اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حي على الفلاح

حي على الفلاح موضوعات وحوارات ومقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-05-2011, 01:50 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي ماذا يعنى إنتمائى للإسلام؟

نقدم هنا تلخيص لكتاب ( ماذا يعنى إنتمائى للإسلام؟ ) والموضوع منقول من منتدى فلسطينى

ماذا يعني انتمائي للإسلام.


1. أن أكون مسلمًا في عقيدتي:

أول شرط من شروط الانتماء للإسلام أن تكون عقيدة المسلم سليمة صحيحة, نابعة مما جاء في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم _.

وكي أكون مسلم العقيدة يجب أن أكون:

1. مؤمنًا بأن الله خالق الكون إله حكيم قدير عليم, وإلا لما كان هذا الكون بهذا الإتقان والتناسق.


2. مؤمنًا بأن هذا الكون لم يُخلق عبثًا ولا لهوًا, فلا يتأنى لمن اتصف بالكمال أن يكون عابثًا في خلقه.
"أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعال الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم"


3. مؤمنًا بأن الله قد أرسل رسله ومعهم الكتب لتعريف الناس بخالقهم وبغاية خلقهم وإرشادهم إلى الصراط المستقيم, وكان آخرهم – عليهم السلام – سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – المؤيد بالمعجزة الخالدة القرآن الكريم.
"ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"


4. مؤمنًا بأن الغاية من الوجود الإنساني هي طاعة الله تعالى وحده لا شريك له.
"وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"


5. مؤمنًا بأن للمؤمن المطيع الجنة, وللكافر العاصي النار.
"فريق في الجنة وفريق في السعير"


6. مؤمنًا بأن الإنسان يختار إما طريق الخير وإما طريق الشر, فالخير لا يقع إلا بتوفيق الله تعالى, والشر لا يقع جبرًا عن الله عز وجل, وكل شيء بإذنه ومشيئته.
"ونفس وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها"


7. مؤمنًا بأن المشرع هو الله وحده, والعالم المسلم له أن يجتهد ويستنبط في إطار ما شرعه الله.
" وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب"


8. أن أتعرّف على أسماء الله وصفاته.
عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – "لله تسعة وتسعون اسمًا – مائة إلا واحد – لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة, وهو وتر يحب الوتر." (رواه البخاري ومسلم)


9. أن أتفكر في خلق الله وليس في الله ذاته, امتثالاً لقول رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم –
"تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في الله, فإنكم لن تقدروا قدره."
وكثير من آيات القرآن الكريم تشير إلى صفات الله تعالى, والتي يقتضيها كمال الألوهية.


10 ـ أعتقد أن رأي السلف أولى بالاتباع، حسمًا لمادة التأويل والتعطيل، ولتفويض علم هذه المعاني إلى الله ـ تبارك وتعالى ـ وأن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق، ولا تستدعي هذا النزاع الطويل بينهم وبين غيرهم قديمًا وحديثًا .


11. أن أعبد الله لا أشرك به شيئا, أعبده وحده ولا أخضع لسواه.
"ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت"


12. أن تكون خشيتي لله وحده, خشية تدفعني عن البعد عن محارمه.
"ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتّقه فأولئك هم الفائزون"


13. أن أذكر الله تعالى دومًا, وأن يكو ن صمتي فكرًا ونطقي ذكرًا, فذكر الله هو السلاح الأمضى والعلاج النفسي الأقوى.
"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"


14. أن أحب الله حبًا يدفعني للاستزادة من الخير دائمًا وإلى التضحية والجهاد في سبيله أبدًا, مترفعًا عن حطام الدنيا الزائل, وبهذا أصل إلى حلاوة الإيمان:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) رواه البخاري .


15. أن أتوكل على الله وأعتمد عليه في كل أموري, وبذلك أستمد القوة التي تمكنني من مواجهة الصعاب.
"ومن يتوكل على الله فهو حسبه"


16. أن أشكر الله تعالى على نعمه وفضله ورحمته, وللشكر مزيد من الأنعام وللجاحد مزيد من الخسران.
"لئن شكرتم لأزيدنّكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد"


17. أن أستغفر الله دومًا, وأن أتبع السيئة حسنة لتمحها.
"ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا"


18. أن أراقب الله تعالى في سرّي وجهري.
"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم " ( المجادلة : 7) .



2. ان أكون مسلمًا في عبادتي.
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه

آخر تعديل بواسطة مستر/ عصام الجاويش ، 15-05-2011 الساعة 01:55 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15-05-2011, 01:51 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

نكمل بإذن الله تعالى,


2. أن أكون مسلمًا في عبادتي:

العبادة نهاية الخضوع وقمة الشّعور بعظمة المعبود, فهي صلة العبد مع خالقه, وحياة المسلم كلها عبادة, "قل عن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".

وكي أكون مسلمًا في عبادتي يجب علي أن:

1. أن أعبد الله تعالى بإحسان, أي أن أعبد الله تعالى كأني أراه, فإن لم أكن أراه فهو عزّ وجلّ يراني.


2. أن تكون عبادتي خاشعة, أستشعر فيها حرارة الوصول ولذّة الخشوع, وأن يكون قلبي حاضرًا منخلعًا عمّا حولي من مشاغل الدّنيا وهمومها.
فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب" أخرجه النسائي. وقوله: "كم من صائم حظه من صومه الجوع والعطش" أخرجه النسائي.
وروي عن الحسن أنه قال: ( كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع ).


3. أن أكون في العبادة طماعًا نهمًا لا أشبع, فأقترّب إلى الله تعالى بالفرائض, ثمّ أتقرّب إليه بالنّوافل حتّى يجني حبّ الله تعالى امتثالاً لقول الله تعالى في الحديث القدسي:
"من عادى لي وليًّا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ن ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته " رواه مسلم .

ومن النوافل: قراءة القرآن وقت الفجر, وصلاة الضحى والتراويح, وصوم الاثنين والخميس, وصوم الأيّام البيض وعرفة لغير الحاج وعاشوراء وستّة من شوّال, والاعتكاف.


4. أن أحرص على قيام الليل ولو بركعتين, فقيام الليل منن أقوى المولّدات الإيمانيّة.
{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} (المزمل:6)


5. أن أقرا القرآن بتفكر وتدبّر وخشوع, وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : "إنّ هذا القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا" وقوله: "أفضل عبادة أمّتي تلاوة القرآن".


