمدا ً
رسولي ؟.. وأن عليا ًأمير المؤمنين " ؟؟!!!!!!!!!!..
(الكافي- كتاب الحُجة- باب النوادر صـ 412 جـ 1 طهران)

" وإن كنتم في ريب ٍمِما نزلنا على عبدنا في عليّ : فأتوا
بسورةٍ مِن مثله " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
(الكافي- كتاب الحُجة صـ 417 جـ 1 طهران)

" سأل سائلٌ بعذاب ٍواقع : للكافرين بولاية عليّ : ليس
له دافع " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
(الكافي- كتاب الحُجة صـ 422 جـ 1 طهران)

" فأبى أكثر الناس بولاية عليّ : إلا كفورا ً" !!!!!!!..
و" قل الحق مِن ربكم في ولاية عليّ : فمَن شاء فليؤمِن :
ومَن شاء فليكفر : إنا أعتدنا للظالمين بآل محمد نارا ً" !!
(الكافي صـ 425 جـ 1 طهران)

" ولو أنهم فعلوا ما يُوعظون به في عليّ : لكان خيرا ًلهم "
(الكافي صـ 424 جـ 1 طهران)

" يا أيها الذين أوتوا الكتاب : آمنوا بما نزلنا في عليّ :
نورا ًمبينا ً" !!!!!!!!!!! (الكافي صـ 417 جـ 1 طهران)

" بئسما اشتروا به أنفسهم : أن يكفروا بما أنزل الله في
عليّ بغيا ً" !!! (الكافي صـ 417 جـ 1 طهران)

" وقل اعملوا : فسيرى الله عملكم ورسوله والمأمونون "
!!!!!!!! (الكافي صـ 424 جـ 1 طهران)

" يا أيها الناس : قد جاءكم الرسول بالحق مِن ربكم :
في ولاية عليّ !!.. فآمنوا خيرا ًلكم .. وإن تكفروا بولاية
عليّ .. فإن لله ما في السماوات والأرض " !!!!!!!!!..
(الكافي صـ 424 جـ 1 طهران)

" فبأي ألاء ربكما تكذبان : أبالنبي ؟ أم بالوصي " ؟!!!..
(الكافي صـ 217 جـ 1 طهران)
---
فهل علمتم الآن : فائدة ًأخرى لما أرسلته لكم مِن الإعجاز
الرقمي الضابط في آيات وسور وكلمات القرآن الكريم !..
---
وهل علمتم الآن مدى (نزاهة) رئيس موقعكم في دفاعه
عن القرآن : حتى يترك أمثال هؤلاء ويغض طرفه عنهم :
ليذهب ليعقد مقارنة ًغراء بين (البخاريين والقرآنيين) :
في العقيدة والعبادة والمعاملات ........... إلخ
-------

1... 2... 3... 4... 5... 6... 7... 8... 9... 10... 11... 12... 13... 14... 15... 2)) أحمد صبحي منصور : جهلٌٌ أم تدليس ؟!..
الأمر الثاني الغريب في رسالته .....
هو ذِكره لغرائب الآحاديث وأباطيلها : لينسبها لأهل
السُـنة ويدّعي إيماننا بها !!!!!....
وذلك لهدفٍ ظاهر ٍومفضوح : ألا وهو : الصد عن
أهل السُـنة والحديث : وتشويه صورتهم أمامكم !!!!..
---
تماما ًكمَن يذهب ليذكر لمجموعة مِن القوم : حادثة ًتم
فيها الغش في تفصيل الملابس .. وذلك ليُطالبهم بعدها :
بعدم لبس أي ملابس أبدا ًبعد اليوم !!!!...
أو يذكر لهم حادثة غش في مكيال اللبن : ثم يُطالبهم :
بعدم شرب اللبن أبدا ًبعد اليوم !!!!..
فهل مِن عاقل ٍينطلي عليه مثل هذا الخداع ؟!...
----
فعندما يطعن (القرآنيون) في آحاديثٍ بعينها : فإما أن
تكون هذه الآحاديث : مما استصعبتها عقولهم عن الفهم :
وتكبروا وتعالوا عن سؤال أهل العلم والذكر : ليفسرونها
لهم : فضلوا وأضلوا وقالوا في دين الله بغير علم !!!..
وإما :
أن تكون آحاديث مكذوبة ًأصلا ً: قد نص علماء السُـنة
على كذبها ووضعها !!!!...
---
فأما النوع الأول مِن الطعونات : فأنا أرد عليه تباعا ً:
وما زال أمامي مِنه الكثير إن شاء الله (وخصوصا ًما
أرسله لي الأخ أحمد بغدادي مِن قبل يستفسر عنه) .....
---
وأما النوع الثاني مِن الطعونات : فلن أجد مثالا ًله : خيرا ً
مما ساقه (أحمد صبحي منصور) في مقاله المذكور :
ينسبه زورا ًوبهتانا ًلأهل السُـنة : ويدّعي إيمانهم به :
وهو يعلم أن أهل السُـنة مِن مثل هذه الآحاديث براء !!..
وإنما مَن يؤمِن بها هم جهلة الصوفية : مع الذين غالوا
في شخص النبي (محمد) صلى الله عليه وسلم :
فقال بعضهم أنه مخلوقٌ مِن نور !!.. وذهب الآخر أنه
لم يكن له ظل !!!.. والثالث بأن وجهه كان يُنير الغرفة
المظلمة !!.. والرابع بأن الصحابة كانوا يتبركون ببوله !
والخامس بأنه لم يكن يحتلم !.. وشط آخرون فجعلوه قطبا ً
ثانيا ًلهذا الوجود والعالم !!..............................
---
ملحوظة هامة :
البخاريون (على حد التسمية الجاهلة لأحمد صبحي
منصور) : يؤمنون بقول النبي الذي جاء في البخاري
ومسلم : عن (عمر) رضي الله عنه قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تطروني
(أي تبالغوا في مدحي وذِكري) : كما أطرت النصارى
ابن مريم .. فإنما أنا عبده .. فقولوا : عبد الله ورسوله "
فهل ذكر ذلك الحديث : (أحمد صبحي) في بحثه العلمي
النزيه (ولاحظوا أن الحديث : هو بالفعل في البخاري
وغيره : في حين أن الآحاديث التي ذكرها أحمد صبحي :
خلت منها كتب الصحاح كما سنرى الآن) ..
--------

فأما الحديث الأول الذي استشهد به (أحمد صبحي) على
ضلال (البخاريين) في العقيدة ومغالاتهم في النبي هو :
" أول مَن خلق الله : نور نبيك يا جابر "
والحديث برغم شهرته بين الصوفية وبعض شيوخ النقل
عن جهل : إلا أنه ليس له أصل في كتب السُـنة ولا سند !
قال عنه الشيخ (أبو الفيض أحمد الغماري) في كتابه :
(المُغير على الأحاديث الموضوعة في الجامع الصغير) :
" هو حديث موضوع : لو ذ ُكر بتمامه : ما شك الواقف
عليه في وضعه !.. حيث تقع بقيته في ورقتين مِن الحجم
الكبير : وتشتمل على لغة ركيكة ومعان ٍمُنكرة " !!!..
(يعني باللغة الركيكة مثلا ًقوله : أول مَن خلق الله : والتي
صوابها : أول ما خلق الله .. ويعني بالمعاني المُنكرة :
أي في العقيدة : مثل ادّعاء النورانية وخلق السماوات
والأرض وسائر المخلوقات مِنها .............. إلخ)
وقد سُـئل عنه الإمام (السيوطي) كما في كتاب (الحاوي
للفتاوي 1/323) فقال :
الحديث المذكور في السؤال : ليس له سند يُعتمد عليه !
فالحديث : ليس له أصلٌ في كتب السُـنة المعروفة (فضلا ً
عن أن ينسبه أحمد صبحي إلى البخاريين وأهل السُـنة !!)
وقد أشار إلى ذلك الشيخ (الألباني) أيضا ًرحمه الله في
تعليقه على حديث : " خــُلقت الملائكة مِن نور .. وخــُلق
إبليس مِن نار السموم .. وخــُلق آدم مِما قد وُصف لكم "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/458) ..
حيث قال أن هذا الحديث الصحيح الصريح : يُبطل كل
الموضوعات الصوفية وغيرها في خلق النبي مِن نور ..
----

وأما الحديث الثاني الذي يذكره (أحمد صبحي منصور) :
فهو " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين .. وكنت نبيا ً:
وآدم لا ماء ولا طين " .. وبداية ً: حتى لو صح الحديث :
فهو لا يقدح في عقيدة المسلم !.. لأن معناه ساعتها
سيكون : إثبات احتواء أم الكتاب عند الله تعالى على
كل شيء : حتى قبل خلق الأشياء !!.. وقد ورد في
ذلك الكثير مِن الآيات والأحاديث الصحيحة .. مثل قول
الله تعالى : " ما أصاب مِن مصيبةٍ في الأرض : ولا
في أنفسكم : إلا في كتابٍ : مِن قبل أن نبرأها : إن
ذلك على الله يسير " الحديد 22 ..
ومع ذلك (ولكي يستريح أحمد صبحي منصور) :
فحديث : " كنت نبيا ً: وآدم بين الماء والطين "
هو حديث (( موضوع )) : أي : لم يقله النبي !!!..
وهو في سلسلة الآحاديث الضعيفة والموضوعة
للألباني (1/302) .. وأزيدكم : أن حديثا ًآخرا ًأيضا ً
بنفس المعنى : هو (( ضعيف )) .. وهو :
" إني عند الله في أم الكتاب : لخاتم النبيين : وآدم
مُجندلٌ في طينته " .. وهو في سلسلة الآحاديث
الضعيفة والموضوعة أيضا ًللألباني (5/2085) ..
فهو ضعيف السند : وإن كان معناه صحيحا ًكسابقه
كما أوضحت لكم .......
----

وأما مقولة أن النبي هو : " نور عرش الله " :
فلم ترد أصلا ًفي حديث : لا ضعيف ولا موضوع ولا
غيره !... وإنما هي مِن مقولات بعض جهلة الصوفية !
وهذا هو الجهل في الظلام الذي حدثتكم عنه في رسالتي
الأولى لكم : أنكم تقوقعتم على أنفسكم في موقعكم على
النت : تقولون ما تشاءون مِن غير أن تسمحوا لحوار
الحق حتى أن يتواجد بينكم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
---------

1... 2... 3... 3)) أحمد صبحي القرآني : لا يعرف القرآن !!..
إخواني الكرام : بعد أكثر مِن عشرين رسالة بيني
وبينكم : لم أزدد في كل يوم ٍإلا يقينا ًبأنكم : أبعد الناس
عن فهم وتدبر القرآن الكريم : وليس كما تدّعون !!!...
ولعلي أقوم بتجميع كل ردودي عليكم في هذا الشأن :
لأعرضها لكم في رسالةٍ مستقلةٍ بإذن الله تعالى :
لعلكم تتذكرون بها أنكم ما زال أمامكم الكثير والكثير :
عن المكانة التي وضعتم أنفسكم فيها :
تستشهدون خطأ ًبالقرآن !!.. وتستقطعون مِن آياته
ما وافق هواكم : بغير علم .........
------
والآن : بين أيدينا رئيس موقعكم نفسه : وحامل
لواء (القرآنيين) الحالي : والذي تتسابق لشهرته وإعلان
ظهوره : كبريات المؤسسات اليهودية العالمية للطعن
في الإسلام : تماما ًكما تسابقوا مِن قبل على (محمد
عبده) و(الأفغاني) و(طه حسين) و(أبو رية) !!!...
-------

صفات الله تعالى الحسنى ...
1...
وهي أول شغب (كلامي) يثيره (أحمد صبحي) في
رسالته : ليس له موقع ٌمِن الإعراب كما قلت لكم مِن
قبل ....
إذ أن أهل السُـنة والجماعة : ينسبون ويصفون الله
تعالى بما نسب به ووصف به نفسه في القرآن : أو في
سُـنة نبيه : ولا يزيدون عليه .. وكل ذلك في إطار قوله
تعالى : " ليس كمثله شيء " ...
وقد تتشابه بعض صفاته عز وجل مع بعض صفات
الإنسان : لفظا ًمع الفارق الذي لا يعلمه إلا الله .....
فكما وصف الله تعالى نفسه بأنه : " سميع ٌبصير "
فقد وصف الإنسان أيضا ًبذلك :
" إنا خلقنا الإنسان مِن نطفةٍ أمشاج : نبتليه .. فجعلناه :
سميعا ًبصيرا ً" الإنسان 2 ..
وكما وصف الله تعالى لنفسه بأنه : " رؤوفٌ رحيم " ..
فقد وصف نبيه (محمدا ً) أيضا ًبذلك في قوله :
" بالمؤمنين : رؤوفٌ رحيم " التوبة 128 .........
وكما وصف نفسه بـ " الحي " : فقال أيضا ًعن غيره :
" يُخرج الحي مِن الميت " !!.. وكما وصف نفسه
بـ " العظيم " .. فقد وصف غيره أيضا ًبذلك :
" ولها عرشٌ عظيم " !!.. وكذلك ذكر لنفسه يدا ً:
" يد الله فوق أيديهم " .. وذكر عينا ً: " إنك بأعيننا "
" ولتصنع على عيني " إلى غير ذلك مِن آيات :
الاستواء على العرش والمكر بالماكرين .. وآحاديث
إثبات الأصابع والضحك لله تعالى في السُـنة :
وكل ذلك يُسلِـم به أهل السُـنة والجماعة كما قلت لكم :
بلا تشبيه ولا تكييف ولا تأويل ولا تعطيل ولا نفي :
ولكن تحت قول الله تعالى :
" ليس كمثله شيء " ....
-------

