|
أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل |
|
أدوات الموضوع | ابحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() النسبي والمطلق(1ـ 5) بقلم: د. علي جمعـة مفتي جمهورية مصر العربية نقلا عن جريدة الأهرام بتاريخ 17 ذى القعدة 1426 هـ المتأمل في الفكر الإسلامي يجد أن المسلمين قد آمنوا بالمطلق, واعترفوا بالنسبي, وإيمانهم بالمطلق تمثل في إيمانهم بالله فالله سبحانه وتعالي كان قبل الزمان والمكان والأشخاص والأحوال وهي الجهات الأربع التي تحكم الواقع المعيش, والتي ينسب إليها, ولذلك نسمي هذا المتغير بالنسبي, نسبي في الزمان أو نسبي في المكان أو نسبي في الأشخاص أو نسبي في الأحوال, والله سبحانه وتعالي هو المطلق الفرد الذي لايحده شيء من ذلك كله. وآمنوا بإطلاقية القيم, فالعدل عدل في كل ذلك ـ أعني هذه الأربع ـ والرحمة رحمة والظلم ظلم, والقسوة قسوة, ولذلك نري في القرآن الكريم قوله تعالي ![]() ويقول ربنا سبحانه وتعالي ![]() وقد نستطيع ان نعرف العلمانية, بأنها تؤمن بالنسبية المطلقة, وأن الإيمان بالنسبية المطلقة هو الذي يمثل ما اسماه الدكتور عبدالوهاب المسيري بالعلمانية الشاملة) وحينئذ فلا بأس عند ذلك المعتقد ان ينكر الله, ولا بأس عنده ان ينحيه من التلقي منه سبحانه وتعالي, أو من تهميشه من الحياة, وتحويل مسألة الإيمان بالله الي مسألة شخصية جانبية تمثل إيمانا خاصا, ولاتمثل قضية للوجود. وهذه النسبية المطلقة تؤثر كثيرا في التفسيرات اللغوية, وتجعل الكون لا حقيقة له في نفسه, بل انه كما يراه الراصد, وكما يراه كل إنسان علي حدة, فليس للأشياء حقيقة ثابتة, وهو ماينقلنا الي مذهب السوفسطائية القدماء والي مذهب الغموصية الحلولية والتي يتصور الإنسان فيها الله جل جلاله داخل الكون, وليس مفارقا له. وهو التيار الذي شاع في أواسط حركة مع بعد الحداثة, وكاد يتحكم في التيار العام للفكر الغربي في العصر الحديث. وعليه يمكن لنا أن نطبق هذا المدخل علي تفصيلات تزيده وضوحا في كيفية التعامل بواسطته مع النصوص الشرعية ومع الواقع المعيش. 1ـ إن هناك فارقا بين معني إطلاقية القرآن, وبين تفسيره بصورة واقعية وبين تفسيره من خلال منظومة النسبية المطلقة, فإطلاقية القرآن عرفها تاريخ الفكر الإسلامي في صورة القول بأنه غير مخلوق, وكلنا يتذكر محنة الإمام أحمد بن حنبل إمام اهل السنة والجماعة, وأحد الأئمة الأربعة المتبوعين الي يومنا هذا, حيث وقف وقفة صلبة في قضية الدعوة لخلق القرآن والتي تؤدي مباشرة الي انه محصور في زمانه, او مكانه, او للأشخاص الذين خاطبهم, او في الحال الذي نزل فيه, وهو الامر الذي رفضه جماهير المسلمين, لأنهم يعلمون لازم ذلك المذهب وهو مايسميه بعضهم في العصر الحاضر بتاريخنية القرآن, بمعني انه نزل لعصر بعينه, وان العصر قد انقضي بظروفه وأشخاصه ومصالحه, وانه لم يبق لنا من القرآن إلا مايمكن ان نؤمن به, او نستعمله في عصرنا الحاضر, ويتم بذلك تنحية القرآن عن واقع الناس, وتنحيته عن كونه كتاب هداية, وتنحية الإسلام عن عالميته, وعن مفهوم النسق المفتوح الذي جاء به, ولم يفرق فيه بين عربي واعجمي, ولا بين ابيض واسود, ولابين رجل وامرأة, كما انه يفتح القول بالنسبية المطلقة التي نراها قد أدت الي نفي حقائق الأشياء 2ـ أما التفسير الواقعي, فهو يؤمن بإطلاقية القرآن, وانه متجاوز للجهات الأربع المذكورة, وانه غير مخلوق, بل هو كلام الله الذي مازال سبحانه وتعالي يتكلم, وكأن القرآن قد نزل الآن, وكأنه دائما يخاطب قارئه, وهو دائما كتاب هداية لايختلف عن الواقع المعيش, لكنه يقيده بأخلاق مطلقة, وبقيم ثابته, وفيه من الأنظمة ماجعله الله سبحانه وتعالي ثابتا كنظام الشهادات, وفيه من الإجمال ما جعله الله صالحا لكل زمان ومكان, وبذلك نراه حمال أوجه, كما وصفه سيدنا علي بن ابي طالب( رضي الله عنه وأرضاه) عندما قال لعبد الله بن عباس رضي الله عنه وهو يفاوض الخوارج0(لا تخاصمهم بالقرآن, فإن القرآن حمال ذو وجوه, تقول ويقولون)[ نهج البلاغة, شرح الإمام محمد عبده, وصية رقم315]. وكما وصفه رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما يرويه علي بن ابي طالب أنه قال ![]() ![]()
__________________
عندما يعلن بعض العلمانيين انكارهم لوجود الله أصلا, فلم يعد هناك مجال للكره, بل أتبرى منها و ألعنها. عندما يعلن بعضهم أن الله موجود و لكن اختصاصاته لا علاقة لها بحياة الانسان, هنا أيضا أنا أتبرى و ألعن ..عندما تصبح الفلسفة النفعية البراغماتية ركيزة للعلمانية, و مبادئ الميكافيلية روحا لها, هنا أغلق الباب في وجها..عندما تدعو الى فصل الدين عن الدولة و السياسة, و تقيم العالم على أساس مادي قبيح, هنا أحس بمدى خبث سريرتها |
العلامات المرجعية |
|
|