6. أن أكثر الدّعاء فهو مخّّ العبادة, وأن أحرص على المأثور منه عند النّوم والاستيقاظ, ولبس الثّوب وخلعه, والخروج من المنزل ودخوله, والمشي إلى المسجد, وعند الطّعام والانتهاء منه, وعند دخول الخلاء والخروج منه, وعند الجماع, وبعد الصّلاة, وعند ركوب السّيّارة, وفي كلّ شان من شؤون الحياة.



3. أن أكون مسلمًا في أخلاقي


ينبع بإذن الله تعالى >>>>
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15-05-2011, 01:52 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

. أن أكون مسلمًا في أخلاقي:


بُعث الرسول – صلى الله عليه وسلم – ليتمّم مكارم أخلاقنا, والخلق الحسن ثمرة من ثمار الإيمان,و "ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق".

ومن أهم صفات المسلم الأخلاقيّة:

1. التّورّع عن الشّبهات وتجنّبها.

فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – " الحلال بيّن والحرام بيّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من النّاس. فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه وعرضه" (متفق عليه).

2. غض البصر.

فقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : "العين تزني والقلب يزني فزنا العين النظر وزنا القلب التمني والفرج يصدق ما هنالك أو يكذبه" و "النظرة سهم من سهام إبليس".

3. صون اللسان.

وقد حذّرنا الرّسول – صلى الله عليه وسلم – فقال: "وهل يكبّ النّاس في النّار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم" (أخرجه الترمذي). فينقّي المسلم لسانه من الكذب الذي هو مدخل إلى كثير من المزالق الشيطانية, ومن الغيبة والنميمة وتتبع عورات المسلمين وغيرها من آفات اللسان.

4. الحياء:

فقد قال العلماء: حقيقة الحياء خلق يبعث على ترك القبيح, ويمنع من النقصير في ذي الحق. فالمسلم يتّسم بالحياء, حياءً لا يمنعه من الجرأة في الحق.

5. الحلم والصبر:

صفتان هامّتان يتسلّح بهما المسلم لمواجهة ما يعترض طريقه من مصاعب, فالطريق ليست مفروشة بالورود, والأخ الدّاعية والأخت الدّاعية يخاطبون عقولاً مختلفةً ونفوسًا متباينةً وعليهم الصّبر. وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – "إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصّائم القائم", فإذا سبّهم أو شتمهم أحدهم: ( وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا) (الفرقان :63) و (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10).

6. التواضع:

(أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين), وعن الرسول – صلى الله عليه وسلم - : "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" (رواه مسلم).

7. الجود والكرم:

أن يكون جوادًا كريمًا, باذلاً ماله ونفسه في سبيل الله,فالكرم من صفات عباد الله المؤمنين (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) (الأنفال: 3), (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنفُسِكُم) البقرة : 272). وكم من الهامات انهارت أمام الدرهم والدّينار.


وبذلك يكون المسلم قدوة حسنة وترجمانًا لمبادئ الإسلام في كافّة حركاته وسكونه.



4. أن أكون مسلمًا في أهلي وبيتي


يتبع بإذن الله تعالى >>>>
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15-05-2011, 01:54 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

رابط تحميل الكتاب

http://www.daawa-info.net/books1.php...8A%D9%83%D9%86
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15-05-2011, 01:58 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



4. أن أكون مسلمًا في أهلي وبيتي:



فالمسلم لا يكتفي أن يكون هم نفسه مسلمًا, بل يصبو أن يكون مجتمعه مجتمعًا مسلمًا, فيبدأ أوّلاً بنفسه ثمّ بأهله وبيته وأولاده.



مسؤوليّة الزّواج:

- أن يكون زواجي لله, أي لإنشاء البيت المسلم, وإنجاب الذرية الصالحة لتحقيق توالد الهداية واستمرارها, (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْض) (آل عمران: 34).

- أن يكون من مقاصد زواجي أن أعفّ بصري وأحفظ فرجي وأتّقي ربّي.
فعن الرسول – صلى الله عليه السلام - : "ثلاثة حقّ على الله عونهم, المجاهد في سبيل الله, والمكاتب الذي يريد الأداء, والناكح الذي يريد العفاف" (رواه الترمذي).

- أن يكون اختيار زوجتي صاحبة الخلق والدين وإن كانت دون غيرها مالاً وجمالاً, امتثالاً لقول رسول الله – صلى الله عليه سلم – " تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها ، "فاظفر بذات الدين تربت يداك ", وكذلك على الأخت المسلمة أن تحسن اختيار زوجها فدينه وتقواه هما الأساس " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه".



مسؤولية ما بعد الزواج:


- فعلي أن أحسن إلى زوجتي وأكرم معاملتها تحقيقًا لقول الرّسول – صلى الله عليه وسلم -: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" (رواه ابن ماجه والحاكم), وقوله "أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا وألطفهم بأهله" (رواه الترمذي).

- وأن نؤدّي بعض العبادات معًا, وننظّم شؤون البيت معًا.

- وأن تكون علاقتنا الزوجية علاقة شرعيّة, فلا يكون فيها ما حرّم الله.



مسؤوليّتنا معًا في تربية الأولاد:


نتعاون معًا – زوجة صالحة وزوج صالح – في تربية أبنائنا تربية إسلاميّة سليمة كي يكونوا ذرّيّة صالحة, وإذا متنا لم ينقطع عملنا بولد صالحٍ يدعو لنا.





5. أن أنتصر على نفسي


يتبع بإذن الله تعالى >>>>
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15-05-2011, 01:59 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

خامساً - أن أنتصر على نفسي


- أصناف الناس

- مقومات النصر في معركة النفس

- مظاهر الإنهزام النفسي

- أسباب التحصن من مداخل الشيطان



أن أنتصر على نفسي



الإنسان في صراع مع نفسه حتى ينتصر عليها أو تنتصر عليه ، أو يبقى الصراع قائماً ، والمعركة سجالاً ، إلى أن يدركه الموت وهو على ذلك ( قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا )[1] وإلى هذا المعنى يشير الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله ( تُعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً، فأيما قلب أُشربها نكت في قلبه نكتة سوداء، وأيما قلب أنكرها نكت في قلبه نكتة بيضاء، حتى تصير على أحد قلبين : على أبيض مثل الصفاة فلا تضره فتنة، والآخر أسود مرباداً لا يعرف معروفاً ولا يُنكرُ منكراً)[2] .