عِلم رسول الله (محمد) للغيب .....
2...
وأما الشغب الثاني الذي يدل على انفكاك عقولكم
في تدبركم المزعوم للقرآن :
فهو نفيكم أن رسول الله تعالى : لا يعلم الغيب مُطلقا ً!
فتعالوا ندرس تلك الشبهة معا ًلتكرارها في موقعكم !
---
بداية ًَ: يذكر (أحمد صبحي) أن هناك بعض الرسل الذين
أعلمهم الله تعالى بعض الغيب (ولاحظوا كلمة بعض) !
فذكر معرفة (يوسف) عليه السلام للطعام : قبل أن يأتي
أصحابه !!.. ومعرفة (عيسى) عليه السلام لبعض
الطعام : المُدخر في البيوت والذي لم يُؤكل أو يأتي بعد !
---
وأسأل : هل اطلاع بعض الرسل على (بعض) الغيب :
هل يكون ذلك مُسوغا ًلوصفهم بأنهم : يعلمون (الغيب)
هكذا بعمومه ؟!!...
أم أن عدم معرفة الغيب هي الأصل : والمُستثنى مِنها
هو ما يُطلع الله تعالى عليه بعض خلقه ورسله ؟!!!..
" ولا يُحيطون بشيءٍ مِن علمه : إلا بما شاء" آية الكرسي
" عالم الغيب : فلا يُظهر على غيبه أحدا ً: إلا مَن
ارتضى مِن رسول : فإنه يسلك مِن بين يديه ومِن خلفه
رصدا ً" الجن 26 ...
---
وهنا نأتي للتلاعب في الألفاظ الذي يُجيده كل صاحب
هوى .. فكما يصف (أحمد صبحي) النبي بأنه : لا
يعرف الغيب : فكذلك أيضا ًنقول أن (يوسف) و(عيسى)
عليهما السلام : لا يعلمان الغيب أيضا ً ! لأنهما لو يعلمان
الغيب " لاستكثرا مِن الخير : وما مسهما السوء " !
وقد مسهما السوء بالفعل كما هو معروفٌ مِن قصتهما !
---
فنفي معرفة الغيب عن أي مخلوق : تعني الغيب المطلق
وأما معرفة الغيب لرسول : فإنما نعني به فقط :
ذاك الغيب الذي يُطلعه الله عليه ....
---
ومِن هنا : فما أغرب ادعاءاتكم وأضعف إيمانكم بنبيكم :
حينما تنكرون عليه معرفة بعض الغيب بإذن ربه :
في حين أنكم قد تــُسلمون بذلك لغيره إذا فعله !!!..
وما رجم المشعوذين والكهنة والسحرة و(نستراداموس)
بالغيب مِنكم ببعيد !!.. والذي قد يُصيب بالفعل أحيانا ًكما
أوضح لنا ذلك النبي نفسه صلى الله عليه وسلم !!!...
ففي البخاري ومسلم عن (عائشة) رضي الله عنها قالت :
" سأل أناسٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان !
فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنهم ليسوا
بشيء !.. قالوا : يا رسول الله : فإنهم يُحدثون أحيانا ً
بالشيء يكون حقا ً!!.. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : تلك الكلمة مِن الحق : يخطفها الجني : فيقرها في
أذن وليه (وهو الساحر الذي يتعامل معه) قر الدجاجة :
فيخلطون فيها أكثر مِن مائة كذبة (أي لكي تنطلي على
الناس) " وفي رواية أخرى عند البخاري :
" إن الملائكة تنزل في العنان وهو السحاب .. فتذكر الأمر
قــُضي في السماء .. فتسترق الشياطين السمع !.. فتوحيه
إلى الكهان : فيكذبون معها مائة كذبة مِن عند أنفسهم "
---
ولذلك : فقد كانت العلامة التي عرف بها الجن : أن شيئا ً
كونيا ًهاما ًقد حدث (وهو بدء نزول الوحي والقرآن) :
هو انقطاع خبر السماء عنهم (لكي لا يختلط الوحي
بغيره : أو يتعدى عليه السحرة بمعرفته قبل نزوله) ..
وهو ما حكاه الله تعالى بالفعل عن الجن على لسانهم :
" وأنا لمسنا السماء : فوجدناها مُلئت حرسا ًشديدا ً
وشهبا ً!!.. وأنا كنا نقعد مِنها مقاعد للسمع : فمن
يستمع الآن : يجد له شهابا ًرصدا ً" الجن 8- 9 ..
------
والآن : نأتي للمثل المصري القائل :
" الماء : يُكذب الغطاس " !!!!....
---
فعن مشاهداتي الشخصية (وغيري الكثير مِمَن هم
أفضل مِني مِن طلبة العلم والشيوخ والعلماء) : فقد
علمنا أن هناك خلقا ًلله تعالى صالحين بالفعل : قد يُلهمهم
بعض أمور الغيب : ويُحدثون بها .. ومنها على سبيل
المثال : الرؤيا الصالحة التي تتحقق كما رؤيت : أو
تقع تماما ًكما تم تأويلها !!!!......
وهي قول الله تعالى : " لهم البشرى في الحياة الدنيا "
وقول (عائشة) رضي الله عنها عن النبي في الصحيح :
" أن أول أمره كان الرؤيا الصالحة تقع مثل فلق الصبح "
وهي ما تبقى بعد النبوة في الناس كما روى البخاري
ومسلم وغيرهما .......
والسؤال : هل نؤمِن بذلك كله للناس الصالحين وغيرهم :
وننفيها عن نبي الله (محمد) صلى الله عليه وسلم ؟!..
---
وأما (عالميا ً) .. فكلنا يعرف : نبوءة القرآن الكريم
بانتصار الروم على الفرس مِن بعد غلبهم : في أقل
مِن عشر سنين !!.. تلك النبوءة التي لم يتوقعها أي
أحد لصعوبتها وقتها : حتى الرومان أنفسهم !!!!...
يقول المؤرخ (إدوارد جيبون) في كتابه :
تاريخ سقوط وانحسار الإمبراطورية الرومانية

by Edward Gibbon
وبعدما أفرد الحديث عن انحدار الدولة الرومانية المهزومة
في ذلك الوقت (في الجزء الخامس بدءا ًمِن صـ 73 : 77):
(ولاحظ معي محاولته الخفية لتهوينه مِن شأن الإسلام)
" ومحمد الذي جلس في الشرق على حاشية الإمبراطوريتين
العظيمتين : طار فرحا ًمما سمع عن تصارع الإمبراطوريتين
وقتالهما .. وجرؤ في إبّان الفتوحات الفارسية وبلوغها القمة :
أن يتنبأ بأن الغلبة : تكون لراية الروم بعد بضع سنين !!..
وفي ذلك الوقت : حين ساق الرجل هذه النبوءة (يقصد في
القرآن) : لم تكن أية نبوءة أبعد منها وقوعا ً!!!..
لأن الأعوام الإثني عشر الأولى مِن حكومة هرقل :
كانت تؤكد على نهاية الإمبراطورية الرومانية الوشيكة "
---------
إلى هنا :
وقد يكون بعضكم قد قرأ عن الإعجاز الغيبي للقرآن في هذه
النبوءة : وشهادة المؤرخ (جيبون) بنفسه لها منذ قرون !
وأما الذي لا تعرفونه :
فهو أنه عندما أرسل النبي برسالة الإسلام لملك البحرين
التابع للفرس : والذي أرسلها بدوره لكسرى : فمزقها
كسرى : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" مزق الله مُلكه " : فكان !!!!!....
يقول (إدوارد جيبون) قبل القطعة التي سقتها لكم سابقا ً:
" وعندما أتم الإمبراطور الفارسي نصره على الروم :
وصلته رسالة مِن مواطن خامل الذكر مِن " مكة " :
دعاه فيها إلى الإيمان بمحمد : رسول الله .. ولكنه رفض
هذه الدعوة .. ومزق الرسالة ..
وعندما بلغ هذا الخبر رسول العرب قال : سوف يمزق الله
دولته تمزيقا ً: وسوف يقضي على قوته " !!..
(وقد حسن الألباني الخبر في تعليقه على كتاب فقه السيرة
للغزالي رحمهما الله) ..
---
والسؤال : هل يبلغ بالغرب الكافر : أن يعرفوا الإعجاز
الغيبي للنبي (محمد) : في حين أننا نرى مِن بيننا :
مَن يُنكرون ذلك للأسف !!!!!!....
---
وإذا أفردت لكم إعجاز النبي الغيبي لِما وقع مِن أحداث
في المائة الأولى فقط مِن بعد مماته : لقلتم أن هذا هو
مِن وضع رجال الحديث وتلفيقهم (وشكرا ًمُسبقا ًلحسن
ظنكم بعلماء الأمة وأمنائها) !.. وإذا ذكرت لكم أحداث
نهاية العالم التي أخبر بها النبي : مِن الحرب الكبرى
وظهور المهدي وفتح روما وظهور الدجال ونزول
(عيسى) عليه السلام وخروج يأجوج ومأجوج وشروق
الشمس مِن مغربها والريح والدابة والخسف والقذف
والمسخ وخروج نار اليمن تسوق الناس إلى الحشر :
لقلتم أن هذا كله لم يقع بعد ....
ولذلك :
فسوف أقتصر على بعض الغيبيات التي لا علاقة لها
بالقرون الأولى : والتي وقعت بالفعل : أو أثبتها العلم
الحديث كما هي حتى الآن ...........
----

الأذكار النبوية والتحصينات والرُقى الشرعية :
وهي للحماية مِن الحسد والجن : ولي شخصيا ًفي ذلك
تجارب بنفسي .. وتجارب لعلماء المسلمين مِن القديم :
ومرورا ًبـ (ابن تيمية) و(ابن القيم) : وحتى الآن ....
حيث يتم فيها علاج المسحور أو الملبوس أو الممسوس
بالقرآن الكريم : وبالأذكار والرقى الشرعية .........
لا بالخزعبلات والتقرب مِن السحرة والمشعوذين ...

ذِكر قتال (التتار) و(المغول) في القرن السابع الهجري !
" لا تقوم الساعة : حتى تقاتلوا قوما ً: نعالهم الشـَعر (حيث
يلبسون الأشعار والوبر مِن البرودة) .. وحتى تقاتلوا الترك :
(والترك هم أصل المغول والتتار الأسيوي) : صغار الأعين :
حُمر الوجوه : ذلف الأنوف : كأن وجوههم المِجان المُطرقة "
أي وجوههم دائرية كتروس الحرب وعيونهم ضيقة ووجوههم
تعلوها الحُمرة المشهورة بمن يعيشون في الصقيع ...
والحديث رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن
ماجة والنسائي بألفاظٍ متقاربة وصححهم الألباني ...

ذِكر براكين الحجاز : والنار التي يصل ضوؤها للشام !
وقد ذكرتها لكم مِن قبل في رسالة مستقلة بالصور ..
وقد وقعت أيضا ًفي القرن السابع الهجري !!!...
(ملحوظة : يمكنكم مراجعة كل ما أذكره لكم بالتفصيل
والصور والتواريخ : على موقع الإعجاز العلمي) ...

ذِكر فتح القسطنطينية (إسلام بول – إسطنبول حاليا ً)
ووقع ذلك في بداية القرن التاسع الهجري !!!!....
ونحن في انتظار الجزء الثاني مِن النبوءة النبوية (وهو
فتح روما مدينة الفاتيكان) : والذي سيقع حتما ًبإذن الله
تعالى بعد ظهور المهدي عليه السلام : والحديث سقته
لكم مِن قبل عن (عمرو بن العاص) رضي الله عنه ..

ذِكر افتراق الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة !..
" افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة .. فواحدة في
الجنة (أي التي اتبعت أنبيائها وكتب ربها بغير تحريف)
وسبعين في النار ! وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين
فرقة .. فواحدة في الجنة (أي التي اتبعت التوحيد والإنجيل
والمسيح عليه السلام والحواريين ولم يُغالوا فيهم) وإحدى
وسبعين في النار ! والذي نفسي بيده : لتفترقن أمتي على
ثلاثٍ وسبعين فرقة : فواحدة في الجنة : وثنتين وسبعين
في النار .. قيل يا رسول الله : مَن هم ؟.. قال :
هم الجماعة "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (3/1492) ..
وفي رواية : " ما أنا عليه وأصحابي " ..
صحيح الجامع الصغير للألباني (2/5343) ..
والحديث إذا تفكرنا فيه : وفي الوقت الذي قيل فيه :
لتعجبنا أشد العجب مِن صدق كلام النبي الذي لا ينطق
عن الهوى !!.. ففرق الإسلام تشعبت شرقا ًوغربا ًمِن
الهند والصين : وحتى أمريكا !!!!...

ذِكر اتباع الأمة لليهود والنصارى وتقليدهم ...
وفي ذلك آحاديث كثيرة .. مِنها قوله صلى الله عليه وسلم :
" لتتبعن سَـنن (أي طـُرق وتقليد) مَن قبلكم : شبرا ًبشبر !
وذراعا ًبذراع !.. حتى لو دخلوا جحر ضب (والضب حيوان
صحراوي صغير) : تبعتموهم (أي كناية عن قوة الاتباع
والتقليد : حتى فيما لا يُصدق أو مما لا فائدة فيه والضار)
قيل : يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟! قال : فمن ؟!"
أي : فمَن غيرهم ؟!!!!..
والحديث رواه البخاري ومسلم وغيرهما ....
وفي رواية حسنها الألباني عند الترمذي :
" حتى إن كان منهم مَن أتى أمه علانية ً(أي أمام الناس) :
لكان في أمتي مَن يصنع ذلك " !!!!..
وأقول :
والله : إن كان هذا الحديث لكافي لتصديق رسول الله صلى
الله عليه وسلم !.. فالناظر لانجراف أمتنا وشبابنا وقنواتنا
الفضائية الفاجرة وبرامجنا الفاسقة الآن : في تقليد كل
مُخلفات الغرب الكافر : مِن زنا وفجور وفواحش وكاميرا
خفية عارية .. وكذب وإشاعات إخبارية .. وظلم سياسي
واجتماعي .. واتباع الدين في غالبه للسياسة .. وتيسير
البغاء .. وانتشار زنا المحارم الذي بدأ يتفشى نتيجة ما
يشاهده الناس على النت والدش وغيره : ليقول :
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم !

