#1
|
|||
|
|||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم التقوى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله،اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه،وعلى آله وصحبه،وعلى كل من اهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين. أما بعد:ـ فحديثنا اليوم عن موضوع مهم جد مهم ، عظيم جد عظيم. موضوع ذكر فى القرآن الكريم حوالى258مرة ، موضوع اليوم أيها الأحباب نحتاجه كثيرا ونشتاق إليه،موضوع اليوم من حققه بصدق نال السعادة فى الدنيا والآخرة. فعن أى موضوع نتحدث؟؟ نتحدث اليوم بفضل الله تعالى عن التقوى،وما أدراك ما التقوى،إنها الغاية المنشودة من كل عبادة،من حققها سعد وفاز،ومن حرم خيرها فقد حرم الخير كله. والحديث عن التقوى طويل جدا،ومن الصعب أن أحصر موضوع التقوى كله أو معظمه فى لقاء واحد ،لذا فإنى سأتحدث اليوم بشئ من الإجمال عن التقوى فيما يلى:ـ أولا:أهمية التقوى فى حياة الفرد والمجتمع. ثانيا:تعريف التقوى وحقيقتها،وكيف جاءت فى القرآن الكريم؟ ثالثا:شرف التقوى ومنزلتها وحكمها وأركانها. رابعا:كيف نحصل التقوى؟ أو/ ماهى طرق تحصيل التقوى؟ خامسا:ثمار التقوى العاجلة والآجلة. سادسا:ما هى صفات المتقين؟ سابعا:ما هى الصفات الملازمة للتقوى فى القرآن الكريم؟ فأعيرونى القلوب والأسماع،والله أسأل أن ينفعنا بما نسمع إنه ولى ذلك ومولاه. أيها الأحبة/ ماهى أهمية التقوى؟ إن الناظر فى القرآن الكريم يجد أن التقوى لها أهمية كبيرة فى حياة المسلم ،فبالتقوى يطيع المسلم ربه،وبالتقوى يحذر من معصيته،وبالتقوى يجتهد فى عبادته،وبالتقوى يعامل عباد الله بالتى هى أحسن،وبالتقوى يعامل زوجته بالتى هى أحسن. والمتأمل فى القرآن أيضا يجد أن التقوى تتدخل فى حياة المسلم بشكل كبير،فتتدخل فى العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية،بل وفى أخص خصوصيات المسلم. ففى العبادات/ بل فى أشق أنواع العبادات كالصيام والحج تجد أن التقوى هى الغاية لكل عبادة منهما. ففى الصيام قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة/183]. وفى الحج قال سبحانه {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ } [البقرة/197] ومن هنا نفهم أن التقوى غاية منشودة من وراء كل عبادة. وفى المعاملات/ نجد أن الحق سبحانه تحدث عن التقوى فى أشد وأشق أنواع المعاملات،وهو الربا،فقال سبحانه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنْ الرِّبَا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ }[البقرة/278] وقال أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }[آل عمران/130] فإذا كان الله حذرنا من الربا ،وأمرنا بالتقوى فى اجتنابه،فمن باب أولى نتقى الله فى بيعنا وشرائنا وتجارتنا. وفى الأحوال الشخصية/ نجد أن أصعب شئ فى الأحوال الشخصية إنما هو الطلاق،ومع ذلك فقد أمرنا الله بالتقوى فى الطلاق،فبالتالى التقوى فى الزواج أولى. وفى سورة الطلاق ،نجد أن الله سبحانه تحدث عن التقوى أربع مرات،فقال: {يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ } [الطلاق/1] وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } [الطلاق/3،2] وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } [الطلاق/4] وقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً } [الطلاق/5] بل وفى أخص خصوصيات المسلم تحدث ربنا سبحانه عن التقوى. ففى التزود/ قال سبحانه{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِي يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ} وفى اللباس /قال سبحانه { يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [الأعراف/26] فالتقوى كما ذكرنا،شاملة لكل حياة المسلم،ونظرا لأهميتها البالغة ،فقد أكثر الله عز وجل من ذكرها فى القرآن ،فقد وردت بنحو258 مرة تقريبا. فما هى التقوى؟ التقوى لغة: أصلها قلة الكلام ـ ومعناها المراد: إما الحفظ ـ أو هى جعل حاجز بينك وبين ما تكره ـ أو الحذر. التقوى شرعا:اختلف العلماء فى تعريفها وتكاثرت أقوالهم: فأصلها الشرعى كما قال ابن رجب : أن يأخذ العبد وقايته من سخط الله وعذابه،وذلك باجتناب المحذور وامتثال المأمور. وقال طلق بن حبيب/ إذا وقعت الفتنة فاطفئوها بالتقوى،قالوا:وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله،وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله. وقال ابن القيم: التقوى هى العمل بطاعة الله إيمانا واحتسابا أمرا ونهيا ،فيفعل ما أمر الله به إيمانا بالأمر وتصديقا بوعده،ويترك ما نهى الله عنه إيمانا بالناهى وخوفا من وعيده. ولقد سئل أبو هريرة عن التقوى ،فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال/ نعم. قال:فكيف صنعت؟ قال/ إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه. قال: ذاك التقوى. وأخذ ابن المعتز هذا المعنى فقال: خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى ولقد استخدم القرآن الكريم التقوى بمعان خمس: 1)الخشية ، قال تعالى {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة/281] وقال{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ}[البقرة/41] 2)الطاعة والعبادة،قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران/102] قال ابن مسعود/ هو أن يطاع فلا يعصى ،وأن يذكر فلا ينسى،وأن يشكر فلا يكفر. 3)تنزيه القلب عن الذنوب ،قال سبحانه {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقِيهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَائِزُونَ} [النور/52] 4)التوحيد، قال عز وجل {إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} [الحجرات/3] 5)الإخلاص،قال سبحانه {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج/32] وفى القرآن أضاف الله سبحانه التقوى إلى شيئين: الأول/ اسم الله ،فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر/18] . أى:اتقوا سخط الله وغضبه. الثانى/ عقاب الله أو إلى زمان هذا العقاب. فالعقاب / {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}[آل عمران/131] زمان العقاب / {وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ} [البقرة/48] فالتقوى أيها الأحبة/ هى اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات"قاله ابن كثير" وفسرها على بأنها/ الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. أيها الأحبة: ما حكم التقوى؟ وما مراتبها؟ حكم التقوى هو الوجوب قطعا،والنصوص فى ذلك كثيرة لا تنحصر. أما مراتب التقوى: 1)التقوى من العذاب المخلد صاحبه[أى وقاية من الشرك]بالبراءة من الكفر. 2)التقوى من المعاصى كبيرها وصغيرها. قال سبحانه{هو أهل التقوى وأهل المغفرة} 3)التقوى عن كل ما يشغل سره عن الحق[أى تقوى عن كل ما يشغل عن الله]وهى المرادة بقوله سبحانه { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون } ولقد جمعت هذه المراتب والمنازل فى آية واحدة،قال تعالى: { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين } [المائدة/93] أيها الأحبة/ ما شرف التقوى؟ التقوى شرفها عظيم، فهى: 1)وصية الله عز وجل للأولين والآخرين: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإيكم أن اتقوا الله}[النساء/] 2)وصية النبى صلى الله عليه وسلم لأمته،اسمع: أ]روى الترمذى وأحمد من حديث العرباض بن ساريةقال"صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب،فقال قائل: يا رسول الله ،كأنها موعظة مودع فأوصنا. فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا،فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ،وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" ب)روى الترمذى من حديث أبى ذر قال صلى الله عليه وسلم"اتق الله حيثما كنت،وأتبع السيئة الحسنة تمحها،وخالق الناس بخلق حسن". ج)وروى أحمد من حديث أبى سعيد الخدرى قال صلى الله عليه وسلم"أوصيك بتقوى الله فإنه رأس كل شئ وعليك بالجهاد فإنه رهبانية الإسلام وعليك بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن فإن روحك فى السماء وذكرك فى الأرض" د)وروى أحمد عن أبى ذر قال صلى الله عليه وسلم "أوصيك بتقوى الله فى سر أمرك وعلانيته،وإذا أسأت فأحسن،ولا تسألن أحدا شيئا،ولا تقبض أمانة ولا تقض بين اثنين" هـ)وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم"اللهم آت نفسى تقواها،وزكها أنت خير من زكاها،أنت وليها ومولاها" رواه مسلم. بل إن التقوى هى وصية جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام. فنوح،وهود،وصالح،ولوط،وموسى، كل منهم قال لقومه{ألا تتقون}. ومن شرف التقوى أيها الأحبة/ أن أهل التقوى هم أولياء الله وهم أكرم الناس. أما كون المتقين أولياء الله فلقوله سبحانه{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون*الذين آمنوا وكانوا يتقون*لهم البشرى فى الحيوة الدنيا وفى الآخرة لا تبديل لكلمات الله}[يونس/] وقال{إن أولياؤه إلا المتقون} وأما كون أهل التقوى أكرم الناس،فلقوله سبحانه{إن أكرمكم عند الله أتقاكم}[الحجرات/] ولشرف التقوى/ أمر الله سبحانه المسلمين أن يتعاونا عليها فقال{وتعاونا على البر والتقوى ولا تعاونا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب}[المائدة/] فالتقوى ذات منزلة شريفة رفيعة،فلشرفها جعلها الله سبحانه خير زاد يتزود به العبد ، وجعلها خير لباس يتزين به العبد. والآن: كيف نتقى الله؟ أو/ ما هى الطرق الموصلة إلى التقوى؟ هذا أمر يطول شرحه،ويحتاج تفصيله إلى لقاءات متعددة،لكن سأذكر باختصار شديد رءوس أقلام لأمور إن طبقناها نتحصل بإذن الله على التقوى. 1)محبة الله ورسوله والمؤمنين 2)مراقبة الله سبحانه والاستحياء منه حق الحياء 3)مجاهدة النفس 4)مجاهدة الشيطان. 