والناس في معركة النفس أصناف ثلاثة:

1 – صنف انتصرت عليهم أهواؤهم، فركنوا إلى الأرض وأخلدوا إلى الدنيا. وهؤلاء هم الكفرة ومن نهج نهجهم ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم، ويصفهم في قرآنه ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ )[3] .
2 – وصنف يجاهدون أنفسهم، ويصارعون أهواءهم.. فينتصرون تارة وينهزمون أخرى. يخطئون فيتوبون.. يعصون الله فيندمون ويستغفرون ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[4] وهؤلاء أشار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله ( كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون)[5] .

ومما يروى في هذا المعنى عن ( وهب بن منبه ) أنه قال : ان ابليس لقي يحي بن زكريا عليهما السلام، فقال له يحي بن زكريا، أخبرني عن طبائع ابن آدم عندكم؟ قال ابليس : أما صنف منهم فمثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء.. والصنف الثاني : فهم في أيدينا كالكرة في أيدي صبيانكم وقد كفونا أنفسهم.. والصنف الثالث: فهم أشد الأصناف علينا، فنقبل على أحدهم حتى ندرك حاجتنا منه ثم يفزع إلى الإستغفار فيُفسد به علينا ما أدركنا منه.. فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك حاجتنا منه..



مقومات النصر في معركة النفس

· القلب : ما كان حياً رقيقاً صافياً صلباً مشرقاً لقول علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه (إن لله تعالى في أرضه آنية وهي القلوب.. فأحبها إليه تعالى أرقها وأصفاها وأصلبها، ثم فسرها فقال: أصلبها في الدين، وأصفاها في اليقين، وأرقها على الإخوان) وقوله ( قلب المؤمن يزهر، وقلب الكافر أسود منكوس )[6] .

والقرآن الكريم يصور قلوب المؤمنين فيقول (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )[7] بينما يصور قلوب الكافرين فيقول (فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[8] ويقول (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)[9] .
· العقل : ما كان بصيراً، مدركاً، مميزاً، مقتبساً العلوم التي بها ينال القرب من الله ويدرك عظمته وقدرته وهو منطا قوله تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء)[10] .



ولقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قيمة هذه النعمة بقوله ( ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من العقل )[11] وقوله إلى علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (إذا تقرب الناس إلى الله تعالى بأنواع البر فتقرب أنت بعقلك) وقوله ( ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى)[12].

ولذلك دفع الإسلام إلى العلم والمعرفة، وإلى التفقه في الدين، ليأخذ العقل من الأسباب ما يستعين به على التمييز بين الخير والشر والحق والباطل، فقال صلى الله عليه وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )[13] وقال (فضل العالم على العابد كفضلي على أدنى رجل من أصحابي )[14] كل ذلك لما للعلم من قيمة وأثر في تعميق الإيمان في النفوس وفي تعريف الإنسان على حقائق هذا الكون..

فعقل المؤمن عقل واع يميز بين الخير والشر، والحلال والحرام، والمعروف والمنكر لأنه ينظر فيه بنور الله من وراء ستر رقيق (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)[15].

ونور العقل لا يطفئه إلا المعاصي والدوام عليها والمجاهرة بها وعدم التوبة منها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( قارف ذنباً فارقه عقل لا يعود إليه أبداً)[16] وقوله ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السموات والأرض )[17].

وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال (لما دخلت على عثمان رضي الله عنه، وكنت قد لقيت امرأة في طريقي فنظرت إليها شزراً، وتأملت محاسنها، فقال عثمان لما دخلت : يدخل أحدكم وأثر الزنا على عينيه، أما علمت أن زنا العينين النظر؟ لتتوبن أو لأعزرنك؟ فقلت : أوحي بعد النبي؟ فقال: لا، ولكن بصيرة وبرهان وفراسة صادقة).


مظاهر الانهزام النفسي : ............. يتبع
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15-05-2011, 02:01 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

سادساً - أن أكون واثقاً بأن المستقبل للإسلام




- ربانية المنهج الإسلامي

- عالمية المنهج الإسلامي

- مرونة المنهج الإسلامي

- شمول المنهج الإسلامي

- قصور المناهج الوضعية




أن أكون مؤمناً بأن المستقبل للإسلام



ان إيماني بالاسلام ينبغي أن يصل الى درجة اليقين بأن المستقبل لهذا الدين... فكون الإسلام من عند الله، يجعله الأجدر
والأقدر على تنظيم شؤون الحياة وقيادة ركب الإنسانية وريادتها. فهو المنهج – الأوحد – الملائم لاحتياجات الفطرة والتنسيق بين متطلبات الانسان النفسية والحسية {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} سورة الملك الآية: 14.

فربانية المنهج الإسلامي: هي الصبغة التي تجعل له القوامة على سائر المناهج الوضعية، وتفرده بخصائص البقاء والعطاء في كل زمان ومكان وعلى كل صعيد..

وعالمية المنهج الإسلامي: تجسد الصبغة الانسانية فيه... صبغة الانفتاح والقدرة على تحمل مسؤولية هذا الانفتاح..الصبغة التي تجعله يتجاوز كل الاعتبارات الاقليمية والعنصرية والقومية والجنسية والعرقية.. الصبغة التي تستمد انفتاحها وشمولها وانسانيتها من صبغته (الربانية)..

ومرونة المنهج الإسلامي: هي الصبغة التي تمنحه القدرة على استيعاب مشاكل الحياة المتجددة والمتنوعة والمتعددة.. الصبغة التي تفسح المجال للاجتهاد في استنباط الأحكام فيما لا نص فيه – عن طريق القياس واعتبار المصلحة المرسلة والاستحسان وغير ذلك من الأدلة الشرعية..

وشمول المنهج الإسلامي: هو الصبغة التي تميزه عن سواه من المناهج الأرضية والنظم الوضعية ذات المقاصد المحدودة.. فالمنهج الإسلامي منهج العليم الخبير، العالم بشؤون الناس وبما يحتاجه الناس وبما يصلح لهم، وبما يضرهم وينفعهم، وبما يسعدهم ويشقيهم.. ولذلك كان الإسلام المنهج القادر على اشباع احتياجات الحياة الانسانية الفردية والجماعة، التشريعية والتوجيهية، الداخلية والخارجية {صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة؟} سورة البقرة الآية: 138.



أن أكون مؤمناً بقصور المناهج الوضعية



ثم ان عليّ أن أدرك مدى (التخبط والفشل) الذي تكابده النظم الوضعية في كل أنحاء المعمورة – سواء منها الرأسمالية والديموقراطية والحرة أو الاشتراكية والشيوعية – بسبب (وضعيتها ومحدوديتها وعجزها وقصورها وزمنيتها).