ذِكر الشرطة الظالمة والنساء الكاسيات العاريات !..
" صِنفان من أمتي (وفي رواية : مِن أهل النار) لم أرهما
(أي لم يظهرا بعد) : قومٌ معهم سياط كأذناب البقر :
يضربون بها الناس .. ونساءٌ كاسيات عاريات (أي برغم
ارتدائهن لملابس : إلا أنها تـُظهر تفاصيل أجسادهن) !
مُميلات (أي لغيرهن) مائلات (أي لأنفسهن) ! رؤوسهن :
كأسنمة البخت (أي الجــِمال) المائلة ! لا يدخلن الجنة :
ولا يجدن ريحها ! وإن ريحها لتوجد مِن مسيرة كذا وكذا "
والحديث رواه مسلم وغيره .....
والناظر في أحوال النساء (محليا ًوعالميا ً) : ليعرف
صدق الخبر والنبوءة !!!!!!!!!....

ذِكر ما يحدث في غزة وفلسطين الآن !..
" لا تزال طائفة من أمتي : على الدين ظاهرين ..
لعدوهم قاهرين .. لا يضرهم مَن خالفهم :
إلا ما أصابهم من لأواء (أي الفقر وشدة الحاجة : وهو
بالضبط ما يحدث لهم الآن مِن حصار ٍخانق) : حتى يأتيهم
أمر الله وهم كذلك .. قالوا : وأين هم ؟.. قال :
ببيت المقدس .. وأكناف بيت المقدس " !!!..
رواه عبد الله بن الإمام أحمد في (المسند) عن أبي أمامة
مرفوعاً.. ورواه الطبراني في (الكبير) ..
وعن مرة البهزي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" لا تزال طائفة على الحق :
ظاهرين على من ناوأهم .. وهم كالإناء بين الأكلة :
حتى يأتي أمر الله وهم كذلك .. قلنا : يا رسول الله :
وأين هم ؟.. قال : بأكناف بيت المقدس " ..
رواه الطبرانى ..
وهذا مِن جهة الحرب والجهاد والقتال .. وأما مِن جهة
صحة الدين والعقيدة على مذهب أهل السُـنة والجماعة :
فقد روى مسلم وغيره :
" لا تزال طائفة من أمتي : ظاهرين على الحق ..
لا يضرهم من خذلهم : حتى يأتي أمر الله وهم كذلك " ..

ذِكر التطاول في البنيان لرعاة البقر والماشية !
" إذا رأيت الأمة (أي المملوكة) : ولدت ربتها أو ربها !
(كناية عن فشو عقوق الأبناء حتى ليكونوا كالسادة لآبائهم)
ورأيت أصحاب الشاء : يتطاولون في البنيان (وانظروا
لدبي الإمارات والسعودية والكويت وقطر) : ورأيت
الحُفاة الجياع العالة : كانوا رؤوس الناس (ولله في خلقه
شئون : وفتوحات الزراعة والبترول نقلت الكثيرين مِن
حال ٍإلى حال !) : فذلك مِن معالم الساعة وأشراطها " !!..
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (3/1345) ..
(ملحوظة : سأكتفي بتخريج الآحاديث مِن كتاب سلسلة
الآحاديث الصحيحة للألباني لعدم التطويل عليكم)

" يوشك الأمم أن تداعى عليكم : كما تداعى الأكلة إلى
قصعتها ! فقال قائلٌ : ومِن قِلة نحن يومئذ ؟!.. قال : بل
أنتم يومئذٍ كثير !.. ولكنكم غثاء : كغثاء السيل !.. ولينزعن
الله مِن صدور عدوكم المهابة منكم !.. وليقذفن الله في
قلوبكم الوَهن !.. فقال قائلٌ : يا رسول الله : وما الوَهن ؟!
قال : حب الدنيا .. وكراهية الموت " !!..
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (2/958) ..
وصدق رسول الله الذي أطلعه الله تعالى على حال أمتنا
المؤسف اليوم !.. البوسنة والهرسك والصومال ونيجريا
وأفغانستان والشيشان والعراق وفلسطين والفلبين وغيرهم !

" لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا ًوأنهارا ً"
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (1/6) ..
وقد أثبتت أحدث صور الأقمار الصناعية المُتخللة للتربة
والدراسات الجيولوجية : أن أرض الجزيرة الصحراء
القاحلة : كانت تجري فيها الأنهار فيما مضى بالفعل !!!!..

" بادروا بالأعمال خصالا ًستا ً: إمرة (أي رئاسة) السفهاء !
وكثرة الشـُرط (أي الشرطة) ! وقطيعة الرحم (واقرأوا الصحف
والحوادث وانظروا أخبار الناس مِن حولكم) ! وبيع الحُكم !
واستخفافا ًبالدم ! ونشوا ً(جمع نشوان بالغناء ونحوه) :
يتخذون القرآن مزامير ! يُقدمون الرجل : ليس بأفقههم !
ولا أعلمهم ! ما يُقدمونه : إلا ليُغنيهم (أي القرآن) " !!!....
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (2/979) ..

" إن بين يدي الساعة : تسليم الخاصة ! وفشو التجارة !
(أي الاقتصاد العالمي) حتى تعين المرأة زوجها على التجارة !
(وانظروا لتخلل المرأة الآن في كل شيء) ! وقطع الأرحام !
وشهادة الزور (ما أرخصها في ذلك العصر) ! وكتمان شهادة
الحق ! (إما خوفا ًأو رياءً ونفاقا ً) ! وظهور القلم (كناية
عن الإعلام المقروء صحفا ًومجلات ونت وكتب وغيره) "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (2/647) ..

" إن بين يدي الساعة الهرج .. قالوا : وما الهرج ؟!.. قال :
القتل .. إنه ليس بقتلكم المشركين ! ولكن : قتل بعضكم بعضا ً!
حتى يقتل الرجل جاره ! ويقتل أخاه ! ويقتل عمه ! ويقتل
ابن عمه !.. قالوا : ومعنا عقولنا يومئذ ؟!.. قال : إنه لتنزع
عقول أهل ذلك الزمان !.. ويُخلف له هباءٌ مِن الناس :
يحسب أكثرهم أنهم على شيء : وليسوا على شيء " !!..
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (4/1682) ..

" إن بين يدي الساعة : سنين خداعة !!.. يُصدق فيها
الكاذب ! ويُكذب فيها الصادق ! ويُؤتمن فيها الخائن !
ويُخون فيها الأمين ! وينطق فيها الرويبضة !.. قيل : وما
الرويبضة ؟!.. قال : المرء التافه : يتكلم في أمر العامة "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (5/2253) ..

" بين يدي الساعة : يظهر (أي يتفشى) الربا (وانظروا
لانتشار البنوك في العالم حتى الإسلامي) ! والزنا (وانظروا
لقنوات ومجلات الدعارة والعُري والمجون حتى في بلادنا) !
والخمر (وانظروا لتغلغله في بلادنا فضلا ًعن العالم) "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (7/2/3415) ..

" إن بين يدي الساعة لأياما ً: ينزل فيها الجهل (أي الديني
وما أكثره في هذا الزمان) ! ويُرفع فيها العلم (بموت العلماء
الربانيين وقلتهم) ويكثر فيها الهرج (القتل بلسان الحبشة) "
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (7/3/3522) ..

" بين يدي الساعة : دجالين كذابين : قريبا ًمِن ثلاثين :
كلهم يزعم أنه نبي " !!!!....
سلسلة الآحاديث الصحيحة للألباني (4/1683) ..

" إنها (أي الساعة) لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات :
فذكر الدخان .. والدجال .. والدابة .. وطلوع الشمس مِن
مغربها .. ونزول عيسى ابن مريم .. ويأجوج ومأجوج ..
وثلاثة خسوف : خسفٌ بالمشرق .. وخسفٌ بالمغرب ..
وخسفٌ بجزيرة العرب .. وآخر ذلك : نار تخرج مِن اليمن :
تطرد الناس إلى محشرهم " ... رواه مسلم ..
وفي رواية له أكثر تفصيلا ً:
" نارٌ تخرج مِن قعر عدن : تــُرحِل الناس " !!!...
وعند أبي داود :
" وآخر ذلك نار تخرج مِن اليمن : مِن قعر عدن : تسوق
الناس إلى المحشر " !!...
والإعجاز : هو أن مدينة عدن أصلا ً: ما هي إلا فوهة
بركان : هي الأضخم في العالم !!!.. حيث تفجرت في
الماضي البعيد .. ثم سكن الناس سطحها المُقعر !.. ولم
يعرف أحدٌ بهذه الحقيقة : إلا بعد ظهور الطيران !..
فشاهد الإنجليز المدينة مِن أعلى : فسموها (Kraytar)
أي مدينة : (فوهة البركان) !!!!... فكيف علِم النبي
بذلك ؟! وهو الذي لم يُعرف إلا حديثا ً؟؟؟؟!!!!!....
----
هذا غير عشرات النبوءات الغيبية الأخرى ! وغير عشرات
الإعجازات العلمية الكثيرة التي أشار إليها النبي في كلامه
مِثل : إشارته لمركز الإبصار في القفا والانتباه واليقظة ..
ومِثل إشارته للبرق وارتداده في لمح البصر .. وإشارته
لمباديء وأسس علم الوراثة .. وإشارته لمراحل الجنين
وتكونه بالأيام (ووصفه للداء في جناح الذبابة) .. إلخ ...
---
فهل نستعجب بعد ذلك مِن تقاتل أمريكا وإيران وتركيا على
خيرات العراق : حيث أنهم : (( يُصدقون )) قول النبي
الذي تــُنكرونه أنتم :
" لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل ٍمِن ذهب :
يقتتل الناس عليه : فيُقتل مِن كل مائة : تسعة وتسعون !
فيقول كل رجل ٍمنهم : لعلي أكون أنا أنجو " !!!!...
رواه البخاري ومسلم ..........
وفي رواية عند أبي داود والترمذي :
" فمن حضره : فلا يأخذ منه شيئا ً" !!!...
فهل هو ذهبٌ حقيقي في انتظار نبوءة النبي ؟!!!!..
أم هو (الذهب الأسود) الذي تتنعم به أمريكا وحلفاؤها الآن ؟
-------------