5)تدبر القرآن 6)العبادات بكل أنواعها. وهذا كله يحتاج لوقت طويل كى نفصله ونبينه،لكنى بإذن الله سأتحدث بالتفصيل عن كل واحدة من هذه الأمور فى لقاءات مستقلة،إن قدر الله عز وجل البقاء واللقاء. أيها الأحبة/ بقى لنا من الحديث أمور ثلاثة: ما هى ثمار التقوى؟ وما هى صفات المتقين؟ وما هى الصفات التى لازمت التقوى بحيث لا تنفك عنها أبدا؟ أما عن ثمار التقوى،فمنها ما هو عاجل فى الدنيا،ومنها ما هو آجل فى الآخرة. فالثمار العاجلة: 1)المخرج من كل ضيق،والسعة فى الرزق{ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب} 2)تيسير الأمور{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} 3)تيسير طرق العلم وتسهيلها{واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم}[البقرة/] 4)المتقى ينير الله بصيرته ويكفر عنه سيئاته{يـأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم}[الأنفال/] 5)حب الله{بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين} 6)معية الله {واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين} ومعية الله تكون بالنصر والتأييد. 7)التقوى سبب من أسباب تحصيل البركة{ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}[الأعراف/] 8)حفظ الذرية{وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا}[النساء/] 9)سبب من أسباب قبول العمل{إنما يتقبل الله من المتقين} وهذه ليست كل ثمار التقوى فهناك غيرها كثير وكثير. أما عن ثمار التقوى الآجلة فى الآخرة فما أعظمها / 1)عز الفوقية فوق الخلق يوم القيامة{زين للذين كفروا الحيوة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة} 2)الجنة والنعيم والأنهار والظلال والمقام الأمين للمتقين. ففى القرآن تجد: "إن المتقين فى: {جنات وعيون}{جنات ونعيم}{جنات ونهر}{ظلال وعيون}{مقام أمين فى جنات وعيون}" بل إن الله سبحانه يحشر المتقين زمرا إلى الجنة،ويحشرهم وفدا أى ركبانا وتزلف يوم القيامة الجنة للمتقين غير بعيد،بل إن الآخرة للمتقين والعاقبة للمتقين. أما عن صفات المتقين فهى كثيرة لا تحصى ولا تعد ،وكل صفة تحتاج إلى لقاء كامل لشرحها ولتفصيلها. فصفاتهم وردت فى القرآن فى سورة البقرة من آية 2 إلى آية 5{الم (1) ذَلِكَالْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْيُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَاأُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَعَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)} وآية 177من سورة البقرة{لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّواوُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْآَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِوَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىوَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِيالرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَبِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِوَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَهُمُ الْمُتَّقُونَ (177)} ومن سورة آل عمران من آية 15 إلى آية 17{قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ (17)}ومن 133 إلى 136 من نفس السورة{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} ومن سورة الذاريات من آية 15 إلى آية 19{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلاً مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)} أما عن الصفات التى تلازم التقوى ولا تنفك عنها كما جاءت فى القرآن فسنعرفها بإذن الله بعد جلسة الاستراحة. أقول قولى هذا وأستغفر الله العظيم لى ولكم. الخطبة الثانية فيقترن بالتقوى صفات خمس،وهى/ الصبر ـ الشكر ـ التعاون على البر ـ الطاعة ـ الإحسان فالصبر يقول سبحانه{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186)}[آل عمران] والشكر{وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)}[آل عمران] والتعاون على البر{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}[المائدة] والطاعة ،قال سبحانه على لسان نوح{فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (108)}[الشعراء] والإحسان،قال سبحانه{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93)}[المائدة] وأخيرا/ اعلموا أن أكثر ما يدخل العباد الجنة تقوى الله وحسن الخلق ،وأكثر ما يدخل العباد النار الفم والفرج. تزود من التقوى فإنك لا تدرى إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر فكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدرى فاتقوا الله عبا الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وقدما خيرا لأنفسكم اللهم اجعلنا من عبادك المتقين. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
__________________
اللهم أسألك النجاح |
العلامات المرجعية |
|
|