فعلى الصعيد الاجتماعي: فشلت النظم (يمينية ويسارية) في تأمين السعادة والطمأنينة والاستقرار للانسان.. بل انها تسببت في اشقاء الانسان واتعاسه.. فكان أن تهدمت الأواصر العائلية والمجتمعية.. وتفسخت الأخلاق وانعدمت القيم والمكارم، وحل التوتر والتشنج محل الطمأنينة والاستقرار، وحلت الأنانية والأثرة وحب الذات محل التعاون والايثار وحب الآخرين والعطف عليهم؟

وعلى الصعيد الاقتصادي: لم تتمكن الأنظمة (رأسمالية واشتراكية) من إيجاد (الجنة التي تحلم بها) ومجتمع الكفاية والعدل الذي تدعو إليه.. ففي ظل النظامين نشأت مشاكل (حرب الطبقات – والظلم الاجتماعي – والاستغلال الحزبي – والاحتكار – والفقر – والبطالة، الى ما لا نهاية له من المشاكل اليومية)؟.

وعلى الصعيد السياسي: تتحمل النظم (ديموقراطية وعسكرية، جمهورية وملكية، رئاسية وبرلمانية) مسؤولية العفن والانحراف الذي أصاب الحياة السياسية على كل صعيد.. فالاستغلال والمحسوبية والرشوة والتسلط، فضلاً عن أن الفتن والمجازر والثورات والانقلابات والتصفيات والاغتيالات وغيرها قد غدت طابع هذه النظم جمعاء؟

وعلى الصعيد العسكري: تتحمل هذه النظم جمعاء مسؤولية التفريط بقضايا الشعوب الاسلامية المستضعفة كقضية كشمير والحبشة وأرتريا والفيليبين وغيرها وبقضية فلسطين بشكل خاص فضلاً عن المتاجرة بها واستغلالها زهاء ربع قرن؟ وبالتقصير في الاعداد النفسي والحسي الذي يمكن الأمة من مغالبة الاستعمار – أياً كان – ومن سحق اسرائيل؟
.
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15-05-2011, 02:03 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

ماذا يعني انتمائي للاسلام

أولاً - أن أعيش للإسلام


- صنف يعيشون للدنيا

- أناس ضائعون بين أمرين

- أناس يعتبرون الدنيا مزرعة الآخرة

- كيف أعيش للإسلام

- صفات من يعيشون للإسلام

أن أعيش للإسلام
اذا كان انتمائي للإسلام يفرض عليّ أن أعيش الإسلام عقيدة وعبادة وأخلاقاً.. أعيشه في نفسي وبيتي وأهلي.. فإنه يفرض عليّ – كذلك – أن أعيش (له)، أن أوجه حياتي – كل حياتي – من (أجله)، وأن أسخر كل طاقاتي وإمكاناتي لما يعزز سلطانه ويرفع بنيانه..

والناس في هذه الدنيا ثلاثة أصناف، فأي صنف من هذه الأصناف أنا يا ترى؟



صنف يعيش للدنيا:

وهم الماديون – اعتقاداً أو واقعاً – ولقد سماهم القرآن الكريم بالدهريين فقال فيهم {وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين} سورة الأنعام الآية: 29 {وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر، وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون} سورة الجاثية الآية: 24.

والشيوعيون حديثاً ومن لف لفهم من العلمانيين والوجوديين يصدرون عن نفس هذا المعتقد.. فقد علق (لينين) على قول أحد الفلاسفة (ان العالم لم يخلقه أي اله إو إنسان، وقد كان ولا يزال وسيكون شعلة حية الى الأبد تشتعل وتنطفئ تبعاً لقوانين معينة) فقال (يا له من شرح رائع لمبادئ المادية الدياليكتيكية؟)

وعندما يكفر الانسان بوجود حياة بعد هذه الحياة يحاسب فيها الانسان عما كسبت يداه، تصبح الدنيا أكبر همه، ومبلغ علمه، يعيش لها، ويلهث وراءها، ويغرق في شهواتها ولذائذها بدون حساب..



وصنف ضائعون بين أمرين:

وهم عموم الناس الذين اضطربت معتقداتهم وضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. وهؤلاء وان كانوا مؤمنين بالله وباليوم الآخر، إلا ان معتقداتهم هذه صورية منفصلة انفصالاً كلياً عن واقعهم العملي. فهؤلاء ماديون (حقيقة) وان كانوا يمارسون في الواقع بعض الطقوس الروحية.. ويصدق في أمثال هؤلاء قول الشاعر:

نرفع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرفع

يقول الامام الشهيد حسن البنا في رسالة (الى أي شيء ندعو الناس):

ان القرآن حدد غايات الحياة، ومقاصد الناس فيها:

فبين أن قوماً همهم من الحياة الأكل والمتعة، فقال تبارك وتعالى {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} سورة محمد الآية: 12.

وبين أن قوماً آخرين مهمتهم الزينة والعرض الزائل فقال تبارك وتعالى: {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب} سورة آل عمران الآية: 14.

وبين أن قوماً آخرين شأنهم في الحياة ايقاد الفتن واحياء الشرور والمفاسد أولئك الذين قال الله فيهم: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدينا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} سورة البقرة الآية: 204.

تلك مقاصد من مقاصد الناس في الحياة نزه الله المؤمنين عنها وبرأهم منها وكلفهم مهمة أرقى، وألقى على عاتقهم واجباً أسمى، ذلك الواجب هو هداية البشر الى الحق، وارشاد الناس جميعاً الى الخير، وانارة العالم كله بشمس الإسلام..



وصنف يعتبرون الدنيا مزرعة الآخرة:

وهؤلاء هم المؤمنون حقاً.. الذين يدركون حقيقة هذه الحياة، كما يدركون قيمة الدنيا من الآخرة {وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون؟} سورة الأنعام الآية: 33، فلا تلهيهم أو تشغلهم عن تحقيق الغاية التي من أجلها خلقوا {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

فالمنتمون إلى الإسلام بحق يعتبرون الدينا ميدان تنافس على طاعة الله ورضاه... حياتهم كلها (علمهم، تجارتهم، أموالهم، بيوتهم، أوقاتهم، أذهانهم) مسخرة في هذا السبيل، بعكس الماديين الذين يسخرون كل شيء من أجل الأهواء والشهوات؟

وان مما يؤكد هذا أن جملة ما تنتجه المدنية الحديثة وتتفتق عنه عقول المخترعين لا يستهدف غير تأمين أكبر قسط ممكن من المتعة والراحة الجسدية لهذا الانسان وليس فيها ما يستهدف عمارة هذا الكون بالخير والأمن والسلام.. فالسيارة والطائرة والغسالة والثلاجة والجلاية والعصارة والخفاقة والكناسة، وأدوات الزينة والأثاث واللباس وأدوات الترفيه والتسلية، بل مئات بل آلاف من الأدوات تنتجها المصانع في شتى أنحاء الأرض من أجل المتعة والراحة الحسية لهذا الانسان..