The history of decline and fall of the Roman Empire ,by Empire , 1... 2... 3... 4... 5... 6... 7... 8... 9... 10... 11... 12... 13... 14... 15... 16... 17... 18... 19... 4)) إنكار (أحمد صبحي) لشفاعة النبي والبشر !!...
وهو إنكارٌ مردودٌ عليه كما سترون الآن بإذن الله أيضا ً!
حيث يقول بعد أن أثبت في زعمه : تأليه البخاريين للنبي :
وأسطورة ادعائهم معرفة النبي للغيب :
(ولاحظوا معي كيف سيقول أن الشفاعة لإخراج أحد الخلق
مِن النار : تتعارض مع عدل الله : ثم هو يُثبتها للملائكة) !
" ومِن تلك الأساطير الغيبية : أسندوا له التحكم فى يوم
الدين !.. أى أن الله تعالى يأمر بإدخال أحد مِن البشر إلى
النار : فيتدخل محمد (هكذا يقولها أحمد صبحي القرآني :
بلا صلاةٍ ولا سلام ٍ: ولا حتى كلمة نبي ولا رسول :
والله تعالى يقول في قرآنه : لا تجعلوا دعاء الرسول
بينكم : كدعاء بعضكم بعضا ً! النور 63 فياله مِن أدب !)
ويتشفع فيه (أي يتشفع النبي في إخراج مؤمن ٍمِن النار) :
ويستطيع بنفوذه : أن يجعل الله تعالى يُبدل القول !..
(لماذا لم يقل أحمد صبحي هذا الكلام في السطور التالية
في إثباته شفاعة الملائكة كما سنرى الآن ؟؟! عجيب)
أى يُصبح محمد (هكذا بلا أدب كعادته) : هو مالك يوم
الدين الحقيقى !.. وليس الله تعالى !.. لأنهم جعلوا محمدا
(أيضا ًشكرا ًللأدب الجم) : صاحب الكلمة الأخيرة : التى لا
مُعقب لها !..
ويُنكر القرآنيون أسطورة شفاعة البشر : والتى تتناقض
مع 150 أية قرآنية !.. وتتنافى مع عدالة الله تعالى يوم
القيامة (والآن : استعدوا لتغيير الكلام كله 180 درجة عن
عدالة الله وتبديله لقوله وحُكمه : فقط : إذا تعلق الأمر
بالملائكة !!..) ويرى القرآنيون طبقا ًلِما جاء فى القرآن :
أن الشفاعة المسموح بها : هى شفاعة الملائكة الذين
يحملون عمل الشخص المؤمن : ويشهدون لصالحه : بعد
إذن الله تعالى ورضاه " ....
ثم يذكر (أحمد صبحي) بعد ذلك : مجموعة مِن الآيات :
سأرد عليها أيضا ًلبيان حتى جهل استدلاله بالقرآن !!!..
لأبين لكم أن أمر (ابحث) و(Search) : في القرآن :
لن يُجدي نفعا ًلِمَن أغلق بابه دون هدي الله عز وجل !
------
حيث بداية ًأقول :
الحمد لله أننا كأهل السُـنة والجماعة والحديث : أعقل
مِن (أحمد صبحي) هذا !!.. وإلا لكنا بادلناه نفس اتهامه
لنا : بأن نقول له ولكم : أنكم كقرآنيين :
تؤلهون الملائكة مِن دون الله عز وجل !.. وأنكم جعلتموهم
يملكون يوم الدين : ولا معقب لحكمهم ولا لنفوذهم (وهي
نفس تعابير أحمد صبحي السابقة) !!!!!!!...
ولكننا : لن نقول ذلك ... بل نقول :
---
بداية ً: مفهوم الشفاعة يوم القيامة ...
الشفاعة يا مُنكر الشفاعة : ليست تألي مع الله عز وجل
كما يوهم الجاهلون .. وليست تقديرا ًلشيءٍ لم يكتبه
الله تعالى أو تغييرا ًلحكمه ... بل : هي في تقدير الله
عز وجل ........
فالشفاعة : جعلها الله تعالى : مِن باب تكريم أحبابه
وأصفيائه (وهو نفس المعنى المتداول لدينا في الدنيا)
حيث مِن كرامته على الملائكة والأنبياء وصالحي المؤمنين
مِن العلماء والشهداء وحفظة القرآن العاملين به وغيرهم :
أن جعل لهم هذه التكرمة المنظورة لهم يوم القيامة ....
فأيُ شِركٍ في هذا !!!...
أيُ شركٍ : وقد وقف البخاريون (كما يُسمينا أحمد صبحي)
وقفوا في الكلام عند حدود ما قاله الله تعالى عن الشفاعة
في قرآنه : وما قاله رسوله في سُـنته !!!..
وقفوا عند شرط الله تعالى للشفاعة بشيئين :
الأول : موافقة الله تعالى عن الشافع أولا ًبإذنه !!!..
الثاني : موافقة الله تعالى عن المشفوع ثانيا ًأيضا ًبإذنه !
وهكذا يُمكن حمل كل آيات القرآن في تلك المسألة :
سواء التي تعلقت بشفاعة الملائكة : أو غيرهم !!!!!!!...
---
وأما لبيان جهل (أحمد صبحي) بالقرآن نفسه وآياته :
فأذكر التالي :
---
قد ذكر آيات شفاعة الملائكة : فذكر منها قول الله تعالى :
" يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم : ولا يشفعون إلا :
لِمَن ارتضى !!.. وهم مِن خشيته مُشفقون " الأنبياء 28
وأقول :
لو قرأ (أو قرأتم أنتم المستسلمون لكل ما يقوله الرجل)
لو قرأتم ما قبلها : لعرفتم خطأ قصر الآيات على الملائكة :
حيث يقول الله تعالى قبلها بآيتين :
" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ً(ولم يقل بناتا ًأو إناثا ًإشارة ً
للملائكة مِثل آياتٍ أخرى) : سبحانه : بل عبادٌ مُكرمون
(أي الرسل والأنبياء) : لا يسبقونه بالقول : وهم بأمره
يعملون " الأنبياء 26- 27....
---
وذكر أيضا ًالآية التالية : وقصر فهمها على الملائكة :
في حين لم يأتِ دليلٌ على هذا القصر (حيث لم تيأتِ
ذِكر الملائكة لا قبل الآية : ولا بعدها !!!!!!!!!) :
" ولا يملك الذين يدعون مِن دونه الشفاعة : إلا مَن
شهد بالحق : وهم يعلمون " الزخرف 86 ...
حيث يشمل وصف (الذين يدعون مِن دونه) : كل ما عُبد
مِن دون الله : سواء مِن الملائكة أو النبيين أو غيرهم !
---
ناهيك عن عدم ذكره بالطبع : الآيات العامة في الشفاعة
(لفرط الأمانة العلمية أو الجهل واحكموا أنتم) مثل :
" مَن ذا الذي يشفع عنده : إلا بإذنه " البقرة 255 ..
" يومئذٍ لا تنفع الشفاعة : إلا مَن أذن له الرحمن : ورضي
له قولا ً" طه 109 .. " ولا تنفع الشفاعة عنده : إلا
لِمَن أذن له " سبأ 23 ............ إلى غير ذلك .....
---
فالحمد لله الذي هدى أهل السُـنة والجماعة للإيمان
بآحاديث نبيهم الصحيحة : والتي لا تتعارض أبدا ًمع
القرآن لِمَن يفهم ويقرأ ويتقي الله : والتي قال فيها نبينا :
وبعدما وصف شفاعة المؤمنين في كثير ٍمِن إخوانهم مِمَن
غلبت سيئاتهم حسناتهم فدخلوا جهنم : وبعدما وصف شفاعة
النبيين والملائكة ونبينا (مُحمد) صلى الله عليه وسلم :
" ثم يقولون (أي الملائكة والمؤمنون) : ربنا : لم نذر
فيها (أي في النار) خيرا ً(أي مَن كان مؤمنا ًوفي قلبه ذرة ً
مِن خير) : فيقول الله : شفعت الملائكة .. وشفع النبيون ..
وشفع المؤمنون .. ولم يبق إلا أرحم الراحمين : فيقبض
قبضة ًمِن النار : فيُخرج مِنها قوما ً(أي مؤمنين) : لم يعملوا
خيرا ًقط .. قد عادوا حِمما ً!!.. فيُـلقيهم في نهر ٍفي أفواه
الجنةِ يُقال له : نهر الحياة .. فيخرجون كما تخرج الحبة
في حميل السيل .. فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتم ..
فيقول أهل الجنة : هؤلاء عتقاء الرحمن .. أدخلهم الجنة
بغير عمل ٍولا خير ٍقدموه !!.. فيُقال لهم :
لكم ما رأيتم (أي مِن النعيم) ومِثله معه " .............
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ........
ونقف مِنه وقفات صغيرات :

خطأ مَن يدعو فيقول : اللهم اجعلني مِن عتقائك مِن
النار !!!!!... بل ندعو الله تعالى : أن ندخل الجنة بلا
سابقة عذاب ٍولا حساب (حيث الفائز : مَن يُعرض فقط
على الله تعالى .. أما الذي يُناقش الحساب : فقد عُذِب)

ليست آحاديث الشفاعة : دعوة ًللتراخي والظلم والفجور
اتكاءً عليها .. فأولا ً: الشفاعة لمؤمن : ويُخشى على
مَن يستحل الحرام ويستمريء فعله : أن ينقلب إلى النفاق
الذي وصف الله أصحابه بأنهم : في الدرك الأسفل مِن النار!
ثانيا ً: أن ما بين دخول النار : وحلول الشفاعة : وقت ٌ: لا
يعلمه إلا الله تعالى !!.. فأينا يصبر ولو للحظةٍ واحدةٍ في
النار ؟! بمهانتها وعذابها ونيرانها وآلامها المُتجددة التي
لا قِبل لأحدٍ بها " كلما نضجت جلودهم : بدلناهم جلودا ً
غيرها : ليذوقوا العذاب " !!!!!!!....

أن ما جاء في الآحاديث مِن شفاعة الأنبياء : فقد أوردت
لكم فيه الآية الأولى بأعلى : الأنبياء 26: 28 ...
وأما شفاعة المؤمنين : فلا تقتصر على إخراج مَن
يُحبون مِن النار فقط .. وإنما أيضا ً: يرفع الله تعالى
لهم ذرياتهم في الجنة إليهم : برغم اختلاف منازلهم :
" والذين آمنوا : واتبعتهم ذريتهم بإيمان : ألحقنا بهم
ذريتهم : وما ألتناهم (أي انتقصنا الآباء) مِن عملهم مِن
شيء (أي الذرية هي التي تــُرفع لهم : وليس هم مَن
ينزلون إليهم : إكراما ًمِن الله تعالى لهم) " الطور 21
والآية جاءت في سياق نعيم الجنة : حتى لا يتأولها
أحدكم جهلا ً: أو يتهمني باقتطاعها مِن سياقها كالبعض !
----
ملحوظة أخيرة :
(أحمد صبحي منصور) : لن يستقيم له أبدا ًقوله بشفاعة
الملائكة : وإنكار ذلك للأنبياء ونبينا (محمد) وصالح المؤمنين !
أتعرفون لماذا ؟!..
لأن الله تعالى قد أسجد الملائكة لـ (آدم) عليه السلام : وهو بشر !
فكيف يقبل الله تعالى شفاعتهم : ولا يقبل شفاعته وصالحي ذريته ؟!
بل : وقد اختلف العلماء قديما ًفي : مَن الأفضل عند الله :
الملائكة الأطهار ؟.. أم صالحي المؤمنين (فضلا ًعن الأنبياء) ؟!
فذهبوا إلى أن المؤمن عند الله تعالى : هو أحب !!!..
لأن الملائكة : أخبرنا الله تعالى أن أصل خلقتهم : هي
الطاعة وعدم المعصية !... وأما المؤمن : فبرغم ما
ركبه الله تعالى فيه مِن ضعفٍ وهوى ونقص : فقد آمن
بالله تعالى وأطاعه : اختيارا ًولا فخر !!!...
فكيف تشفع الملائكة : ولا يشفع هؤلاء ؟!..
والحمد لله وحده الذي جعلنا مؤمنين .............
------------

1... 2... 3... 5)) كلام (أحمد صبحي) عن عصمة الأنبياء ...
كان يمكن أن يمر كلام (أحمد صبحي) عن عصمة
الأنبياء : مرورا ًيمكن غض الطرف عنه : لو كان يقوله
بحسن نية !.. وأما مع قراءة ما سيأتي مِن طعوناته في
شخص نبينا (محمد) صلى الله عليه وسلم :
فقد صار وراء الكلام كلام !!!!!....
----
حيث يقول (أحمد صبحي) أن النبي : معصومٌ مِن الخطأ :
في أمور الشريعة فقط .. وأما فيما سوى ذلك : فهو كغيره
مِن البشر !!!!... حيث يقول :
" ويؤمن القرآنيون بأن كل البشر : يقعون فى الأخطاء ..
ومع أن الأنبياء هم صفوة البشر : إلا أنهم : يقعون فى
الأخطاء !.. وتقتصر عصمتهم فقط فى تبليغ الرسالة "
---
فأقول وبالله التوفيق :
بداية ً: لا يتردد مؤمن عاقل في التفريق بين صفات
كمال الله عز وجل : وصفات كمال البشر أيا ًما كان ..
ومحاولة خلط (أحمد صبحي) الأوراق في ذلك الأمر :
مردودة عليه ..........
---
وأما قولنا في رُسل الله عز وجل وأنبيائه : فهم بالفعل
صفوة البشر .. معصومون في تبليغ رسالات ربهم ...
وأيضا ً: معصومون في كل ما دون ذلك مِن الأمور :
أن يرتكبوا فيها مُحرما مما يقع مِن غيرهم مِن البشر ً!
وهذا مِن واجبات دين وعقيدة كل مؤمِن .. ونحن بذلك
نخالف تحريفات اليهود والنصارى في كتبهم .. والتي
نسبوا فيها المعايب لأنبيائهم ورسلهم !!!..
فـ (نوح) عليه السلام : يشرب الخمر حتى الثمالة :
حتى ينام وتنكشف عورته !!.. و(لوط) عليه السلام :
يشرب الخمر هو أيضا ًحتى الثمالة : لدرجة أن تزني معه
ابنتاه في ليلتين متتاليتين : دون أن يشعر !!!..
و(إسحق) عليه السلام : يغش ويخدع لنيل النبوة !!!..
و(داود) عليه السلام : يتعرى أمام عبيده ! ويزني بزوجة
قائد جنوده في غيابه : ثم يتواطأ على قتله لعدم افتضاح
أمره بحملها ! ويتدفأ في آخر حياته بحرارة الزنا !
و(شمشون) المبارك : لا يجد غضاضة في الزنا !
و(يهوذا) يزني بزوجة أولاده (ثامار) : وهي شجرة الزنا
التي نسبوا لها نسب (المسيح) بعد ذلك في الأناجيل !
و(سليمان) عليه السلام : تميل نساؤه قلبه عن الإيمان
في آخر أيامه ! .................................. إلخ
---
فإذا كان هذا ما يرمي إليه (أحمد صبحي) : فهيهات !
---
فأنبياء الله : هم خير البشر وأكملهم في كل شيء :
في دينهم وفي عبادتهم وفي أخلاقهم وفي معاملاتهم ..
ولو أخذنا نبينا (محمدا ً) صلى الله عليه وسلم كمثال :
فنرى أن الله تعالى كما مدح عبادته وتقواه وأمانة تبليغه
لدعوته في القرآن : فقد مدح أيضا ًأخلاقه قائلا ً:
" وإنك لعلى خلق ٍعظيم " !!!!!!.. وقال :
" ولو كنت فظا ًغليظ القلب : لانفضوا مِن حولك "
إلى غير ذلك مِن الآيات التي يطول حصرها ....
---
وأما الأخطاء التي يدّعيها (أحمد صبحي) :
فالذي جاء مِنها في القرآن : كلها تتعلق بأمور :
لم يكن قد سبق فيها أمرٌ مِن الله تعالى للنبي .. ومِن هنا :
ففعل النبي لها (ولو كان على غير مراد الله) : لا يُعد
خطأ ًمِن الناحية الشرعية ولا العقلية !!.. لأن الكمال لله
وحده عز وجل ....
ومِن ذلك : عتاب الله تعالى للنبي ومَن وافقه مِن الصحابة
(كأبي بكر) : أن اتخذوا أسرى في غزوة بدر !.. حيث كان
مِن الأفضل قتلهم : لإشاعة الرهبة في قلوب الكافرين !
" ما كان للنبي أن يكون له أسرى : حتى يُثخن في الأرض
(أي يُكثر قتل أعدائه حتى تملأ مهابته قلوبهم أولا ً: ثم
بعد ذلك يأخذ أسرى) .. تريدون عرض الدنيا (حيث نظر
النبي وصحابته لفدية الأسرى وتعويضها لِما أ ُخذ مِنهم ..
ونظرهم أيضا ًلاستمالة قلب الأسرى وذويهم بمكة) ..
والله يُريد الآخرة .. والله عزيز ٌحكيم .. لولا كتابٌ مِن
الله سبق (أي لولا أنه لم يكن لله تعالى حُكما ًمُسبقا ًفي
هذه المسألة فخالفتموه) لمسكم فيما أخذتم : عذابٌ
عظيم " الأنفال 67- 68 ...
وكذلك أيضا ًسماح النبي وإذنه لِمَن أراد أن يتخلف
عن الغزو .. في حين لو كان أخذ الجميع معه : لظهرت
للمؤمنين حقيقة المنافقين مِن أفعالهم .. ولظهر كذبهم :
" عفا الله عنك : لِمَ أذنت لهم ؟!.. حتى يتبين لك
الذين صدقوا : وتعلمَ الكاذبين " التوبة 43 .........
قِس على ذلك أشباهه مِن القرآن ....
(ومِنه أيضا ً: ما فعله (يونس) عليه السلام حينما ترك
قومه في انتظار العذاب بعد ثلاث : ولم يكن الله تعالى
قد أمره بالخروج بعد) ...
---
والخلاصة : أن أخطاء الأنبياء : لا تعتبر خطأ ًبمفهومنا
نحن !!.. ولا حتى بمفهوم الشرع (لأنهم فعليا ً: لم
يكسروا لله تعالى قولا ًأو حُكما ً) ......
---
وقبل أن أترك هذه النقطة : أود الإشارة إلى حديثٍ قد
فهمه أكثر الجاهلين خطأ .. ألا وهو قول النبي لصحابته
في تلقيحهم إناث النخل بذكوره : أظنهم لو تركوه لأثمر !
فلما تركوا النخل بحالها مِن غير تأبير (أي نقل لقاح
الذكور للإناث) : لم تثمر ذلك الموسم .. فقال صلى الله
عليه وسلم :
" إذا كان شيءٌ مِن أمر دنياكم : فأنتم أعلم به .. وإذا كان
شيءٌ مِن أمر دينكم : فإليّ " ......
فالحديث أولا ً: وردت في بعض رواياته كلمة : " أظن "
مما يعني شك النبي بداية ًفي الأمر غير اليقين !!!....
ثم : لماذا يذكر المارقون على الشرع : الشق الأول مِن
تصريح النبي (أنتم أعلم بأمر دنياكم) .. ولا يذكرون الشق
الثاني الدال على اتباع سُـنة النبي في جميع أمور الدين !
والتي يتنصل مِنها أكثر الناس في معظم شئون حياتهم !
برغم شمول الشرع لها :
في التجارة والزراعة والزواج والطلاق والحرب والسياسة
والبناء والطب والتكافل والنظافة والقضاء ............ إلخ
---------------

