من نص فى الفخر لعنترة
وإن دارت بهم خيل الأعادى – ونادونى أجبت متى دعيت
دأبت الكتب وكثر من الأساتذة الأجلاء على القول أن فى هذا البيت ما يعيب عنترة ، وأن فيه ما يصم فروسيته ونبل شجاعته ، وذلك لأنه يقول فيه أنه لا يتدخل فى المعركة إلا إذا نودى ، والحقيقة إن هناك وجهة أخرى ربما لم يُلتفت إليها ، وهى أن هذا البيت فيه اعتزاز بقوة قبيلته وشجاعتها التى لا تحتاجه فى كل حرب ، بل تحتاجه ربما فى توقيت منها ليكمل ما بدأه فرسان قومه ويؤدى دروه كما أدوا ، فليست كل خيل يدعون لها عنترة ، وإلا ما كانوا فرسانا ولا شجعانا من الأصل ، فهم قادرون على أن ينتصروا فكلهم فرسان ، كما أن البيت يدل على تواضع عنترة فهو على سبيل المثال لم يقل ( نصرت متى دعيت ) بل يقول " أجبت " بما يوحى بدخوله للمعركة فى مرحلة تحتاج للهجوم المباغت السريع فكأن دعوته تكملة لما قام به قومه فى الحرب فهو فارس فى فرسان قومه ولا يرى فى نفسه سببا للنصر ، لذا لا يكون فى البيت ما يشوب فروسيته بل هو دال على شجاعته وفهمه لدوره فى الحرب وقيمة قومه وفروسيتهم التى تجعهلم سادة كبراء
|