ان الإسلام لا يمنع من البحث والتقصي والاختراع والانتاج ولكن أولاً: بالقدر الذي لا يعود على الانسان بالضرر، وثانياً: على الوجه الذي يحقق الخير ويشيع البر في المجتمع ويلحظ شرعية وأخلاقية استعمالها والاستفادة منها..

ولقد أشار الامام الشهيد حسن البنا الى هذا المعنى فقال في رسالة (الى أي شيء ندعو الناس؟):

فبربك يا عزيزي هل فهم المسلمون من كتاب ربهم هذا المعنى، فسمت نفوسهم ورقت أرواحهم، وتحرروا من رق المادة؟ وتطهروا من لذة الشهوات والأهواء، وترفعوا عن سفاسف الأمور ودنايا المقاصد، ووجهوا وجوههم لله الذي فطر السموات والأرض حنفاء يعلون كلمة اله ويجاهدون في سبيله، وينشرون دينه، ويذودون عن حياض شريعته، أم هم أسرى الشهوات وعبيد الأهواء والمطامع، كل همهم لقمة لينة ومركب فاره وحلة جميلة ونومة مريحة وامرأة وضيئة ومظهر كاذب ولقب أجوف؟



رضوا بالأماني، وابُتُلوا بحظوظهم

وخاضوا بحار الجد دعوى فما ابتلّوا



وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول (تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد القطيفة)[1].



كيف أعيش للإسلام:

وكيفما تكون حياتي موجهة في طريق الإسلام، ومن أجل الإسلام، لا بد من ادراك جملة أمور والالتزام بها، من ذلك:

1- ادراك الغاية من الحياة: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} سورة الذاريات الآية: 56 {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملاً} سورة هود الآية: 07.

2- ادراك قيمة الدنيا من الآخرة: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة؟ فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل} سورة التوبة الآية: 38. {ذلك متاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى} ولقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوماً على (مزبلة) ونادى أصحابه قائلاً: هلموا الى الدنيا، ثم أخذ خرقة قد بليت وعظاماً قد نخرت وقال (هذه هي الدنيا).. ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً (شاة) ميتة قد رماها أصحابها. فالتفت إلى أصحابه قائلاً (أرأيتم كيف هانت هذه على أهلها؟ والله للدنيا أهون على الله من هذه على أهلها، ولو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء) وقال (اقتربت الساعة، ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً، ولا يزدادون من الله إلا بعداً) وقال (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)[2].

3- ادراك حتمية الموت والاتعاظ به: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} سورة الرحمن {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} سورة آل عمران، ولقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (أكثروا من ذكر هاذم اللذات ومفرق الجماعات)[3] وقال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، قلت يا رسول الله: فما كانت صحف موسىعليه السلام؟ قال (كانت عبراً كلها: عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح – عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك – عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب – عجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها ثم اطمأن اليها – وعجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل؟)[4] وروي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فجلس الى قبر منها فقال (ما يأتي على هذا القبر يوم إلا وهو ينادي بصوت ذلق طلق، يا ابن آدم نسيتني؟ ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق الا من وسعني الله عليه؟ ثم قال: القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار)[5].

4- ادراك حقيقة الإسلام: وذلك بالتفقه والتعلم ومعرفة أصوله وأحكامه وحلاله وحرامه.. {وقل رب زدني علماً} سورة الإسراء، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنما العلم بالتعلم والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)[6] (إن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر)[7].

5- ادراك حقيقة الجاهلية: وذلك بالتعرف على أفكارها ومذاهبها ومخططاتها واكتشاف مثالبها وعيوبها، وادراك أخطارها وأضرارها ليؤمن مكرها، ولتؤخذ العدة اللازمة لمكافحتها ومحاربتها، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم).



صفات من يعيشون للإسلام:

انني حين أعيش الإسلام وللإسلام لا بد وأن تتسم حياتي بسمات وقسمات تميزها عن حياة سائر الناس.. من ذلك:

أ‌-الالتزام العملي بالإسلام: ذلك أن الإيمان ليس بالتمني ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون؟} {كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} يقول حجة الإسلام الغزالي: قصم ظهري رجلان، عالم متهتك، وجاهل متنسك. فالجاهل يغر الناس بتنسكه والعالم يغرهم بتهتكه..؟ ويوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين فيقول (كونوا للعلم رعاة ولا تكونوا له رواة)[8].

ب‌- تقصي مصلحة الإسلام لقوله صلى الله عليه وسلم (دوروا مع كتاب الله حيثما دار)[9] وقوله (من أصبح لا يهتم للمسلمين فليس منهم) وقوله (أنت على ثغرة من ثغور الإسلام فلا يؤتين من قبلك) وفي غزوة أحد كان سعد بن الربيع يلفظ أنفاسه الأخيرة وفيه سبعون ضربة ما بين طعنة رمح وضربة سيف ورمية سهم، ومع هذا التفت الى زيد بن ثابت قائلاً (قل لرسول الله إني أجد ريح الجنة.. وقل لقومي الأنصار، لا عذر لكم عند الله ان خلص الى رسول الله وفيكم عين تطرف، ثم فاضت نفسه من وقته).

ت‌- الاعتزاز بالحق والثقة بالله: وهذه صفة من صفات المؤمنين {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين} {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين} ويروى أن المهاجرين من المسلمين الذين التجؤوا الى الحبشة فراراً بدينهم دخلوا على النجاشي فابتدرهم من عنده من القسيسين والرهبان ان اسجدوا للملك؟ فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وكان على رأسهم (نحن قوم لا نسجد إلا لله).. وفي التاريخ الإسلامي مئات من مواقف العزة والجرأة والشجاعة سجلها الرعيل الأول من أمثال الخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة وربعي بن عامر ومصعب بن عمير وسعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وغيرهم ممن يحسن الاطلاع على سيرتهم وتقصي أخبارهم والاقتداء بهم...