6)) (أحمد صبحي) وحقيقة حياة النبي في قبره ..
يقول (أحمد صبحي) مواصلا ًافتراءاته على أهل السُـنة :
" ولكن البخاريين يؤمنون بأن محمدا ً: حىٌ فى قبره !
وتـُعرض عليه أعمال أمته ! ولذلك : يزورون قبره :
يتوسلون به ! وهم واثقون أنه يسمعهم ! وأنه يُراجع
أعمالهم ليشفع لهم ! أى : يسندون له حياة ًأبدية ً:
لتكمل له ملامح الألوهية " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!..
--
فأقول باختصار لعدم التكرار :
لو كان (أحمد صبحي) قصد بكلامه هذا جُهالا ًأو صوفية
مغالين : لصدق في دعواه عليهم ....
---
وأما وحديثه يصبه صبا ًفي الطعن في أهل الآحاديث
والسُـنة : فنقول له : كذبت والله ...........
وإليكم الرد باختصار :

لم يأتِ حديثٍ واحدٍ صحيح : فيه أن الأعمال تــُعرض على
الأموات : فضلا ًعن النبي صلى الله عليه وسلم ...
وإليكم هذه الآحاديث ودرجاتها مِن كتاب سلسلة الآحاديث
الضعيفة والموضوعة للشيخ الألباني رحمه الله :
" الله الله في أصحاب القبور : فإن اعمالكم تعرض عليهم "
ضعيف جدا ً(1/443) ...
" إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم مِن الأموات :
فإن كان خيرا ً: استبشروا به .. وإن كان غير ذلك قالوا :
اللهم لا تـُمِتهم : حتى تهديهم كما هديتنا " !!..
ضعيف (2/863) ..
" حياتي (أي النبي) : خيرٌ لكم : تحدثون ويحدث لكم ..
ووفاتي : خيرٌ لكم : تـُعرض عليّ أعمالكم .. فما رأيت مِن
خير : حمدت الله عليه .. وما رأيت مِن شر : استغفرت الله
لكم " ضعيف (2/975) ....
والحمد لله تعالى : ليست هذه الآحاديث مِن كتب الصحاح
في شيء ! فضلا ًعن البخاري المظلوم معكم !........
----
وأما الثابت في السُـنة فقط فهو : إبلاغ الله تعالى لصلاة
المؤمنين على النبي في حياته البرزخية في قبره ....
وهذا مِن كرامة الله تعالى على نبيه بعد الممات .......
" إن مِن أفضل أيامكم : يوم الجمعة .. فيه خــُلق آدم ..
وفيه قــُبض .. وفيه النفخة .. وفيه الصعقة .. فأكثروا
عليّ مِن الصلاة فيه .. فإن صلاتكم معروضة ًعليّ .. إن
الله حرّم على الأرض : أن تأكل أجساد الأنبياء " ...
رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وصححه
الألباني ........
---
وأما كيفية عرض الصلاة على النبي بعد موته : فهي
مِن الغيب الذي لا سبيل لمعرفته على وجه التفصيل ..
وأما بقاء أجساد الأنبياء والشهداء (كما جاءت بذلك
الآحاديث الصحيحة) : فهو مُشاهد ومثبوت قديما ً
وحديثا ً.. حيث عند نقل مقابر الشهداء مِن مكان ٍلمكان ٍ
لضرورة : أو عند العثور قدرا ًعلى قبر شهيد : تم
تسجيل بالفعل : بقاء أجسادهم على حالها : بعد
شهور ٍأو سنواتٍ أو قرون : ما عدا بضع شعيرات
فقط : هي التي قد أصابها الشيب !!!!!....
حدث ذلك مع قبر نبي الله (دنيال) عليه السلام :
والذي اكتشفه المسلمون في فتوحاتهم في عهد
(عمر) رضي الله عنه : وأمر بإخفائه لعدم فتنة
الناس والجُهال به : ومخافة تقديسهم له وتعظيمه ....
وحدث مع الكثير مِن الشهداء قديما ًوحديثا ً.. وآخرهم
ما حكاه لي أحد معارفي عن عثورهم على جثث بعض
الشهداء المصريين في حرب أكتوبر .. وما حكاه
وأثبته الكثيرين مع العديد مِن الشهداء في أفغانستان
وفلسطين : وتفصيل ذلك عندي لِمَن يُريد .....
---
وأما حياة البرزخ : فهي عجيبة أصلا ًللبشر العاديين !
فما بالنا بالأنبياء والرسل ؟!!....
فأنا أعرف أناسا ً: ظهروا مِن بعد مماتهم لأقرب الناس
إليهم : يُخبرونهم مثلا ًبدين ٍعليهم يجب رده !!!..
أو يخبرونهم بأشياء مِن حياتهم .. أو بشارات .. إلخ
وهو تماما ًمثلما حكى العلماء والصالحون في الماضي ..
وقد حكى رسولنا الكريم أنه قد اجتمع وصلى بأنبياء
الله في بيت المقدس في رحلة إسرائه : ثم حكى لنا كيف
التقى ببعضهم مرة ًأخرى في السماوات السبع في رحلة
معراجه !!!.. مما يؤكد لنا :
أن حياة هؤلاء الأنبياء في البرزخ : لا تحدها قوانين
حياتنا الدنيا التي نعرفها .. بل هي في حرية انتقالها :
حرية انتقال النائم بين شرق الأرض ومغربها في لحظة
نومه : ولا شيء بمستبعدٍ على الله عز وجل .......
---------
والخلاصة : كذب (أحمد صبحي) فيما ادعاه على أهل
السُنة .. بل قد صحت الآحاديث التي روت موت النبي
في البخاري ومسلم .. بل وروت لنا أيضا ً: كيف وقع
خبر موته على أصحابه والناس .......... إلخ ..
وروت أنه عندما يؤخذ أ ُناسٌ مِن أمته بعيدا ًعن حوضه
يوم القيامة : فيسأل : " يا رب : أ ُمتي ؟! " فيُقال له :
" إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " !!!!!...
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..... وهو مصداق قول
الله عز وجل في قرآنه :
" يوم يَجمع الله ُالرسلَ فيقول : ماذا أ ُجبتم ؟!.. قالوا :
لا علم لنا .. إنك أنت علام الغيوب " المائدة 109 ..
كما أن أهل السُـنة :
لا يرون ميزة ًللصلاة على النبي في البيت : عنها في
المسجد النبوي حيث قبره !!.. فالإثنان يُعرضان بإذن
الله تعالى عليه !!!....
كما أن أهل السُـنة : يُكذبون غلاة الصوفية الذين
يدعي أكثرهم : حياة النبي في قبره : حياة ًمِثلنا !!..
بل : ويدعون أنهم يُصافحونه في اليقظة !.. إلى
غير ذلك مِن الخرافات ... ولو كانوا ادعوا رؤيته
في المنام فقط : لكان أقرب للتصديق لقول النبي :
" مَن رآني في المنام : فقد رآني (أي على صورتي
الحقيقية) .. فإن الشيطان : لا يتمثل بي " ....
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..........
-------------

1... 7)) (أحمد صبحي) وانتقاصه للنبي ...
وما أشبه ما فعله (أحمد صبحي) مِن انتقاصه لقدر
النبي : بمثل رجل ٍ: وقف على مرتفع صخري له
حافتين إلى الهاوية .. فخاف أن يقع في إحداهما :
فظل يتراجع بظهره إلى الخلف ويبالغ في ذلك :
حتى سقط مِن الجهة الأخرى !!!!!!!....
---
فهذا ما فعله (أحمد صبحي) في مقابل غلو بعض
الصوفية والفرق الضالة في شخص النبي !...
فالحمد لله الذي جعلنا أمة ًوسطا ً..
---
حيث في ما يزيد على عشرين سطرا ًمِن أسطر مقالته
الغراء : يحاول (أحمد صبحي) التأكيد على أن الإيمان
الذي يُطالب به المسلمون مِن ربهم : هو الإيمان فقط
بالقرآن الذي نزل على محمد (هكذا يقول الاسم دوما ً
عاريا ًعن أي توقير : مُخالفا ًأمر الله حتى في القرآن)
وليس الإيمان بمحمد نفسه !!.. حيث لا ميزة لمحمد
عن سائر البشر : إلا بالوحي :
" قل إنما أنا بشرٌ مثلكم : يوحى إليّ " الكهف 110 ..
فضلا ًعن عدم ميزته على باقي الرسل والأنبياء !!!!..
فضلا ًعن تساوي الأنبياء والرسل جميعا ً!!!!!!!!.....
---
ولعمر الله :
إن كانت هذه السقطة مِن (أحمد صبحي) : لكافية ً
لبيان حقيقة دعواه القرآنية : وحقيقة مَن يقف وراءها
مِن اليهود والنصارى ويشجعونها !!!!...
---
ولكن : دعنا مِن بيان حقيقة تلك المؤامرات (فقد
أرسلت لكم جانبا ًمِنها في رسالة أبي رية : في البيان
الختامي للصهيونية العالمية بباريس 1934م :
وهناك الكثير غيرها لو بحثتم : ولو أردتم : لزدتكم)
أقول : دعنا مِن هذا ..
لنبين خطأه مِن القرآن الذي يدّعي زورا ًوبهتانا ًأنه
مِن أهله .............
---------

