خوف إسرائيل من معلمي مصر أدخل وشاهد

الأفضل رياضيات · #1 20-08-2011, 08:26 AM

دخل مدير الموساد حجرة رئيس الوزراء النتن ياهو وعلى وجهه امارات الهلع وارتمى على أقرب المقاعد اليه وقال بشفتين مرتجفين:
-كارثة ياسيادة الرئيس كارثة.
عقد النتن حاجبيه وشعر انه أمر جلل فتساءل فى اهتمام يشوبه القلق:
-اى كارثة يامدير المخابرات ؟
هل احترقت تل ابيب؟
زفر مدير المخابرات فى توتر وقال:
-اكثر ياسيدى أكثر ياليتها احترقت ولم يحدث ما حدث
قال النتن فى قلق متزايد:
-هل قرر المشير طنطاوى شن هجوما علينا؟
-ياسيدى انت تعلم ان المصريين قوم مسالمون لا يبدأون الهجوم ثم ان هناك اتفاق سلام.
هب النتن واقفا وقال بحدة:
-حيرتنى يارجل ماذا حدث بحق الجحيم؟
تردد مدير المخابرات قليلا قبل ان يقول بخفوت:
-لقد بدأت ثورة المعلمين المصريين.
تهاوى النتن ياهو على مقعده وقال غير مصدق:
-م..ماذا تقول؟
-صدقنى ياسيدى لقد احتشد المئات من المعلمين امام مجلس الوزراء اليوم فى ثورة غاضبة لتحسين أوضاعهم المادية و.........
قاطعه النتن فى غضب:
أصمت لا تقل هذا يبدو....يبدو أنها اشاعة .
غمغم المدير فى خنوع:
لا ياسيدى هذه حقيقة لقد قام المعلمون رغما عنا.
انتصب النتن واقفا وشبك اصابع يديه خلف ظهرة ودار فى المكان قليلا ثم وقف امام نافذة مكتبه ثم قال فى شرود:
لقد قام المعلمون اذا
وبعد كل هذه السنوات
ثم التفت الى مدير المخابرات وانحنى نحوه ثم قال:
- هل تعلم كم تكبدنا من مشاق وأموال لمنع هذا ؟
هم المدير بقول شىء ما الا ان النتن واصل حديثه قائلا:
-سنوات طويله و نحن نضغط على حليفنا فى مصر لكى نقضى على التعليم هناك ولم يخذلنا الرجل طوال سنوات حكمه واستطعنا أن نقضى على أى تطوير فى المنظومة كلها
تنهد النتن بعمق ثم استطرد فى حنق:
-لقد استطعنا ان نقضى على المعلم تماما فلم يعد له كرامة ولا مكانة فى مجتمعه وصار يعانى أكثر من أى مواطن مصرى فلم يعد قادرا على الابداع فى عمله مطلقا
قال المدير فى أسى:
-نعم ياسيدى لقد نجحنا فى تدمير المعلم تماما تمهيدا لتدمير كل الأجيال القادمة
هز النتن كتفيه قائلا:
لقد جعلنا المعلم يمد يديه كالشحاذ الى طلابه
وجعلنا الطالب يحتقر معلمه ويضربه ويهينه ويسخر منه
توقف النتن قليلا ثم صرخ فجأة :
هناك تقصير ما...نعم....لابد انكم قصرتم فى أداء واجبكم أليس كذلك؟
قال المدير فى توتر:
-سيدى نحن لم نقصر اطلاقا وماذا عسانا أن نفعل اكثر من ذلك؟
لقد حرم حليفنا المعلمين من الرواتب التى تكفل له العيشة الكريمة
والغى تكليف التربويين حتى نضمن انهيار المنظومة تماما
وقسم المعلمين الى فئات مشتته فمنهم متعاقد بالحصة ومنهم بالأجر ومنهم مكافأة شاملة ومنهم معلم مساعد ومنهم عقد مميز وعادى لا يعرف اى منهم الآخر ولكى نضمن عدم اتفاقهم على شىء واحد
ثم جعلنا غالبيتهم يعمل فى غير تخصصه
فجعلنا خريج آداب لغة عربية أخصائى مسرح وخريج العلوم فى المكتبات وجعلنا خريج الزراعة فى الاذاعة المدرسية
وأنهكنا المعلم معنويا فجعلناه يمتحن الكادر بالقلم الرصاص مثل تلميذ الابتدائى وجعلناه مسخة أمام طلابه اذا رسب
ماذا كنا نفعل أكثر من ذلك؟
عقد النتن حاجبيه وبدا على وجهه التفكير العميق ثم قال:
-اذا أخذ المعلمون حقوقهم فلن نفلح أبدا
هل تعلم ما يعنيه هذا؟
يعنى أن المعلم سيكون أكثر تأثيرا فى مجتمعه وسياتى اليوم الذى نجد فيه ملايين من احمد زويل فى مصر
سنجد الطالب النابغة والعالم والاديب الجهبذ والطبيب الحاذق والمهندس الماهر
وطبعا ستنتشر الأخلاق وتعلو المبادىء والقيم
ردد المدير فى رعب:
الأخلاق والقيم!!!!!!!!!!
قال النتن :
-نعم سيهدم المعلمون كل ما زرعناه فى نفوس الاجيال السابقة
سيأتى يوما ونسمع عن التلميذ الذى يحترم معلمه ونسمع عن الأسرة الفاضلة ونسمع عن حضارة مصرية حديثة تنافس كل حضارات الدنيا
ضرب النتن مكتبه بكفيه قائلا:
وهذا ما لا يجب أن نسمح به اطلاقا
هل تسمع؟
يجب اجهاض ثورة المعلمين الى الأبد
سأل المدير :
حسنا ياسيدى لقد اجتمعنا وتشاورنا فى الأمر وأصبح لدينا خطة للقضاء على الثورة ومنعها من التجمع ولكنها لا تخلو من المخاطرة
قال النتن ياهو فى سرعة:
لا مخاطرة......... كل شىء يهون امام تدمير هذا المجتمع .
قال المدير :
ستقوم مجموعة مسلحة نقوم نحن بتجهيزها بضرب بعض الاوتوبسات فى اسرائيل ونتهم الجيش المصرى بأنه لا يستطيع حماية حدودنا معه فى سيناء مما يعطينا المبرر للتحرك تجا ة الحدود وجر مصر الى اشتباكات تقلق الراى العام وتجعل الكل مشغول بما يحدث فى سيناء
وطبعا المعلمون ستقرر الوقوف بجانب الجيش وعدم ارهاقه وسيتوقفون حتما عن مطالبهم المادية فى سبيل رفعة وطنهم
وبعد اقل من شهر ستبدأ الدراسة ولن يتأخر المعلم المصرى رغم معاناته عن تلبية واجبه المقدس وسينهمك فى عمله ولن يفكر فى الثورة مطلقا
سأله نتنياهو:
وماذا لو حققت الحكومة مطالبهم بدون ثورة؟
ضحك المدير وقال فى سخرية:
اطمئن ياسيدى لن يتحقق هذا مطلقا.
ثم استطرد فى خبث:
وهل تعطى الحكومات شىء بدون ثورات؟

بقلم :
خالد عبد الفتاح
مدرسة الصحوة ع بنين المعصرة