التزام العمل للإسلام والتعاون مع العاملين: ذلك أن انتمائي للإسلام يفرض علي أن أعمل للإسلام.. أن أعمل له ضمن جماعة.. أن أتعاون مع العاملين غيري في الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الفرد المسلم والبيت المسلم والمجتمع المسلم والدولة الإسلامية وصدق الله تعالى حيث يقول {سنشد عضدك بأخيك} {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان} وقوله صلى الله عليه وسلم (المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً) (يد الله مع الجماعة وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) (عليك بجماعة المسلمين وإمامهم) وقوله (الجماعة بركة) وقوله (الجماعة رحمة والفرقة عذاب).
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15-05-2011, 02:05 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

ثانيًا - أن أكون مؤمنًا بوجوب العمل للإسلام

· وجوبه مبدأ .

· وجوبه حكمًا .

· وجوبه ضرورة .

· وجوبه فرديًّا وجماعيًّا .

· من جاهد فإنما يجاهد لنفسه .




إن العمل للإسلام .. لإيجاد الشخصية التي تمثله عقيدة وأخلاقًا .. لإيجاد المجتمع الذي يلتزمه فكرًا وسلوكًا .. لإيجاد الدولة التي تطبقه شريعة ومنهجًا ودستورًا، وتحمله دعوة هادية لإقامة الحق والعدل في العالمين .. إن هذا العمل، وما يحتاجه ويتصل به ويتفرع عنه ويتطلبه هو واجب إسلامي شرعي لا يسقط حتى تقوم ( السلطة ) التي تتولى القيام بهذه المسئولية وترعى شئون المسلمين .

وما دامت هذه السلطة غير موجودة، فإن كل تقصير من العاملين أو قعود من المسلمين هو في شرع الله ( إثم ) لا يرفعه إلا المبادرة السريعة للنهوض بتكاليف العمل للإسلام .

وإن مما يؤكد وجوب العمل للإسلام، وأنه تكليفي وليس تطوعيًّا، كون وجوبه يقينيًّا من عدة وجوه :



الأول : وجوبه مبدأ :


فالعمل للإسلام واجب مبدأ، لأنه مناط تكليف الله للبشر جميعًا .. للأنبياء والمرسلين أولاً، ثم للناس أجمعين، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، بدليل قوله ـ تعالى ـ : { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر } وقوله : { يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته } وقوله : { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } ( البقرة ) .

والسنة المطهرة تذخر بما روي عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أحاديث تحض على الدعوة إلى الحق ومكافحة الباطل، منها قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان ) رواه الترمذي، وقوله : ( يا أيها الناس، إن الله يقول لكم : مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أستجيب، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم ) رواه ابن ماجه .

وقوله : ( إذا رأيت أمتي تهاب أن تقول للظالم : يا ظالم، فقد تودع منها ) رواه الحاكم .



ثانيًا : وجوبه حكمًا :
والعمل للإسلام واجب حكمًا ؛ لأن تعطيل حاكمية الله في الأرض، وهيمنة النظم والتشريعات الوضعية على المجتمعات البشرية يفرض على المسلمين العمل لإقامة المجتمع الإسلامي واستئناف الحياة الإسلامية، وتعبيد الناس لله في معتقداتهم وأخلاقهم ونظمهم بدليل قوله ـ تعالى ـ: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا } وقوله : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب }. وقوله : { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } وفي آية : { الظالمون }، وفي آية : { الفاسقون } ( المائدة ) .

فإذا كان تحقيق المجتمع الإسلامي والحكم بما أنزل الله واجبًا بذاته، فيصبح العمل لإقامته وإيجاده واجبًا حكمًا بدليل القاعدة الشرعية: ( ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ) .

إن معظم الأقطار الإسلامية ـ إن لم نقل كلها ـ تحكم بأنظمة وضعية هي خليط من تشريعات رومانية ويونانية وفرنسية وغيرها، والنظم الاقتصادية السائدة في هذه الأقطار هي الرأسمالية والاشتراكية مما يجعل العمل لهدم هذه الكيانات الجاهلية واستئناف الحياة الإسلامية فريضة عين على كل مسلم حتى تعود للإسلام القيادة والقوامة .

ثم إن كثيرًا من الواجبات الشرعية يتوقف تنفيذها وممارستها على إقامة خليفة أو إمام، وهذا بالتالي مرتبط بوجود سلطة إسلامية .. فكل التشريعات المتعلقة بالأنظمة الإسلامية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، كل التشريعات المتعلقة بالحكم والعقوبات والسلم والحرب والجهاد والصلح والمعاهدة، وبالمعاملات الاجتماعية والاقتصادية، هذه وغيرها من جوانب التشريع الإسلامي لا يمكن تنفيذها إلا عن طريق دولة تقوم على أساس الإسلام .



ثالثًا : وجوبه ضرورة :

والعمل للإسلام ـ كذلك ـ واجب بالضرورة لمواجهة تحديات العصر ومؤامرات أعداء الإسلام .. لوقف الموجات المادية والزحوف الإلحادية التي تتهدد الوجود الإسلامي بالاستئصال والزوال .

إن نظرة فاحصة إلى الأوضاع التي تعيشها أقطار العالم الإسلامي تؤكد ضرورة قيام مجابهة إسلامية .. بل وتجعل القيام بذلك تكليفًا شرعيًّا لا يجوز القعود عنه أو التهاون فيه .

فهنالك أقطار تشكو من سيطرة غير المسلمين عليها وتحكمهم فيها، كفلسطين وكشمير وإرتريا وقبرص وبخارى وسمرقند، وغيرها .

وهنالك أقطار تشكو من تسلط أقليات طائفية حاقدة، وتحكمها في رقاب المسلمين بقوة الحديد والنار .

وهنالك أجزاء أخرى من العالم الإسلامي تشكو من تسلط أحزاب يسارية أو يمينية عليها، كما تعيش أجزاء أخرى صراعات دموية رهيبة من جراء التطاحن بين قوى اليمين واليسار على السلطة .

وفضلاً عن كل هذا وذاك، فإن أقطار العالم الإسلامي جمعاء تعيش حالة ضياع .. حالة فوضى .. فوضى سياسية .. فوضى اجتماعية .. فوضى اقتصادية .. تعيش تدهورًا مريعًا في الأخلاق والقيم، كما في الأفكار والمعتقدات .