أما أفضلية بعض الأنبياء على بعض :
فيقول (أحمد صبحي) :
" فإن القرآنيين : لا يجرءون على تفضيل خاتم الأنبياء
على مَن سبقه مِن الأنبياء .. أى : لا يُفرقون بين الرسل
تمسكا ًبقوله تعالى :
" والمؤمنون : كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله :
لا نفرق بين أحدٍ مِن رسله " البقرة 258 ...
فأقول :
مرة ًأخرى يتلاعب (أحمد صبحي) بالألفاظ والمفاهيم
ككل صاحب هوى يميل به عن الحق .....
إذ أن معنى الآية : أنه يجب على كل المؤمنين (ليس
في زماننا فقط : ولكن في كل زمان ٍسبق) : أن لا يفرقوا
بين رسل الله عز وجل : لأن هؤلاء الرسل جميعا ً:
هم أفضل البشر .. وهم معصومون في تبليغ رسالات
ربهم .. وهم جميعا ًأمناء على ذلك تمام الأمانة ..
ومِن ثم : فإنه يحرم علينا تفضيل بعضهم على بعض
مِن هذا الجانب .. بل ومُحرمٌ علينا أيضا ًذِكر بعض
أعمالهم : على سبيل الانتقاص لا الرواية !!..
كمن يذكر مثلا ًقتل (موسى) عليه السلام للقبطي المصري
" فوكزه موسى فقضى عليه " ومثل دعاء (نوح) عليه
السلام ربه لنجاة ابنه الكافر على اعتبار أنه مِن أهله ..
أو مَن يذكر مثلا ًكذبة (إبراهيم) عليه السلام على قومه
بمرضه : لكي يبقى مِن خلفهم في قريتهم : فينفرد
بأصنامهم يفعل بها ما فعل .. أو يذكر خروج (يونس)
عليه السلام مِن أرض قومه : لما علم أن العذاب
آتيهم : قبل إذن ربه ..........
فكل ذلك : هو مِن التفضيل المُحرم الذي نهى الله
تعالى عنه .. بل : ونهى عنه رسولنا الكريم أيضا ً
صلى الله عليه وسلم :
" لا تفضلوا بين الأنبياء " صحيح العقيدة الطحاوية
للألباني .. " لا تفضلوني (وفي رواية : لا تخيروني)
على موسى " صحيح العقيدة الطحاوية للألباني ..
وعن (أبي هريرة) رضي الله عنه قال :
" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ينبغي لعبدٍ
أن يقول : إني خيرٌ مِن يونس بن متى " !!!..
رواه البخاري ومسلم ... وفي رواية للبخاري قال :
" من قال : أنا خيرٌ مِن يونس بن متى : فقد كذب " !
------
ومِن هنا : فنحن كبشر أولا ً : وكمؤمنين ثانيا ً:
مُطالبين بعدم التفريق بين رسل الله جميعا ًوأنبيائه !
لأننا جميعا ً: كنا مُعرضين لأن يكون أحدهم : هو
رسول الله أو نبيه إلينا .. فيكون الواجب علينا
جميعا ً: هو الإيمان به وتوقيره وتعزيره وتعضيده ..
----
هذا مِن جهة البشر ...
وأما مِن جهة الله عز وجل : فله وحده سبحانه : أن
يرفع بعض رسله في المنزلة عن بعض !.. وله وحده
سبحانه : أن يستخلص مِنهم خليلا ً.. وأن يختص بعضهم
بوصف قوة العزم والصبر والاحتمال عن بعض !...
وكل ذلك : قد فعله الله تعالى وأخبرنا به في قرآنه :
وتغافل عن ذكره (أحمد صبحي) جهلا ًأو تدليسا ً!!!..
---
فأما عن تخصيص بعض الرسل بوصف (أولي العزم) :
فيقول الله تعالى مُخاطبا ًرسوله الكريم :
" فاصبر : كما صبر أولو العزم مِن الرسل " !!!!!!..
الأحقاف 35 .. وأما عن تفضيل بعض الرسل على
بعض : كلٌ بشيءٍ ربما اختص به عن الآخرين :
" تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض (أين أنت
يا أحمد صبحي مِن هذه الآية !!) مِنهم : مَن كلم الله
(إشارة إلى موسى عليه السلام) .. ورفع بعضهم
درجات (إشارة إلى محمد صلى الله عليه وسلم) ..
وآتينا عيسى ابن مريم البينات .. وأيدناه بروح
القدس " البقرة 253 .. ويقول الله تعالى عن (إبراهيم)
عليه السلام :
" واتخذ الله إبراهيم : خليلا ً" النساء 125 ....
وهذه هي سُنة الله تعالى في كل خلقه : الاصطفاء : " الله
يصطفي مِن الملائكة رسلا ً: ومِن الناس " الحج 75 ..
" إن الله اصطفى : آدم ونوحا ًوآل إبراهيم وآل عمران :
على العالمين : ذرية ًبعضها مِن بعض " آل عمران 33- 34
بل :
وقد أعلن الله تعالى عن ذلك الاصطفاء في الأنبياء أيضا ًكما في
الرسل : " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض : وآتينا داود
زبورا ً" الإسراء 55 ...
بل : وقد اصطفى الله مِن الشهور : شهر رمضان .. ومِن سائر
شهور العام : الأشهر الحُرم .. ومِن الأيام : يوم الجمعة ..
ومِن الليالي : ليلة القدر .. ومِن المساجد : المسجد الحرام ..
والمسجد النبوي .. والمسجد الأقصى ............ إلخ
فأين (أحمد صبحي) ((( القرآني ))) مِن كل ذلك التفضيل :
" تلك الرسل : فضلنا بعضهم على بعض " ؟!!
----

وأما أفضلية خاتم الرسل (محمد) عن غيره ...
فكونه (خاتم الرسل) : فهذا وحده نوعٌ مِن التكريم
والاصطفاء : خصه الله تعالى وفضله به دونا ًعن غيره :
" ذلك فضل الله يؤتيه مَن يشاء : والله ذو الفضل العظيم "
الجمعة 4 .. حيث يشهد له الله تعالى بختم النبوة قائلا ً:
" ما كان محمدٌ أبا أحدٍ مِن رجالكم ولكن : رسول الله
وخاتم النبيين " الأحزاب 40 ..
وإذا أردتم أن تعرفوا قدر الرسول أو النبي الخاتم :
فاقرأوا إن شئتم في نبوءات اليهود والنصارى في العهدين
القديم والجديد : عن صفات ومنزلة هذا النبي الخاتم :
عند الله .. وعند الناس .. وفي العالم أجمع !!....
ويكفيكم قول الموسوعة (البريطانية) عنه أنه :
" أنجح إنسان في الرسل والناس : عبر التاريخ " !!!..
ويكفيكم شهادة المنصفين له مِن غير المسلمين : ومِنهم
(مايكل هارت) في كتابه الشهير (العظماء مائة) : والذي
جعل على رأسهم نبينا (محمد) صلى الله عليه وسلم :
كأعظم إنسان ٍتأثيرا ًفي البشرية : عبر التاريخ !!!...
وجاء (عيسى) عليه السلام ثالثا ً.. وجاء (موسى) عليه
السلام سادسا ً!!!!!!!!!!!!!!!!!....
---
وأما مظاهر أفضليته عن غيره مِن الرسل والأنبياء ..
فقد زكاه الله تعالى في كتابه في أكثر مِن موضع :
" وإنك لعلى خلق ٍعظيم " ! وزكى بصره وسمعه وفؤاده !
" ما زاغ البصر وما طغى " .. " ويقولون هو أ ُذن !..
قل : أ ُذن خير ٍلكم " .. " ما كذب الفؤاد ما رأى " !!!..
وفي حين قال الله عز وجل لـ (موسى) عليه السلام :
" ولتصنع على عيني " .. فقد قال لـ (محمد) صلى الله
عليه وسلم : " فإنك بأعيننا " !!!!...
---
وفي حين عاقب الله تعالى الكافرين ولم يُبالي " ولا يخاف
عقباها " : فقد كان وجود الرسول بين كافري مكة :
سببا ًفي وقايتهم العذاب : كرامة ًله مع استغفارهم الذي
ورثوه عن (إبراهيم) عليه السلام :
" وما كان الله ليُعذبهم : وأنت فيهم ! وما كان الله مُعذبهم
وهم يستغفرون " !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....
فلما هاجر رسول الله إلى المدينة : نزل بأهل مكة القحط
والسنين : حتى أرسلوا إليه (أبا سفيان) قبل إسلامه :
يسأله أن يدعو الله لهم برفع ما هم فيه !!!.........
---
ولما كان لكل رسول ٍآية ومعجزة وكرامة فضله الله تعالى
بها .... فقد خص الله تعالى رسولنا الكريم بالآتي :
(وسوف أذكر فقط ما جاء أصله في القرآن لإنكاركم السُـنة)

المعجزة الوحيدة الباقية بعد موت نبيها ......



بشر (سورة النجم) ...

(سورة النجم) ...

قد يصدر مِنه يستوجب عتاب الله تعالى له ..

الوقت وإلى الآن .. في آلاف الكتب العربية والأجنبية
والإسلامية التي تمدحه وتمدح دعوته وأخلاقه .. وفي
مليارات الصلوات التي جمع الآذان فيها بين شهادة
الله عز وجل : وشهادة رسوله : خمس مرات في اليوم
والليلة : عبر العالم كله (أي في البلاد كلها كل أربع
دقائق مع دوران الأرض) ...

كانت مُحرمة ًعلى الرسل والأمم مِن قبله ..

" كنتم خير أمةٍ : أ ُخرجت للناس " ....
إلى غير ذلك مِما لا يحضرني الآن .. ولعل فيما ذكرته :
الكفاية إن شاء الله لِمَن يعتبر ....
---------
ومِن هنا : فإنه عندما يُحدثنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن خيريته على سائر البشر : فإنه لا يقولها
زهوا ًولا فخرا ًوإنما : يُخبر بما أخبره الله تعالى به !
وبما أعلمه به مِن عظيم المنزلة يوم القيامة !!!!...
حيث يشفع للبشر كلهم : لمجرد بدء الحساب في يوم ٍ:
" كان مقداره : خمسين ألف سنة " !!!!!...
ثم يشفع شفاعة ًأخرى للمؤمنين مِن أمته : والذين
أدخلتهم ذنوبهم التي لم يتوبوا منها النار ...
" أنا سيد ولد آدم يوم القيامة : ولا فخر (أي ولا أقولها
افتخارا ًوتعاليا ً: ولكن حقيقة ًستقع) .. وبيدي لواء
الحمد : ولا فخر (حيث يفتح الله تعالى عليه بمحامد :
لم يحمدها أحد خلق الله لله مِن قبل) .. وما مِن نبي ٍ
يومئذٍ : آدم فمَن سواه (أي مِن ذريته) : إلا تحت لوائي
(وكيف لا وهو إمامهم جميعا ًكما صلى بهم في الإسراء
ببيت المقدس) .. وأنا أول شافع ٍ.. وأول مُشفع ٍ: ولا فخر"
رواه أحمد والترمذي وابن ماجة وأصله في صحيح مسلم
---------

1... 2... 1.. القرآن الكريم المهيمن على كل كتاب ٍسبقه .. وهو 2.. شق القمر ... 3.. الإسراء إلى المسجد الأقصى ... 4.. المعراج حتى سدرة المنتهى التي لم يصل إليها 5.. رؤيته لجبريل عليه السلام على صورته مرتين ! 6.. مغفرة ما تقدم مِن ذنبه وما تأخر تطمينا ًلفؤاده مما 7.. رفع ذكره " ورفعنا لك ذكرك " : وقد حدث مذ ذاك 8.. تحليل الله تعالى له ولأمته الغنائم (الأنفال) : وقد 9.. بيان خيرية أمته على سائر الأمم السابقة : 8)) (أحمد صبحي) وصلاة السُـنن ..
والآن : نأتي للشبهات التي لم تعد تصمد تحت قدمي
حتى أقدام عنكبوتٍ صغير !!!.....
---
يقول هذا الفارس القرآني الأغر :
أن (البخاريين) في تأليههم لمحمد : جعلوا له صلوات
السنن : دونا ًعن الخمس صلوات التي لله !!..
---
وأقول :
ما أجرأه على الكذب والافتراء والتدليس : بلا حياء !
فأولا ً: مِن أين جئت أيها القرآني : بأن الصلوات هي
خمس صلوات فقط مِن القرآن ؟!.. ومِن أين جئت
بعدد ركعاتها وصفاتها ومواقيتها بالضبط :
" إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا ًموقوتا ً"
فأقول لك :
لقد تلجلجتم والله في أمر الصلاة وتضاربت آراؤكم :
تلجلج وتضارب الماء في الكوب المهتز !!!!...
فكيف مِن بعد ذلك تماري وتشك فيما لم يكن لك فيه
علمٌ ولا فضل اكتشافٍ أصلا ً؟!!!!..
فاذهب أولا ًللبحث عن صلواتك الخمس وكيفيتها ومواقيتها
مِن القرآن : ثم تعال بعد ذلك : لنبدأ النظر في دعواك !
---
وأما أهل السُـنة والجماعة : فيؤمنون بما أمر به الله
تعالى رسوله الكريم في القرآن :
" قل إن صلاتي ونسكي (أي ذبحي) .. ومحياي ومماتي :
لله رب العالمين : لا شريك له .. وبذلك أ ُمرت : وأنا
أول المسلمين " الأنعام 162- 163 ..
ومِن هنا : فإن كل أعمال المسلم : ينبغي أن يُقصد بها
وجه الله عز وجل .. ورجاء ثواب ما عنده مِن منازل
الجنة " رب ابن لي عندك : بيتا ًفي الجنة " .. ومِن مرافقة
نبيه صلى الله عليه وسلم فيها : " مِن النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين : وحسُن أولئك رفيقا ً" !!!....
فكان أكبر المُعينات على ذلك هو : صلوات السُـنن :
قبل وبعد الصلوات المفروضة ....
" إن الله تعالى قال : مَن عادى لي وليا ًفقد آذنته
بالحرب !.. وما تقرب إليّ عبدي بشيء : أحب إليّ مما
افترضت عليه .. وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل :
(أي السُنن التي سنها النبي) : حتى أ ُحبه "
رواه البخاري ....
" ما مِن عبدٍ مُسلم ٍيُصلي لله تعالى في كل يوم : ثنتي
عشرة ركعة : تطوعا ًغير الفريضة : إلا بنى الله تعالى له
بيتا ًفي الجنة " ....
رواه مسلم وأبو داود والنسائي والترمذي وزاد تفصيله :
" أربعا ًقبل الظهر.. وركعتين بعدها.. وركعتين بعد المغرب..
وركعتين بعد العشاء.. وركعتين قبل صلاة الغداة (الصبح) "
---
وأسأل الأستاذ المُبجل (أحمد صبحي) النزيه الباحث
المُدقق : في أي حديثٍ قرأ أن تلك الصلوات السُـنن
النوافل : يُصليها المسلمون لـ (محمد) صلى الله عليه
وسلم ؟!!!!....
وأسأله أيضا ً: إذا كان طاف بكم المطاف أخيرا ًإلى أن
قال بعضكم (وربما أنت منهم) : أنكم تأخذون صفة الصلوات
مما قد وصل إليكم بالتواتر .. فأقول : فلماذا لم تأخذوا معها
صلوات السُـنن أيضا ًالمتواترة على حد قولك منذ أكثر
مِن 1400 عام !!!!... أم أن شرع الله عز وجل هو
كالطماطم عندكم ؟!!.. تأخذون مِنه ما شئتم وتتركون ما
لا يُعجبكم ؟!.. تعالى الله وشرعه عن ذلك علوا ًكبيرا ً...
" أرأيت مَن اتخذ إلهه هواه ! أفأنت تكون عليه وكيلا ً"
الفرقان 43 ...
-----------

