الأزهر يبكى أمجادا ويحكى حكايا ما قد كان

[الهرمى]

الكل يعلم فترة الركود التى مر بها الأزهر هذه الفترة حالكة السواد والتى تخلى الأزهر فيها عن كل أدواره إن الأزهر فقد مكانته وهيبته من حيث أنه يعتبر المرجعية الوحيدة الأصيلة التى صانت حمى الإسلام عبر حقب تاريخية متباينة وكما نعلم أن الاسلام عبر هذه الفترات مر بمحن وفتن كثيرة ولم يجد الا جنود الأزهر ورجالاته العظماء مرابطين ومدافعين وذلك بفضل ما فقهوه من علوم ومن فهم صحيح ومعتدل لما جاء فى كتاب الله وسنة رسول الله دون افراط أوتفريط كذلك لم نجد من بين علمائه من عرف بالتنطع والتشدد فراح يكفر ويفسق ويبدع فى إخوانه المسلمين بفهم سقيم هداه إليه عقله الضال وبحجة أنه انما جاء ليصحح توحيد الأمة ولم نذهب بعيدا لو نظرت بعين مستبصر لوجدت على ساحتنا اليوم عجبا فقد تشرذم المسلمون واصبحنا فرقا وطوائف مختلفة كل يدعى الفهم الصحيح للكتاب والسنة وكل يدعى أنه يقتفى أثر السلف الصالح فإذا كان كل هؤلاء يقتفون الأ ثر ويسيرون على النهج فلم هذا التشرذم ولم هذا الخلاف بل كل حزب بما لديهم فرحون بالله عليكم كم منا اليوم يحتكم إلى قول الأئمة الأربعة وبأى قدر يجرى ذكرهم على الألسنة وهم الذين ما تركوا شاردة ولا واردة إلا وفصلوا القول فيها ونحن نعلم جميعا أن هؤلاء الرجال هم أهل اجتهاد بحق استبدلنا علم هؤلاء الرجال بوهم أنصا ف العلماء وبمن منعهم الكبر أن يقفوا فى صف المقلدين لهم وإنما أبوا إلا أن يقفوا فى صفهم مدعين أنهم للاجتهاد أهل وأنى لهم ذلك ورب معترض على بقوله أنت بذلك أغلقت باب الاجتهاد اقول له باب الاجتهاد مفتوح إلى يوم القيامة ولكن لأهله فقط ولكن وحتى لا أطيل عليكم شاء الله أن تأتى هذه الثورة المباركة فرحنا واستبشرنا وتخيلنا أنه قد حان الوقت الذى سيحرر فيه الأزهر من أغلاله ويفك من قيوده ولكن مازال الأزهر حزينا مكتئبا وحق له أن يحزن فإلى الآن لم يجد له مخلصا من هذا الأسر الذى طال أمده وأورثه ذلا وضعفا وهوانا فهو الذى طالما كانت عزته و افتخاره بأبنائه من أهل العلم والتقوى والورع الذين وجدوا فى علوم الأزهر ومتونه ومصنفاته بغيتهم ووجدوا فيه الحامى والحافظ لوحى السماء والسنة العصماء فشمروا عن ساعد الجد اجتهادا وفهما وحفظا حتى أصبحوا أنجما زاهرة فى سماء العلم ولكن للأسف كنا نحن خلفا لهم وكان أول فعل لنا أننا استغنينا عن علمه وعلمائه استغنينا عن أهل الاجتهاد الحقيقيين الذين هداهم الله لفهم كتابة وسنة مصطفاه ووفقهم لاستنباط ما فيهمامن أحكام ورحنا _جهلا منا_ لأخذالعلم من غير أهله ونطلبه من أناس أوصلهم الغرور والكبر أن يدعوا أنهم من أهل الاجتهاد فى الدين وأنهم من أولى التأويل وهم _والله _ يجهلون شروط الاجتهاد فضلا عن أن يتصفوا بها أناس هم أنفسهم طالما كانوا يتمنون للأزهر أن يخفت نوره ويذهب ضياؤه ويقل مريدوه فهو الذى دائما ما كان يفضح جهلهم ويقف عقبة أمام نشر جهلهم ومذاهبهم الباطلة ولعل عذرنا الوحيد هو أننا نتاج هذه الفترة حالكة السواد فيا رجال الأزهر إلى متى هذا الهوان أما آن الأوان لكى تثور ثورتكم ويستيقظ هاجعكم لكى تعيدوا لأزهركم مجده و هيبته وسلطانه