كل ذلك وغيره يؤكد وجوب العمل ـ ولو بالضرورة ـ لمواجهة هذه التحديات التي يواجهها الإسلام، سواء من الاستعمار والقوى الدولية في الخارج، أو من عملائه وزبانيته والمتعاونين معه في الداخل، { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }.



رابعًا : وجوبه فرديًّا وجماعيًّا :

إن مسئولية العمل للإسلام ــ من حيث هي واجب تكليفي شرعي ــ تعتبر مسئولية( فردية ) شأنها شأن كل الواجبات والمسئوليات الشرعية الأخرى التي يترتب على القيام بها الثواب كما يترتب على تركها العقاب، { كل نفس بما كسبت رهينة }، { وكلهم آتيه يوم القيامة فردًا }، { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها }، { ولا تزر وازرة وزر أخرى }، { ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه }.

فالإسلام كيما يشرك الناس جميعًا في عملية البناء والتعمير ـ بناء الحياة على الحق وإعمارها بالخير ـ جعل كل إنسان مسئولاً عن حيز من البذل والعطاء في حدود إمكانياته وطاقاته، مادام هذا الإنسان بالغًا عاقلاً قادرًا .. مما يجعل المجتمع خلية حية نابضة .. كل فرد فيها يبني ويحرص على البناء .. وكل إنسان فيها يعطي ويتنافس في العطاء .

ومن هنا كان وجوب العمل للإسلام ( فرديًّا ) كتكليف شرعي وواجب إسلامي .

وإذا كان العمل للإسلام واجبًا فرديًّا من هذا الجانب، فهو واجب جماعي من حيث مسئوليته الحركية التنفيذية، وهذا ما تؤكده وقائع وحيثيات غير قابلة للجدل أساسًا، من ذلك :

أ ـ أن تكاليف العمل للإسلام أكبر من أن يتصدى لها إنسان بمفرده .. فالعمل للإسلام يستهدف هدم الجاهلية برمتها و إقامة الإسلام مكانها .. وهذا يتطلب من التكاليف والإمكانيات والجهود ما يعجز عن القيام بأعبائه فرد، بل لا يقوى على النهوض به مع الجهد والمكابدة والمعاناة إلا تنظيم حركي يكون في مستوى المواجهة وعيًا وتنظيمًا وقدرة ..

بـ ـ أن عمل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مواجهة الجاهلية وإقامة المجتمع الإسلامي واستئناف الحياة الإسلامية دليل شرعي على وجوب ( الجماعة ) في العمل للإسلام .. فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعتمد أسلوب العمل الفردي قط .. وإنما حرص من أول يوم على إقامة ( جماعة ) كان يختار عناصرها اختيارًا وينتقي أفرادها انتقاء لتكون أداة الإسلام في عملية التغيير ؟ .

وهذا ما تنطق به وقائع السيرة النبوية في كل المراحل وعلى كل صعيد ..

جـ ـ ثم إن طريق العمل للإسلام مفروشة بالأشواك محفوفة بالمحن.. فالتحديات التي تعترض السبيل كبيرة ... والقوى التي تتربص بالإسلام وأهله كثيرة ... وهذا ما يفرض وجود تنظيم حركي عريض كيفًا وكمًا لمواجهة كل مراحل العمل وظروفه واحتمالاته ... وفي ثنايا الآيات القرآنية إشارات ودلالات واضحة كما في الأحاديث النبوية تؤكد ضرورة أن يكون العمل للإسلام جماعيًا وحركيًا ومنظمًا { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان }.



خامسًا : من جاهد فإنما يجاهد لنفسه :

ثم إن أول ما يتوجب على العاملين للإسلام أن يدركوه بعمق أنهم هم المحتاجون إلى الإسلام .. وأنهم حين يعملون ويجاهدون ويكابدون فلتزكية ذواتهم، ولتطهير نفوسهم، ولتأدية بعض حقوق الله عليهم، وليحتسبوا ذلك عند الله يوم تزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر .

فهم هم الرابحون إن أقبلوا، وهم وحدهم الخاسرون إن أدبروا { وإن الله لغني عن العالمين }، { وإن تتولوا يستبدل قومًا غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }.

كما أن عليهم أن يدركوا أن قيمتهم الحقيقية تكون بالإسلام، ولا قيمة لهم بدونه، فهم عندئذ { كالأنعام بل أضل سبيلاً } وأن الكرامة الحقيقية والعزة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بالمشاركة في مسيرة الإسلام، وبالاستمرار في هذه المشاركة، وأن ( من شذ شذ في النار ) وأن من احتوته المسيرة بحق فقد اتصل بأشرف نسب وارتبط بقافلة الهداة، من الذين أنعم الله عليهم من النبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقًا .

كما أن على العاملين للإسلام أن يدركوا أن البقاء في المسيرة شرط للثبات ( وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) .

فالمجتمع الذي تموج فيه الفتن كقطع الليل المظلم، لا يمكن أن يعيش فيه دون التأثر بلوثاته من كان بعيدًا عن ( الذكرى ) { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } أو بعيدًا عن التناصح والتواصي بالحق والصبر { والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر }.

فلا بد من العيش في رحاب أسرة الإيمان، ولا بد من الالتحاق بمسيرة الرحمن والعيش في كنفها دائمًا وأبدًا { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تربد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطًا}.

كما أن على العاملين للإسلام أن يدركوا أنهم إنما يعملون لله ويجاهدون في سبيله..وأن هذا الطريق طويل وشاق .. وأن الجنة حفت بالمكاره وأن النار حفت بالشهوات ..

إنه طريق لا يقوى على السير فيه من كانت خطرات النسيم تجرح خديه ولمس الحرير يدمي بنانه ..

وإنه طريق لا يقوى فيه صاحب المزاج والهوى وضيق الصدر وخائر القوى .. ومن لا يصبر على كلمة فضلاً عن ملمة .. والمعتد برأيه الذي لا يدري ولا يدري أنه لا يدري ! والذي يشق عليه النزول عند حكم المجموعة والالتزام برأي الجماعة .

إنه طريق التطهر والتعفف والتنظف .. طريق المرحمة والمكرمة .. طريق المصابرة والمرابطة . طريق التجرد والسمو. طريق الصدق والإخلاص . وإن طريقًا هذه مواصفاتها لا يمكن أن يثبت عليها غير المؤمنين المعلقة قلوبهم بواحد أحد، الناظرة نفوسهم إلى فرد صمد { ومن يتق الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا } { ومن نكث فإنما ينكث على نفسه،ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرًا عظيمًا }.
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15-05-2011, 02:19 PM
الصورة الرمزية مستر/ عصام الجاويش
مستر/ عصام الجاويش مستر/ عصام الجاويش غير متواجد حالياً
مدرس اللغة الانجليزية للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
العمر: 58
المشاركات: 5,854
معدل تقييم المستوى: 22
مستر/ عصام الجاويش is on a distinguished road
افتراضي

مهمة الدعوه الإسلامية

خصائصها المبدئية


الدعوه الإسلامية - مهمتها ـ خصائصها ـ عدتها




مهمة الدعوه الإسلامية .

