#1
|
|||
|
|||
![]()
قال الله تعالى في سورة [آل عمران:79].
{وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} من الربانيين وما صفاتهم ؟ جاء في تاج العروس للفيروز آبادي: الربّي أو الربّاني:...(مَنْسُوبٌ إِلى الرَّبِّ ، أَيِ الله تعالَى ) بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ للمُبَالَغَةِ ، وقال سيبويه : زادُوا أَلفاً ونُوناً في الرَّبَّانِيِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِيصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَيْرِه ، كأَنَّ مَعْناهُ صاحبُ عِلْمٍ بالرَّبِّ دونَ غيرِه من العُلُومِ ، ( والرَّبَّانِيُّ كقولِهِم إِللاهيٌّ ، ونُونُه كلِحْيَانِيّ ) وشَعْرَانِيّ ورَقَبَانِيّ إِذا خُصَّ بِطُولِ اللِّحْيَةِ وكَثْرَةِ الشَّعْرِ وغِلَظِ الرَّقَبَةِ ، فإِذا نَسَبُوا إِلى الشَّعرِ قالوا : شَعرِيٌّ ، وإِلى الرَّقَبَةِ قالُوا رَقَبِيٌّ و ( إِلى اللّحْيَة ) ____________________ (2/461) ________________________________________ لِحْيِيّ ، *!-والرِّبِّيُّ المنسوب إِلى الرَّبّ ، والرَّبَّانِيُّ : الموصوفُ بعِلْمِ الرَّبِّ ، وفي التنزيل : { كُونُواْ *!رَبَّانِيّينَ } ( آل عمران : 79 ) قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَي حُكَمَاءَ عُلَمَاءَ ، قال أَبو عُبيدٍ : سمعتُ رجلاً عالِماً بالكُتُبِ يقولُ : *!الرَّبَّانِيُّونَ : العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ والحَرَامِ ، والأَمْرِ والنَّهْيِ ، قال : والأَخْبَارُ : أَهْلُ المَعْرِفَةِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ، ومَا كَانَ ويَكُونُ ، ( أَوْ هُوَ لَفْظَةٌ سُرْيَانِيَّةٌ ) أَوْ عِبْرَانِيَّةٌ ، قاله أَبو عُبَيْد ، وزَعَمَ أَنَّ العربَ لا تعرفُ *!الرَّبَّانِيِّينَ وإِنَّمَا عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ وأَهْلُ العِلْمِ ." أهـ. ونسب السيوطي للإمام علي رضي الله عنه قوله: " اللهم لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة, لكيلا تبطل حجج الله وبيناته, أولئك هم الاقلون عددا, الأعظمون عند الله قدرا, بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم, ويزرعوها في قلوب أشباههم. هجم بهم العلم على حقيقة الأمر, فاستلانوا ما استوعر منه المترفون, وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون, صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالنظر الأعلى, أولئك خلفاء الله في بلاده, ودعاته إلى دينه, فآها وشوقا إلى رؤيتهم". (تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشادلية). ويقول الحق سبحانه وتعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا۟ عِبَادًۭا لِّى مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا۟ رَبَّٰنِيِّۦنَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ ٱلْكِتَٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ 79}آل عمران ويقول القرطبي: "وحاصل الكلام أن العلم والتعليم والدراسة توجب على صاحبها كونه ربانياً والسبب لا محالة مغاير للمسبب، فهذا يقتضي أن يكون كونه ربانياً، أمراً مغايراً لكونه عالماً، ومعلماً، ومواظباً على الدراسة، وما ذاك إلا أن يكون بحيث يكون تعلمه لله، وتعليمه ودراسته لله، وبالجملة أن يكون الداعي له إلى جميع الأفعال طلب مرضاة الله، والصارف له عن كل الأفعال الهرب عن عقاب الله،..." وأما تأصيل المسألة: فالرباني ما حصل العلم بالله إضافة إلى العلوم الشرعية؛ فالعلم بالله سماها العلماء بالفقه الأكبر والفقه عموما سموه بالفقه الكبير. ولا غرو في الأفضلية مزية. والرباني داع إلى الله، والدعوة إلى الله هي ليست دعوة إلى سبيل الله والتي أمرنا فيها بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن؛ وإنما الدعوة إلى الله هي من خصائص الربانيون أولو العلم بالله والدليل على ذلك هو قوله تعالى: {قُلۡ هَذِهِ سَبِيلِى أَدۡعُو إِلَى اللّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۟ وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسُبۡحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَا۟ مِنَ الۡمُشۡرِكِينَ [108]} يوسف فالدعوة إلى الله على بصيرة وعلم بمتقضى ما يليق بجلال الله وما يستحيل، فضلا عن الغوص في معرفة أفعال الله جل جلاله وأسمائه وصفاته وما يتعلق بذاته وما يجب على العبد من آداب فإن الله نزه نفسه عما يصفه الواصفون واستثنى عباد الله المخلصين (بفتح اللام) {سُبۡحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [159]إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الۡمُخۡلَصِينَ [160]} الصافات كما أبان سبحانه وتعالى مكانة الراسخين في العلم {هُوَ الَّذِى أَنزَلَ عَلَيۡكَ الۡكِتَابَ مِنۡهُ آيَاتٌ مُّحۡكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الۡكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنۡهُ ابۡتِغَآءَ الۡفِتۡنَةِ وَابۡتِغَآءَ تَأۡوِيلِهِ وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الۡعِلۡمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوۡلُوا۟ الألۡبَابِ [7]} آل عمران. هؤلاء هم من يحق لهم الكلام عن الله، أما غيرهم فقد أبان الجليل سبحانه وتعالى: {وَمَا يُؤۡمِنُ أَكۡثَرُهُمۡ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشۡرِكُونَ [106] } يوسف وقوله جل شأنه: {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ [74]} الحج فهل هؤلاء من يخول لهم الكلام عن الله، وعن أفعاله وعن صفاته وعن أسمائه وعن ذاته.؟
__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي بإدارة الجمالية التعليمية دقهلية أمين اللجنة النقابية للمعلمين |
#2
|
||||
|
||||
![]()
بــوركتم على الـإفادة
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
جزاكم الله خيرا
|
![]() |
العلامات المرجعية |
|
|