9)) (أحمد صبحي) وصيغة التشهد في الصلاة !
وإن كان ما سبق هو مِن العجب .. فإن الأعجب : هو
ادعاؤه وهو (العليم الخبير بكتب الأولين والآخرين) :
بأن (البخاريين) : قد قاموا بتغيير صيغة التشهد في
الصلاة : وحرفوها عن الآية التالية :
" شهد الله أنه : لا إله إلا هو : والملائكة .. وأولو
العلم : قائما ًبالقسط : لا إله إلا هو : العزيز الحكيم "
آل عمران 18 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
----
فأقول : ما شاء الله ما شاء الله على عِلم رئيس موقع
(أهل القرآن) ... وما شاء الله ما شاء الله على أتباعه
في موقعه الأغر :
والذين يقرأون مثل هذا الكلام ويوافقون عليه !!!!!!....
حيث أسألكم جميعا ًأيها العلماء الجهابذة :
مِن أي كتاب ٍأو مِن أي حتى ورقةٍ : جئتم بهذه الفرية
التي لم يسبقكم إليها أحد المسلمين !...
حتى الشيعة الروافض أنفسهم !!!!... فغاية ما يفعلون :
هو دس ولاية (عليّ) أو وصايته في صيغة التشهد
التي أرشدنا إليها النبي منذ أكثر مِن 1400 عام !!!..
" ائتوني بكتاب ٍمِن قبل هذا !.. أو أثارةٍ مِن علم :
إن كنتم صادقين " الأحقاف 4 ...
---
ولكي لا أ ُطيل عليكم في رد هذه التفاهة : وخصوصا ًأن
رئيس موقعكم لم يكن له فضل اكتشاف أذان المسلمين !
فأكتفي بأن أقول لكم بالمثل : ما ردكم على جاهل ٍيقول :
أن نداء المسلمين للصلاة : والذي ذكره الله في سورة
المائدة : " إذا ناديتم إلى الصلاة " .. أو في سورة
الجمعة : " إذا نودي للصلاة مِن يوم الجمعة " هو :
" أقم الصلاة لذكري .. أقم الصلاة لذكري .. أقم
الصلاة لذكري " : ثلاث مرات !.. وذلك أخذا ًمِن آية :
" وأقم الصلاة لذكري " طه 14 !!!!!!!!!!!!!...
فيرد عليه جاهلٌ آخرٌ : أجهل مِنه ويقول :
لا لا لا يا أخي .. اتق الله !.. ليس هكذا تورد الإبل !
إنما هو :
" إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا ًموقوتا ً.. إن
الصلاة كانت على المؤمنين كتابا ًموقوتا ً.. إن الصلاة
كانت على المؤمنين كتابا ًموقوتا ً" ثلاث مرات :
أخذا ًمِن آية : " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا ً
موقوتا ً" النساء 103 !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!...
---
ثم يرد عليه ثالث أجهل منهما ! ورابع أجهل مِن الجميع !
وهكذا ......................
----
وأما قول (أحمد صبحي) العالِم الجهبز : أن الصلاة إنما
جُعلت لذكر الله فقط .. فأقول له : كذبت والله ... إنما
فيها غير ذلك مِن الدعاء مثلا ً !.. ومِن السلام على
عباد الله تعالى كما جاء في القرآن وذكرته أنت بعد .....
ولذلك : فسوف أذكر لكم (أيها القرآنيين) : قصة التشهد
الحقيقة التي ادّعى قائدكم ورئيس موقعكم زورا ًوبهتانا ً
أنها : تأليها ًلـ (محمد) صلى الله عليه وسلم ...
روى البخاري ومسلم وغيرهما عن (عبد الله بن مسعود)
رضي الله عنه قال :
" كنا إذا صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم قلنا :
السلام على الله : قبل عباده .. السلام على جبريل ..
السلام على ميكائيل .. السلام على فلان ٍوفلان ٍ.. فلما
انصرف النبي صلى الله عليه وسلم (أي مِن صلاته وقد
سمعنا) أقبل علينا بوجهه فقال :
لا تقولوا السلام على الله !.. فإن الله هو السلام !.. فإذا
جلس أحدكم في الصلاة (أي الجلسة الوسطى أو الأخيرة)
فليقل : التحيات لله .. والصلوات والطيبات .. السلام عليك
أيها النبي : ورحمة الله وبركاته .. السلام علينا : وعلى
عباد الله الصالحين .. فإنه إذا قال ذلك :
أصاب كل عبدٍ صالح ٍفي السماء والأرض .. (ثم) : أشهد
أن لا إله إلا الله .. وأشهد أن محمدا ًعبده ورسوله ..
ثم : ليتخير مِن الدعاء أعجبه إليه : فيدعوه " !!!!!...
فما أجمل العقل : عندما يوجد في الرأس !!!...
---------

10)) (أحمد صبحي) وصيغة الآذان للصلاة !!..
يواصل العالم الجهبز : وصمه لـ (البخاريين) بتأليهم
النبي (محمد) مِن دون الله : لأنهم (وانظر للذنب العظيم)
يذكرون شهادته مع شهادة الله في الآذان !!!...
---
ولن أ ُطيل عليكم لكي لا أ ُكرر الكلام .. ولن أ ُشير إلى
امتلاء صيغة الآذان بمعاني توحيد الله وطاعته :
حتى شهادة أن " محمدا ًرسول الله " : هي شهادة ً
بتوحيد الله تعالى !!!!... إذ أنها تتضمن الاعتراف
برسالة (محمد) مِن الله .. أي أنه ليس ابن الله مثلا ً!
أو مُحتالٌ مِن المُحتالين ! وفيها اعترافٌ بأنه هو المُبلغ
عن الله رسالته : القرآن .. وسُـننه التي يُحب ....
إلى غير ذلك مما تتعامى عنه قلوب الحاقدين ...
---
لن أقول كل هذا ... ولكني أقول فقط كما قلت في النقطة
السابقة :
إذا كان (أحمد صبحي) : هو عالة أصلا ًعلى موضوع
الآذان !!!.. فكيف يحكم عليه ؟!!!!...
وإلا : فليخبرنا سيادته : بصيغة الآذان التي يراها :
ثم : ليذكر لنا دليله عليها : مِن أي كتاب ٍيُريد : مِن
المتقدمين أو المتأخرين !!!.. إذ أنه حتى الشيعة
الروافض أنفسهم : لم ينكروا صيغة الآذان وإنما :
زادوا فيها كعادتهم ولاية (عليّ) !!!!!!!!!!!...
والحمد لله الذي أنعم عقولا ًبالإسلام والتسليم : فهداها
مِن ضلالات الجهل والعمه والعمى !!!!..
-------------

11)) (أحمد صبحي) والحج !!!...
ثم يواصل بعد ذلك (أحمد صبحي) ادعاءاته الباطلة :
بأن (البخاريين) : جعلوا مِن شروط الحج : حج مسجد
النبي بالمدينة وزيارته !!....
وأقول : وهذا مِن تدليسه المعتاد .. أو مِن جهله الصريح
بالدين !!!!!...
إذ : لم يقل عالمٌ مُحترم مِن أهل السُـنة والجماعة : بأنه
مِن شروط الحج أو أعمال الحج : زيارة قبر النبي ولا
مسجده !!!.. وأتحدى رئيس موقعكم الأغر رسميا ًبأن
يأتِ بحديث صحيح ٍفي هذا !!!!...
---
وإنما الحادث فقط أنه : ومع صعوبة إتيان الحج مِن
شتى أقطار الأرض (والغالب مرة ًفي العُمر ربما لا
تتكرر) : فقد استحب الكثير مِن المسلمين أن يجمعوا
الخير بزيارة مسجد الرسول والصلاة فيه : ولا سيما
أنه يبعد عن (مكة) بضع ساعات فقط .. فماذا في هذا ؟!..
مع العلم بأنه :
يحرم على المسلم زيارة مسجد الرسول : تبركا ًبقبره !
لنهيه هو نفسه عن ذلك في أكثر مِن حديثٍ صحيح :
" لا تجعلوا بيوتكم قبورا ً(أي خالية ًمِن صلاة السنن
وقيام الليل وتلاوة القرآن) .. ولا تجعلوا قبري عيدا ً(أي
مقصدا ًللزيارة) وصلوا عليّ (أي في أي مكان ٍوزمان
كما أ ُمرتم في القرآن) فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم "
رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني ....
---
كما تجدر الإشارة إلى خطأ العوام في رواية حديث :
" ما بين بيتي ومنبري : روضة مِن رياض الجنة "
رواه البخاري ومسلم وغيرهما ....
حيث يستبدل الجهلاء كلمة (بيتي) بكلمة (قبري) التي
صارت بالفعل بعد موت النبي : في بيته فيقولون :
" ما بين قبري ومنبري : روضة مِن رياض الجنة "
---
كما تجدر الإشارة أخيرا ًإلا أنه : وكما أخبرتكم عن
اصطفاء الله تعالى مِن كل شيءٍ : شيئا ً: فقد اصطفى
الله عز وجل مِن المساجد : ثلاثة ًفقط :
" لا تــُشد الرحال (كناية عن السفر) : إلا لثلاثة
مساجد .. المسجد الحرام .. والمسجد الأقصى ..
ومسجدي هذا " ... رواه البخاري ومسلم وغيرهما ..
---
وكما حرم الله تعالى بعض التحريمات الخاصة بالحَرَم
مثل (قطع الشجر والصيد وأخذ اللــُقطة الضائعة .. إلخ)
فقد ميزها أيضا ًبزيادة أجر عدد الصلوات فيها :
" صلاة ٌفي مسجدي (أي مسجد النبي في المدينة لفضله)
أفضل مِن ألف صلاة فيما سواه : إلا المسجد الحرام ..
وصلاة ٌفي المسجد الحرام : أفضل مِن مائة ألف صلاة فيما
سواه " رواه أحمد وابن ماجة وغيرهما وصححه الألباني ..
-----------

12)) (أحمد صبحي) ومساواته بين النبي والمؤمنين !
وفي هذه النقطة : أخرج بكم عن تفاهات ما قاله :
إلى ما ذكرته لكم بالأعلى مِن كلامه هو نفسه وكلامي !
إذ أنه قال بلسانه :
أن الرسل والأنبياء : هم صفوة البشر .... ولكنه : أنكر
التفاضل بينهم !!.. فأما قوله أنهم أفضل البشر :
فنعم .. وعلى هذا نسوق آيات الاصطفاء السالفة الذكر
وغيرها الكثير .. وأما قوله بأنه لا تفاضل بينهم :
فقد فضحت هذا الادعاء بالأعلى : مِن القرآن نفسه
ومِن غيره عقلا ًونقلا ً:
" تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض " البقرة 253
---
وكما في لغة الرياضيات لو تذكرون :
بما أن : الأنبياء والرسل : أفضل البشر :
إذا ً: رسولنا الكريم أفضل مِن المؤمنين (وهم بشر)
وهذا هو المطلوب !!!!!...
-----
وأما قوله : أن الصلاة تعني (الصِلة) .. نقول له :
الصلاة لغة ًتعني : (الدعاء) !.. وإنما غلب استعمالها
في معنى الصلاة الشرعية المعروفة مِن وقوف ٍِوركوع
وسجود : لغلبتها عليها وشمولها لها .....
وقد استخدمها النبي وصحابته في أكثر مِن حديث :
بمعناها الأصلي وهو (الدعاء) .. وهو نفس معناها الذي
أشار الله تعالى إليه بأمرنا : الصلاة على النبي ...
وبأن الملائكة : يُصلون على المؤمنين ...
وبأن الله تعالى : يُصلي على المؤمنين (أي يدعو لهم
بالهداية مجازا ً: ولذلك : فمَن صلى الله عليه : فقد
فاز وهــُدي ووُقي) .....
فإذا أردنا استبدال كلمة (الصلاة) في كل هذه الآيات
بالمعنى الذي ساقه (أحمد صبحي) : ألا وهو : أن
الصلاة تعني : الصلة : والتي هي القرآن !!!!....
نقول : فهل يقرأ النبي القرآن للمؤمنين ؟! وماذا بعد
موته ؟!.. وهل يقرأ المؤمنين القرآن للنبي ؟!..
وماذا بعد موته ؟!.. وهل يقرأ الملائكة القرآن
للمؤمنين ؟!.. وماذا بعد موتهم ؟!.. وهل يقرأ الله
القرآن للمؤمنين ؟!.. وماذا بعد موتهم ؟!!!....
---
بل : واقرأوا معي الآية التالية التي تتحدث عن المشركين :
وانظروا : هل تعني الصلاة فيها : القرآن كما قال ؟!!..
" وما كان صلاتهم عند البيت (أي الكعبة) : إلا مُكاءً
(أي صفيرا ً) وتصدية (أي تصفيقا ً) " الأنفال 35 ..
أي أنهم : كانوا يعرفون معنى الصلاة قبل الإسلام !!!..
وهي التي نعى الله تعالى عليهم استبدالهم لها بالصفير
والتصفيق !!.. فهل كانت هذه الصلاة أيضا ً(ولاحظوا
قبل الإسلام) : هي قراءة للقرآن ؟؟!!!!...
-------
وأما قول (أحمد صبحي) نصير القرآن والفاهم المتدبر
له : والحَبر العلامة :
" فمن الخطأ عندهم (أي البخاريين) ذكر اسم محمد :
بدون المسارعة بالصلاة عليه " أقول :
الحمد لله الذي رزقنا حب نبيه .. وحب الصلاة عليه :
والتي أمرنا الله تعالى بها بصيغة المبالغة :
" يا أيها الذين آمنوا : صلوا عليه : وسلموا تسليما ً"
الأحزاب 56 ...
والحمد لله الذي رزقنا أدب الحوار عن النبي .. وأدب
مُذاكرة اسمه ودعوته به : وجنبنا ذكر اسمه عاريا ًعن
الاحترام والتقدير كبعض الجلاف : امتثالا ًلقول الله تعالى :
" لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم : كدعاء بعضكم بعضا ً"
!!!!!!!!!!!!!!!!!!... النور 63 .. ومعناها : أن نذكر
مع اسمه على الأقل كلمة : نبي الله أو رسول الله !....
فهذا أقل ما يجب وليس كالبعض !.. وقال أيضا ًتبيانا ًلعلو
قدره بين الناس وبين المؤمنين لا كما يدّعي الجاهلون :
" يا أيها الذين آمنوا : لا ترفعوا أصواتكم : فوق صوت
النبي .. ولا تجهروا له بالقول : كجهر بعضكم لبعض :
أن تحبط أعمالكم : وأنتم لا تشعرون " الحُجرات 2 ..
فيا اللـــــــــــــــــــــه ...
كم مِن مسلم ٍقد حبط عمله منذ زمان ٍلعلو صوته ورأيه
فوق صوت ورأي النبي : وهو لا يدري ؟!...
" يا أيها الذين آمنوا : لا تــُقدموا (أي تسبقوا القول)
بين يدي الله (القرآن) ورسوله (السُـنة) : واتقوا الله :
إن الله سميعٌ عليم " الحُجرات 1 ...
وصدق الله العظيم القائل : رافعا ًلواء سُـنة النبي
وآحاديثه وأحكامه وقضائه :
" وما أرسلنا مِن رسول ٍ: إلا ليُطاع بإذن الله " ..
" فلا وربك : لا يؤمنون حتى : يُحكموك فيما شجر
بينهم .. ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ًمِما قضيت :
ويُسلموا تسليما ً" !!.. النساء 64- 65 ..
----------