خصائصها المبدئية :

ربانية ـ ذاتية ـ تقدمية ـ شاملة .

خصائصها:
· البعد عن هيمنة الحكام .

· التدرج في الخطوات .

· إيثار العمل على الدعاية .

· النفس الطويل .

· علانية العمل وسرية التنظيم .

· العزلة النفسية لا الحسية .

· الغاية لا تبرر الوسيلة .

عدة الدعوه الإسلامية :

· الإيمان بالله ونصره وتأييده .

· الإيمان بالمنهاج ومزيته وصلاحيته .

· الإيمان بالإخاء وحقوقه وقدسيته .

· الإيمان بالجزاء وجلاله وعظمته وجزالته .

· الإيمان بالنفس .

· الجهاد .


مهمة الحركة الإسلامية هي تعبيد الناس لله ـ تبارك وتعالى ـ أفرادًا وجماعات بالعمل لإقامة المجتمع الإسلامي الذي يستمد أحكامه وتعاليمه من كتاب الله ـ تعالى ـ وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ..

والحركة الإسلامية تنظيم عالمي يمتد ليشمل العاملين في الحقل الإسلامي في كل أنحاء الأرض .. وهو يعتمد لتحقيق هذه الغاية على تبليغ الدعوة الإسلامية نقية صافية، متصلة بالعصر ومقتضياته والحاضر ومتطلباته، ودعوة الناس إليها، وتنظيمهم عليها، وتهيئتهم للإيمان بها والعمل لها والجهاد في سبيلها ..

ومن مقتضيات ذلك :

مكافحة الاستعمار ومخلفاته وأفكاره وفلسفاته، شرقيًّا كان أم غربيًّا، حتى تعود للأمة شخصيتها المستقلة الأصيلة ..

ولقد حرصت الحركة الإسلامية ـ من أول يوم ـ على أن تزيل عن الإسلام ركام البدع والخرافات،وتقدمه للناس بصورته المشرقة الصافية التي تتوافق مع عظمته وشموخه ..

فهي تؤمن : بأن أحكام الإسلام وتعاليمه شاملة تنتظم شئون الناس على كل صعيد ..

وهي تعتبر : أن القاعدة الأساسية التي يقوم عليها الإسلام على مدار التاريخ البشري هي قاعدة (لا إله إلا الله ) أي إفراد الله ـ سبحانه ـ في الألوهية والحاكمية .. إفراده بها اعتقادًا في الضمير وعبادة في الشعائر وشريعة في واقع الحياة ..

والحركة الإسلامية تؤمن بالإسلام قوة أساسية لنهضة المسلمين، وإنقاذ العالمين، وتحرير المستضعفين من الطواغيت والظالمين، حتىلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله .

وترى الحركة الإسلامية في تبني النظم الرأسمالية والاشتراكية والشيوعية وغيرها من النظم الوضعية كفرًا بالإسلام العظيم، وجحودًا بالله رب العالمين، وسيرًا على غير هدى وتخبطًا بدون طائل واستنفادًا للجهود وإضاعة للزمن { ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين }.

ولقد أجمل الإمام البنا ـ ـ مهمة الحركة الإسلامية فقال :

مهمتنا إجمالاً أن نقف في وجه هذه الموجة الطاغية من مدنية المادة وحضارة المتع والشهوات التي جرفت الشعوب الإسلامية، فأبعدتها عن زعامة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهداية القرآن، وحرمت العالم من أنوار هديها، وأخرت تقدمها مئات السنين، حتى تنحسر عن أرضنا ويبرأ من بلائها قومنا، ولسنا واقفين عند هذا الحد، بل سنلاحقها في أرضها، وسنغزوها في عقر دارها، حتى يهتف العالم كله باسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوقن الدنيا كلها بتعاليم القرآن،وينتشر ظل الإسلام الوارف على الأرض، وحينئذ يتحقق للمسلم ما ينشده، فلا تكون فتنة ويكون الدين كله لله { ولله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم }.

هذه مهمتنا إجمالاً .. فأما في بعض تفاصليها فهي أن يقوم في الأمة :

(1) نظام داخلي للحكم :

يتحقق به قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك }.

(2) ونظام للعلاقات الدولية :

يتحقق به قول القرآن الكريم : { وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدًا }.

(3) ونظام عملي للقضاء :

يستمد من الآية الكريمة : { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليما }.

(4) ونظام للدفاع والجندية :

يحقق مرمى النفير العام : { انفروا خفافًا وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله }.

(5) ونظام اقتصادي :

استقلالي للثروة والمال والدولة والأفراد، أساسه قوله ـ تعالى ـ : { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قيامًا }.

(6) ونظام للثقافة والتعليم :

يقضي على الجهالة والظلام، ويطابق جلال الوحي في أول آية من كتاب الله : { اقرأ باسم ربك الذي خلق }.

(7) ونظام للأسرة والبيت :

ينشئ الصبي المسلم والفتاة المسلمة والرجل المسلم، ويحقق قوله ـ تعالى ـ : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة }.

(8) ونظام للفرد :

في سلوكه الخاص يحقق الفلاح المقصود بقوله ـ تعالى ـ : { قد أفلح من زكاها }.

(9) وروح عام يهيمن على كل فرد في الأمة من حاكم أو محكوم :

قوامه قول الله ـ تعالى ـ : { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض }.

(10) نحن نريد :

الفرد المسلم .. والبيت المسلم .. والشعب المسلم .. والحكومة المسلمة .. والدولة التي تقود الدول الإسلامية وتضم شتات المسلمين، وتستعيد مجدهم، وترد عليهم أرضهم المفقودة وأوطانهم المسلوبة وبلادهم المغصوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله،حتى تسعد العالم بتعاليم الإسلام ( من رسالة : تحت راية القرآن، للإمام الشهيد ) .
__________________
مستر/ عصام الجاويش
معلم خبير لغه انجليزيه بمدرسه التل الكبير الثانويه بنات بمحافظه الاسماعيليه
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:21 PM.