13))(أحمد صبحي)وخلطه بين التسبيح والصلاة على النبي
وأما المُضحك المُبكي في رسالة قائدكم وفارس موقعكم
المغوار : فهو تناقضه مع نفسه في كثير مِن المواضع !
---
فبعد نفي الشفاعة مطلقا ًلأنها تتعارض مع قضاء الله
وعدله : يُثبتها للملائكة !!!...
وبعد ذِكره فضل الأنبياء على سائر البشر : ينفي أن
يكون النبي أفضل مِن غيره مِن المؤمنين (اللهم إلا إن
كان لا يعتقد أن (محمدا ً) صلى الله عليه وسلم نبي !)
---
والآن :
يسخر مِن صلاة (البخاريين) على نبيهم (محمد) صلى
الله عليه وسلم كلما ذ ُكر : وعدم تسبيحهم في
المقابل لله تعالى كلما ذ ُكر : مع أنه هو نفسه (ولفرط
ذكائه الحاد) : قد ذكر أن الله تعالى : قد حدد أوقاتا ً
لذكره !!!.. حيث يقول هذا الجهبذ :
" هذا مع أن فريضة التسبيح : مأمورٌ بها فى القرآن
الكريم : ولها أوقاتٌ مُحددة (وشهد شاهدٌ مِن أهلها !) "
--
ثم ذكر بعد ذلك تلك الأوقات في آيات (طه 130) و
(ق 39- 40) و(الطور 48- 49) والتي هي :
(قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) .. (أناء الليل وأطراف
النهار) .. (أدبار السجود) .. (حين تقوم ومِن الليل) ..
ثم يُعلق أخيرا ًمنتصرا ًبزهوه قائلا ًفي جهله :
" هذه الفريضة : تناساها البخاريون لتطرفهم فى عبادة
النبى محمد " ....
فأقول وبالله التوفيق :
----
أقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو : لو طلبت مِن أحد
القرآنيين في موقعكم : أن يملأ ورقة ًواحدة ً: ببعض
صيغ التسبيح والذِكر : ما استطاع !!!..
مِن أعلاكم : إلى أدناكم !!!...
---
وأما (البخاريون) على حد تسمية رئيس موقعكم :
فهم أهنأ الناس بنبيهم وسُنته ! والذي : ما ترك خيرا ً
إلا ودلنا عليه :
" قل إن كنتم تحبون الله : فاتبعوني : يُحببكم الله :
ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران 31 ...
---
فأخبرنا بصيغ ٍكثيرة مِن أذكار الصباح والمساء : والتي
تمتليء بتقديس الله تعالى وتسبيحه واستغفاره ودعاؤه ..
والتي تقال بعد الفجر قبيل طلوع الشمس .. وبعد العصر
قبيل غروب الشمس ... وأترك لكم البحث عنها أو شرائها
مِن أي مكتبة إسلامية : وفيها مع كل ذِكر : تخريج الحديث
الخاص به : وما منعني مِن ذكرها : إلا مخافة الإطالة جدا ً
عليكم .. ومَن يُريد التفاصيل : فليخبرني برسالة .....
---
كما أخبرنا بأذكار ٍأخرى : تقال عند الاستيقاظ صباحا ً
أو مساءً .. وعند التعري مِن الليل .. وعند وقت
السَحر .. وفي استفتاح الصلوات وصلاة الليل ..
وفي جميع أنحاء وأوقات النهار : مع اختلاف المواقف :
عند الصعود والهبوط .. عند ركوب الدابة .. عند لبس
الملابس .. والجديد مِنها .. وعند دخول الخلاء والخروج
مِنه .. وعند النزول في أرض غريبة أو جديدة أو
موحشة .. وعند دخول المنزل والخروج منه .. وعند
تناول الطعام والشراب .. وعند الجماع .. وعند النوم ..
وعند السفر .. وعند الكرب .. وعند الهم والغم ... وبعد
كل صلاة .. وقبيل التسليم مِن الصلاة ...................
.................................................. . إلخ
فلا نلوم الجاهل إلا على جهله !!!...
والحمد لله الذي يسر لنا هذه التسابيح والأذكار : كلٌ على
قدر ما يقدر ويحفظ : ويُعود لسانه وقلبه ...................
---
فأين النسبة بين هذا كله : وبين الصلاة على النبي
مرة ً: كلما ذ ُكر .. أو الصلاة المفتوحة عليه : امتثالا ً
لأمر الله تعالى في قرآنه : ولاسيما يوم الجمعة كما
أخبرنا النبي ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!....
--------------

14)) (أحمد صبحي) وإقراره الكفر ونفي الجهاد ...
وآخر ما أختم به (وآسف جدا ًعلى الإطالة) :
هو قول السائر على درب (المولوي) و(أبي رية) :
" يؤمن القرآنيون أن الله تعالى : قرر تمام الحرية للبشر
فى العقيدة .. وأن مرجعهم إليه جل وعلا يوم القيامة :
ليحكم بينهم فيما هم فيه مختلفون " ...
وأقول :
إلى هنا والكلام صائب :
حيث : لا إكراه في الدين .. مع وجوب الإشارة لإعلام
الله تعالى لنا مُسبقا ًفي قرآنه عن مصير هؤلاء الكافرين :
" ومَن يبتغ غير الإسلام دينا ً: فلن يُقبل مِنه : وهو في
الآخرة : مِن الخاسرين " آل عمران 85...
---
ويواصل قائلا ً:
" كما يؤمن القرآنيون بأن السلام : هو الأصل فى الإسلام
وأن الحرب فى الإسلام : لمجرد الدفاع عن النفس :
وليس للهجوم " !!!...
وأقول :
فكيف إذا ًوصل (الدفاع) بالمسلمين : إلى أن فتحوا به :
في خمسين عاما ً: الصين شرقا ً: والأندلس غربا ً!!!!..
كيف يتأتى هذا : إن لم يكونوا مأمورين بإبلاغ هذا الدين
في مشارق الأرض ومغاربها : بذل ذليل ٍ: أو بعز عزيز !
يقول الله عز وجل :
" يا أيها الذين آمنوا : قاتلوا الذين يلونكم مِن الكفار :
وليجدوا فيكم غِلظة " التوبة 123 ..
فالحرب المحتومة بين الخير والشر : لا يُنكرها إلا جاهل
أو مخادع للناس ونفسه !!.. لأن أباطرة الشر وقياصرته
وكياسرته وسلاطينه وملوكه : في شتى بقاع الأرض :
لن يتركوا للخير مجالا ًلبلوغ الناس في أراضيهم !!!..
ولكم في قصص الفتوحات الإسلامية العديدة :
خير مثال لو أنكم تقرأون التاريخ الحق : لا تاريخ الحاقدين
وأذناب المستشرقين وذيولهم المُحرفين !!!... ولكم في
الرسالة التي أرسلتها لكم مِن قبل عن المنصفين دليل !
حيث كان المظلومون هم مَن يشتاقون إلى جنود الإسلام
والإسلام نفسه : ليُخلصهم مِما هم فيه : قبل حتى أن يبلغهم
المسلمون !!!!....
--
(ملحوظة : قد أرفقت لكم ملفا ًمضغوطا ً: وتعمدت أن يكون
مضغوطا ًلعدم فتحه لِمن يُريد : به صور ذبح فتيات صينيات
وأكلهم : في الديانة البوذية بالصين !.. تلك الوحشية والكفر
الذي : ما زالوا يمارسونه حتى اليوم : في حين أنجى الله
تعالى مصر مثلا ًمِن كفر ٍمشابه على يد الإسلام : وهو إلقاء
فتاة مصرية عذراء في النيل : كل عام قربانا ًلآلهة النيل !
لكي يعلو الماء !.. واحذروا : الصور أليمة جدا ًجدا ًجدا ًجدا ً
وأرسلتها فقط : لتعلموا قيمة الفتوحات الإسلامية التي عمّت
الأفاق والأمم الوثنية والكافرة بالنور : في مقابل الظلمات)
---
ويواصل قائلا ً:
" وأن مَن يعتدى ويظلم : يكون كافرا ًبسلوكه وفق
تشريعات القرآن الكريم ! والقيم الإسلامية العليا : مِن العدل
والإحسان والرحمة والعفو والمغفرة والتيسير والصبر ..
ولكن البخارييين : يجعلون الله تعالى : خلاف ذلك ...
فيزعمون أن الله تعالى : أمر الرسول عليه السلام : أن يُقاتل
الناس : حتى يُرغمهم أن يدخلوا فى الإسلام (وهذه
الفِـرية مِن عند أحمد صبحي : إذ لم بيأت حديث بهذا) ..
وأنه جل وعلا : أباح للمسلمين استحلال دماء غير المسلمين
وأموالهم وسبى نسائهم وأولادهم : وفرض الجزية عليهم :
بعد احتلال أوطانهم " ..
وأقول :
لا أزيد في ردي عليه إلا : أن أذكر له قول الله عز وجل :
" قاتلوا الذين : لا يؤمنون بالله .. ولا باليوم الآخر : ولا
يُحرمون ما حرم الله ورسوله .. ولا يدينون دين الحق :
مِن الذين أوتوا الكتاب (أي اليهود والنصارى) : حتى
يُعطوا الجزية عن يدٍ (أي عن استطاعة : حيث يُستثنى
الفقراء والغير قادرين مِن ذلك) :
وهم صاغرون (أي ذليلون أمام الإسلام بسبب كفرهم) "
التوبة 29 ....
---
وأن أذكر له قول الله عز وجل أيضا ًفي صدر سورة التوبة
وبعدما استثنى المُعاهدين مِن المشركين المُحافظين على
عهدهم (وذلك بعد حجة الوداع للنبي) :
" فإذا انسلخ الأشهر الحُرم : فاقتلوا المشركين حيث
وجدتموهم : وخذوهم .. واحصروهم : واقعدوا لهم
كل مرصد " التوبة 5 ....
وأقول : هل هذا هو حال ( المدافع ) عن نفسه ؟!!!...
أم هو حال : مَن أراد أن يُطهر الأرض مِن الشرك ؟!
(وبرغم اتفاق اليهود والنصارى مع غيرهم في الشرك :
إلا أن الله تعالى ميزهم في المعاملة بقبول الجزية : فقط
لأنهم أهل كتاب في الأصل وتوحيد : قد حرفوه) ..
---
فالأرض في الأصل : أرض الله !!!.. والدين في الأصل :
دين الله !!!.. فهل مِن خطأ ٍأن يسعى المؤمنون :
لنشر دين الله : في أرض الله : بأمر الله ؟!!!!.....
" ذلك بأن الذين كفروا : اتبعوا الباطل .. وأن الذين
آمنوا : اتبعوا الحق مِن ربهم .. كذلك يضرب الله للناس :
أمثالهم !!.. فإذا لقيتم الذين كفروا : فضرب الرقاب ..
حتى إذا أثخنتموهم (أي أكثرتم فيهم القتل) : فشدوا
الوثاق (كناية عن اتخاذ الأسرى) : فإما منا ًبعد (أي
تركا ًللأسرى رحمة ًبهم) : وإما فداءً (أي قبول فدية
أهليهم فيهم) .. حتى تضع الحرب أوزارها .. ذلك :
ولو شاء الله : لانتصر مِنهم (أي محى الكفر وأهله
أصلا ًمِن الأرض وهزمهم مِن عنده) : ولكن : ليبلو
(أي يمتحن) بعضكم ببعض (فيكون للمؤمن أجر
جهاده وفوزه أو استشهاده وللكافر وزره) " ....
محمد 3- 4 ....
---
وإلى اللقاء قريبا ًأيضا ً: مع الرد برسالة مشابهة على
الأخ (محمود دويكات) " القرآن مقابل الشريعة " ! حيث
فيها مِن الجهل بالدين (وبالقرآن نفسه) ما فيها كالعادة !

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
__________________
قالوا كذبا : دعوة رجعية -- معزولة عن قرنها العشرين
الناس تنظر للأمام ، فما لهم -- يدعوننا لنعود قبل قرون؟
رجعية أنّا نغارُ لديننا -- و نقوم بالمفروض و المسنون!
رجعية أن الرسول زعيمنا -- لسنا الذيول لـ "مارْكسٍ" و " لِنين" !
رجعية أن يَحْكُمَ الإسلامُ في -- شعبٍ يرى الإسلامَ أعظم دين !
أوَليس شرعُ الله ، شرعُ محمدٍ ------ أولى بنا من شرْعِ نابليون؟!
يا رب إن تكُ هذه رجعيةً ------ فاحشُرْنِ رجعياً بيومِ الدين !
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 10:49 PM.